طباعة

رئيس اللجنة المركزية للاشتراكي يعزي الرفيق سعيد مثنى الكحيل برحيل زوجته

  • الاشتراكي نت / خاص

الثلاثاء, 11 آب/أغسطس 2020 21:15
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

عزى رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني يحيى منصور أبو اصبع الرفيق المناضل سعيد مثنى الكحيل عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني برحيل زوجته.

وبعث رئيس اللجنة المركزية رسالة عزاء ومواساة فيما يلي نصها:

 

الرفيق العزيز سعيد مثنى الكحيل عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني المحترم

ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة زوجتكم ورفيقة دربكم الغالية الوفية تغمدها الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنها فسيح جناته إنه على كل شيء قدير وألهمكم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وبهذه المناسبة الحزينة أود الإشارة إلى مناسبات حزينة أخرى من أيام الحزب الاشتراكي اليمني وما أكثرها لكن أخص مناسبة عشتها شخصياً مع الصديق العزيز سعيد الكحيل وكان حينها السكرتير الأول لمنظمة الحزب الاشتراكي في محافظة لحج وهذه الواقعة حدثت في دورة اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي قبل انتخابات 1997م والتي كانت مكرسة لمناقشة الانتخابات وسط فريقين أو اتجاهين أحدهما يدعو إلى مقاطعة الانتخابات والآخر يدعو للمشاركة فيها، وكل فريق يجادل بحججه ووجهة نظره والعزيز سعيد مثنى الكحيل كان مع فريق المقاطعة تلبية لقرار أغلبية قيادة الحزب في لحج وهو المسؤول الأول و هو ملزم بقرار الهيئة القيادية،

شهدت هذه الدورة والتي انعقدت في المقر المركزي للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في حي الزراعة بصنعاء وقد قاد الرفيق الأمين العام علي صالح عباد مقبل فريق المقاطعة وقاد جار الله عمر فريق المشاركة والدورة علنية ومكشوفة وقد اتخذت اتجاهاً علنياً يسمح بمشاركة من يرغب من قادة أحزاب مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة (قبل اللقاء المشترك) المشاركة كمراقبين ومتابعين للمناقشات الحرة والمعبرة عن أعلى درجات التعبير عن الرأي ووجهة النظر المختلفة والرأي والرأي الآخر والتباين الناصع وفي وضح النهار دون خوف أو انزعاج من السلطة واستخباراتها القمعية والتي كانت تتابع وترصد حركات وسكنات أعضاء اللجنة المركزية للحزب

وهذا الاتجاه كان موقفاً صحيحاً ومعبراً عن رغبة الحزب في إعطاء درس عن الديمقراطية الداخلية لحياة الحزب ونضالاته وتعدد اتجاهاته للأحزاب الأخرى سواء في السلطة أو المعارضة لأن النشاط السياسي لا أسرار فيه، ولا شك أن سعيد الكحيل كان مشاركاً نشطاً ويعبر عن إنكاره بصورة ناضجة وهادئة وحريص كل الحرص على تقريب وجهات النظر بأسلوبه المعروف الناضج المصحوب بالنكته والفكاهة والمداعبة بصورة كانت تخفف من وطأة الصرامة والتوتر في المناقشات

وهذا ليس هو بيت القصيد الذي أحب أن أركز عليه بهذه المناسبة، إنما هو مدخل للحادثة الأمنية التي حصلت للرفيق سعيد الكحيل فور الانتهاء من دورة اللجنة المركزية وهي حادثة مرتبطة بالرفيق العزيز حسن أحمد باعوم عضو المكتب السياسي في ذلك الوقت

 طبعاً باعوم كان الصوت الأقوى والأجرأ والأشجع في طرح وجهة نظره في مقاطعة الانتخابات وهي وجهة نظر فريق المقاطعة وتقول أن المشاركة تعني الاعتراض بنتائج حرب 1994م الظالمة والكارثية وهي التسليم بتعميم نظام الشمال (نظام الجمهورية العربية اليمنية) على الجنوب وإلغاء نظام دولة الوحدة والقضاء على مقومات دولة الجنوب (ج.ي.د.ش) وسحق مرتكزاتها العسكرية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتاريخية واعتبار الجنوب فرع وبنت للأب الأكبر وهو الشمال وحجج أخرى كثيرة وكان باعوم صاحب الصوت العالي فيها

 ورغم مجادلة فريق المشاركة في الانتخاب والتي كانت تقول أنها لا تختلف مع أطروحات دعاة المقاطعة حول النتائج الكارثية لحرب 1994م الظالمة، بل تتفق معها نصاً وروحاً، فقط الخلاف حول النتائج السلبية والإيجابية للمشاركة أو المقاطعة في الانتخابات ويقول هذا الفريق أن المقاطعة ستقود إلى عزل الحزب الاشتراكي جماهيرياً وستفقده شعبيته وقاعدته الانتخابية وأن انعزال الحزب سيأتي بقوى سياسية أخرى تحل محل الحزب الاشتراكي في جميع الدوائر التي فاز بها الحزب في انتخابات 1993م وأن المشاركة ستشد الجماهير إلى برنامج الحزب الانتخابي والذي يدعو إلى رفض فرض نظام الجمهورية العربية اليمنية على الجنوب وإلى إزالة آثار الحرب في النهب والسلب والاستيلاء على مقدرات الجنوب والسطو على مزارعه ومصانعه ومؤسساته ومعسكراته وفصل وطرد موظفيه من أعمالهم ورمي جيش الجنوب وموظفيه إلى الشارع بحيث انتشر الجوع والفاقة والحرمان في ربوع الجنوب ..الخ.

