طباعة

حكماء ربع الساعة الاخيرة

الجمعة, 28 شباط/فبراير 2014 18:20
قيم الموضوع
(14 أصوات)

سعى علي صالح بكل ما يملك لسعودة ومن ثم دولنة الحل ..وكان يرى في ذلك ضمانا ومخرجا امنا له ولجماعته ، بطبيعته تعامل مع الامر - التدخل الدولي - كمخرج طوارئ، وما أن هدأ الحريق - او هكذا يظن -حتى عاد ليرى ما الذي يستطيع استعادته من ملكه الضائع !!

الإصلاح بطبيعته لا يمكن ان يكون ضد التدخل السعودي والدولي - على الاقل لا يستطيع ان يتزعم معارضة ذلك - خصوصا انه وعلي محسن واولاد الاحمر كان يظنون انهم الوكلاء المفضلون - ان لم يكونوا الحصريين للسعودية - على الاقل في ذلك الوقت

الشباب - من المحرج الحديث عن الشباب !! - في الواقع لم تتمكن الساحات والحراك الثوري من انتاج التنظيم والقيادة الثوريين وسقطت الساحات في قبضة قوى إصلاحية - غير ثورية أعني -

الإشتراكي - كما أوضح أمينه العام مرارا - كان مع التدخل الدولي ، من ناحية كان يرى أن ميزان القوى الذي نتج عن الحراك الثوري لا يسمح بالحسم لمصلحة قوى الثورة وأن البلاد قد تنزلق للحرب الأهلية ، ومن ناحية أخرى كان يدرك أنه لا يملك المكينة التنظيمية التي تسمح له بقيادة القوى الجماهيرية وتأطيرها ... على أن العلة الأساسية لموقفه - وبدرجات أكثر بقية القوى - هو المقاربة الإصلاحية الغير ثورية والتي لم ترى في الإنتفاضة الشعبية الهائلة سوى وسيلة لتحريك الواقع السياسي الراكد وتبديل ميزان القوى مع السلطة - و هو الأمر الذي أنجز بالفعل منذ البداية -

طبعا نستطيع الجدل مع كل هذا التحليل وخصوصا لجهة أنه لو توفر حدا معقول من الخيال والشجاعة لتمت المراهنة على الأشكال الجنينية والممكنة ثوريا والتي تتشكل قاعديا في صلب المجتمع والحراك الثوري بدل أستحضار ارواح التنظيمات التي شاخت وتكلست ، ومن البين أن السياسين الذي نعرف لا يمكن ان يفكروا كذلك فضلا على أن يجازفوا !!

الحراك الجنوبي كان يراهن ان تدخلا دوليا سيسمح بأعادة مسألة فك الارتباط والقضية الجنوبية للتدوال بشكل أكثر جدية لأنه يعرف أنه دون أن يفرض حقائق جديدة على الارض فإنه بأستثناء الدعم اللفظي لن يحصل على شيء

بينما الحوثيون - الذي يمتلكون اسبابا جدية لمعاداة النظام - كانوا يراهنون عن حق على أنهم يستطيعون التوسع وملئ الفراغ الذي يتركه ضعف الدولة وأنسحابها

أظن أن كل ذلك معروف ومنذ البداية

بل ذهب د . ياسين صراحة للقول أن القوى المدنية بحاجة أكثر للمجتمع الدولي في مواجه حملة السلاح - على الاقل لا احد يستطيع ان ينكر عليه معرفة ما يفعل فضلا عن الصدق الذي لن نجده عند سواه -

كل هذا معروف للجميع ..ما سر مفاجأة الثوار المياومين أذاً بقرارات مجلس الأمن ؟ وهو الذي يتداول بها من عامين ..وسبق لبعضهم الشكوى - هل يجيدون غيرها ؟!!- من عدم اخذه قرارات ضد المعرقلين !!

هل يعود الامر لطبيعة تلك القرارات - الحديث عن الفصل السابع - في الواقع أغلب تلك المضامين جرى التداول بها منذ مدة ليست قصيرة !!

لعل الامر على علاقة بفهم السياسية بإعتبارها أعلانا للمواقف من المسائل لا أنخراطا في صلب مجرى الاحداث لتغييرها واخذ كل المجازفات والمسئوليات الضرورية !!

هل الامر على علاقة بروح التذمر والتشكي والتباكي ونشر الفزع التي يتميز بها المثقفين اليمنيين - هنا - !!

ربما للامر علاقة بذلك كله ..او بغيره

لكن مشكلتنا مع هذه المواقف أنها تتشارك نفس الرؤية الإصلاحية لوضع هو لسوء حظهم ثوري !!

يريدون حلا فوقيا سياسيا إصلاحيا لا يمكن أن يلامس حتى الاسباب الظاهرة لوضع البلد والشعب - بعضهم لديه حتى رؤية اكثر محافظة من القوى السياسية التقليدية -

الأسوء بالنسبة لهم أن الاسباب العميقة للحراك الثوري ما زالت على حالها بل أنها تتعمق ..قوى الثورة في عمق المجتمع اليمني ما تزال تتحرك وافتقارها للرؤية والقيادة والتنظيم يجعلها تتحرك احيانا بأتجاهات قد تبدو خاطئة ..لكنها تتحرك ضدا على قوى الهيمنة القديمة وتطيح بها - وستطيح على الارجح بكل من يظن أنها وصلت الى يديه دون ان يقدم الحلول للقوى الشعبية التي تمثلها -

هذا الأسوء بالنسبة للقوى السياسية الإصلاحية والمثقفين المتشاكين

لكن الاسوء بالنسبة لنا أن الوضع الذي قد يفرضه الحراك الثوري قد يكون أسوء من الوضع السابق بكثير اذا ما تواصل العجز عن إنتاج التنظيم والقيادة الثوريين !!

قراءة 2489 مرات

من أحدث