طباعة

الشهيد جار الله عمر.. للخلود عنوانا مميز

الأحد, 29 كانون1/ديسمبر 2019 18:48 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بعد 17 عاما وما زلنا نفتقدكم أيها الغائب الحاضر الذي لم تغب عنا ابدا، فأنتم الرجل القائد والمفكر والسياسي الذي لم يشق له غبار.. الرجل الذي نفتقده في الليلة الظلماء، نفتقده في النفق المظلم الذي فرض علينا دخوله بسبب النزق السياسي المرهون بالتبعية والعمالة والانبطاح.

نفتقدكم في هذا الزمن المظلم في حياة شعبنا وحتى هذه اللحظة الذي لا نكاد نرى فيه اشعاعا يلوح في الافق لولا فسحة الأمل التي نتشبث بها فغيابكم مؤثر ومكانكم لن يأتي من يحتلها دونكم ومن هو بمكانتكم..

لا أشك لحظة وفي هذه الأوقات الصعبة التي نعيشها ان من اوغل قلبه الحقد وعمت بصيرته الانانية السياسية وان من خشي وجودكم على مصالحه ومن استشعر خطركم على مشروعه السياسي البائس هو اليوم ومعه كل المتآمرين يعضون بنان الندم سيما وانهم باتوا يعيشون في مستنقع الرذيلة السياسي وبحاجة إلى مفكر وطني فذ يساعدهم في الخروج مأزقهم الذي أوقع البلاد في حرب مدمرة وادخل اليمن من مسلسل عنف من التشظي وشعبنا من التمزق.. لقد كنتم لليمن منارا وفنارا ومرسا ومرجعا نلجأ إليه متى ما اختلت البوصلة وانحرفت عن مسارها، وأصبحنا نترقب منقذا وهيهات ذلك والجميع ينهش في الوطن أرضا وإنسانا.

نشكو لكم ايها القائد عجزنا اليوم فقد استنزفت العقول من التفكير وتشتت الرؤى بين دهاليز المعرفة السطحية والثورجية الصبيانية والسلطة القمعية والإدارة الطفيلية منذ ان ترجلت عنا شامخا في زمن شهد فيه العالم أحد أقبح صور بدايات انهيار منظومة الأخلاق السلطوية التي في الأساس مهترئة عبر شاشات التلفزة وكيف اغتالت تلك الحيوانات المخصية البطل في عقر دارهم لأنهم كانوا أضعف واجبن من المواجهة..     

ايها المهدي الذي عشنا في رحاب فكره وقوة بصيرته وبعد نظره وسعة أفقه، لتعلم انكم الخالد فينا ابدا، الذي اعزه الله بالشهادة واذلهم فيما بعد وهم القتلة الفجرة وها هو يستقطع منهم الحياة والكرامة وجعلهم يعيشون حياة التشرد وينهون حياتهم في شيخوختهم اذلاء، مشردون، غرباء..

 

ليس شماتة منا ايها الشهيد الخالد فنحن لم نتعلم منكم الا صبر المبتلى بوطن أرهقه الفساد والظلم وزهد المناضل وشجاعة المحارب وكنتم رمزا لنا في التسامح والنضال من اجل ارساء دعائم الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة ايها الرمز الحداثي في الحراك السياسي ومن تسكنون الوطن والانسان خالدين مخلدين في تاريخ الحركة الوطنية اليمنية.

17 عاما، نفتقدكم فيه ولم يأتي من يعوض ما تركتم من فراغ، لم نفقد الأمل ونحن ننتظر عودتكم في وشاح المهدي المنتظر كي يسير على خطاكم مناضلا منتصرا للوطن والانسان، مؤيدا لثقافة التعدد والتسامح والحوار وانهاء ثقافة العنف والتحول الديمقراطي السلمي في بناء اليمن القوي، الموحد، والحديث..  اليمن الديمقراطي الذي يتعايش فيه الجميع بدون تمييز ولا تهميش أو استبداد.  قدرنا انه لم يأتي حتى يومنا هذا وما زلنا ننتظر وايماننا بالله كبير..

قراءة 2001 مرات آخر تعديل على الأحد, 12 كانون2/يناير 2020 01:41

من أحدث د. فائزة عبدالرقيب سلام