طباعة

تشكيكات في مسؤولية الحوثيين عن الهجمات على أرامكو واتهامات لقوى عالمية بالوقوف وراءها مميز

  • الاشتراكي نت / متابعات

الخميس, 19 أيلول/سبتمبر 2019 17:11
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

لا تزال الهجمات التي استهدفت مجمع "أرامكو" النفطي في شرقي السعودية يوم السبت الماضي يستحوذ على إهتماما دوليا وخبراء عسكريين وفي المجال الدفاعي الاستراتيجي، وسط تشكيكات في مسؤولية الحثيين عن الهجوم واتهامات لقوى عالمية بالوقوف وراءها.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الخميس، إن إعلان جماعة الحوثيين في اليمن مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت منشأتي نفط سعوديتين يوم السبت "يصعب تصديقه إلى حد ما".

 وأكد لو دريان في مقابلة تلفزيونية، "أنه بانتظار نتائج التحقيق الدولي ليقول رأي بعينه، مشيراً إلى أن التحقيق في الهجمات سيكون سريعا.

وفي وقت لاحق  قال متحدث باسم الجيش الفرنسي إن بلاده أرسلت سبعة خبراء إلى السعودية للتحقيق في هجمات أرامكو.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، الأربعاء إن خبراء من الأمم المتحدة يجرون تحقيقاً دولياً حول الهجمات التي استهدفت منشأتي النفط لشركة أرامكو السعودية،

 ونقلت الوكالة عن مصدر دبلوماسي يوم أمس إن هؤلاء الخبراء هم في طريقهم إلى السعودية أو قد يكونون وصلوا إليها.

وأكد دبلوماسي آخر رافضاً كشف هويته أن "اجراء تحقيق دولي هو أمر جيد جداً"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضح دبلوماسيون أن مهمة الخبراء الذين أرسلوا للسعودية، تستند بشكل خاص إلى القرار الذي صادق على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وإلى القرار الذي فرض حظراً على الأسلحة في اليمن.

وينص القرار الأول الذي اعتمد على 2015 على إمكان إرسال خبراء من قسم الإدارة السياسية في الأمم المتحدة عند العثور على مواد ذات صلة بأسلحة مصنعة في إيران في بلد ما.

وأرفق القرار المتعلق باليمن الذي اعتمد كذلك عام 2015 بتشكيل لجنة خبراء مكلفة تنفيذ حظر الأسلحة. وتقدم هذه اللجنة تقاريرها بشكل دوري.

ووفقاً لمصدر دبلوماسي فقد تم استدعاء خبراء اللجنة بسبب تبني الحوثيين لهجمات السبت التي استهدفت منشأتي بقيق وخريص شرقي السعودية.

وكانت وزارة الخارجية السعودية أكدت في بيان الاثنين الفائت أنها ستقوم "بدعوة خبراء دوليين ومن الأمم المتحدة للوقوف على الحقائق والمشاركة في التحقيقات" في شأن الهجمات.

وتعرضت منشأتان نفطيتان تابعتان لعملاق النفط السعودي شركة "أرامكو" في محافظتي "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية، السبت الفائت، لهجوم من طائرات مسيرة تبنت جماعة الحوثيين الانقلابية المسؤولية عنه، ما أدى إلى حرائق هائلة فيهما، وذلك في ثالث هجوم من هذا النوع يتبناه الحوثيون خلال أربعة أشهر على منشآت تابعة للشركة.

وتسبب الهجوم في توقف أكثر من نصف إنتاج المملكة أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 ملايين برميل يومياً.

واتهمت السعودية والولايات المتحدة، إيران بالوقوف وراء الهجوم وهو ما نفته طهران بشدة، وحذرت من أي تحرك ضدها.

وقال مسؤول أمريكي إن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامئني وافق على الهجوم على منشأتي النفط التابعيتن لمجموعة أرامكو.

و ذكرت شبكة "سي بي إس نيوز" الإخبارية الأمريكية الأربعاء نقلا عن مسؤولين لم تكشف هوياتهم أو كيف حصلوا على المعلومات، أن خامئني وافق على الهجوم شرط أن يتم تنفيذه بشكل يبعد الشبهات في أي تورط إيراني.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن الأدلة الدامغة ضد إيران هي صور التقطت بقمر اصطناعي ولم يتم نشرها بعد، تظهر قوات الحرس الثوري الإيراني وهي تقوم بترتيبات للهجوم في قاعدة الأهواز الجوية.

وأوضحوا أن أهمية الصورة لم تتضح سوى في وقت لاحق.

وجددت جماعة الحوثيين مساء أمس تبنيها للهجمات وقالت إنها نفذت بعدة أنواع من الطائرات المسيرة التي تستطيع التخفي والمناورة وإصابة الهدف من عدة زوايا.

من جانبه قدم خبير دنماركي ومركز دراسات استراتيجي أسترالي افتراضات عن أن دقة الاستهداف تتطلب تقنيات وإحداثيات جوفضائية لا تمتلكها سوى 3 قوى عالمية: روسيا والصين وأميركا.. وأن المهاجمين حصلوا عليها بطريقة ما، ويربط هؤلاء بين من هو المستفيد من ارتفاع أسعار النفط، بين تلك القوى، والإحداثيات التي وصلت لإيران، إن بشكل مقصود من روسيا، أو سوء استخدام لتبادل معلومات.

