طباعة

علوان الشيباني.. الصديق ورجل الأعمال الإنسان (1-2)

الإثنين, 06 أيار 2019 23:43 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)


من سردية علوان.

حين تشعر أن هناك رغبة داخلية/ ذاتية في الكتابة عن صديق عزيز تحت ضغط مشاعر ودية/ إنسانية خاصة تجتاحك من جميع جهات الروح، لا تجد مفراً سوى الاستجابة لتلك الرغبة، فتجد نفسك محاطاً بمشاعر مختلفة عديدة، تشعر معها بالخوف من الإقدام على ذلك –الكتابة- وخاصة حين يكون ذلك الصديق ما يزال يتمتع بصحة طيبة، أدامها الله عليه، ويكد في الأرض.. ومصدر تلك المشاعر المختلفة أو منها، هو أن لا تعطيه حقه، أو تحيد عن صراط الموضوعية.. والأهم هنا، الخشية من قول البعض إن شهادتك مجروحة يغمرها محبة الصديق، وعاطفة مودة تجمعكما هي من دعتك لذلك القول أو التقريض، وتكون الخشية في الكتابة أكبر وأعظم حين يكون ذلك الصديق مشروع الكتابة عنه، يمتهن حرفة رجل أعمال، سيئة الصيت عند قطاع معين من ناس المجتمع، وهنا قد تجد من يذهب به الخيال أبعد من جرح الشهادة. ومن حسن حظي، كما يبدو، أن ليس لدي رجال أعمال أصدقاء، بمعنى الصداقة، سوى علوان بن سعيد الشيباني، وآخر له ذات المكانة.. ولذلك لن أتورط في كتابات عديدة في هذا الاتجاه.

إنني حقاً في قمة حرية الإختيار، كما يقال في الحديث عن فلسفة الحرية، وأنا أقدم على اجتراح الكتابة عن صديق نبيل وعزيز يجمع بين محبتي له، وبين كونه أحد أهم رجال الأعمال الذين يتصدرون مرتبة عالية ورفيعة في ميدان الأخلاق العامة. سألت نفسي: هل الكتابة عن الصديق رجل الأعمال أمْر حسن، أو فال حسن؟ ووجدت نفسي، وأنا في حالة الانهماك، والانشغال في الكتابة التلقائية الإستطرادية الذاتية عن علوان، لا أرى سوى علوان الصديق، علوان الإنسان، وكل ما عداه زبد.

حقاً لقد أراد علوان، وكان ما أراد أن يكون.

فتعلى للاعلى، حيث هبط أخرون للاسفل. الأسفل.

   استطيع القول مطمئن الخاطر إن المعنى المادي والسلوكي/ العملي للمثقف الإنسان حاضر في كل ما يقوم به ويمارسه علوان دون تقليل أو تهوين من قدراته الثقافية.. فهو محاور جيد في السياسية، وعلى إطلاع معرفي/ ثقافي على مستوى رفيع دون ادعاء، فلديه مساحة معرفية واطلاع لا بأس على المشهد الثقافي، مكسوة بخبرة حياتية إنسانية.. لأن الثقافة، في التحليل الأخير، ليست تنظيراً فقط، بل هي قدرة على تمثل أجمل ما  في الحياة.

 إن علوان لا يتمثل هذه القيم، على الصعيد النظري فقط بل هو أيضاً يمارسها بعفوية وتلقائية في كل حين. لقد قلب الصديق العزيز علوان سعيد الشيباني مقولة ديكارت: "أنا أفكر إذاً أنا موجود"، ليعيد تركيبها وصياغتها على معان بسيطة حياتياً وإنسانياً في صورة لا يقف خلفها تنظير فلسفي، ولا يحتاج معها إلى صياغة كتابية فكرية تعبر عنها، وذلك في صورة وصيغة: "أنا أقدم على إنجاز فعل خيري، إذاً أنا رجل أعمال إنسان".

هو رجل أعمال لم تسلبه التجارة وجريان رأس المال  في يديه عمقه الإنساني، وهو الخالد في الحياة، فالمال زائل، ولا يبقى سوى وجه الفضيلة والقيم الاخلاقية التي يتركها ذلك الأثر المالي. فالرأسمال قبيح بحكم صلته بالاستغلال للعمل المنتج، ونبيل فقط بمقدار ما يتركه البعض من أثر قيمي سامٍ يخلده في الحياة.