كانت الأجهزة الأمنية التابعة للمناقشات والمداخلات تركز على حسن أحمد باعوم واتخذت قرار باعتقاله أو خطفه فور الانتهاء من الاجتماعات.

وقد خرجت أنا بسيارتي وبعدي سعيد الكحيل وأصحابه بسيارة ثم السيارة الثالثة فيها حسن باعوم وبمجرد وصولنا إلى شارع الزراعة هجمت عدة أطقم عسكرية وأمنية على سيارة سعيد الكحيل وأنزلوه من السيارة، ونزلت من السيارة واتجهت مع المرافقين صوب الضجة وقلت للضباط ماذا تريدون أنا فلان (يحيى أبو اصبع) وهؤلاء أصحابي، قالوا نريد حسن باعوم، قلت شلوكم الجن هذا سعيد الكحيل وليس باعوم الذي ما زال في مقر الاجتماع، أصروا وأشهروا بنادقهم وانبطح بعضهم ارضا في وضع قتالي، قلت لهم خلاص خذونا كلنا إلى السجن لا يمكن أن نترك صاحبنا سعيد الكحيل، أما حسن باعوم إذهبوا وابحثوا عنه

 ذهبنا مع الأطقم وأنا ممسك بيد سعيد الكحيل إلى مقر الشرطة في المنطقة والمهاجمون معتقدين أنهم قد اصطادوا حسن باعوم الذي كان قد نزل من سيارته فور محاصرة الأطقم لسعيد الكحيل، كنت طبعاً قد نبهت حسن باعوم قبل الحادثة بأن يأخذ حذره ..

اتصلت بالرئيس علي عبدالله صالح ولم يرد، اتصلت بالدكتور عبدالكريم الإرياني وأخبرته أن الرئيس لا يرد عليا ولدي قضية خطيرة حصلت في اللجنة المركزية، بعد قليل اتصل بي الرئيس وقال مابك ماذا تريد، قلت له نحن في السجن أكثر من عشرين شخص من أعضاء اللجنة المركزية قالوا بأوامر منكم قال ما هو الموضوع، قلت يريدون حسن باعوم، قال خلاص اخرجوا أنتم وما لكم وما لحسن باعوم  المطلوب بقضايا جنائية، قلت له أصحابك سلموا على غير الضيف الممسوك هو سعيد الكحيل، أما احمر العين حسن باعوم قد ترك اللجنة المركزية قبل اختتام الاجتماع والأطقم التي حاصرت سيارة الكحيل مصرين  بصورة عجيبة أنه حسن باعوم، قال الرئيس  بالله عليك أن المقبوض عليه سعيد الكحيل وليس حسن باعوم ..

أكدت له قلت له حسن باعوم من الفدائيين حق الجبهة القومية أيام النضال المسلح وعنده خبره وتجربة بحرب الشوارع، ثم يا أخ الرئيس تمسك حسن باعوم . ما هو المبرر، هل تريد أن يفهم الجنوبيون بأنه لم يعد لهم مكان لا في الشمال ولا في الجنوب، هل تريد أن يقتنع الجنوبيون أنه حتى العمل السياسي السلمي غير مسموح لهم وهل تريدون أن يذهب الجنوب إلى العمل العسكري وحرب تحرير جديدة، قال خلاص اخرجوا وقل لحسن باعوم قد أمرنا بكف الخطاب عنه واتي به أنت وهو لمقابلتي ..

قلت له حسن باعوم قد تحرك من الصباح ولا أدري إلى أين، وبعدها خرج حسن باعوم مع مناضلين آخرين من صنعاء وشكلوا الحراك الجنوبي الذي شن خطواته الأولى بمضادات جماهيرية واسعة في حضرموت الوادي والساحل وإلى الآن وحسن باعوم علم عال خفاق في الآفاق ..

كما لا أنسى الموقف الناضج لسعيد مثنى الكحيل و البعيد النظر حينما بادر لمصافحة جار الله عمر و معانقته بعد انتهاء جار الله من القاء كلمه بعد إعلان نتائج التصويت بفوز فريق مقاطعة الإنتخابات وهي كلمه تاريخيه لأبي قيس حيث اعلن القبول بنتائج الإنتخابات و الالتزام بموقف المقاطعة احتراما للأغلبية و إلتزاما صارما بالديمقراطية،  وكان لسعيد الكحيل السبق في مصافحة و معانقة جار الله عمر فهب اعضاء اللجنة المركزية من دعاة المقاطعة و المشاركة لعناق بعضهم بعض وسط تصفيق و هتاف بحياة الحزب الإشتراكي و وحدته المقدسة.

أجدد التعازي الحارة والسلام ...

رفيقكم / يحيى منصور أبو اصبع

رئيس اللجنة المركزية

للحزب الاشتراكي اليمني

11 أغسطس 2020م

قراءة 2231 مرات

من أحدث