طباعة

للحزب الاشتراكي تاريخ محفور في ذاكرة للجماهير

الأحد, 23 شباط/فبراير 2020 18:41 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 تحدثنا في موضوعنا السابق عن تاريخ الحزب الاشتراكي اليمني واهميته، وضرورة تبني الحزب الاشتراكي اليمني لمواقف سياسية حاسمة.. "ويتصرف الحزب بحجم تاريخه وليس باقل منه وبالانسجام معه" والانطلاق منه.. لأن تاريخ الحزب الاشتراكي تاريخ واقعي ارتبط باجتراح المآثر وتحقيق المنجزات، وليس تاريخ وهمي نحاول هنا التأصيل له، مثل ما عمل ويعمل البعض الذين ظلوا يبحثون لهم عن أدوار تاريخية، وعن بطولات وهمية، وعن شهادات كاذبه؛ وغير حقيقية..

لقد ارتبط تاريخ الحزب الاشتراكي اليمني بتاريخ نضال جماهير الشعب اليمني ومصالحه ومصالح الوطنبشكل يومي.. وهو تاريخ كما قلنا سوف نظل نكرر ونذكر به هنا لأنه تاريخ مترابط الحلقات وملي بالمأثر والبطولات والتضحيات وبالعرق والدم وله الكثير من العبر والتجارب والدروس المستخلصة والمتنوعة الاشكال.. لا يستطيع أحدا دحضه او يقفز عليه، او المرور عليه مرور الكرام.. وقد جربت السلطة في صنعاء القفز على تاريخ الحزب، ولم تستطيع، خاصة بعد حرب94 الظالمة والاجرامية على الحزب وعلى الجنوب وبعد انفرادها بالسلطة..

لأن تاريخ الحزب تاريخ حي ومعاصر لا زالت شواهده حية، ولازال موجود في الوعي والذاكرة الجمعية..

اليوم يفرض علينا الواقع الانطلاق من هذا التاريخ لمواصلة النضال والكفاح من اجل وطننا وجماهير شعبنا.. ومن هنا ندعو قيادة الحزب وكل كوادره واعضائه الى التحرك الجاد الأن والاستشعار بالمسؤولية لا عادة تفعيل العمل الحزبي واستنهاضه، والاستماع الى اراء وهموم قواعد الحزب وكوادره، والاصغاء لمطالب الجماهير.. واستنهاض كل الطاقات الحزبية المخزونة والمتجددة والاستفادة من الروح الكفاحية لدى أعضاء الحزب وكل منضاليه وانصاره واصدقائه، والاعتماد على طاقة الجماهير الخلاقة والمتحفزة للتخلص من هذه الكوارث ومن صناعها، ومن اجل احداث التغير المطلوب..

ان النهوض بالعمل الحزبي والجماهيري اصبح حاجة ضرورية وملحة وهوالمدخل لعودة حزبنا الى الصدارة للقيام بدوره المنتظر منه من جديد.

لقد انتظرنا كثيرا وبما فيه الكفاية، منذ بداية الحرب وحتى اللحظة، ولم نشاهد سوى المخاطر تزداد، وتتراكم على الجماهير وعلى مستقبل الوطن الذي اصبح مهدد بالتشظي.. واصبحت الجماهير غير راغبة بهذا الوضع،  وبهذه الحرب المدمرة وغير مقتنعة بهذه القيادات المتصدرة للأحداث وما سببته من الكوارث.. والتي تضررت منها كل بيت وكل اسرة يمنيه..

لقد سقطت نهم ولم نسمع اي محاسبة لأحد من المسؤولين عن هذا السقوط المخزي لنهم، وكأن الامر عادي وغير مقلق، واغتيل الشهيد العميد البطل الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، ولم يتم الاعلان عن القتلة والارهابين، من قبل اللجنة المكلفة بالتحقيق.. وتعز تدمر وتخرب من قبل اصحاب الشرعية انفسهم وليس هناك اي موقف جدي لمعالجة الوضع من قبل قيادة الشرعية..

كما ان اغلب التعينات في المواقع القيادية في الجيش والسلطة المدنية مثلت وتمثل كارثه، وقادت الشرعية الى هذه الكوارث المتناسلة..

والحقيقة ان هذه الحرب لم يستفيد منها، سوى تجار الحروب وامرائها المتصدرين للمشهد القائم اليوم ، والذين يسعون وبكل قوتهم وحيلهم الى استمرارها، ولو تمتد لخمس سنوات قادمة، او من الافضل لهم ان تظل بدون نهاية..

لقد اثبت الواقع صحة الاستنتاج القائل ان هذه الحرب "لا منتصر فيها وينبغي العودة للحلول السياسية.. كما اثبت الواقع أيضا صحة نصائح القاضي عبدالرحمن الارياني عندما التقى بالزعيم جمال عبد الناصر في القاهرة في منتصف الستينات من القرن الماضي، الذي نصحه بإيقاف الحرب باليمن وبأن الحرب سوف تطول، واصبحت هذه النصيحة تنطبق على هذه الحرب القائمة اليوم، اكثر من انطباقها على الحرب في ستينيات القرن الماضي بين الملكين والجمهورين.. ولكل تلك الاسباب ينبغي اليوم موقف حازم ومتميز وللحزب الاشتراكي اليمني يساهم في الخروج من هذه الاوضاع ومن كوارثها، ومن اجل ان يستعيد الحزب مكانته وموقعه الطبيعي بين الجماهير ويتصدر المشهد في قيادتها.. كحزب ارتبطبالجماهير اكثر من ارتباطه بالسلطة..

قراءة 3208 مرات

من أحدث صالح شمسان