طباعة

احمد ناشر: راهن كثيرون على اخراج الاشتراكي من المعادلة السياسية في الجنوب لكنه ظل دوما في قلب الجنوب وقضيته مميز

  • الاشتراكي نت / حاوره - سحر بدر و عبد القاهر عبده سعيد

الأربعاء, 21 نيسان/أبريل 2021 00:32
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

أكد الرفيق أحمد ناشر عضو اللجنة المركزية - سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة الضالع على تمسك الحزب وقيادته وإصرارها على استقلالية القرار التنظيمي والوطني والالتزام به كمبدأ غير خاضع للمؤثرات المادية التي تتسيد الساحة حاليا.

جاء ذلك في الحوار الذي أجراه معه فريق تنسيق الحوارات ضمن سلسلة الحوارات الدورية التي تجريها اللجنة التنظيمية لملتقى فتاح الرفاقي على منصة الواتساب.

 

نص الحوار

 

* هل لدى منظمة الحزب في الضالع خطة عمل لتحريك الركود في منظمات المديريات والتي من الواضح أن العمل التنظيمي والسياسي فيها شبه مشلول؟

** ان الوضع الراهن يملي علينا ضرورة استيعاب وفهم المتغيرات الجارية على الساحة الوطنية عامة فما وضع العمل التنظيمي والسياسي لمنظماتنا في المديريات الا انعكاس له وبالتالي ففهمنا وادراكنا واحاطتنا به سيعيننا ويقودنا لتحديد الاشكال والطرق المناسبة لتفعيل عملنا الحزبي سواء على صعيد الحياة التنظيمية الداخلية أو على صعيد العمل مع الجماهير وتلمس همومها والدفاع عن مصالحها وتحسين ظروفها الحياتية وهو ما سيؤدي لتعزيز صلتنا بها وتوسيع قاعدتنا الجماهيرية، مع الاخذ بعين الاعتبار ان الحزب الاشتراكي يناضل اليوم في ظروف جديدة ومتغيرات كبيرة وفي اجواء ووضع غاية في التعقيد خاصة مع استمرار الحرب في الجنوب عامة وفي الضالع على وجه الخصوص وهو الامر الذي يجعل الاولوية للعمل على تعزيز الروح القتالية لدى قادة واعضاء وانصار الحزب عموما، وخطة لجنة المحافظة وسكرتاريتها للأعوام الماضية اكدت على ذلك وعلى ضرورة تفعيل عمل الهيئات الحزبية للمحافظة والمديريات ورفدها بكل ما يتطلب  من دعم معنوي ومادي يمكنها من النهوض والوقوف على اقدامها وبما يعينها على اصلاح أوضاعها وتفعيل نشاطها وصولا الى تحقيق اهدافها المنشودة وفي ضوء ذلك وضعت لجنة منظمة الحزب في الضالع خطط عملية تفصيلية شملت الاتجاهات المختلفة التي من شأنها النهوض بعمل الحزب عامة ومنظمته في المحافظة ومديرياتها بشكل خاص وبمختلف اتجاهاته السياسية والتنظيمية الشاملة لكل شرائحه وعلى رأسها الشباب والمرأة، وعملت المنظمة في الاتجاه ذاته على تنفيذ جل الاهداف التي احتوتها تلك الخطط من حيث تنفيذ الانشطة والانتظام في عقد اجتماعاتها ودورات سكرتاريتها وهو العمل او الامر الذي لا يجعلنا ننفي القصور الحاصل فيما يتعلق بعمل ونشاط منظمات الحزب في المديريات التي يعمل جزء منها بصورة جيدة، ولا في عملنا والذي نعتقد انه يعود في جل أسبابه لحالة الحرب المستمرة ويحتاج لجهود اكبر وعمل حزبي تنظيمي يشمل الساحة الجنوبية عامة اوردنا تفاصيله في اجابتنا على السؤال الثاني من اسئلتكم الموجهة الينا.