يمكنني القول، من خلال معرفتي بالصديق/الإنسان علوان إنه أبداً لم يفكر بجمع المال بروحية وعقلية "جري الوحوش" وراء المال، الذي يجعلك تدوس على أنبل ما في الإنسانية من قيم رفيعة.. ولم يكن هاجس التجارة وجمع الثروة بأي ثمن هما من يشغلان الحيز الواسع من تفكيره.

نعم! ولا بد من التأكيد على هذه الموضوعة دوماً! لم تهيمن الثروة واللهث وراءها على عقله وقلبه.. وبأي ثمن وإلاَّ.. وإلاَّ لما فكر في المغامرة بعقد أول اجتماع موسع لحزب البعث (منظمة البعث)، في منزله، وهو المؤتمر الأول الذي أخرج للنور "حزب الطليعة الشعبية" الذي عقد في-24 يناير 1973م، تتويجاً للقاءات موسعة جمعت قيادات وكوادر الحزب من مختلف انحاء الجمهورية العربية اليمنية، وفي مرحلة سياسية عصيبة في تاريخ البلاد في ذلك الحين، ولم يتبادر إلى ذهنه في ظروف العمل السري تلك أن سقوط أحدهم أو اعتقاله وضعفه الإنساني تحت التعذيب قد يؤدي إلى جره إلى أقبية السجون، بل وإلى تهديد حياته المباشرة بالقتل!! من يتجرأ على هكذا عمل سياسي كبير ونبيل / وخطير وهو في بداية مشواره التجاري، والرأسمالي، أو وهو يهم في ذلك؟! لا يمكن تصور أن تفكير "جري الوحوش" وراء رأس المال هو همه الكبير والوحيد. وهنا يتجلى وبأسطع ما يكون دور علوان الشيباني المغامر/ والإنسان.. فالصدفة البحتة -في تقديري- وشروط حياتية وسياسية واجتماعية معينة هي من قادته إلى أن يكون رجل الأعمال.

رجل أعمال أضاف رأس المال إضاءات جميلة على سيرته الذاتية، في عمقها الخيري والإنساني، ولمن لا يعلم، فقد بدأ حياته مغامراً صغيراً- لا يتجاوز ثلاثة عشرة سنة- في الهجرة إلى الحبشة، وفي رحلة هذا العمر المغامر الجميل التحق مواصلاً دراسته الجامعية في مصر/ القاهرة، وقادته -كذلك- الصدفة البحتة وروح المغامرة الأسطورية في داخله، وحب التعلم والتعليم، والرغبة في اكتساب المعرفة للحصول على منحة دراسية. وكانت المنحة للدراسة في أمريكا التي لم تكن حلمه –على منوال الحلم الأمريكي لدى البعض- وخلال تجربته الحياتية المغامرة، من الهجرة إلى العمل السياسي/الحزبي، حتى وصوله إلى أرفع المستويات القيادية في الحزب، إلى نجاحه في التحصيل الدراسي والتعليمي، وهو المتفوق في التحصيل العلمي الدراسي، إلى صناعة مؤسسة تجارية سياحية متعددة الأغراض والنشاطات والاهتمامات في المجال الخدمي التجاري والسياحي والاستثماري، في كل ذلك كشف عن قدرات ذاتية أخلاقية وإنسانية رفيعة.. هي رحلة مع الحياة لم تكن ميسورة وسهلة، على أن رائدها وقائدها كان روح المغامرة.. روح المغامرة اللصيقة باسمه، مغامرة محمولة بالشجاعة، لا يقدم عليها في كل الأحوال، سوى "رجل شجاع"، وأنا دائماً ما أحب أن أصفه بوصف ومسمى "الرجل الشجاع"، المحب للمغامرة- مع أن الرأسمال في بلادنا جبان ولا يحب المغامرة-، وهي كما يبدو صفة رافقته طيلة سني عمره، ولم تفارقه وهو يقود مؤسساته التجارية المختلفة..، مغامر حتى العظم.. حتى وهو يتحدى العتبات الأولى من الثمانينات.

