طباعة

بداية أكثر تراجيديا

السبت, 14 شباط/فبراير 2015 18:42 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

بعد أن انتهى الجزء الأول من دراما «الأطراف المتصارعة» نهاية مفتوحة، وبعد أن أقر البرلمان اليمني تأجيل الجلسة الطارئة المنعقدة للنظر في استقالة الرئيس هادي وحكومته إلى أجلٍ غير مسمى, بقي الشعب في حالة ترقب في ظل هدوء نسبي ينذر بعاصفة قد تدمر ما تبقى من ملامح الوطن.

بدأ الجزء الثاني منه بداية أكثر تراجيديا، اجتمعت قوى الصراع بحضور المبعوث الأممي جمال بن عمر كلٌ فرض شروطه حسب ما يتفق مع مصالحه.. اجتماعات باءت بالفشل نتج عنها في نهاية المطاف ما يسمى بـ»الإعلان الدستوري» من جهة أنصار الله منفردين, وهو ما رآه الشارع اليمني بكل مكوناته وفئاته انقلاباً يحمل في طياته سر نهاية صاحبه المأساوية, ولا سيما أن هذا الإعلان قرار فردي لا يحمل أي ملامح للشراكة الوطنية أو أي رغبة جادة لإخراج الوطن من مآزق الصراع السياسي الذي أثقل كاهله.

الأصـــوات تعالت منذ الوهلة الأولى لرفض ما سمي بالإعلان الدستوري، قابلها صاحبه بردة فعل عنيفة في محاولة لإخراسها، كما قُوبل برفض دولي ومحلي واسع.

صدر الحوثيون ما سموه بـ»الإعلان الدستوري» الذي تضمن حل البرلمان، دون الالتفات لحقيقة أن هذا الإعلان سيضعهم في مواجهة علنية مع الشعب، وسيجعلهم يتحملون مسؤولية كل ما حدث ويحدث من انهيار لمؤسسات الدولة. وهذا ما يخشاه أنصار الله مما جعلهم يعودون لطاولة الحوار في موفمبيك مجدداً للتحاور مع الأطراف السياسة الأخرى. وفي ظل عدم وجود نية لتقارب الرؤى المطروحة للتوصل لحل ينتشل الوطن من مستنقع العنف، يبدو أن المكونات السياسية التي تعقد لقاءاتها في موفمبيك برعاية جمال بن عمر سيكون مصيرها الفشل في ظل تمسك الحوثيين بقرارهم وعدم العدول عنه وهذا سيسهم في خلق بيئة خصبه للعنف ستضع البلاد أمام مخاطر لا يحمد عقباها.

ما آل إليه الوطن من حال أشبه بمسرحية هزلية, لكنها تبكي.. ولا تضحك!.

الوطن يهرول بسرعة البرق إلى منعطف شديد الانحدار على غفلة منا, لا لأننا نجهل حقيقة الأمر وخطورته، بل لأننا نتحاشى الحقيقة ونوهم أنفسنا أننا سنتقدم رغم كل ما يحدث, ما دامت عقارب الساعة توحي بأننا نمضي قُدماً دون تراجع للخلف.. فيحلق الكثير في سماء دنيا الأحلام متجاهلاً الواقع بكل تحدياته التي تعيق عملية بناء وتقدم الوطن على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. الخ.

 تجاهل الكثير للواقع انبثق من براثين الخوف من تحمل مسؤولية سقوط الوطن إلى الهاوية أمام التاريخ, وأمام الأجيال الأخرى بعد أن يمتثل أمامهما متهماً بالتخاذل.. الجميع يعزي نفسه أننا شعب لا حول له ولا قوة عذرٌ أقبح من ذنب.. لن يغفر لنا التاريخ ولن تغفر لنا الأجيال القادمة ما اقترفناه بحق الوطن.. جميعنا مسؤولون: القادة بقراراتهم التي لا تراعي المصلحة الوطنية، ونحن بصمتنا الموحش وبرؤوسنا التي نهزها هزة توحي بالموافقة أو الرفض كمداً خشية الأسوأ دون تحريك ساكن، إلا من رحم الله.

قراءة 1943 مرات

من أحدث أسيا الصراري