طباعة

ذكرياتي وحزني على الراحل السفير علي عبدالله السلال (12)

الأحد, 28 آذار/مارس 2021 18:05 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

(١٢)

وسأله السفير بعد تنصيب أحمد بن بللا رئيساً أين كنت، قال ذهبت بعد الاستقلال إلى المنفى الاختياري في دول أوروبا، وشكلت حزب جبهة القوى الاشتراكية ومن حينها وأنا مع زملائي مناضل من أجل جزائر حرة وديمقراطية وموحدة بعربها وأمازيغها ولم أعد إلى الجزائر إلا هذه الأيام وهي أيام سوداء باستحواذ قوى التخلف والبدائية على الأوضاع الجزائرية، قلت له ماذا تتوقع من الجيش الجزائري وخاصة بعد الانتخابات المحلية التي سيطر عليها الإسلاميون بكل صنوفهم، قال الجيش الجزائري لا زال متماسك وقوي رغم إزالة وإقالة القادة الأوائل إلا أن الجيش الجزائري وهو الحاكم الفعلي طوال ربع قرن مضى لن يسمح بالمساس بمصالحه وامتيازاته وهؤلاء الإسلاميون وخاصة المتشددون والمتطرفون كل يوم يقدمون مبررات قوية من خلال الشعارات والتصرفات التي تنم عن عقول متحجرة بدائية جاهلة بكل ما يجري في هذا العالم وإصرارهم على إعادة الشعب الجزائري إلى القرون الغابرة.

قلت له ولكن هناك قيادات إسلامية متنورة هل يمكن التعويل عليها، قال نعم هناك قيادات إسلامية ناضجة وعندها بعد نظر ولديها استراتيجية إسلامية تقدمية فنحن في جبهة القوى الاشتراكية نتفق معها وقد التقيت أنا بوفد من جبهة الإنقاذ الإسلامية برئاسة عبدالقادر حشاني مع العلم أن تيار علي بلحاج يحرم اللقاء بنا و يصنفنا في دائرة الكفر والفجور ويستهدفوننا كوننا كما يتهمونا فرنكفونيين وعلمانيين ومرتدين وقد لمسنا في عبدالقادر حشاني أن الكفة الراجحة هي لعلي بلحاج داخل جبهة الإنقاذ الإسلامية والقوى المتطرفة.

سأل السفير علي السلال عن موقف جبهة القوى الاشتراكية من القضية الأمازيغية (البربر) قال منذ الثورة الجزائرية في الخمسينات وحتى اليوم ونحن ندعو إلى حل المشكلة القبائلية (الأمازيغية) والابتعاد عن سياسة هيمنة العنصر العربي ورفع شعار الجزائر عربية وتجاهل الحقوق القومية الثقافية لقومية البرير واليوم تدفع الأوساط اليمينية في فرنسا إلى تفجير مشكلة البربر ودفعت بتشكيل تنظيم بربري قبائلي برئاسة سعيد سعدي وهو التجمع الوطنى من أجل الثقافة الذي يدعو إلى اعتبار الجزائر إسلامية أمازيغية وضد العروبة وفي أبعد أهدافه استقلال البربر وتحررهم من العرب المحتلين على حد تعبير بعض أدبياتهم المنشورة وأضاف لا بد من التفكير الجدي لحل المشكلة الأمازيغية في إطار الجزائر الموحدة الواحدة وذلك بالاعتراف بلغة البربر لغة ثانية بعد اللغة العربية وحق البربر في امتلاك وسائل اعلامية لأذاعة ثقافتهم من خلال الإذاعة والتلفزيون وحقهم في الغناء والموسيقى وكتابة تاريخهم وتدريسه رسمياً في المدارس والجامعات الحكومية كجزء من مناهج التربية والتعليم.

وأضاف حسين أيات أحمد أحب أن أضعكم في صورة مخطط فرنسا لتمزيق الجزائر فمنذ العشرينات من القرن العشرين شكلت فرنسا مدارس خاصة بالبربر وفي الأربعينات كونت أكاديمية عليا خاصة بأبناء البربر يدرس فيها تاريخ الجزائر البربرية والحديث عن العرب كقوة احتلال جاءوا مع الدين الإسلامي ويمارسون العنصرية والتفرقة والاضطهاد ضد عنصر البربر أصحاب الأرض الأصليين.

في أحد لقاءاتنا في التجمع الدبلوماسي برئاسة أبو الوليد ممثل فلسطين جرى وضع مقترح بزيارة التجمع من أجل الثقافة واللقاء بالسيد سعيد سعدي رئيس التجمع جاء الرد بعد يومين أن رئيس التجمع سعيد سعدي يرحب بالزيارة وله شرط واحد وهو أن يكون الحديث باللغة الفرنسية كحل وسط بديل عن اللغة الأمازيغية والعربية الا اننا تجاهلنا اللقاء، لأن سعيد سعدي يعتبر كل عربي جزء من الاحتلال.

وكان اللقاء الذي انتظرناه كثيراً هو مع قادة جبهة التحرير الجزائرية التي تترنح تحت ضربات الواقع الفاسد والبيروقراطية والإسلام السياسي.

كان اللقاء مع السيد عبدالحميد بن مهرى الذى تولى فيما بعد قيادة جبهة التحرير وهو أفضل من تبقى من القادة التاريخيين والسياسيين ويتمتع بثقافة واسعة وفهم ناضج ولديه أفكار مبدعة وجديدة ولكن يظهر أنه ظهر في الوقت الضائع.

.................يتبع

قراءة 991 مرات

من أحدث يحيى منصور أبو اصبع