ويذهب هؤلاء إلى مطابقة الصور التالية للضربات، للتدليل على دقة الاستهداف للخزانات في نفس الزاوية وبنسبة مائة في المائة، ما يعني وجود إحداثيات لا تملك التحكم بها سوى قوى دولية كبرى.

وفي هذا السياق اعتبر أحد الخبراء الدنماركيين من مركز الدراسات العسكرية في كوبنهاغن أن "الهجوم على السعودية بطائرات بدون طيار لا يمكن أن ينفذ بهذه الدقة دون مساعدة (المهاجمين) من واحدة من القوى الثلاث الكبرى في العالم".

ووفقاً لادعاء الخبير العسكري، هانس بيتر ميكلسن، في لقاء تفصيلي، نشر مساء أمس الأربعاء، مع إحدى كبريات المؤسسات الإعلامية في الدنمارك، "بيرلنغسكا"، فإن "السعودية شهدت سابقاً محاولات للإضرار بإنتاجها النفطي بضربات صاروخية غير دقيقة، فيما الطائرات المسيرة أثبتت نجاعتها في الهجمة الأخيرة، لأن الرادارات لا تستطيع اكتشافها".

وبعد الحديث عما سماه "حرباً بالوكالة، بين السعودية وإيران في اليمن، يعيد إلى الذاكرة حرباً باردة كانت قائمة فعلياً بين معسكر غربي وشرقي (سوفيتي)"، أشار إلى أن "قوتين إقليميتين كبريين في الشرق الأوسط، السعودية وإيران، تخوضان نزاعاً طويلاً، يدعم كل طرف فيه أذرعه، فطهران تدعم الحوثيين، بينما تدعم الرياض قوات الحكومة اليمنية، ما جعلهما تغرقان في حروب بالوكالة".

واستعرض الخبير العسكري إياه أموراً عديدة، بما فيها "تحول الحرب الباردة إلى ساخنة"، وخوف الطرفين من ارتفاع منسوب التوتر "بشكل عنيف، مرتبط بالنفط"، واعتبار هذا الخبير أن الدعم الأميركي للرياض لعقود يعود لاعتبارات، من بينها أنها "مستورد كبير للسلاح، إلى جانب استيرادها من بريطانيا وفرنسا، ولكن الاستقرار في السعودية أمر مهم جداً للغرب، ولواشنطن التي وإن لم تكن تستورد النفط بكثرة كما في السابق، إلا أن ارتفاع أسعاره سيضرّ أميركا نفسها، مثلما يضر الاقتصاد الأوروبي والدنمارك كبلد يملك أكبر أسطول شحن بحري (عبر مجموعة ميرسك)".

ويميل ميكلسن، وهو من مركز دراسات معروف في الشمال، يميل نحو فرضية وجود "واحدة من القوى العظمى تتحمل مسؤولية الضربات الأخيرة في أرامكو". ففي سياق استعراضه القوتين السعودية والإيرانية، يذكر ميكلسن أن "مسعى إيران لامتلاك سلاح نووي على طريقة كوريا الشمالية، بحيث لا يستطيع أحد مهاجمتها، يقابله وجود تكنولوجيا تسليح مختلف في السعودية، فصحيح أن طهران لا تمتلك سلاحاً ذرياً، لكنها تمتلك أنظمة صاروخية تستطيع استهداف البواخر، إلى جانب وجود طائرات مسيرة كثيرة"، ويخلص إلى احتمال "وجود لاعب عالمي في الضربة الأخيرة".

وشأنه شأن غيره من خبراء عسكريين غربيين، لا يؤمن ميكلسن بأن أياً من قام بضرب "آرامكو" أخيراً "يستطيع القيام بذلك بدون مساعدة من الخارج". ولفهم نظريته يستشهد ميكلسن بدراسة صور الأقمار الصناعية لما بعد الضربة: "إذا ما نظرت بدقة إلى الأماكن التي استهدفت في البقيق؛ فستجد أن كل خزان أو مكان استهدف أصيب مائة في المائة بنفس المكان والزاوية، وهذا لا يمكن أن يتم من دون إحداثيات دقيقة جداً ومن طرف يعرف الدفاعات السعودية الجوية"

"بيرلنغسكا" نشرت الصور التي أشار إليها الخبير العسكري، مع استشهاده بدراسة من "المركز الأسترالي للدراسات الاستراتيجية"، والتي نشرت أمس الأربعاء، وتشير إلى فرضية أنه "لا يملك الإيرانيون مطلقاً قدرات فضائية توفّر لهم تلك الإحداثيات من أجل إصابة دقيقة كالتي نشاهدها في الصور... وبالتالي هم مضطرون للحصول عليها من طرف آخر".

