طباعة

أبو اصبع: احتفاؤنا بـ (مقبل) يكون باستلهام القيم التي تمثلتها ودافع عنها حتى آخر رمق مميز

  • الاشتراكي نت / خاص

السبت, 20 نيسان/أبريل 2019 17:07
قيم الموضوع
(0 أصوات)


أكد رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني يحيى منصور أبو اصبع، ان الفقيد المناضل علي صالح عباد (مقبل)  لم يكن شخصية عابرة وإنما رجل صنعته تحولات كبري مر بها الوطن، وشارك هو أيضا في صناعتها، وأسهم بكل بسالة وشجاعة وتضحية في إعادة الاعتبار للوطن أرضا وإنسانا وتاريخا.

جاء ذلك في كلمته التي القاها خلال حفل التأبين في اربعينية الفقيد والتي نظمتها الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني، يوم الخميس في المقر الرئيسي للحزب في العاصمة صنعاء

وقال أبو اصبع الى إن تأبين علي صالح عباد مقبل لا يجب أن يقف عند ذكرى رحيله واسترجاع مآثره، لافتا الى انه لابد أن ننظر إلى هذه المناسبة من الزاوية التي نظر منها علي صالح عباد نفسه حين وقف في تأبين الأستاذ النعمان طالبا من الحاضرين تجاوز صراعات وإحن الماضي واستحضار رؤی النعمان والدفاع عنها وتمثلها كسيرة خالدة لرجل عاش مخلصا لوطنه منذ أن تفتحت عيناه على الحياة وحتى إغماضهما.

وفيما يلي نص الكلمة:
 

أيها الإخوة والأخوات:

رحم الله علي صالح عباد "مقبل"، الرجل الذي غادرنا بجسده، لتظل روحه على امتداد الوطن حية نابضة بكل القيم والمثل التي تشبع بها ونشرها وعاش مخلصا لها وقويا بها.

إن علي صالح عباد "مقبل" لم يكن شخصية عابرة وإنما رجل صنعته تحولات كبري مر بها الوطن، وشارك هو أيضا في صناعتها، وأسهم بكل بسالة وشجاعة وتضحية في إعادة الاعتبار للوطن أرضا وإنسانا وتاريخا حيث كان في طليعة الرجال الذين حملوا على عواتقهم عبئ تحرير الوطن من المحتل البريطاني وهو في ريعان شبابه، وقد وهب الوطن زهرة عمره وخلاصة حياته وظل ملتحمة بكل قضاياه مدافعا عن الحرية والمواطنة ومناهضا للظلم والقمع والقهر وكل أشكال التمييز.

 أيها الإخوة والأخوات:

ان لم تكن قضية علي صالح عباد يوما ما شخصية ولا آنية، فالرجل ولد لأسرة غذية، وربما فاقت ممتلكاتها من الأراضي المزروعة ممتلكات السلطان الفضلي. وعندما ذهبت الثورة إلى إجراء الإصلاح الزراعي تحيز علي صالح عباد لشعار "الأرض لمن يفلحها" ووقف بصرامة إلى جانب ص غار الفلاحين وفقرائهم، وهو من هذه الناحية ماثل كبار الثوار الذين هزوا عروش الطغاة منذ خمسينيات القرن الماضي، وعلى رأسهم الثائر فیدل کاسترو

وعندما اختلف رفاق الثورة قدر لعلي صالح عباد مقبل أن يمكث في السجن الأكثر من خمس سنوات عجاف كاد معها أن يموت. وعندما خرج من محبسه خرج قوي الإرادة، متساميا فوق جراحه وأوجاعه، نائية بنفسه عن كل ما حدث، مترفعا عن الأحقاد والصغائر، وضرب بذلك مثلا أعلى في السماحة، وقدم نموذجا مضيئا لشخص القائد الإنسان الذي يفضل الموت مقتولا على العيش قاتلا، وهو من هذه الناحية شابه نيلسون مانديللا على اختلاف الظروف وتباعد الأمكنة