* ما هو دور منظمة الحزب في الضالع ازاء جبهات القتال والتحرير في المحافظة، وماهي قراءتكم لذلك؟

** في الظروف والاحداث الراهنة، وفي ظل الاوضاع الحربية والقتالية المستمرة والتي تغطي جغرافية المحافظة عملت منظمة الحزب في الضالع بكل ما تملك من امكانات وعلاقات وبكل ما لديها من ثقل جماهيري واجتماعي على الدفع بأعضاء الحزب ومناصريه للتوجه والمشاركة الفاعلة في جبهات القتال وعملت جاهدة على ان يشترك الجميع في المواجهة  والتصدي للقوى المليشاوية المعتدية والاسهام الفاعل في طردها وتحرير المناطق التي سيطرت عليها على امتداد المحافظة، وقد توزعت صور تلك المقاومة التي خاضتها منظمة الحزب قادة وقواعد وانصار على ساحات وجبهات النضال بمختلف اشكالها ولم ينحصر عملها على ساحات جبهات الكفاح المسلح، بل تعدتها لتشارك وتسهم مساهمة فاعلة في جبهات العمل الجماهيري الداعم، والجبهة الاعلامية التي تعاضدت جميعا وشكلت سياجا منيعا وجيشا موحدا تشكل بفضل تكاتف وتلاحم ابناء الضالع بمختلف شرائحهم وبكل انتماءاتهم احزاب سياسية وحراك ومستقلين ورجال دين وشخصيات اجتماعية وادباء ومثقفين شكلوا جميعهم جبهة مقاومة صلبة وموحدة تمكنت بفضل الله من صد كل الهجمات الشرسة والضروس ودحر القوى الغازية وتحرير الضالع منها، استشهد وجرح في معارك الصمود والكرامة هذه عدد كبير من اعضاء الحزب وقدموا التضحيات تلو التضحيات ومازالوا الى يومنا هذا منخرطون في صفوف جبهات الصد والمقاومة الجنوبية وفي وحدات وتشكيلات الجيش الوطني، ليترجموا بدمائهم قصائد حلم الوطن في مريس وبلاد الشوكي وحجر وقعطبة وغيرها من المناطق على امتداد حدود الضالع الباسلة.

*ماهي رؤية منظمة الحزب بالضالع لتفعيل نشاط الحزب وقيامه بدوره الحقيقي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظل الوضع الذي تمر به المحافظة والوطن عموما؟

** بالنظر الى الظروف التي نمر بها والتي ستجعلنا ان شرعنا بالعمل الحقيقي والجاد نشبه من يبدأ من الصفر وعليه وقبل كل شيء نرى انه سيتوجب علينا ان نتحلى بالصبر والحزم والعزم والجلد يستلزمها بناء وتشييد في ظل  ظروف صعبة وقاسية لا تنحصر بشحة الامكانات واجواء الاقتتال وتعدد اطياف المخالفين وعلى ضوء هذه الظروف والمعطيات التي تشهدها الضالع خاصة والساحة الجنوبية بشكل عام وتجنبا للضياع في متاهات البحث عن نقطة البدء التي تؤكد بأن حزبنا يمتلك العديد من نقاط القوة التي تمكنه السير بسرعة اكبر وتكلفة اقل وتعينه على تجاوز ما سردناه من صعوبات ومعوقات في درب نضاله  لاستعادة مكانته  في الساحة الجنوبية وذلك من خلال:

1- تفعيل نشاط الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي في الجنوب واستكمال قوامها التنظيمي وجعلها تستوعب المزيد من القادة، يمثلون قطاعات اوسع من الفئات الاجتماعية ولتكون الهيئة شاملة في عضويتها من يمثلون كل الجغرافيا الجنوبية ولتكون الهيئة ممثلة للمجتمع الجنوبي بكل شرائحه، مع ضرورة التركيز على ذوي القدرات الثقافية والعلمية واصحاب التخصصات الاكاديمية التي تحتاجها هيئة يعول عليها قيادة امة وبناء وتنمية وطن