 على أن ما يجدر الانتباه إليه هنا هو أنه لم يستثمر روح بطولة المغامرة وروحية "الرجل الشجاع" في أعمال الشر، بل في مراكمة أفعال إنسانية خيرة ونبيلة، علما أن الشجاعة في عقل الرأسمالي نادراً ما توظف في أعمال خيرية إنسانية -أقول نادراً- وعلوان الشيباني الصديق والإنسان يدخل ضمن تلك السرديات الإنسانية النادرة، التي حتى وإن وجدت، فهي قليلة ومحدودة.

يمكنني القول دون أي تحرج إن الصديق والإنسان، ورجل الأعمال علوان بن سعيد الشيباني، هو شخصية ذو طبيعة إنسانية خيرة، وهي فطرة ذاتية خاصة به وبأمثاله من الرجال القلائل، فطرة وطبيعة إنسانية ظل يرعاها وينميها ويطورها ويراكمها كنواة تنامت وكبرت تدريجياً مع تطاوله في العمر.. طبيعة وفطرة إنسانية لم يناقضها أو يتقاطع معها بالضد والعدوان، بل سعى أبداً إلى مراكمتها، وهي ما تتجسد اليوم في أعماله الخيرية وفي "مؤسسة الخير للتنمية"، وفي العديد من أفعال الخير التي يقدم عليها دون رجاء إعلان أو طلباً للشهرة مقابل دوره أو مساهمته في هذا المجال. وشخصياً، أعلم العديد من ذلك، أي من تلك الأعمال الخيرة النبيلة، دون أن أسمع أنه يتطلع من أحد للإشارة إليها أو التذكير بها كتابة، فالإعلام عنها أخر ما يهمه. وهنا يتعملق في داخله الإنسان.. ويمكنني القول إن الصديق الإنسان علوان وجد من بداية مشواره الحياتي/ الأسري من يتكامل معه ويدفعه ويشجعه، من يأنس إليه –إليها- أكثر في هذا الاتجاه وهي زوجه الكريمة الفقيدة (كارمن بالوميرو سيرانو) التي شاركته عبء ومتاعب الحياة في كل ذلك المشوار الطويل النبيل، امرأة وزوجة وجد فيها العمق الإنساني الذي يحتاجه لإكمال رحلته الحياتية الأسرية في أصفى وأبهى معانيها، وكل من عرفها، واقترب منها –أقصد زوجه- لا يتحدث عنها سوى بعطر القول ونبيل الكلام، وفضائل الخصال.. زوجة وإنسانة كانت يدها الخيرة ممدودة لكل الناس البسطاء، وغيرهم من المحتاجين، بل لكل الناس دون استثناء.. إنها الأسبانية/ اليمنية/ الشيبانية، التي تكامل معها علوان وجدانياً وحياتياً وإنسانياً بصورة فريدة حيث أصر رفيق عمرها أن يستمر ذكراها فيما كانت قد بدأته في صورة أشكال خيرية تحمل اسمها أو معنى دورها الإنساني الذي كانته.

علوان بن سعيد الشيباني قيمة سلوكية اخلاقية في كل ما يعمل، وحيثما تحرك ووجد.. تقرأ أفعال رجل مغامر وشجاع.. أفعال، وليست أقوال. لا تقرأ   أقواله إلاَّ في سياق سلوك عملي تنفيذي، وهو حاضر في بعض مستويات الفعل الاجتماعي والانساني العام في الحدود التي يتحرك فيها، وفي الحدود التي تسمح بها ظروفه.

إنسان لا يبتغي ولا يرجو إعلاناً أو شهرة، أو نجومية. يفعل الخير ويضعه في أحضان من يستحقونه/ في المكان المناسب، من أصحاب الحاجة، وغالبهم لا يعرف علوان كشخص، ولم يلتقه قط.. هو يبادر ذاتياً لمجرد سماعه من صديق ذلك، وبخبرته وفطنته يقدرّ ويتحرك. لقد عرف بخبرته الإنسانية الطويلة مكنون الماهية الإنسانية للبشر من حوله.. حتى وهو يعلم أحياناً أن من أمامه ليس صاحب حاجة جدية، بل متطلب، فإنه يقدر حالة الضعف الإنساني ويقدم على فعل ما يراه يساهم في تنشئة التربية الإنسانية السوية لمن حوله. يقدم على فعل الجميل من الأفعال الإنسانية الخيرة ويذهب إلى حال سبيله.. لم يتقرب من رجال الإعلام والثقافة مصلحياً، مع أن الكثيرين منهم زملاء عمر له، وبعضهم أصدقاء قريبون منه، ولكن ابن سعيد الشيباني أبقى كل ذلك في حدوده الشخصية بل ولا يتعمد الإشارة أو الإلماح إلى ما يجب أن يعرفه الناس عنه من أفعال نبيلة وخيرة كان مقتنعاً أنها من الأمور التي يجب أن تبقى في حدود المعني بالهم أو بالأمر.