أيها الإخوة والأخوات:

إن تأبين علي صالح عباد مقبل لا يجب أن يقف عند ذكرى رحيله واسترجاع مآثره، وإن كانت تلك عادة حسنة درجنا عليها فهي قليلة الجدوى. ولابد إذن أن ننظر إلى هذه المناسبة من الزاوية التي نظر منها علي صالح عباد نفسه حين وقف في تأبين الأستاذ النعمان طالبا من الحاضرين تجاوز صراعات وإحن الماضي واستحضار رؤی النعمان والدفاع عنها وتمثلها كسيرة خالدة لرجل عاش مخلصا لوطنه منذ أن تفتحت عيناه على الحياة وحتى إغماضهما.

و لقد جعل علي صالح عباد من أربعينية الأستاذ النعمان مناسبة للتذكير بما يجري من نكوص وارتدادات على مستوى الأمن والتنمية وتراجع تقاليد الدولة وانهيار منظومة القيم المجتمعية، ونبه -حينها إلى أن الماضي يعود بأسوأ ما فيه داعيا إلى المسارعة في مصالحة وطنية توقف الانهيارات وتمكن قطار الدولة الوطنية من السير فوق قضبان أمنة وتعيد الاعتبار لرموز الوطن ولمعنى الوطن أرضا وإنسانا. ولأن أهل السلطة حينها أخذتهم العزة بالإثم ها نحن اليوم، كما ترون، تحاصرنا الفواجع والانهيارات من كل مكان.

إننا حين نستعيد ما قاله علي صالح عباد في أربعينية الأستاذ النعمان نلحظ بجلاء أن الرجل كان يقول كلاما يصدق على النعمان مثلما يصدق عليه هو أيضا، فقد قال مشيرا إلى النعمان: "سيتواصل عطاؤه بذكرى سيرته العطرة وقوة المثل الذي ضربه في الصبر والاحتمال والتضحية والتمسك بقيم الحرية والعدل والمساواة والتقدم". وقال أيضا : "إن النعمان وأمثاله لم يفعلوا ما فعلوه طلبا لمديح أحد وإنما احساسا بالواجب". وفي هذا المعنى نقول لعلي صالح عباد: "لو أن النعمان حاضر بيننا اليوم لقال عنك ما قلته أنت عنه، فأنت من القلائل الذين جاد بهم الدهر، ومنك تعلمنا أن مسيرة النضال الوطني صعبة وشاقة ومكلفة، وأن أي طاقة يجب أن تبذل لصالح المجتمع كل المجتمع، وأن الصراعات الجانبية ليست إلا إهدارا لحق المجتمع على أبنائه. ولذلك كنت – یا فقید الوطن تمارس السياسة من واقع العمل لأجل المجتمع لا من أجل الذات، ولم يعرف عنك أبدا أن الوجاهة والمناصب من الأمور التي تستهويك. وبهذه المهمة وهذا التجرد عشت بيننا نظيف اليد واللسان، واحتفاؤنا بك ينبغي أن يكون باستلهام القيم التي تمثلتها ودافعت عنها حتى آخر رمق دون أن تلين لك قناة أو يهتز لك طرف في مدلهم الأحداث. لقد آثرت أيها القائد المجيد طريق التعب على طريق الراحة وكنت دائما تبرز في أوقات المغارم وتغيب في أوقات المغانم حتى ص دق فيك القول "إنك ممن يحضرون عند الفزع ويزهدون عند الطمع" ولك اليوم أن تخلد إلى الراحة وأن تنام قرير العين.

المجد والخلود للشخصية الوطنية الفذة القائد الاشتراكي الراحل علي صالح عباد "مقبل".                   

يحيى منصور أبو أصبع

 رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني

قراءة 942 مرات آخر تعديل على السبت, 20 نيسان/أبريل 2019 17:14

من أحدث