2- التركيز على تزويد هذه الهيئة بطواقم سكرتارية عامة تعتمد على كادر من الكفاءات اصحاب المؤهلات العلمية المختصة والمتفرغة، لتعينها على تكثيف حضورها في الساحة السياسية مع ضرورة الاستفادة من الخبرات القيادية ذات التاريخ التي مازالت قادرة على العطاء والتي مازالت متمسكة بالحزب ومخلصة لمبادئه واهدافه ومؤمنة بتوجهاته اما من خلال استيعابهم في الهيئات القيادية للحزب او من خلال ايجاد مسمى تنظيمي استشاري يضمون اليه لتكريمهم من ناحية وللاستفادة من خبراتهم وتجاربهم من ناحية اخرى

3- اعادة تفعيل نشاط المنظمات القاعدية حيث وجدت وبناء منظمات قاعدية جديدة وانتخاب هيئات قيادية للمنظمات والمديريات والمحافظات من خلال دورة انتخابية كاملة تنتهي بمؤتمرات حزبية محلية على كل مستوى مع ضرورة افساح المجال لقيادات شبابية مؤهلة ومخلصة الى جانب القيادات المجربة ومنح مساحة مناسبة للقطاع النسوي ليقوم بالدور النضالي الذي يتوجب عليه القيام به، ومن ثم الشروع بتفعيل تلك الهيئات والاهتمام بتأهيلها من خلال عقد الدورات وتزويدها بالدوريات بشكل مستمر

4- توسيع دائرة النشاط الحزبي على مستوى المحافظة وعلى مستوى الساحة الجنوبية وفقا لمعطيات واقعنا الحزبي الذي يتطلب اعادة ترتيب الوضع من القاعدة للقمة وبالشكل الذي سيمكننا من التفاعل مع المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتركيز كل الطاقات على الاهتمام بما يمكننا ان نقدمه للناس بشكل متواصل ومستمر بعيدا عن الموسمية والمناسباتية كحزب يمتلك تاريخ مرفود بقيادة وقاعدة متفاعلة ومرتبطة بحياة الناس اليومية الدائمة وكتنظيم يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة يمكنها التوسع اكثر من خلال ما تقدمه من برامج واطروحات وافكار تترجم كأمثلة عليا بالسلوك وتقديم التضحيات في نضالها الميداني المستمر

5- اعتماد مبدأ التخطيط المنبثق عن دراسات واستطلاعات لكل الانشطة السياسية والجماهيرية التي تتوائم مع المستجدات على واقع الساحة الوطنية.

* هل يواجه كوادر وأعضاء الحزب في محافظة الضالع مضايقات من اي قوى سياسية اخرى، وان وجدت هل يمكن الافصاح عنها؟

** لا توجد مضايقات معلنة يمكن تصنيفها في خانة المضايقات الاستهدافية الجلية والمحددة لأعضاء وكوادر الحزب ولكن هناك حرب خفية وسيل من المضايقات المعنوية التي تعاني منها كل القوى التقدمية التي تمتلك رؤى عقلانية بشكل عام ويعانيها اعضاء وكوادر الحزب بشكل خاص خاصة وان الحزب بكل منتسبيه يعمل في محيط تحكمه العاطفة الجياشة وتسيطر على ساحته الشعارات الرنانة التي لاهم لها الا دغدغة العواطف الحماسية للجماهير الشعبية ،وفي وضع كهذا لابد ان يستشعر مناضلي الحزب بمضايقات تعود في مجملها باعتقادي لسببين بسيطين هما:

1- ان الحزب الاشتراكي كان ولازال يمثل صوت العقل والمنطق والاتزان في مرحلة زمنية صارت عملتها الرائجة هي غياب العقلانية والاندفاع والآنية وربما المزايدة والتطرف*

2- تمسك الحزب وقيادته وصرارهما على استقلالية القرار التنظيمي والوطني والالتزام به كمبدأ غير خاضع للمؤثرات المادية التي تتسيد الساحة حاليا

* ما هو تقييم الرفيق أحمد ناشر حسن للوضع العام في الجنوب، وكيف هي علاقة منظمة الحزب في الضالع مع بقية القوى السياسية في المحافظة؟

