طباعة

دمعة حزن ووفاء على ضريح الرفيق الشيخ أحمد الشهاري (3)

الخميس, 19 تشرين2/نوفمبر 2020 17:43 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)


أعود لاستكمال أسرة بيت سنان بذكر الشيخ حسين عبدالرب بن سنان والد الصديق الجمالي بن حسين، هذا كان شخصية فذة ومحترمة وصديق لأبي ولي شخصياً، وتواصلت معه أثناء اختفائي ومطاردتي في السبعينات فرحب بالتعاون معي وتقديم أي دعم ومساعدة، كما أفادني الرفيق الشيخ أن حسين عبدالرب بن سنان قد كلمه وأبدى استعداده للانخراط في الجبهة الوطنية والحزب بصورة سرية والتي يقودها يحيى منصور أبو اصبع، كما أبدى استعداده مرات لإفساح بيوته ليحيى منصور وأصحابه أثناء الاختفاء.

أسرة بني باشا:

هي كذلك أسرة قديمة من مئات السنين ويقولون أن أصلهم من جماعه صعدة – أي من خولان بن عامر بن قضاعه – لأن اللقب أو الكنية هي بيت الجماعي أما لقب باشا فهذه من الأتراك التي أسبغوها على الشخصيات التي تعاونت مع الأتراك أثناء غزوهم الثاني لليمن، وأشهر مؤسس لهذه الأسرة بيت الجماعي (الباشا) هو علي سعيد الجماعي والذي كانت عصمته الدفدف -جبل بحري- تقع شمال مدينة العدين وهذا الرجل توسع نفوذه إلى مناطق كثيرة من محافظة إب، ووصل نفوذه إلى زبيد والمخادر ووصابين وغيرها وهي معلومات إخبارية لأننا نفتقد التاريخ، وهكذا توسعت هذه الأسرة في مديرية العدين ومديرية مذيخرة وأبرز الشخصيات في القرن العشرين علي بن محسن باشا وأحمد بن حسن باشا وعبدالمؤمن بن حسن باشا وعبدالعزيز بن صادق باشا وعبدالواحد بن حميد باشا وقائد بن علي بن محسن باشا وأمين بن علي بن محسن باشا (كان له علاقة مع الجبهة الوطنية الديمقراطية) وصادق بن علي بن محسن باشا الذي أمد الله في عمره حتى 2019م وهو والد الصديق العزيز الشيخ جبران بن صادق باشا والشيخ حميد بن صادق باشا (عضو لجنة المحافظة للحزب الاشتراكي اليمني) ونبيل باشا عضو مجلس النواب ، ومحمد وصلاح وآخرين، ومن الملفت أن هذه الشخصيات كانت تتعايش مع بعض حتى وهم في حالة خصومة وشريعة وأذكر هنا قصة ظريفة ومضحكة وجميلة، كان الشيخ عبدالعزيز بن صادق قد طلق زوجته بالثلاث وهي بنت عمه وكانت بالغة الحسن والجمال، فتزوجها ابن عمها الشيخ أحمد بن حسن باشا وهو في ذلك الوقت عاملاً (مديراً) لناحية (مديرية) السياني، والشيخ عبدالعزيز بن صادق يحب زوجته (مطلقته) حد الجنون فكان يقم بزيارة زوجها ابن عمه عامل السياني وعند أن يصل السياني يكتب رسالة للعامل يقول فيها أنه اشتاق لرؤيه وأنه يحلم بالبقاء معه ويقدسه وقد وصل لزيارته والسلام عليه ويختم الرسالة بالتوقيع بعد الختام .. أخوكم وابن عمكم زوج زوجتكم السابق عبدالعزيز بن صادق. فيضطر الشيخ أحمد بن حسن عامل السياني يستقبله ويضيفه وعبدالعزيز بن صادق لا يكتفي بالرسالة الأولى بل يذهب خارج مبنى الحكومة ويبحث عن المواطنين الذين يأتون للشكوى فيحرر لهم الشكوى مجاناً وبخط جميل ويختمها بتوقيع الشاكي وملاحظة تقول وكاتب هذا زوج زوجتكم السابق عبدالعزيز بن صادق، وأخيراً اضطر الشيخ أحمد بن حسن لطلاقها وعادت لزوجها السابق عبدالعزيز بن صادق.

طبعاً هناك أسر عريقة وكبيرة وعديدة إلا أن هذه الأسر التي ورد ذكرها هي الأشهر وهي المعنية بإعلان الملكية ضد الجمهورية وهي من تحركت الحرب ضدها في أبريل 1967 من خلال رموزها وعقالها وحتى لا يخطر على بال الأسر الأخرى التي لم أذكرها ولهذا اكتفيت بالأسر التي أعلنت الملكية ضد الجمهورية.

