طباعة

مخاطر ماثلة

الأربعاء, 19 شباط/فبراير 2014 19:15
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عندما تتبعثر وتذوب «الحركة الثورية» بين كل من الصراعات الحزبية والطائفية والمناطقية... الخ.. فمن الطبيعي جداً أن يستغل ويوظف هذا الفراغ والنقص باتجاة آخر، خصوصاً من يتبنون اليوم مشروع «الثورة المضادة» نظام المخلوع وبعض المكونات والأحزاب المحسوبة على الثورة, أو من يسعون اليوم لإقامة وفرض دولة «الشيخ» و«السيد»، وذلك في كونهم الأساس من يسعون اليوم لصنع التفرقة والتشتت وشق الصف داخل المكون الثوري الواحد، والمناهض لكافة مشاريعهم الانتهازية والاستغلالية والاستقطابية باسم «الثورة» وباسم «الدين»، ومن جهة اخرى من أجل إن لا توجد هوية وحركة ثورية قوية «مستقلة ومتجردة» قد تعمل بشكل أو بآخر على إزالة وإزاحة نفوذهم الاستقوائي والتسلطي من المشهد الحالي والمستقبلي.

وعلى ذلك فإن غياب «قوى المد الشعبي» كقوة فاعلة وضاغطة، تجاه المطالبة بتشكيل حكومة كفاءات وطنية، ومجالس تشريعية وقضائية ومحلية منتخبة لتكون قادرة على مواءمة ومواكبة تطورات الواقع وتحدياته، وكذلك غياب قوة الدولة والشارع كقوة رادعة ضد كل من المشروع «الطائفي» المنبثق عن الحركات (الحوثية) و(الاخوانية) و(السلفية) وضد كل المشاريع الحزبية الضيقة التي قد تحول دون بناء الدولة، سوف تنذر في المرحلة المقبلة بحالة خطرة، تهدد أمننا المجتمعي وسلمنا الأهلي، وسيدفع بالواقع إلى المزيد من العنف والانقسام والتشظي والبلطجة والمحاصصة، وذلك تعزيزاً واستمراراً لتحقيق الذات الفردية والانتمائية على المصلحة الوطنية.

قراءة 2047 مرات