طباعة

الطريق إلى اليمن الذي به نحلم.

الجمعة, 28 شباط/فبراير 2020 17:28 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

عندما تسمع النشيد الوطني كل صباح في المدارس والمعسكرات وفي الإذاعة والتلفزيون ويحفظه اليمنيون صغارا وكبارا عن  ظهر قلب ويهز وجدانهم، ويوقفوا عند سماعه اجلالا لعظمة الوطن تاريخا وحضارة وارضا وانسانا.

هنا يكون قد تقدمت اليمن سنوات للأمام.

حين يزرع الورد في الحدائق وفي كل المنازل وتزين الأشجار كل الطرقات والساحات وحين تعشق الناس الموسيقى والغناء والرقص والفنون جميعها وتعرف الناس أهمية وقيمة آثارها.

هنا ستتراجع الجريمة والقتل والعدوانية إلى معدلات صفرية.

حين تحترم الناس النظام والقانون وتحتكم إليه في خلافاتها، وترى نظافة الشارع بأهمية نظافة بيوتها، وتنبذ الفوضى والعبث بمقدرات الشعب وتحافظ على الممتلكات العامة مثل الحفاظ على ممتلكاتها الخاصة، وتنبذ مجتمعيا كل أساليب السطو والعبث والفساد ويكون المواطن جندي الأمن الأول يحافظ من المنحرفين على الأمن والهدوء والسكينة العامة.

هنا الدولة أرست اساساتها المتينة.

حين يصبح حمل السلاح أمر مخجل ويستبدل المسدس بجوال والكلاشينكوف بلابتوب، وتصبح الجنبية زينة في خاصرة اليمني لا أكثر وعيب وعار استخدامها في الشجار..

وحين تكون معاركنا بالقلم نرفع مكانة العلم والعمل وبالفأس والمنجل. نعود للبن مكانته والعسل صدارته والرمان تفوقه واللوز جودته والثروة السمكية اهميتها، بوسائل الإنتاج ومكانة البلاد الاقتصادية يستعيد الإنسان اليمني ذاته وكرامته.

هنا يكون يمن عظيم قد بدأ يتشكل.

حين يدعوا ائئمة المساجد والخطباء والوعاظ الناس للحب والسلام والأخاء والوئام والخير والاحترام، ونبذ العنف والفوضى والعدوانية والظلم والحث على قيم الحق والصدق والأمانة والأخلاق والوفاء.. وحين ينتشر الوعي الديني والقانوني والحقوقي، وعقوبة الانتهاكات لحقوق الإنسان، وتلك أيضا مهمة المدرسة إلى جانب الجامع ومهمة الإعلام ونخب المجتمع، فالإنسان عدو ما يجهل، ومن أمن العقوبة ساء الأدب.. فالامومة والطفولة لهما حقوق يجهلها المجتمع بثقافة يرى الذكور فيها خصوصية وملكية خاصة، مع ان هناك في حقب زمنية كان يوجد نظام الحسبة على مثل هكذا مظالم، حتى لاينتج المجتمع جيل منحرف ومشوه وعيه ومعقد نفسيا ولم يحظ برعاية صحية أو غذائية أو استمتع بطفولته ولم يحظ بحقه في التعليم.

الأمومة والطفولة اساسات الأسرة والمجتمع فالانثى تعاني أيضا من السلطة الذكورية وثقافة العيب والعورة، وحقها في اختيار شريك حياتها وتكون في أحيان سلعة تباع وتشتري لا تحترم ادميتها ولا حقها في الحياة، وبذلك تكون حالات العنوسة والطلاق والخيانات الزوجية وأطفال الشوارع ممن يناموا في أرصفة المدن ويعملوا في سن مبكر. هم نتاج هذه العلاقة غير السوية بين الأنثى ومجتمعها الذكوري.

أبا واخا وزوجا..

هنا سيعود اليمن سعيدا..

حين يصبح عامل النظافة وكل المهن الذي نراها وضيعة محل تقدير واحترام المجتمع لها، ويكون سقف المواطنة هو الأعلى وينسف من عقلية اليمني التمايز الاجتماعي الأغباء الذي يضع المجتمع في تراتبية وتصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان.

هنا ستكتسي اليمن تاج الإنسانية

حين يعاد تعريف الشرف والعزة والكرامة، وأنها ليست في شعر ووجه امرأة مكشوف.. ، وان سرقة مال الناس والنصب والاحتيال والغش والخداع،

أمور تصيب كل معنى للشرف للرجولة بمقتل.

هنا تكون اليمن قاب قوسين أو أدنى من عتبات المستقبل..

حين ندفن التعصب الأعمى ومعها احقادنا والكراهية والبغضاء.. ونصل إلى قناعة مشتركة أن الحقيقة نسبية وأننا بشر نصيب ونخطئ، وان لا احدا فوق النظام والقانون والمحاسبة وان لا قداسة لبشر مهما علا شأنه.

هنا لا يستطيع كائن من كان أن يمرر ظلمه علينا، ويعلم يقينا أنه كان اولا واخيرا موظفا لدينا نحن الشعب ولا فضل له علينا.

هنا نتحدث بفخر واعتزاز عن شعب ودولة ووطن غادر مرابع القبيلة والمناطقية والولاء آت الضيقة..

وطن سيحترمه العالم ويسعى لكسب وده وإقامة علاقة ندية معه، وطن لا يستطيع أحدا كسره ولا استباحته وفرض وصايته والتدخل السافر في شئونه..

وطن يختلف أهله في كل شيء كأمر طبيعي يختلفوا برقي، ويتفقوا جميعا حوله.

وطن لم ولن تكون مشكلتنا سياسية في سلطات متعاقبة تعيد إنتاج ذاتها..

مشكلتنا ثقافية، ضعف انتماء وولاء للهوية الوطنية الجامعة، مشكلتنا قناعات راسخة وأفكار جامدة وتطرف وتعصب أعمى وثقافة الوصاية وامتلاك الحقيقة المطلقة..

مشكلتنا اجتماعية في عادات وتقاليد متخلفة بالية، من إرث القبيلة والقرية والمنطقة، تنتهك فيها حقوق المرأة وحقوق الطفولة بسلطة ذكورية تنظر للمرأة بدونية والطفولة كملكية يفرغ فيها ساديته وعدوانيته، وليس كمسئولية وتربية حديثة..

مشكلتنا في ثقافة دينية لا تحترم التباينات والخلافات الفقهية والمذهبية وتستغل في معترك السياسة استغلال رخيص، وتشوه وعي الناس وتدفع بهم إلى ضفتي

قراءة 1365 مرات

من أحدث ابو حاتم العولقي