طباعة

ظلال وعي

الأربعاء, 05 شباط/فبراير 2020 16:41 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

لا نهضة بدون وعي، ولا ينبت الوعي من اللاشيء، بل هو تراكمي يمر عبر بوابات الألم والدماء والاحتقان، يقوده المفكرون ويتبناه العامة، والوصول للوعي عبر كل هذا الظلام هو ما يجعل لكل هذه التضحيات قيمة.

رحلة الوعي طويلة وشاقة يقودها الفكر ويحميها منظومة من الأخلاق والثقة المتبادلة بين الرأس والقاعدة، وعندما استطاع المفكرون والفلاسفة الغربيون إنزال فكرهم للعامة، وعندما تبنى العامة هذه الأفكار، اندلعت الثورة الفرنسية لتؤسس دولة مدنية حديثة وأثرت في العالم كله، ومن هنا بدأ التغيير الحقيقي.. تغيير من روح المجتمع وخصائصه وليس مستورداً.

التغيير الذي لا يراعي منهج حياة مجتمع معين أو ثقافته لا يرسو به على بر أمن.

نستطيع استيراد كل القيم الثورية والحماسية، وإطلاق الألقاب هنا وهناك، ولكن لا نستطيع إيجاد تغيير نوعي إلا بمثقف حقيقي، يزرع في المجتمع القيم و يُنير له الطريق، ويعيد خلق وعي جديد بما يتناسب مع إنسانية الإنسان، وحق الجميع بالعيش معاً بأمان مهما كانت مذاهبهم أو أحزابهم، فلن يتغير واقعنا بتغير أشخاص أو جماعات مادامت الثقافة البائدة هي السائدة والتي تحكم الجميع والتي جعلتنا لا نفرق بين جميع الاطراف المتنازعة إلا بالأسم.

ويظل السؤال : ما الذي تغير فينا و في ادركنا وغير من وعينا منذ ٢٠١١..!؟

قراءة 3549 مرات

من أحدث نبيلة العبسي