إذا كان شاعرا اليمن الكبيران عبدالله البردوني، ود. عبدالعزيز المقالح قد أخرجا قريتيهما المنسيتين أو المجهولتين في جغرافيا التاريخ اليمني من العدم السياسي الثقافي، إلى فضاء المعلوم، ومحولانهما إلى أسماء علم في تاريخ الأدب، والثقافة، فإن علوان أبن سعيد الشيباني قد أضاف للتاريخ المعلوم لاسم "شيبان" والشيباني، قيمة إضافية جديدة، تؤكد القانون الفيزيائي في أن لا شيء يخلق ويوجد من العدم، وأن التراكم الكمي التاريخي الشيباني وجد من يلملمه ويجمعه، ويراكمه إلى كيف نوعي شيباني جديد، ولو في مكان جغرافي مختلف.. وهو ما نطالعه اليوم مع علوان الشيباني في سرديته، وسيرته الخيرية الإنسانية في جميع المجالات: المساعدة في تنشئة طفولة متعلمة، وشباب ينهض بالتعليم والعلم، ورأسمال يستثمر في السياحة والتنمية الإنسانية.

في جميع تواصلاتي التلفونية المحدودة معه طيلة السنوات الأربع العجاف التي يمر بها شعبنا اليمني، وهي تواصلات متقطعة على التلفون، كان يطغى عليها في العموم أمران، الأول: أصدقاء طفولته من الهجرة الأولى للحبشة ويتذكر العديد منهم وبالاسم، بعضهم صار لهم شأن في الثقافة والسياسية والدبلوماسية، ومنهم تجار، وبعضهم من قريتي.. إلى زملاء وأصدقاء رحلة شباب العمر، وهم كثر، وذكرياته في الحياة مع الناس، وغالباً ما كان يسأل عن الأصدقاء وبالاسم: كيف أحوال فلان؟ كيف الأحوال الصحية للأخ فلان؟ ما هي أحوال عبده علي عثمان؟ كيف أوضاع وأحوال د/عبدالعزيز المقالح؟ أحوال الأستاذ محمد الرعدي؟... وكيف أحوال يحيى العرشي؟ ..إلخ

يسأل ليعلم، وأحياناً يسأل ليبادر إنسانياً.

بعد حرب ١٩٩٤م التي وجهت حصراً ضد الاشتراكي ولا قصاء شراكة الجنوب في  السلطة والثروة، وُضعَ على أثرها الحزب الاشتراكي  تحت حالة من الحظر والحصار والنهب لممتلكاته وأمواله، كان علوان ابن سعيد الشيباني الوحيد الذي بادر من بين رجال الأعمال –وكذلك الأستاذ أمين أحمد قاسم وهو صديق عزيز- لتسليم كل ما هو للحزب الاشتراكي من أموال ومن تلقاء نفسه، وإعادتها إلى قيادته الشرعية، ولم يركب موجة الفيد والنهب التي سادت في ذلك الحين ليستولي على ما ليس له، وواجه في سبيل ذلك ضغوطاً  وأشكال إرهاب عديدة، وهو بذلك كان يخاطر بأعماله وتجارته. وهنا ومرة أخرى تظهر روح المغامر وحكاية الرجل الشجاع فيه.. لقد كشفت أزمة الحرب وتداعياتها القذرة عمق الإنسان فيه.. الإنسان كمبادئ وقيم وموقف.

إن الجلوس مع علوان متعة، فأنت تستطيع أن تتجاذب معه أطراف الحديث كمثقف وسياسي في حديث تلقائي واقعي ممتع، تشعر فيه ومعه بمدى أفقه الواسع.

