طباعة

سننجز للغد موعد.. عدنان اول الغيث

الأربعاء, 04 كانون1/ديسمبر 2019 17:27 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

" لكن دم الضحايا صانع الألحان.."

 

 التقيته عصر الجمعة في عزاء فقيد القضية ابكر.. رمقني بنظراته الشهمة وانا اتحسس اقدامي ليشق طريقه بين الناس وجدتني ارفع تحية لمقامه المتواضع بين الناس رد بمثلها.. هناك اقصى الصالة التي اكتضت الى جوارها ثلاث خيام لم تتسع للمعزيين..

 كان عدنان واحد من الناس ربما كان اكثرهم ثقة ان الموت لن ينال من القضية.. لازال عدنان ذلك القائد الإنسان الذي يضمد تهتك نسيجنا الوطني ويرتق الخرق الكبير بأنامله التي لم تبرح الزناد،

 كان ولم يزل يوقد فينا محارب عتيد،

 كان القاتل يفرغ آخر مافي جوفه ليعلن الإفلاس..

  لن ننتظر لنعرف ملابسات الحادث ولن نطالب بتشكيل لجنة وليس بمقدورنا ان نعلن ان رحيله شكل خسارة فادحة للمشروع الوطني، بل سنكتب بشتى الالوان ان عدنان رمز وطني قادر على تخليق قوى خارقة لتعيد السيطرة على المشهد لتسحب البساط من تحت براثن القوى الرخوه لتحل محلها قوى حية تبعث المدينة من بين الركام،

 سنحتاج لنرفض كل خائن، سنحتاج لنقاوم بكل اشكال المقاومة، سنحتاج لنعيد قراءة عدنان مراراً حتى يشع من بين السطور المسار، ليس بمقدورنا انتظار الحكايات والروايات والاخبار العاجلة والعناوين الباهتة التي ستدعي العثور على مشاهد ماجنة لتحرف الانظار عن خط السير الذي اختطه العميد..

لم يمت عدنان لازال يومض في البعيد كنجمة تشع لتهدي السائرين اينما اتجهوا فثمة عدنان يؤم الجيش والناس اجمعين.. وصلاة المجاهدين القتال، رحل عدنان ولم يرحل اللواء.. كان عدنان الاول ولازال بلا منازع.. كان الاول ولم يكن الاخير.. كان حراً كتب ببندقيته قصة علينا ان نعيد تمعن معانيها ومطالعة ما بين الثغور..

 للقابضين على الزناد لا يصيبكم الضعف والهوان..

 انتم الغد وانتم من يرفع صواري البحر ويوقد الشمس رابعة النهار..

 "جددوا في فم الذبالة غاز قبل ان يطبق الظلام العتيد"

 يا ابطالنا ويا شباب البلاد بينكم وفيكم ألف عدنان فقد دانت لكم اللحظة فلا تفوتكم..

 اجعلوا من عدنان تذكار محبة للعابرين الى مدينة الغد وارجوكم لا وقت لدينا للبكاء، لن نصنع صنماً نحنط صورته الى جوار هياكلنا القديمة بل سنجعله محارباً لا يفتر بأسه وفأسه..

 السنابل لا تموت وغداً تزهر حقول القمح في ارواحكم، ستعشب الارض سيعود المطر، عدنان اغنية عزفتها الخنادق والبنادق،

 شكلوا من ذواتكم قادة للمواقع والمواقف واتحدوا على ذات الهدف، اجعلوا من ثكناتكم محاور، سيعود عدنان كل وقت وحين وآن ما دمتم على الارض نجوماً تقاتل..

 

قراءة 1614 مرات

من أحدث احمد النويهي