** باعتقادي ان الوضع العام للجنوب في اللحظة الآنية وفي الظروف الراهنة هو الاصعب الذي يواجهه خلال تاريخه النضالي الطويل هذا الوضع بجذوره العميقة التي تعود في مجملها لأسباب عدة منها ما هو موضوعي ومنها ما هو ذاتي يتلخص ابرزها في الحرب القائمة وطول امدها وما انتجته من سلبيات في شتى الاتجاهات وكل ما ذكرناه من أسباب وظروف ومتغيرات اسهمت في تشكيل الوضع الحالي للجنوب الا انها من وجهة نظرنا جميعا تلتقي عند سبب رئيسي لا يمكن ان تكتمل معالم صورة الوضع الجنوبي ولا يمكن ان يتم  تلخيصه التلخيص الامثل الا بربطه بالسبب الذي  قاد اليه والذي يؤكد ان الوضع الحالي ما هو الا نتاج لما حصل وتراكم منذ 31 عاما اي منذ الايام الاولى التي تلت الوحدة اليمنية بمرحلتيه سواء مرحلة الحرب اللامعلنة والتآمرات الهادئة التي وضعت بصماتها على صفحات الأربع السنوات الاولى للوحدة 90- 94 ،والتي تبلورت بشكل جلي وواضح في الفترة التي اعقبت ذلك اي فترة ما بعد حرب صيف 94 حيث ان هذه الحرب حقيقة قد شكلت المرتكز الاساس والحدث الفاصل بين مرحلة ومرحلة، بين مرحلة نستطيع ان نسميها (الحلم) كما يحلو للبعض او(الغيبوبة) كما يحلو للبعض الآخر وبين مرحلة (الصحوة)  او الافاقة على الواقع المرير الذي خلفته تلك الحرب فشعبنا المجاهد والصادق والحالم  في الجنوب كأنما كان في غيبوبة او كأنما كان مغيبا عن وعيه ثم صحى على هدير المدافع والدبابات وصخب طائرات الحرب التي اعلنتها صنعاء على الحزب كشريك وممثل للجنوب في الوحدة المغدورة، وعلى الجنوب ارضا وانسانا ونظام ودولة وتاريخ وهوية بشكل عام، حرب صيف 94 حقيقة كانت زلزالا فكريا بقدر ما كانت زلزالا تدميريا للأرض والبشر ،للأحلام والاماني، ولكل ما هو جميل في تجربتنا الجنوبية، تلك الحرب او ذلك الزلزال وما صاحبه ونتج عنه من اوجاع ومآسي مازال يلقي بظلاله وتتبدى نتائجه كعاملاً اساسياً يلعب دوره في رسم اوضاع الجنوب الحالية التي مازالت للأسف محكومة بأصوات الرصاص ، ولذلك اقول ان كل ما حدث ويحدث في الجنوب يجبرنا جميعا على النظر لأوضاعه الحالية نظرة عقلانية منطقية واعية بعيدة عن العواطف والاحلام لنسمي الامور بمسمياتها ولنضع اصابعنا على الاسباب الحقة التي انتجت هذا الوضع الذي لم يكن كما حاول الكثير ومازال تصويره كصراع بين جناحي سلطة بينما هو في حقيقته صراع بين مشروع نظام ودولة مدنية وهوية وقرار وسيادة وعدالة ومساواة -مشروع وطن حقيقي-  هزم، واللامشروع انتصر وسيطر وقاد لما نعانيه اليوم من تشظي وتخبط ووهن وتبعية و...الخ وبالنسبة لعلاقة منظمة الحزب في الضالع مع بقية القوى السياسية اؤكد انها علاقة تكاملية جيدة تسودها روح التضامن والتفاهم والتواصل الدوري وهناك علاقة عملية مشتركة لمنظمة الحزب وبقية القوى السياسية محورها القضايا التي تتطلب النضال الجماعي والمشترك بمختلف اتجاهاته وخاصة ما يتعلق منه بالمواطن ومصالحه وهمومه ومشاكله.