اتخذت القيادة السياسية والعسكرية في صنعاء برئاسة المشير السلال وبمشاركة قائد القوات العربية (المصرية) في اليمن قراراً بالإعداد للحرب ضد الملكيين في العدين ومذيخرة وفي اجتماع في مدينة إب ضم القيادة التي وصلت من صنعاء وهم اللواء عبدالله جزيلان والقائد المصري طلعت حسن أو كامل مرتجي لم أذكر من منهما لأنني قابلت الاثنين سابقاً في صنعاء مره بمعية النقيب أمين بن حسن أبو راس ومرة مع النقيب مطيع دماج، وكان قائد إب آنذاك علي الحيمي من تنظيم الضباط الأحرار وقد عقدوا اجتماع مع قادة الحملات العسكرية (مشايخ مع أصحابهم يسمون قادات حملات عسكرية) هم أقرب إلى الجيش الشعبي وكنت واحداً من هؤلاء القادة، وعند المناقشة احتج الوالد مطيع دماج بإيعاز من أخي أحمد منصور كوني تركت الدراسة من أجل أشارك في حرب العدين فجوب عليه الشيخ عبدالرحمن ذمران شيخ يريم وقائد حمله عسكريه والقاضي فضل محمد الإرياني قائد حمله ايضاً أن يحيى منصور معه رجال ومسلحين أكثر من أي قائد حملة وموجودين معه وجاهزين، فسأل اللواء جزيلان عبدالحفيظ بهران والشيخ عبدالعزيز الحبيشي وعبدالله الوصابي رأيهم فاقترحوا حلاً وسطاً أن أشارك في المعارك لفترة ثم أتركها وأعود للدراسة لأن يحيى منصور وأصحابه سينفذون من منطقة الجبلين جوار جبله الى قلب منطقة الملكين في العدين وهكذا شاركت في حرب العدين كان عمري 21 سنة ،كنت حديث العهد بالزواج من بنت السقاف، ولم يمض على زفافنا إلا أسبوع واحد ولدي رغبة أنني كنت أفضل المغامرة والظهور، وقد كنت أهم شيخ على الإطلاق أو شيخ المشايخ في مديرية جبلة بعد وفاة أبي رحمه الله حيث وعشية وفاة أبي كنت في حرب مع الشيخ قاسم النوفي على مشيخة عزلة الثوابي وقد جرى النكف وتمكنت من السيطرة الكاملة على عزلة الثوابي جبله وأنا حزبي في الاتحاد الشعبي الديمقراطي، كما أنني شاركت في حرب مريس قعطبة وعمري سبعة عشر سنة وببندق فتيني قديم جداً وتسمى هذه البنادق فرنصاوي،  إلا أن أخي أحمد اتصل بقائد إب أحمد الكبسي وهو صديقه جداً أو رفيقه في حزب القوميين العرب وهو من أهم قادة تنظيم الضباط الأحرار (وكان من حركة القوميين العرب) وطلب منه عودتي وإلزامي بالتوجه إلى تعز للدراسة فدعاني القائد الشهيد أحمد الكبسي وطلب مني تنفيذ  رغبة أخي أحمد، فقلت له لا يمكن أن أترك الجبهة إلا بعد أن أحصل على بندق حديث من العدو البريطاني (كان ذلك في عام 1963) فقال أحمد الكبسي بسيطة نحل لك المشكلة وأعطاني بندق شيكي حديث بشحمه، ولي في هذا الخصوص ذكريات ومشاركات أيضاً في حرب حصار السبعين في جبهة معبر يسلح وفي طريق الحديدة مع الشيخ أحمد عبدربه العواضي.

تحركت إلى منطقة الجبلين جزء من بلاد بني الشهاري ومن العدين وقد تواصلت مع الشيخ عبدالواحد بن حمود الشهاري (والد الشيخ محمد عبدالواحد) وهو متزوج عمتي فقال أهلاً تدخل أنت وأصحابك بلاد بني الشهاري وتحمي المنطقة ولا تسمح لقوات أخرى بدخولها وهذا ساعدني بالاتصال بأهم شخصيتين ساعدوني وهما الشيخ محمد بن محمد عبدالعزيز الشهاري من رأس الجبلين ومتزوج بنت خالتي والشيخ حمود ملهي الشهاري الجبلين كما ساعدني بصورة مؤثرة القاضي أحمد عزالدين زوج عمتي الذي يسكن الجبلين وقد اتخذت من بيته محل القيادة التي أتحرك منها وإليها وهو والد الرفيق عبدالرحمن عزالدين ولم تمضي إلا أيام قلائل إلا وعقال بني الشهاري من مختلف العزل الخمس عندي وعلى تواصل وتنسيق وكان في مقدمتهم الشيخ حسن بن يحيى الشهاري صاحب حصن المصاعد الذي التقيت فيه بالرفيق الشيخ أحمد بن علي عبدالباقي الشهاري وهو ما زال يافعاً.

.........يتبع

قراءة 2041 مرات

من أحدث يحيى منصور أبو اصبع