وفي ذات الاتجاه يتساءل ميكلسن "من هو الذي لديه اهتمام بارتفاع أسعار النفط؟. وتالياً يذهب، كما تذهب دراسة المركز الأسترالي، إلى قول صريح: "من يملك تقنيات تحديد الإحداثيات هم الصين وروسيا وأميركا، ولا أظن بطبيعة الحال أن الأميركيين سيعطون الإيرانيين صوراً فضائية وبإحداثيات دقيقة، إذ هم ليسوا مهتمين مطلقاً بارتفاع أسعار النفط، ولا الصين كذلك مهتمة بارتفاع الأسعار، ويبقى السؤال: هل قام الروس بإعطاء إيران إحداثيات فضائية... وبالتالي يمكن للمرء أن يتعمق بتفكيره بالطرف الذي يؤجج ما يجرى لمصلحة ارتفاع أسعار النفط".

ومن ناحيتها فإن الدراسة الأسترالية تترك الباب مفتوحاً بشكل واضح أمام التخمينات، وهي تشير إلى قدرات الروس الفضائية، وتفترض أنها ساعدت إيران للحصول على صور فضائية. وتعتبر الدراسة أن "المؤشرات تشير إلى تورط لاعب/ لاعبين يملكون من بين أشياء أخرى التالي: القدرة الاستخباراتية المكانية من برامج جوفضائية، والقدرة على مخادعة نظام الدفاع الجوي السعودي، أو التخفي عنه".

ومضت الدراسة التي نشرت أمس على موقع المركز الأسترالي في افتراضاتها تلك، عن الدور الروسي، بالقول إنه "من المحتمل أيضاً أن الإيرانيين أساؤوا استخدام بيانات فضائية قدمها الروس لهم أثناء تبادل معلومات استخباراتية كجزء من شراكتهما في سورية، بمعنى أنه يمكن الافتراض ألا يكون الجهد الروسي متعمداً لاستهداف البنية التحتية الحيوية".

واعتبرت الدراسة أن الفرضية الثانية لطريقة الاستهداف "تتطلب الوصول إلى مشاهد ذات دقة أخرى غير تلك التي يوفرها (غوغل)، ما يعني أن المهاجمين تمكنوا من الوصول إلى صور فضائية عالية الاستبانة وقاموا بمهمة استطلاع فضائي، وهو أمر غير محتمل لدى المهاجمين (الحوثيين)".

واستعرض معدّو الدراسة صوراً فضائية لما بعد الضربة، مذكرين أنه "كما هو موضح في الصورة، ارتطام (الأجسام المهاجمة) يتكرر في الخزانات الأربعة. الدقة الرأسية لنقاط الارتطام ملاحظة بوضوح، وهو ما يفترض استخدام إحداثيات رأسية دقيقة منسقة تتطلبها الأسلحة الموجهة عبر نظام جي بي أس العالمي لتحديد المواقع".

وفي السياق اعتبر السيناتور الجمهوري الأمريكي البارز، ليندسي غراهام، الأربعاء، الهجمات على منشأتين نفطيتين في السعودية، "عمل حربي يستدعي رداً حاسماً".

وقال السيناتور في الكونغرس الأمريكي، وهو أحد الأصوات البارزة في السياسة الخارجية لحزبه الجمهوري: "من الواضح أنّ مثل هذا الهجوم المعقّد بطائرات مسيّرة أطلقت صواريخ على حقل نفطي سعودي إضافة إلى أكبر منشأة لتكرير النفط في العالم لا يمكن أن ينفذ إلا بتوجيه ومشاركة النظام الشرير في إيران".

وأكد غراهام، في بيان، أن "الهدف يجب أن يكون استعادة الردع الذي فقدناه في مواجهة العدائية الإيرانية". وأشار إلى أن "رد الفعل المدروس" لترامب على إسقاط طائرة أمريكية مسيّرة في يونيو الفائت، "رآه النظام الإيراني بشكل واضح دليل ضعف".

وكان السيناتور الأمريكي البارز، دعا في وقت سابق للتفكر في شن هجوم على مصافي النفط الإيرانية كرد فعل، وهي خطوة وفق رأيه "ستقصم ظهر النظام".

وتم وضع تقرير سري موجز حول الهجمات على منشأتي نفط في السعودية السبت الماضي، في تصرف أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في مكان آمن في مبنى الكابيتول، وفقا لمصادر مؤكدة في الكونغرس.

ودعا مشرّعون أمريكيون، مساء الثلاثاء، إلى توخي الحذر في الرد على الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت نفطية سعودية. وقال أعضاء جمهوريون آخرون من بينهم ماركو روبيو ورون جونسون، إنهم يعتقدون اعتقاداً جازماً بأن إيران مسؤولة عن الهجوم على السعودية.

لكن الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جيم ريش، حذّر من شن هجوم عسكري سريع رداً على إيران، وقال: "لسنا في أي مكان قريبين من هذه النقطة، ما زلنا في وضعية التحليل"، مشيراً إلى أنه شجع المشرّعين على دراسة الأدلة السرية المتعلقة بالهجوم.

 

قراءة 1363 مرات آخر تعديل على الخميس, 19 أيلول/سبتمبر 2019 17:41

من أحدث