طباعة

الوجع العالق في خاصرة الزمن.. عام سعيد يا توفيق القباطي

الأحد, 22 كانون1/ديسمبر 2019 17:39 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

عام سعيد يا توفيق سيف القباطي شاعر وإنسان أنيق ونقي الروح، وإن كان عام بل زمن غير سعيد ولا يسر وأنت وحدك تعاني باحثاً على رنا والتي لا يدرك كثير ما هي رنا بالنسبة لك، ومن هي رنا..

الشاعر توفيق المسكون بحزنك وحيداٌ إنني خجولاً من قول عامك سعيد وأنا أحفظ عن ظهر قلب أن توقيت حضورك على جغرافيا الموت ليس سعيداً.. يكسرني اختصار حضورك بروزنامة الرفاق في بهجة ووجع القصيدة..

لا أعرف بالطبع متى رأيتك أخر مرة تُشذب عبق وحدتك في سوق القاع بالعاصمة صنعاء...؟ ربما كان قبل عام.. وربما قبل تشرد عقارب الساعة مثلك تماماً..

كانت رائحة الوقت أنت وعقارب الساعة تبحث على جغرافيا الزمن بعد أن فقدت بوصلتها، وكنت أنت الزمن الذي توقف عند محطة الصمت متكئ على عكاز وحشتك تبحث عن وطن.. صدئ تعثرك نما شجر في كتاب الغيم..

في ذاك التوقيت وفي إحدى بوفيات سوق القاع بصنعاء، كنت أحتسي نصف كأس شاي بالنعناع وبمعيتي الزميل والروح النقية عبده زيد المقرمي، وكان يتهادى تحت الأضواء الخافتة يم من الصلوات والأحزان..

همست لزميلي بن زيد وبلا مقدمات إنه توفيق القباطي.. نظر إلينا توفيق بروحه وليس بعينيه وابتسم.. جلس توفيق ليحتسي الشاي وقرأت في عميق روحه تساؤل كثير: هل حقاً أنا هنا توفيق دون سواه، اين الرفاق، لماذا لم يعد المكان مزدحم بهم كالعادة، لماذا رحل الرفاق وعلقت القصيدة في رئتي..؟

لم أجد ما أرد به على تساؤلات روحه غير أن أردد قصيدة رنا لتوفيق ذاته:

عام سعيد يا رنا

البحر يذكرهم

وينساني أنا

يا للحنين، مخضباً بالأشرعة

بنوارس العهد البعيد

وزوارق الماضي التي

ظلت هنا.

كانوا هنا معي يوما

ويوما هاجروا وتغربوا

كادت جياد البحر

تبعد بيننا.

همست بسر لي رنا

والبحر يفضح سرنا

عام سعيد يا رنا

البحر يذكرهم

وينساني أنا.

وغادر توفيق المكان وعلق وجعاً في خاصرة الزمن.. فيما أنا وزميلي بن زيد حملنا ما كنا جمعناه من مخلفات البلاستيك وكذلك وجع توفيق وغادرنا متسع المكان نحو فضاء توفيق..

ونحن نقف على عتبات عام جديد 2020، لن أتوقف عن ترديد: عام سعيد يا توفيق، وإن كنت الوجع العالق في خاصرة الزمن..

قراءة 3414 مرات