طباعة

قبلة على صفحة الذكريات

الجمعة, 21 شباط/فبراير 2014 23:20
قيم الموضوع
(2 أصوات)

لعل الذي يتذكر يصبح في احد الايام صفحة متجددة لا يمل الناس من التوقف عندها يقتاتون لارواحم زادا من تلك التجليات المشرقة لعل الذي جالس عبدالرحمن الاهدل ولو لبضع دقائق لا ينفك يستحضره كلما قلب صفحات الذكريات.

كنت اتأمله يوماً مستغرقاً في الصمت يكتب بضع احرف وارقام على قصاصاته الورقية وبعدها أخذ يكتب مقالا يتذكر فيه المناضل عبدالله صالح عبده وتحدث عن تفاصيل سماعه عنه ولقاءه به لأول مره في عدن ومن ثم في صنعاء وكان مقالا حياً في غاية الروعة والمتعه، فأحببت أن اسأله ما الذي دعى لتذكره والكتابة عنه؟ قال لي هؤلاء العضماء يا ولدي لا تستطيع الايام المتراكمة طي صفحتهم ما ان تحل ذكرى رحيلهم حتى نشعر بحجم الخسارة، وطلب مني ذات ليلة أن احمل احدى قصائده الى صحيفة الثوري وكانت عن الراحل سيف احمد حيدر بعد مرور عامين على رحيله يقول في مطلعها

عامان فيها نأى الصبح عن حينا

والجدب أرخى سدوله

عامان زاد ذبول قباب المساجد

والقبح طرز وجه القبيلة

واليوم ها هو فبراير يطل علينا في ذكراه السادسة والتوجع على رحيلك يا أهدل ما انفك يفتت حشاشة القلب ويفتك بالاحلام البريئة.

تحل علينا ذكراك والوطن ينزف من كل اجزائه ما من موضع شبر الا وهو ينتفض رافضاً تلك العصابات البربرية التي تتسلق على أوجاع اليمنيين لتعيدهم الى نفس الزنزانة التي غادروها بالرغم من الجهود الجبارة التي يقوم بها الرجال الشرفاء لوضع موطئ قدم على عتبات المستقبل والتخلص من ركام الماضي الا أن الحياة مفخخة نرسم طريقا للحرية والخلاص ويرسمون طريقا مظلماً تحفه المخاطر نركض نحو الحياة، وهم يركضون خلف الموت والدمار، كل لحظة تمر تزداد الكلفة ويصبح النظر للمستقبل مشوش وضبابي مخيف.

ولكننا نراهن على الاستمرار ونراهن على جيل طموح لا يقبل المزايدة على وطنه ومستقبله.

ولعل ذكراك اليوم يا أهدل تطل وفي جنباتها بشائر أمل لجرحى ثورة يقتلهم ألم الغدر والخذلان أكثر من الآمهم، لعل ذكراك يا أبي ترسل الينا سيرة الصبر وانتزاع الاوطان المسلوبة بكلمة صادقة شجاعة وصرخة رافضة متمردة لا تقبل بغير العدالة والدولة القوية خيارا آخر.

في مثل هذا اليوم يا أبي قرر اليمنيون تسليم السلطة لرجل آخر ومستقبل آخر، وفي مثل هذا اليوم تغيرت خارطة الأحداث في اليمن.

يعتقد البعض أنهم قادرون على مواجهة شعب وخداع جيل خبر لؤمهم وغدرهم ولكن ما لم يكن هناك توجهات حقيقية لبناء الدولة القوية، ما لم يكن هناك اعتراف بشعب الجنوب وحقهم في تحديد خياراتهم وتقديم حلول مقبولة لهم، مالم يكن هناك عمل صادق على الارض لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ما لم يكن هناك ضمانة لخلق توازن سياسي يدفع بعجلة الثورة والتغيير الى الامام، ما لم تكن الحسابات الواقعية والتعامل بمسؤولية حاضر في قلب العملية السياسية فان المتغيرات القادمة ستحطم كل التوقعات وستحدث تحولات ضخمة لن يستطيع حلفاء الحرب إيقافها، والشعب هو من سيكون سيد الموقف والقرار.

لكم ظلموا تهامة وشعبها ولكم أباحوا دماء ابناءها واستباحوا خيراتها وأرضها واليوم يعترف الجميع بحقها وعدالة مطلبها.

لكم قتلوا شعب الجنوب وصادروا انسانيتهم واغتنموا خيراتهم واليوم يحاولون طمس وإخفاء خياراتهم ونضالهم، بعد ان اعترف العالم بهم .

لكم فجروا وقتلوا ودربوا وصدروا ارهابهم إلى كل البقاع للمحافظة على بقائهم ولكن للأسف ظلوا على غباءهم ونفس أساليبهم الخسيسة في زمن يراهم فيه كل العالم مكشوفين دون غطاء في زمن عرف الشعب أن غضبه زلزال يقض مضاجعهم ويسقط جبروتهم وسطوتهم، ولهذا نقول لمن يمسكون بزمام الأمور ما لم يتم التقاط اللحظة واختيار صفوف الناس وإرادتهم سيكون المصير غير مشرف.

ونود ان يفهم الجميع أن الصدق مع الشعب هو مفتاح النجاح والاستمرار. 

قراءة 2429 مرات آخر تعديل على السبت, 22 شباط/فبراير 2014 17:12