علوان والصداقة:

إن للأصدقاء في سيرته الذاتية مكانة خاصة، يحيطها بحالة من الود والوفاء، صداقات بعضها تعود لسني الطفولة الأولى في القرية، وبعضها تصل وتمتد إلى سنوات الهجرة الأولى للحبشة، إلى امتدادها في تحولاته في القاهرة.. وما تزال لها نفس الذاتية (المكانة).

لقد حفرت تلك الصدقات في وجدانه أخاديدها في ذاكرة الروح لديه، مع أن العديد منهم صار في أماكن ومواقع مختلفة، سياسياً وأيديولوجياً وحتى مزاجياً.

والجميل الأهم هو حين يسأل عن بعض من غادروا دنيانا إلى الدار الآخرة، وأتذكر أنه سأل مرة عن أحوال أسرة الصديق القائد الفقيد/ عبدالجليل سلمان الذي كان هو الأمين العام لحزب الطليعة الشعبية، وحاولت للأسف تذكر اسم أبنه البكر فخانتني الذاكرة كعادتها، على أن سؤاله عن "جليل"، كما كنا نحب تسميته قد فتح باب ذكريات جليل مع علوان الشيباني، الذي كانت معزته في نفس جليل كبيرة وكان جليل يطنب  في الحديث عنه .. أصدقاء ورفاق ظلوا حاضرين ومقيمين في مفكرة الذكريات في صورة سؤاله الدائم عنهم: أين صاروا؟ كيف أحوالهم؟ ..وهكذا أحب علوان الأصدقاء بروح وعقل الإنسان الممتلئ وفاء، والقريبون منه يدركون معنى الصداقة لديه، وهو الذي تراه وتقرأه في سؤاله الذي لا يتوقف عنهم .. إنه ذلك الإنسان المنغرس في شجن الصداقة حتى سدرة منتهى الوفاء، فالأصدقاء هم زهوة الذكرى، وياسمين ما تبقى من العمر.

إن علوان في سلوكه الحياتي بدءاً من علاقته بأسرته الصغيرة التي يموت فيها عشقاً، حتى أصدقائه الكثر، هو فيض قوة أخلاقيه، وقيمة مضافة لمعنى دولة الصداقة. 

ذاكرة الصداقة لديه متينة فهي موقعة بالمحبة ومرسمة بالصدق.

إنه، بلغة الاقتصاد والمال، عملة أو مسكوك نقدي تتعاظم قيمته وأسهمه بمرور الزمن مثل الاشياء المعتقة لا ينتقص منها الدهر، بل يضيف إليها معنى، وقيماً أعلى.. مسكوك رصيده في داخله، يجدد الثقة أبداً بمن حوله وفاءً ومحبة ومودة.

إنه تراث غني بمحبة أصدقائه، وعتبه من البعض، منهم يكاد لا يري -هذا تقديري- يتوسل الأعذار للجميع، لا يعتب ولا يغتب في مجالسه أحد حتى على سبيل المزاح، وهي صفة نادرة، ومحببة. ومن هنا نفوذه الأخلاقي والقيمي، وليس لسطوته المالية التي نراها في سلوك بعض رجال الأعمال أثر، وذلك حين يتحول المال إلى سلطة سياسية قامعة وفاسدة في يد البعض منهم، من خلال الزواج غير الشرعي بالسلطة، أو مع السلطة.

علوان سعيد الشيباني إسم جليل لم يُقْرأ إنسانياً، ولم يبحث في سياق نشاطه الرأسمالي كواحد من رجال الاعمال المتميزين الذين يسعون لتعميم حالة الخير  -وهم قلة-  رجل دأب لتقليص مساحة الشر في الاجتماع الإنساني فيمن حوله.. إن جيولوجيا الإنسان هي دعامته في الحياة، ومرتكزه الذي يتكئ عليه في سيره نحو توسيع فضاء الخير الإنساني العام، وهي من تقدمه للناس كرجل ممتلئ طيبة، ونظرة مفتوحة على المعاني الجميلة في الحياة.

............تتبع

قراءة 1555 مرات آخر تعديل على الإثنين, 06 أيار 2019 23:45

من أحدث قادري احمد حيدر