طباعة

في الذكرى 43 لوفاته.. الدكتور عبد الغني علي هل مات مسموما؟ مميز

  • الاشتراكي نت / إبراهيم غانم

الجمعة, 02 تشرين1/أكتوير 2020 19:49
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 في مثل هذا اليوم، الثاني من أكتوبر،  سنة 1977م غيب الموت القيادي الماركسي الدكتور عبد الغني علي أحمد، مؤسس اقتصاد جمهورية 26 سبتمبر . الإمين العام لحزب اتحاد الشعب الديمقراطي.

عند ذكر اسم عبد الغني علي تقفز الى الذاكرة مباشرة أول عملة نقدية يمنية بتوقيعه جرى تعميم تداولها أواخر سنة 63م.

لنقود جمهورية سبتمبر. والدكتور عبد الغني علي تاريخ يروى. لخصه الرفيق سلطان أحمد زيد في كتابه (سيرة مناضل حكيم) عندما سأل سائق السيارة: هل تعرف عبد الغني؟ فرد قائلا: " كان دائما في جيبي وله قيمة ". أما أنا فأحببت عبد الغني علي لسبب آخر:

أراد أبي أن يصالحني، وربما ان يصالح أمي. فأعطاني مجموعة نقدية من أجزاء الريال (بقشة، بيسة) بما يساوي ربع ريال. ثم أضاف ملوحا بورقة الريال: "إذا تريد الريال كله. إقرأ المكتوب عليه".

كنا في أواخر الستينيات وعمري في حدود السنوات السبع. (قالت امي انها ولدتني قبل الثورة بسنتين) لم أكن قد دخلت المدرسة لعدم وجودها لكني كنت حفيظا باهرا في معلامة "الفقي". 

بدا لون الريال الاخضر مغريا. فقبلت التحدي وبدأت أقرأ المكتوب وصولا إلى اسم عبد الغني الذي بالكاد عرفت حروفه لكني فشلت عند اسم علي وربما قرأته "عالب". ضحك أبي وصحح لي الاسم مانحا إياي المكافأة الموعودة. 

لارتباطه بحصولي على ذلك المبلغ الفخم ظل اسم عبدالغني علي مرتبطا بذاكرتي حتى اليوم وقد بلغت سن الستين تقريبا.

بريال وربع الريال كنت أستطيع شراء أشياء كثيرة تهمني، غير ان أمي سرعان ما تدخلت وحولت المكافأة إلى إدخار في السحارة (صندوق خشبي). وكلما ذكرت لها "فلوسي" أظهرت لي ورقة خضراء حتى أطمئن ان مدخراتي ما تزال على قيد الحياة. 

في ما بعد، وقد غادرت القرية إلى صنعاء، سمعت بوفاة عبد الغني علي. لكني لم أشعر بوفاته.  ليس لان توقيعه ظل على ورق العملة فحسب بل لان الرفاق في أواخر السبعينيات ظلوا يرددون اسمه بفخر. واحدهم لم يستبعد ان يكون قد مات مسموما.

في أجواء الإخفاء القسري للعديد من قادة حركة اليسار واستشهاد آخرين وأخبار حامية الوطيس عن الجبهة الوطنية الديمقراطية سمعت تلك المعلومة من الرفيق الفقيد عبدالرحمن سيف عبده المغلس. وهو الذي استقطبني الى الحزب الديمقراطي الثوري لكننا فقدناه في حادث سير مؤسف على طريق صنعاء تعز وفي ليلة عيد الأضحى عندما كان مسافرا لزيارة أهله في قرية المغدر - قدس مديرية المواسط بتعز.

في 97 تقريبا تعزز لدي الاعتقاد بوفاة عبدالغني علي مسموما بعدما أهداني الرفيق الاستاذ محمد الجميل نسخة مصورة من كتاب الدكتور محمد عبد السلام (الجمهورية بين السلطنة والقبيلة) وهو كتاب ممنوع من التداول هامسا في أذني بان الكتاب من تأليف الدكتور أبوبكر السقاف.

الكتاب وقد أعيد إصداره مؤخرا باسم الدكتور أبوبكر أفرد لعبد الغني علي هامشا خاصا بعد أن أكد ان دور القطر في العمل العربي المشترك "في سبيل الوحدة العربية لا يمكن أن يحدد على أساس قطري أو انطلاقا من الإيمان بقومية مصرية أو يمنية.  فنقطة البداية يجب أن تكون قومية عربية".

بدأ الهامش المثبت في صفحة 39 بوصف عبد الغني علي بالشهيد. وقال: "كان الشهيد عبد الغني علي من أكثر السياسيين وضوح رؤية في ما يخص هذه القضية المركزية، وكان يعيها من منطلق تقدمي يساري، وكان يعرف مخاطر الاعتماد على القبيلة. وهو الخط السياسي الذي قاده الزبيري. وكان (عبد الغني علي) يتوقع الردة علي يد السادات، فقد عرفه عن كثب في الأيام الأولى لاعلان الجمهورية".

اشتهر الدكتور أبو بكر السقاف بالحصافة والدقة في اختيار الكلمات. ومن البعيد جدا أن يطلق صفة الشهيد خبط عشواء أو مجاملة. 

هذا الوصف أعاد إلى ذاكرتي المعلومات السابقة بشأن احتمال وفاة عبدالغني علي مسموما بل عززها كما قلت وأردت معرفة كيفية وفاته.

سألت الاخ غازي علي أحمد، وهو شقيق عبد الغني، فبين لي انه غادر اليمن مع الرئيس عبدالله السلال عشية انقلاب خمسة نوفمبر 67. ولم يعد إلى صنعاء إلا بعد عشر سنوات. أي سنة 77 أيام حكم الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي. بعد فترة طويلة من المعاناة بسبب جلطة دماغية أصابته تقريبا في الفصل الأخير من سنة 73 أثناء إقامته لاجئا سياسيا في القاهرة. وأراني مسودة لكتاب صدر لاحقا عن الفقيد فيه تفاصيل لابأس بها عن مرضه ووفاته ص 37 - 38. بعنوان (الدكتور عبد الغني علي أحمد ناجي... درة نقاء في عنق الخلود).

هل كان لدى الدكتور السقاف ورفاق السبعينيات معلومات لم تكشف بعد عن سبب إصابة عبد الغني علي بالجلطة الدماغية؟

قراءة 2476 مرات

من أحدث