طباعة

لا تخافي ياريم

الأربعاء, 28 كانون2/يناير 2015 21:03 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 

اعتذرت لزملائها، كونها غابت أمس عن الدراسة في الجامعة، أعرف ريم بما فيه الكفاية، فهي زميلتي في الكلية، كانت ريم قد أرسلت رسالة نصية مع إحدى زميلاتها تقول: زملائي أعذروني اليوم سأتغيب عن الجامعة، أمي وأبي منعوني ولم يسمحوا لي بالخروج من المنزل، ذلك لأن الحرب اندلعت وسط العاصمة صنعاء مجدداً.

ريم ليست وحدها من اعتذرت عن الدراسة، جامعة صنعاء اعتذرت أيضاً، وكما أعرف بأن الدراسة توقفت في جامعة صنعاء بشكل تمام، حتى إشعار أخر، كون أصحاب السلاح عادوا لتحديث متارسهم من جديد.

نقرأ كل يوم عن الحوثيين، كيف يستخدمون ويسيئون استخدام سلطتهم في أكثر من محافظة يمنية، ربما هم يشعرون بسعادة تجتاحهم وقوة أخرى تضاف إلى قوتهم المليشاوية، كونهم يقدمون على خطف وإذلال المدنيين.

لا تخافي يا ريم إنهم فاشلون سياسياً، كلهم قتله، يتصارعون على السلطة، مرة أخرى نشاهدهم يستعرضون عظلاتهم وسط شوارع العاصمة. لا تخافي زميلتي ريم، منذ زمن بعيد وهم في صراعات دامية، والحقيقة هي أننا لم نحقق أي نتائج إيجابية واضحة بعد خوضهما لتلك المعارك المجهولة الهدف، حقاً فهي معارك شرسة، لقد أصبحنا نحن اليمنيين لغزاً لأنفسنا، يبدو أننا بدأنا نتعود وبحماسة نحن نتقبل معايشة هذا الوضع المزيف.

 يقولون أنهم يصنعون أجواء الأمن والأمان، بينما هم يبدون مثيرين للخوف والهلع أكثر وأكثر، كل يوم وكل ساعة نشاهدهم يذهبون لارتكاب جريمة أكثر بشاعة من سابقيها، يهاجمون الدولة، يختطفون الصحفيين والمدنيين وكل شيء.

لا تخافي يا ريم، أنهم أغبياء، يجتاحون مؤسسات الدولة بالقوة، يرسمون لنا مستقبل الدولة المدنية الحديثة، بماذا؟؟ بأسلحتهم الثقيلة، وكأنهم لم يشعرون وهم يتغوطون على جبين هذا الوطن، وبشكل مفرط للغاية، انك لا تحبذين البقاء في المنزل.

حسناً، أنهم يحملون مشروعاً وطنياً، لطالما اصبحوا "يتبلطحون" بنقاطهم، ومتارس مستحدثة، في الحارات والشوارع، وكل مؤسسات الدولة، فيما ذلك الجامعات والمدارس، انهم يقوضون يومك الدراسي، ويقوضون مستقبلنا.

قرأت رسالتك وشعرت برعشة تجتاح جسدي النحيل، لا تخافي فهم لن يخيفونا بعد اليوم، سنذهب إلى الجامعة كل يوم، وعند عودتنا إلى المنازل، سنتكتب عن أعمالهم الإجرامية. لا تخافي سنتركهم يتبادلون لعنات هذا الوطن، يتبادلون القذائف والمفخخات، واسلحة دولتنا المنهوبة، لكن ليس دائما زميلتي ريم، فنحن لازلنا قادرين (نحن جموع الشعب المفقر)  في تفجير ثورة مجدداً، أثق بهذا تماماً، وعليك ان تثقي بهذا ايضا، لأنك تحبين الذهاب الى الجامعة.

قراءة 1856 مرات

من أحدث بسام سعيد