* كيف تقيمون العمل الحزبي والتنظيمي في المحافظة من حيث اداء المنظمة وفروعها في المديريات؟

** اجابة هذا السؤال باعتقادي قد اوردناها في اجاباتنا على الاسئلة السابقة عامة وعلى السؤال رقم 1بشكل خاص ومع ماسلف نستطيع القول ان العمل الحزبي والتنظيمي والسياسي والجماهيري للجنة المحافظة وسكرتاريتها العامة يشهد خلال الفترة الممتدة منذ منتصف 2018 -2019-2020 وحتى ابريل 2021 حالة من النهوض وبصورة جيدة في مجمله حيث تحققت جملة من النجاحات في العمل التنظيمي والسياسي والجماهيري رافق سير العمل والنشاط سواء على مستوى المديريات او على مستوى المحافظة وقد عبرت السكرتارية عن ارتياحها لتلك النجاحات حيث تمكنت لجنة المحافظة وسكرتاريتها من اعادة ترتيب اوضاع قيادة الحزب وتمكنت من ملء الشواغر وانتخاب مساعدي الدوائر في السكرتارية من قطاع الشباب والمرأة وهو ما عكس نفسه على عمل واداء منظمات الحزب في المديريات باستثناء ثلاث منظمات حزبية واقعة في النطاق الجغرافي للشمال وهي المناطق التي تدور فيها رحى الحرب بضراوة ولم تنتهي بعد خاصة وهي مناطق مازالت خاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية والعمل الحزبي والتواصل معها متردي ان لم نقل انه مشلول.

* المجلس الانتقالي نشط بالتأكيد في الضالع ولضعف المستوى العام لنشاط الحزب هل ترون ان تأثيره واضح في فعل وحركة المنظمة من حيث الاستقطاب له والمغادرة من الحزب؟

** لاننكر النشاط اللا محدود للمجلس الانتقالي في المحافظة ولا ننكر ان قاعدته الجماهيرية قد توسعت بشكل كبير ولكن ذلك الامر لا يعني ان ذلك التوسع وتلك القاعدة قد جاءت على حساب الاشتراكي وغيره من القوى السياسية وتعليلنا لذلك يتمثل في ان نظرة قواعد الحزب وقواعد سواه من الاحزاب والتنظيمات للانتقالي وللانضواء في صفوفه تختلف عن نظرتها لسواه من المكونات السياسية حيث تجد ان غالبية قواعد الانتقالي مازالوا يحتفظون بعضويتهم في احزابهم الأم ذلك لانهم يرون في الانتقالي مظلة جامعة وكيان انتقالي ثوري مرحلي يناضل بهدف استعادة الدولة الجنوبية ويحمل في كل أدبياته وتوجهاته قضية وطن لا تتنكر لها ولا تعاديها الاحزاب التي ينتمون اليها ولكنها ربما لظروف واوضاع الحرب ربما لا تستطيع ان يكون ايا منها اطارا جامعا لأبناء الجنوب بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم كما هو حال الانتقالي وبالتالي فالسؤال بالشكل المطروح والمبني على استقطاب والمغادرة وبالشكل المتعارف عليه بين حزب واخر لا تنطبق من وجهة نظرنا على الانتقالي.

* المعروف ان جغرافية المحافظة متداخل اداريا حيث يقع جزء منها في الشمال والجزء الاخر يقع في الجنوب، في ضوء هذه الظروف ومستجداتها كيف هي نظرتكم للجغرافيا هذه وكيف تنعكس على صعوبة التواصل وتنسيق المواقف ان وجدت او انه لايوجد اشكالات والروحية موحدة؟

