ايوب طارش رمزية وطنية وليس فقط مجرد فنان ، هو واحد من معالم هذا البلد ، عانق صوته حقوله وتربته وانسانه وارضه وسماه ، وصدح بشجو لحنه الطروب تراتيل المحبة والجمال والسلام .
لم يكن هذا الايوب الا عبقريا في بلد لا مكان للعباقرة به ، فيلسوفا عز على كثير ان يستوعبوا حكمة مواويله وعبقرية ذائقته في اختيار الكلمة وهندسة اللحن ، وطنيا من طراز الانقياء الذين لم يسترزقوا بفنهم وأبوا ان يرقصوا على موائد الفتات او يمنحون الحاكم تذكرة سفر نحو التاريخ .
لكل ذلك البهاء والعطاء يتم استهداف ايوب اليوم ، لكل ذلك الشموخ والمجد ، تجري محاولات النيل من هذا الطود الوطني بعد ان نالوا من شرفاء كثر قتلا وارهابا وغيلة .
سيبقى ايوب طارش ظاهرة استثنائية لن تتكرر ، وان فتوى تكفيره هي محاولة لئيمة ليس لإرهاب الفنان ايوب ولكنها لإرهاب كل ابداع ينتج الجمال .