طباعة

أحمد عبد التواب المناضل المظلوم

الأربعاء, 01 أيار 2019 22:26 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

     لا أعرف في حياتي مناضلاً يسارياً في اليمن (الجمهورية العربية اليمنية) تعرض للملاحقة والتعذيب والاعتقالات المتكررة والاضطهاد في  الوظيفة حد الفصل والحرمان من الراتب كأحمد عبد التواب منتصف ستينيات القرن الماضي. كان رئيساً لهيئة الرقابة على عمليات النقد في الحديدة، وهي الهيئة المؤسسة فيما بعد للبنك المركزي. حورب في وظيفته، وفصل من البنك المركزي الذي يعتبر واحداً من أهم مؤسسيه، وواضعي لبناته الأولى (هيئة الرقابة على عمليات النقد).

كان أحمد عبد التواب الإداري الكفء الزاهد والمكافح عضواً أو بالأحرى المسئول الأول عن اتحاد الشعب الديمقراطي إلى جانب رفيقه أحمد حميد مغلس. حصل أحمد حميد على منحة دراسية إلى موسكو 78 تقريباً ليدرس القانون الدولي، ويحصل على الدكتوراه. كان أحمد  حميد موضع ثقة الأستاذين الجليلين عبد الله صالح الفضلي، والأستاذ الكبير عبد الرزاق باذيب. كنا في الحديدة في تواصل مستمر مع هذين الأستاذين حول قضايا عديدة تتعلق بالحزب، وكان التواصل يتم غالباً بواسطة أحمد حميد فكان هو المسئول الثاني في الحديدة . بعد الــ 5 من نوفمبر بدأت الاعتقالات المتكررة والمتواصلة لليسار القومي والماركسي، وبالأخص الحزب الديمقراطي الثوري والتيار الماركسي، وكان أحمد عبد التواب أبرز عناوين التيار الماركسي. بعد اعتقال دام بضعة أعوام نقل إلى مارب، ربما لإرغامه على الاستقالة، أو تعريضه حينها للخطر، ولم تقف الأمور عند هذا الحد؛ فقد تواصل القمع والاضطهاد؛ ليخرج من الاعتقال غير قادر على النطق، فغاب عن الصورة، وانزوى في قريته بعد أن كان من أنشط الشباب الماركسي المنتمي لاتحاد الشعب الديمقراطي وللشبيبة الديمقراطية.

اختفى التواب بعد أن فقد القدرة على النطق، وفرض عليه القمع والاضطهاد الانزواء عن الحياة والناس في قريته. أحد أبنائه قدم تظلماً للبنك المركزي يطالب براتب والده الفقيد الذي فصل بسبب انتمائه السياسي. ذهبت والعزيز المهندس عبد الوهاب القاضي رفيق التواب إلى رئيس البنك المركزي ابن همام، ولكنه تعامل معنا بجفاء فائض عن الحاجة؛ فهو لا يعرف أوضاع الشمال في العهود السابقة، ولا يريد أن يعرف أيضاً .ترددنا أكثر من مرة لزيارته، ولكنه كان يرفض مجرد المقابلة.

أولاد وعائلة أحمد عبد التواب بدون راتب، وبدون إنصاف. ملفه لا يزال موجوداً ولكننا وصلنا  إلى حالة فقدان مئات الآلاف لمرتباتهم، ويبقى أن نرفع الصوت لإنصاف الذين ظلموا .

ظلامة التواب تدفنه في الحياة حتى الموت، ويرثها أولاده وعائلته من بعدها؛ إنه الظلم المتوارث.

قراءة 3315 مرات

من أحدث عبدالباري طاهر