طباعة

الصولي.. فارس اليمن

  • الاشتراكي نت / كتبه ناجي عمر العداشي

الجمعة, 24 كانون2/يناير 2020 21:13
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

وترجل فارسا من فرسان اليمن عموما والمناطق الوسطى خصوصا.

غادرنا رجل المواقف والمبادئ والقيم العظيمة.

انه الرفيق الجسور عبده محمد الصولي عضو لجنة المحافظة للحزب الاشتراكي اليمني في محافظة الضالع رحمة الله تغشاه وسلاما على روحه الطاهرة يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.

انه المناضل الصلب الذي افنى حياته وقدم كل غالي ونفيس في سبيل أعلاء قيم العدالة والتقدم والحرية والديمقراطية والوحدة والدولة المدنية الحديثة.

وفي مختلف الظروف والمراحل ظل مناضلا شامخا ولأنه كذلك تعرض للمطاردات والاعتقالات والاخفاء القسري لأكثر من عامين في غياهب سجون النظام باب في منتصف الثمانيات من القرن الماضي وتعرض لكل صنوف التعذيب الوحشي بل وصل الأمر بسجانيه بضرب ايديه بالمسامير كل ذلك لإثنائه عن مبادئه وقيمه والبوح باسماء رفاقه في القطاع الحزبي السري الذي كان احد قياداته في المنطقة.

 وكان بحكم نشاطه يعرف الكثير من الرفاق والكوادر في الداخل والمهجر ولديه كثير من الاسرار والوثائق ولكنه فضل الموت على ان يكشف او يكون سببا في قتل او اعتقال اي رفيق او يعطي الجلادين اي سر من اسرار الحزب ومنظماته وعلاقته بالجماهير.

 وبهذا الصمود الاسطوري والاباء شهد جلاديه لهذا الهامه واعترفوا بعد حين انه اصلب رجل عذبوه ولم يمكنهم من مبتغاهم.

وفي سجن اب الذي اخفوه بداخله، رتبوا لتصفيته جسديا واستدعوا جماعه لأخذه وتصفيته باسم الثأر ولكن شاءت ارادة الله ان لا يتم ذلك وكان والده الحاج محمد الصولي يبحث عن ابنه في كل السجون والمعتقلات وبالصدفة سمع فقيدنا صوت والده يسأل عن ابنه من باب السجن فصاح بأعلى صوته من داخل سجنه الانفرادي انا هنا يا ابه انا ابنك عبده الصولي وهنا بداء مشوار المتابعة لإطلاق سراحه الذي كلف والده واهله الكثير من الجهد والمال.

كل هذه المتاعب لم تقلل او تضعف من همته ومعنويته بل أصبح أكثر صلابه وظل في محراب النضال الوطني والثوري إلى جانب رفاقه وجماهير المنطقة برغم تعلق المرض به نتيجة التعذيب الجسدي والنفسي في السجن والذي رافقه المرض من حينها حتى وفاته.

وحتى عند تحقيق الوحدة في 22مايو 90م وعندما استحق له الحزب الاشتراكي اليمني رتبه عسكريه كحق مكتسب وتكريما لتاريخ نضاله الطويل احرم منها واحرم كذلك كثير من رفاقه حتى اليوم برغم المتابعات وتبني قيادة الحزب الاشتراكي اليمني لذلك وصدور قرارات على أعلى المستويات الا انها لم تنفذ وهي اصلا حقوق ستظل دينا في ذمة الوطن والدولة واصحاب القرار في الماضي والحاضر والمستقبل.

ان حياة ومسيرة رفيقنا حافله بالبطولات والتضحيات والاخلاص والتواضع وحبه وحب رفاقه له وفي فترات زمنيه عشنا معا في محراب النضال وتقاسمنا حلوها ومرها وكان مميزا بل وقدوتنا سواء عندما كنا في معسكر ردفان بعدن وفي معسكر الشهيد الكبسي ودار سعد وعند الاختفاء في الكهوف والجبال وتنفيذ المهام الكفاحية وكان في مقدمة الصفوف وفي فترة النضال السياسي والحزبي والجماهيري العلني كان قيادي مخضرم ويحظى بحب واحترام رفاقه والجماهير في دمت والمناطق الوسطى وفي محافظة الضالع الذي ظل عضو لجنة المحافظة للحزب الاشتراكي اليمني حتى وفاته.

رحل إلى جوار ربه ولم يخلف القصور والأرصدة والتجارة ولكنه خلف تراث نضالي كبير وخلف نزاهة اليد وحبه واخلاصه لوطنه والسمعة الطيبة.

رفيقي واخي وصديقي ان هذا الحيز الصغير عنك لا يفي بأبسط خصالك وتاريخك فلك الرحمة والمغفرة من رب العالمين ولك المجد والخلود.

وهنأ نقدم احر واصدق التعازي لابنه علي عبده الصولي ولكل ابنائه وبناته وكل افراد الأسرة ولإخوانه وفي المقدمة الاخ العزيز علي الصولي ونعزي آل الصولي وكل الاقرباء والأصدقاء ورفاق دربه ونعزي اهالي قرية المعزوب والمنطقة عموما.

ــــــــــــ

ناجي عمر العداشي

سكرتير منظمة اشتراكي دمت

الجمعه 24يناير2020 م

قراءة 23074 مرات

من أحدث