طباعة

جوع وتشرد وانعدام الرواتب.. ثالوث ينهك التعليم والمعلمين في اليمن مميز

  • الاشتراكي نت / عارف الواقدي

الخميس, 16 أيار 2019 00:10
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

بعد أيام، من العجز وهو ينظر لأطفاله الستة يفترسهم الجوع بحث في أشياءه ومتعلقاته الخاصة، على أمل أن يجد شيئا ذو ثمن حتى يبيعه ليشتري بثمنه خمسة كيلو دقيق وكيلو سكر وقرطاس شاي، ليداري الأزمة التي يعيشها وغيره الآلاف من اليمنيين أيام أخرى.. هكذا يعيش التربوي عادل الريمي حياته منذ ان انقطعت رواتب موظفي الدولة.

ويقول خلال حديثه لـ"الاشتراكي نت": وأنا أبحث بين أشيائي وجدت هاتف لي قديم وقطعة قماش - ثوب لم يتم تخييطه بعد - ذهبت إلى السوق الذي يبعد عن قريتنا قرابة الساعتين مشيا على الأقدام، بعت الهاتف بمبلغ 2500 ريال، وقطعة الثوب بمبلع 3 آلاف ريال، بإجمالي 5500 ريال، اشتريت بها 10 كيلو دقيق وقرطاس شاي واثنين كيلو سكر بإجمالي مبلغ 4050 ريال.

ويضيف "منذ أكثر من أربعة أعوام ونحن نعيش هذا الوضع من الجوع والمعاناة بعد انقطاع رواتبنا، مصدر دخلنا الوحيد الذي نعيش به نحن وأطفالنا".

ويتابع الريمي: كل الموظفين في العديد من القطاعات المتواجدون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ينتظرون طوال الشهر الراتب الذي عاد إليهم من قبل الحكومة الشرعية، إلا المدرسين والتربويين طوال الشهر ينتظرون الموت، مضيفا "هذا شهر رمضان المبارك على الأبواب، وبعده عيد، وكل واحد تكاليفه أكثر من الثاني، والله عالم بالحال والوضع الذي نعيشه، أصبحنا نقتات وأطفالنا الألم والوجع أكثر مما نقتات فتات الأكل اليابس الذي نعيش عليه يوميا".

المدرس أحمد صالح، يقول في السياق "لقد أضحى حالنا لا يخفى على أحد، حرب وبطالة، فقر ومرض، خوف من المجهول، خذلتنا حكومة الحوثيين وخذلتنا حكومة الشرعية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لقد خذلنا قادتنا ومسؤولينا، ولم يرأف لحالنا وأطفالنا أحد".

ويؤكد "نناضل في ميدان العمل التربوي (عملنا الأساسي الذي نمارسه) منذ أكثر من 30 عاما، ولا نجيد غيره من الأعمال، واليوم لا نجد من يعطينا ما يساوي قيمة كسرة خبز".

ويضيف "حتى لو أجبرنا أنفسنا على القيام بأي عمل آخر مهما كان وأيا كان لكن للأسف لم نجد أبواب العمل مفتوحة لنا، فأرباب العمل اليوم تخلصوا من العمال الممارسين للمهن بكل جداره، فما بالك بمن هو مبتدئ ولا يجيد أي حرفه".

وحول ما تقدمه الأمم المتحدة يقول عادل الريمي: لنا شهر ننتظر الحوافز الذي وعدتنا بها الأمم المتحدة، وكذلك نصف الراتب الذي وعدوا به الحوثيين، وأيضا الرواتب الذي وعدت بها الحكومة الشرعية، لكن حتى الآن لم نستلم أي شيء مما ذكر وجل ما حصلنا على مجرد وعود، مضيفا "والغريب في الأمر ان حكومة الشرعية تصرف لقطاع الصحة في عموم المحافظات ما عدى التربية والتعليم في تجاهل متعمد".

