طباعة

زيادة الفوضى ينتجها الاستبداد لا المقاومة

الأربعاء, 18 شباط/فبراير 2015 17:39 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

الفوضى ينتجها الاستبداد كما الموت أيضاً وكلما ازدادت سنواته ازدادت تكاليفه هكذا يقول المنطق وتحكيه التجربة فكثيرة هي الأثمان والتكاليف الباهظة التي دفعتها الشعوب عبر التاريخ نتيجة استسلامها لمستبدين تعاقبوا على حكمها بالحديد والنار ودائماً ما كان يمر خيار الاستبداد تاريخياً كنظير للفوضى والموت، هذه الثنائية حاصرت خيارات الشعوب ودفعت الكثير منها للوقوع تحت نير الاستبداد ومخلفاته الهمجية واللاإنسانية، وهذا الاختيار لم يأت نتيجة تلك الثنائية المتمثلة في الاستبداد والفوضى وحسب بل وبمساعدة نخب تلك الشعوب السياسية والدينية والاجتماعية التي غالباً - وفي حالات الاستبداد - ما تنحاز للمستبد يجرها الى ذلك خوفها من الموت أو الحرص على مصالحها الخاصة على حساب المجتمع، فتذهب باتجاه تزييف وعيه واستلابه بوهم الأمن وتسويق فكرة الاستبداد بما هي اقل كلفة من الفوضى وحقناً للدماء.

وحقيقة ان الاستبداد هو من يصنع كل ذلك فلا يتحقق الأمن ولا تحقن الدماء التي لا تكف عن النزيف طوال حياة المستبد وبعد مماته. وفي حالتنا اليمنية ومع وصول مليشيا الحوثي الى العاصمة وبعض محافظات الجمهورية بقوة السلاح ومحاولة فرض واقع مليشوي جديد يعمل يومياً على إنتاج ثنائية الاستبداد أو الفوضى ويجعلها في مواجهة الشعب مع العمل على دفعه يومياً باتجاه قبول هذا الواقع بإشعال الحروب وقمع التظاهرات المناوئة لهذا الواقع بعنف ووحشية وصلت حد اختطاف مناوئيها وتعذيبهم حتى الموت في أبشع وأصدق صورة لماهية الفاشية الدينية الصاعدة ليأتي دور النخب السياسية والدينية والاجتماعية التاريخي في تسويق هذا الواقع المليشوي المستبد وتخيرنا بينه وبين فوضى الحرب الأهلية، و التي في حقيقة الأمر لم تتوقف يوماً ومرشحة للاستمرار والانفجار في أكثر من جغرافيا يمنية بسبب استبداد المليشيا وتوغلها في هذه الجغرافيا وليس نتيجة لمقاومتها. ووحدها المقاومة الشعبية بأفقها الوطني قادرة على إيقاف فوضى الحرب الأهلية، وما يحدث اليوم تحديداً بسبب ونتاج استبداد طويل مارسه صالح طوال ثلاثين عاماً ما زلنا ندفع كلفته حتى اليوم، وكان خيار مقاومته مبكراً من شأنه التقليل من الأثمان والتكاليف الباهظة التي يستمر اليمنيون في دفعها حتى اليوم. كما ان ما يحدث اليوم في سوريا وليبيا من حرب أهلية طاحنة ليس بسبب مقاومة استبداد أنظمتها كما يدعي التبشيريون ومروجو الوهم المليشوي من سياسيي وكتبة هذا البلد المنكوب بالمليشيا مرة وبهم مرتين.

سكوت الشعب في سوريا على استبداد الأسد وتمريره لمشروع التوريث وذلك الشكل المشوه من الجمهوريات الوراثية ضاعف ثمن المقاومة والتغيير كما هو حال ليبيا الذي حولها القذافي خلال فترته الطويلة في حكمها الاقطاعية خاصة به وعائلته وما زالت ليبيا تدفع ثمن سكوتها الطويل على ذلك. وهكذا باطراد كلما طالت سنوات الاستسلام للاستبداد كلما كان الثمن أعلى والفوضى أشد.

قراءة 1866 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 18 شباط/فبراير 2015 18:25

من أحدث سام أبو اصبع