طباعة

سلام أيها الحزب العظيم

الخميس, 15 تشرين1/أكتوير 2020 17:23 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

في شهر أكتوبر (تشرين الاول) وقبل 42 عاما تأسس الحزب الاشتراكي اليمني في مؤتمر توحيد كل فصائل العمل السياسي والثوري في لوحة فسيفسائية بديعة تشمل أغلب فصائل اليسار المشتعل بالثورية حد التوهج والغليان في تلك الفترة.

 الفكرة هنا ليست فكرة التأسيس لذاتها بقدر ماهي تعبير عن منطلقات دولة ونظام ينتهج الفكر الإشتراكي ويعتمد على قوى الشعب العامل.

اليوم وبعد 42 عاما وبرغم كل التشظيات التي اصابت الحزب أحس انا أن نبضا قويا ما يزال يدفع الدم في شرايينه وأوردته لتمدنا بالحياة والأمل.

قال صديقي ورفيقي عارف الشيباني ونحن نسير في شارع الزبيري لنحرق سعرات التوتر والقلق اليومي: 

سيبقى الحزب عنوانا ليسار أنتج ثقافة ورؤيا واضحة تجاه المستقبل ووقف مع المرأة وحريتها وليس سهلا أن تقف مع المرأة وحريتها وحقها في بلد متأخر كاليمن وهذه على الأقل منطلقات واضحة تجاه فكرة الدولة والنظام والقانون والمواطنة المتساوية.

قلت أنا:

من وجهة نظري الشخصية

ما يزال الحزب رقما صعبا في معادلة الحياة السياسية لمن أراد التفكير في قيام دولة حقيقية بعيدا عن إستغلال الدين وعلى كل تراب اليمن الكبير.

قال لنا أحد الزائرين لعدن في بداية الثمانينات

لا أحد هناك قادرا على مجرد التفكير في أخذ الرشوة او الجباية او مخالفة القانون وسيجد نفسه خلف الشمس إذا ما فكر أحدهم بإرتكاب مخالفات تمس حياة الناس والدولة، فالقوانين صارمة ولا تسامح مع المقصرين.

أنا أحس أنني اعيش متلازمة كبيرة عنوانها الخوف من الرشوة والجباية والقات والفساد ولدى قناعة كاملة إن من يقدر على تجاوز هذه الصعاب هو من سيدق باب مستقبل اليمن.

في يوم من أيام حكم الحزب الإشتراكي اليمني صدر قرار منع القات وبدأ التنفيذ وانتهى الأمر.

وفي يوم آخر من أيام حكم الحزب الإشتراكي اليمني وبعد حرب اهلية دامية أليمه لملم الحزب أشلاءه المتناثرة ليعود من جديد حاملا كل أفكار التقدم والبحث عن المستقبل برغم كل الصعوبات والجراح النازفة منها الدماء.

وفي يوم من أيام إزاحة الحزب الإشتراكي عن السلطة بالحرب الظالمة عاد الحزب يلملم كل جراحات الحرب ليبدأ من جديد. 

القصة طويلة وفيها من قصص الصمود والبقاء ما يدهش الجميع.

قلت لصديقي عارف الشيباني:

انا أكره الرأسمالية واكره الإحتكار والإستغلال ويقنعني الحزب ومنطلقاته في هذا الجانب مثله مثل أفكار الزعيم جمال عبد الناصر، كما أنني أكره السلاح وأحب الدولة المدنية وأحب المواطنة المتساوية والعدالة الإجتماعية ويقنعني الحزب ورؤياه ولو على مستوى الجانب النظري تجاه هذه المسائل المهمة من وجهة نظري الشخصية.

لا أحد الأن قادر على نسيان الماضي والتفكير في المستقبل سوى الحزب الإشتراكي اليمني وقوى اليسار من حوله فالكل غارق في صراعات الماضي وعثراته وكبواته والكل يتربص بالوطن غير أن شباب الحزب ما يزال صوت الحرية والتغيير فيه عاليا ومازالت الدماء تجري في عروقه ومازال الحلم يكبر كل يوم في روح شبابه الغض وكلما قلنا المسألة إلى هنا وأنتهت ينبعث الحزب من تحت الرماد كطائر الفينيق.

الف مبروك للحزب الإشتراكي اليمني هذا التدفق الكبير والحلم الأكبر.

(ومن شامخات الجبال أبتدينا) 

وسلام سلام أيها الحزب العظيم.

قراءة 1196 مرات آخر تعديل على الخميس, 15 تشرين1/أكتوير 2020 17:25

من أحدث جلال احمد الشيباني