طباعة

ماذا تتمنى في العام 2015؟

الأربعاء, 31 كانون1/ديسمبر 2014 22:30
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

من كثر ما تم تداول هذا السؤال على الفيسبوك حتى بدأت شخصيا أفكر فيه بمنتهى الجدية، ماذا أتمنى في العام 2015؟ ولأني من الذين يتعاملوا مع هكذا أسئلة بمنتهى السخرية واللامبالاة، فقد بدأت أشعر بتأنيب الضمير كأني خنت نفسي حين فكرت به بجدية!

ماذا يتمنى المواطن اليمني في العام 2015؟ لنفترض أني جبت بآلة التسجيل الشارع وبدأت بالأسئلة وسأفترض أن الإجابات جاءت على هذا النحو:

-          سائق الحافلة:  أتمنى أن ينخفض سعر البترول.

-          الطالب المدرسي: أن يكون هناك غش في الاختبارات المدرسية.

-          ربات المنازل المشتريات للخضار والمؤونة الأخرى:  أن ترخص الأسعار، إنها جهنم.

-          الأمهات اللاتي يوصلن أطفالهن إلى المدراس : أن يكون هناك أمن وأمان ونطمئن على أطفالنا

-          الموظفين في القطاع الخاص: أن ينصلح وضع البلد انظر إلى هذا الزحام وهذا الانفلات.

-          الموظفين في القطاع العام: أن تستمر رواتبنا فهم يقولون أنها في أي لحظة ستنقطع وأن يرفعوها ويهتموا بالمكافآت فالرواتب لا تكفينا لنعيش.

-          طالبات الجامعة: أن يكون هناك أمن في الشوارع المتحرشين أضحوا كالكلاب في الشوارع ولا يردعهم رادع.

تعبت من كثر التجول في الشوارع، ولأني – افتراضيا أيضا – أعتقد أنهم  أحيانا يتمنون كل الأمنيات السابقة دفعة واحدة، ومن الذي سيلومهم على ذلك؟ أعتقد أحيانا أننا نتحول إلى قلب أو فم بأمنية! يحدث هذا كل لحظة: لو يختفي الزحام، لو نجد رئيسا للبلد، لو يختفي المسلحين من الشوارع، لو لا تحدث كارثة ولم يمت الحمدي، لو لم تقم ثورة، لو يرخص سعر القات، لو تكف أمريكا عن ضرب العراق وسوريا، لو أعود للمنزل والكهرباء والعة، لو لو..

إدن لماذا نجد هذا السؤال الغبي فجأة في وجوهنا: ما هي أمنيتكم؟ طالما وأننا نقضي العمر في الأمنيات وطالما كذلك أن كل ما حولنا غير صالح وفاسد ويحتاج لأمنية كي يصبح سالكا ومناسبا، وهو يحتاج أمنية لأنه لا يمكنك أن تمد يديك وتصلحه ولا يمكنك أن تنتظر أن ينصلح لوحده، وليس هناك من يتولى مسئولية إصلاحه، لذا هناك أمنية واحدة تنطلق كل لحطة من ملايين الأفواه صاعدة إلى السماء ويجري تكرارها لحظيا من مئات الآلاف من الأفواه وتظل هناك في السماء.

أفكر بحسرة أنه في عالم مثالي ستكون الأمنيات من قبل: أتمنى أن أجوب في هذه السنة العالم عوضا عن: أتمنى ألا أموت بسيارة مفخخة، أو أتمنى أن أحظى بحب حياتي، بدلا عن أتمنى ألا تحدث حربا كي لا ترتفع الأسعار و أتزوج بهدوء، أو أتمنى أن أذهب في الربيع مع عائلتي إلى جزيرة مالطا، بدلا عن أتمنى  ألا يزرعوا العبوات الناسفة في مدارس البنات، ومن هذا القبيل الذي لا ننتبه إليه لأننا لا نعرفه، فمن منا سيفكر بجزيرة  مالطا ولديه سيارات مفخخة تجوب الشوارع؟ بحق الله.

عزيزي العام 2015، أنا أعتذر عن تشويه صورتك بهذه الدرجة من الحقد وأعرف أيضا أني قد أصبت بالإحباط كل من قرأ هذا وسيبدأون بكراهيتك فورا، تعرف هذا ليس ذنبي ولا ذنبك، بالنسبة لنا أنت امتداد للأعوام السيئة التي تتوالى علينا ولم نعرف أي منهم أسوأ من الآخر وحاول أنت قدر المستطاع ألا تكون الأسوأ على الإطلاع، فأنت الآن في منافسة مع أرذل الأعوام وأقلها بهجة والتي ربما تمتد لقرن ويزيد ومن يعرف متى بدأت، لكنك ستكون عاما عظيما جدا في حال كنت أنت خاتمتها أو كنت أنت بداية الحقبة الجميلة المضادة للقرن الماضي، تعرف الآن نلون بالأخضر كل شيء ليس ابتهاجا فيك، لكن من يعرف ؟!

 

 

 

قراءة 2265 مرات

من أحدث