طباعة

لا تنسوا اسمها…

الإثنين, 26 آب/أغسطس 2019 18:02 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

بعد الغروب تحديدا، تهلان بوجهيهما البريئين على عيني وسمعي ، أسمع اصواتهما وهن لازلن أمام الباب المغلق ، يستئذن ويهلان….

د. ساميه الاغبري بطلتها الطيبة التي تنبئ دوما عن أجمل نفس عرفتها من بين نفوس قليله من ذهب… وإيثار نادر وجوده.. وللدكتورة ساميه الان تلامذة يملئون فراغ الكون بجدهم واجتهادهم، انهم يصنعون أسماءهم بجداره... عائده أحدهم إن لم تكن وستكون أبرزهم...

تلك البنت تطل من وراءها، تسلم: أنا عائده، طالبه عند أمي د. ساميه، أحس انا أن كل تعب اليوم وكنت وقتها مديرا لتحرير صحيفة الثورة، وأثر القات وانا لا ادخن يتوارى، أن يقول أي كائن أن مدرسي هو بمثابة أمي، فيعني انه الارض التي تنجب سنابل محملة بالحب او الحب لا فرق….

 نظل نتحدث في الامور الشخصية، ثم ولابد نعرج على المهنة كصحيفه، ثم نمر على كلية الاعلام بجامعة صنعاء التي برغم ظروفها القاهرة من مبنى مرعب، إلى امكانيات ضحله، لكن هناك طلبه هم في حقيقة الامر من معدن الذهب، وهنا لا يكذب ابوبكر ولا يبالغ عندما يغني "لو خيروني بختار الذهب"....

عائده الصلوي إسم حفر نفسه على لوحة من ذهب، إذ برغم الظروف الشخصية الصعبة فقد ظهر معدنها يلمع من هناك من على الاطلسي يصل شعاعه الى هذه البلاد الموجوعة حد الوجع…

كانت عائده تحدثني عن والدها، وهو احد الرجال الذين نحتوا الصخر بحثا عن لقمة مغمسة بالكرامة، ويربي اولاده، وعائده النموذج الابرز امامكم…..

ذات مساء قلت: يا د. ساميه أين عائده؟، قالت بحميميه: ذهبت إلى المغرب دراسات عليا، ابتسمت ولم أعلق…

 عائده برغم ظروفها الشخصية، فقد نجحت في متابعة تربية ابنتها، وانجبت مولودا آخر هو الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة ابن طفيل المغربية، وهي اعلى درجة تمنحها الجامعات المغربية مع التوصية بطباعة الرسالة….

أنا أخرت تهنئتي متعمدا إلى هذه اللحظة، فقد مر عيد، ليهل عيد عائده... يلون حياتنا الموجوعة بشعاع من ضوء فرح يجعلنا نثق أن الحياة دائما تنتصر على الحرب والعبثية منها تحديدا… اتملى اللحظة في وجهها وهي تناديني: شكرا يا عمو، اقول:

شكرا عائده انكي أكدتي المؤكد أن المرأة هي الام لكل ما هو جميل….

لله ألأمر من قبل ومن بعد.

قراءة 4877 مرات

من أحدث عبدالرحمن بجاش