** نود الاشارة هنا لموضوع هام يتعلق بالجغرافيا المجزأة سواء للضالع خاصة او للوطن عموما هذا الموضوع يتمثل فيما ورد في ادبيات المجلس الوطني العام في دورته المسماة بدورة الوفاء للمناضل علي صالح عباد مقبل والتي انعقدت في ديسمبر 2014 تحت شعار (دولة اتحادية من اقليمين يحكمها السلام ويسودها القانون) حيث ان ذلك الامر قد جاء عشية حرب الانقلاب واكتسب اهميته الاستثنائية بما خرج به من قرارات وتوصيات جسدت الارادة الجمعية لمنظمات الحزب ومناضليه وخاصة فيما يتعلق بوحدة الصف الحزبي وتطوير ادائه السياسي والتنظيمي واليات عمله من جهة وفي التأكيد والتصميم على مواصلة مسيرته النضالية بما يليق ويتواءم مع مكانته وتاريخه النضالي العريق من جهة اخرى، وهو الامر الذي انعكس بوضوح في البيان الختامي لأعمال المجلس الذي مثل بمضامينه المكثفة برنامج عمل متكامل يثبت ان الحزب كان ولازال موحدا ولا توجد تباينات بين قواعده وقاداته وانصاره سواء أكانوا جغرافيا في الشمال أو الجنوب وعليه نستطيع القول انه الرؤى موحدة ولا توجد اشكالات حولها وان النفوس لا الارض هي من تحدد معاني التوحد والانفصال وبهذا نستطيع الجزم بان الأمور مبشرة بالخير وحزبنا لازال يحتفظ بعنفوانه وسينهض ويعود كما كان عليه وكما تعودنا على نهوضه كالعنقاء من بين الرماد كل الصعوبات التي كلما اشتدت عليه واشتد عليه التآمر عاد قويا ومنتصرا.

* ماهي علاقة الحزب بالانتقالي وكيف ينظر لمشروع الانتقالي المتمثل بفك الارتباط؟

** يمكننا القول انه و منذ الارهاصات الاولى للحراك السلمي الجنوبي كان الاشتراكي حاضرا بقاداته واعضائه ومناصريه، خرجت المسيرات والمظاهرات من قلب مقراته في كل محافظات الجنوب وتم تدشين حركة الاحتجاجات السلمية منها وانخرط في صفوف الحراك الجنوبي، جل ان لم نقل كل كوادر الحزب، البعض منهم فقد تواصله واتصالاته مع منظمته الحزبية والبعض الاخر ظل يمارس نشاطه الحزبي في اطارها وقد راهنت كثير من القوى السياسية على اخراج الحزب من المعادلة السياسية في الجنوب ولكنه خيب امالهم واجبرهم على خسران رهاناتهم فظل كما كان دوما في قلب الجنوب وقضيته التي كان ومازال يخوض نضالاته التي تؤكد احقيتها وعدالتها وبرز ذلك في اكثر من موقف ومنعطف حيث كان لحزبنا قصب السبق في الدعوة المبكرة لحل القضية الجنوبية حلا عادلا وبما يرتضيه شعب الجنوب الذي يمتلك الحق المطلق والحصري في تقرير ارادته السياسية والانتصار لقضيته التي اخذت مسارات متسارعة من الاهتمام الوطني والاقليمي والدولي وخاصة في المرحلة الاخيرة وخاصة بعد تشكل الهيئات السياسية والوطنية المعنية بالقضية الجنوبية وعلى وجه الخصوص المجلس الانتقالي والذي حظي بمباركة حزبنا ككيان سياسي يمثل خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح والسليم كواحد من اطراف العملية السياسية الفاعلة والمناهضة للانقلاب وقد اصبح اليوم بعد ان وصل لهذه المكانة مطالبا بالانفتاح على مختلف اطراف العملية السياسية وفي المقدمة منها اطراف الحراك الجنوبي والنخب السياسية الجنوبية في سياق حوار سياسي وطني جاد يتسع ويشمل الجميع ليتشكل من ذلك حامل سياسي واسع يمثل القضية الجنوبية ويعبر عنها في المحافل الاقليمية والدولية وعلى هذا الاساس نستطيع ان نقول بان علاقتنا بالانتقالي علاقة تكاملية وصحية وجيدة.


 

قراءة 6694 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 21 نيسان/أبريل 2021 00:48

من أحدث