"لنا أكثر من 20 يوما انا وأسرتي نتسلف كل شيء في البيت، البر والسكر، حتى أن جميع أهل القرية والجيران أصبحوا يخافوا مننا، ويغلقوا أبوابهم دوننا، ومن رد علينا يقول: ولا معي شيء" - يتحدث الأستاذ عادل بعيون تملؤها الدموع لتربوي عمل أكثر من 35 عاما في التدريس وفي خدمة المجتمع ولم يجد اليوم حين هاجمه وأطفاله الجوع من ينقذه.

يذكر ان أكثر من مليون موظف حكومي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين يعيشون - وفق تقارير صادرة عن الأمم المتحدة - من دون رواتب، منذ انقطاعها في سبتمبر/ أيلول 2016م، منهم 135 ألف معلم وتربوي، تكفلت منظمة الأمم المتحدة "اليونسيف" بصرف مبلغ 50 دولارا شهريا أي ما يعادل (25 ألف ريال يمني) وزاد ان تحايلت جماعة الحوثي الانقلابية على الكثير من التربويين واستبدالهم بأشخاص من الموالين لها.

 وكانت الحكومة اليمنية الشرعية، بدأت بتسليم مرتبات الموظفين الحكوميين في القطاع الصحي والقضائي، ومرتبات المتقاعدين الموجودين في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الانقلابية، الأمر الذي أثار استياء المعلمين بعد تجاهلهم من قبل الحكومة الشرعية.

وفي سبيل تخفيف معانات المعلمين اليمنيين سلمت منظمة اليونسيف، يوم الأحد، الـ12 من مايو/آيار الجاري، المبلغ المقدم عبرها كمنحة من دولة الامارات والسعودية للمعلمين، غير أنها وبحسب ما افاد العديد منهم استقطعت مبالغ كبيرة حيث تسلم البعض مبلغ 1000 ريال فقط.

مصادر تربوية في محافظة إب، وسط البلاد، الخاضعة لسيطرة المسلحين الانقلابيين أكدت ان منظمة اليونيسف أقدمت على استقطاعات مالية كبيرة من مستحقات آلاف المعلمين والمعلمات في المحافظة، إضافة إلى إسقاط اسماء المئات من المعلمين من كشوفات صرف الحوافز النقدية، والتي استثني منها الكادر الإداري والموجهين.

وطالب المعلمون  بإعادة تلك المبالغ كون ما صرف لهم عبارة عن مساعدات تحت مسمى حافز نقدي لاستمرار العملية التعليمية في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين تؤكد المصادر بأن آلاف المعلمين استلموا مبلغ لشهر واحد فقط وخصم عليهم شهر كامل.

المصادر ذاتها كشفت ان بعض المعلمين استلموا 34 ألف ريال فيما

البعض استلم  10 ألف ريال و 3000 ألف ريال وآخرين تم خصم المبلغ كاملا.

وبررت منظمة اليونسيف، في توضيح نشرته على صفحتها الرسمية ان صرف حوافز المواصلات يعتمد على نجاح التحقق من الهوية والأهلية والدوام للمدرسين والعاملين في المدارس لكل شهر ابتداءً من شهر أكتوبر 2018م، مؤكدة ان المبلغ الشهري للحافز هو ما يعادل 50 دولار أمريكي بالريال اليمني بسعر صرف الأمم المتحدة للشهر الذي يصرف الحافز عنه.

وتابعت "بالنسبة للذين تم التحقق منهم لأول مرة، فسيتم صرف حافز المواصلات لشهر واحد وستغطي المدفوعات اللاحقة حافز الشهر الفائت، إضافة إلى حافز شهر أو أكثر بأثر رجعي من أكتوبر 2018م".

وبينت ان "مبلغ حافز المواصلات الذي سيتم صرفه في كل دورة صرف سيعتمد على نجاح عملية التحقق وتأكيد الحضور للأشهر المعنية وبالتالي لن يكون نفس المبلغ للجميع".

قراءة 3526 مرات آخر تعديل على الجمعة, 17 أيار 2019 03:16

من أحدث