طباعة

المكلا.. القاعدة تشكل مجلسا لإدارة السلطة والمدينة تتجاذبها المليشيات

  • الاشتراكي نت/ خاص- خليل الزكري

الأربعاء, 15 نيسان/أبريل 2015 18:19
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تحكم جماعة أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة الارهابي في جزيرة العرب سيطرتها على مدينة المكلا بكاملها منذ مطلع الشهر الجاري.

سيطرت الجماعات الارهابية على المدينة واستولت على كل المعسكرات فيها بما فيها قيادة المنطقة العسكرية الثانية التي كانت أعلنت ولاءها لشرعية الرئيس هادي دون أي مقاومة تذكر، وسلمت قوات الجيش والأمن بالمدينة أسلحتها ومواقعها لعناصر الارهاب ولاذت بالفرار.

لا تحظى هذه الجماعات الارهابية بأي تأييد شعبي وليس لها أي عمق جماهيري في المدينة بسبب تشدد هذه العناصر دينياً وارتكابها أعمالاً ارهابية لا يقبلها المجتمع اليمني بشكل عام، وفي حضرموت ينظر لهذه العناصر بازدراء بسبب ما مارسته مؤخراً من أعمال نهب وإقلاق لسكينة المجتمع الحضرمي الذي ينزع للهدوء والسكينة.

وكانت المكلا قبل سيطرة العناصر الارهابية تعيش حالة من الاستقرار في كل المستويات رغم ما تشهده البلاد من مواجهات عسكرية في أكثر من جبهة شمالاً وجنوباً خاصة بعد الاجتياح الذي قامت به قوات تحالف الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح المتمرد على الشرعية.

بعد ما يقارب الأسبوعين من السيطرة على المكلا يسعى التنظيم الارهابي إلى بحث واجهة يتوارى خلفها لاستكمال سيطرته على حضرموت، فكانت الجماعات السلفية والتيارات الدينية المتشددة وعدد قليل من وجاهات القبائل الحضرمية الموالية لها في المكلا هي خيار عناصر الارهاب وهي القريبة منه ايديولوجياً، حيث شكل التنظيم مجلساً أهلياً لإدارة السلطة المحلية يتكون من 51 شخصية دينية وعدد قليل من شيوخ القبائل، لإدارة شؤون السلطة في المكلا.

قالت مصادر محلية في المكلا إن مرجعيات الجمعيات السلفية بحضرموت اتفقت مع عناصر الارهاب على تشكيل هذا المجلس ونصحوهم بالتواري عن الأنظار حتى لا يكونوا هدفاً لضربات تحالف عاصفة الحزم والغارات الامريكية التي تنفذها طائراتها بدون طيار بين وقت وآخر على العناصر الارهابية.

وبحسب المصادر يجري تنسيق كبير بين الجماعات السلفية وعناصر القاعدة في المكلا وبشكل لافت، حيث تم الاتفاق بين الجماعتين على أن يشكل السلفيون المرجعية الاساس للمجلس الأهلي وتسيير أمور السلطة المحلية بالمكلا وتتكفل القاعدة بتوفير الدعم المالي مؤقتاً حتى تستتب الأوضاع في المدينة.

المجلس الأهلي الذي أعلنت جماعة السلفيين والقاعدة عن تشكيله ويرأسه القيادي في التجمع اليمني للاصلاح والبرلماني السابق عمر صالح باشكيل لم يمارس مهامه حتى الآن، وتقوم جماعة أنصار الشريعة بتسيير مهام السلطة المحلية في المدينة.

وبحسب اتفاق تشكيل المجلس الأهلي عملت الجماعة على حل المجلس المحلي في المكلا، ووافقت على أن يعود المحافظ لممارسة مهامه في إطار مجلس جماعة انصار الشريعة اذا أراد ذلك.

تمارس عناصر القاعدة مهامها في المكلا من المقار الحكومية التي تسيطر عليها بما فيها القصر الرئاسي بالمكلا، وينفذون حملة اختطافات واسعة في صفوف معارضيهم بتهم عدة، ويحققون معهم وينفذون بحقهم ما يرونه من الاحكام، بما في ذلك الحدود الشرعية التي تنفذها الجماعة بحق متعاطي الكحول حيث نفذت حد الجلد على عدد منهم.

وتنفذ جماعة انصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في مدينة المكلا بحضرموت حملة اختطافات واسعة طالت عدداً من المسؤولين والمواطنين في المحافظة بتهمة التعاون أو الانتماء لجهاز الامن القومي، أو علاقتهم بالحوثي كـ«خلايا نائمة».

ونقل «الاشتراكي نت» عن مصادر محلية تأكيدهم ان عناصر تنظيم القاعدة تعتزم تنفيذ حكم الإعدام بحق طلال باحيدره رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمكلا ومدير صندوق النظافة بساحل حضرموت بتهمة التعاون مع الأمن القومي.

تمارس العناصر الارهابية نشاطها في المكلا في ظل صمت تام من قبل القوى المدنية في المكلا وكذلك الاحزاب السياسية التي لم تبدِ حتى اللحظة أي موقف من ما يجري. عدا حلف قبائل حضرموت الذي كان له موقف رافض لما آلت اليه الأمور في المكلا.

وحشد الحلف في بداية الأمر مقاتليه الذين يشتهرون بالمهارات القتالية العالية لمحاولة استعادة السيطرة على المدينة إلا انهم يفتقرون للتسليح الكافي أمام ما تملكه العناصر الارهابية من أسلحة متنوعة بعد سيطرتها على المعسكرات ومخازن الأسلحة في المكلا، فاكتفى الحلف بتأمين بعض المناطق في أطراف المدينة.

ما يزال الحلف يرفض كل الإجراءات التي تتبعها عناصر القاعدة التي سيطرت على المكلا وتسعى للسيطرة على باقي حضرموت بعد استكمال تموضعها في المكلا. حيث يستعد الحلف لتشكيل قوة عسكرية بتجنيد وتدريب جيش من 20 ألفاً من أبناء حضرموت. وكان الحلف عقد الاحد الماضي اجتماعاً برئاسته ناقش فيه العديد من القضايا التي تشهدها حضرموت والمنطقة برمتها.

وأقر الحلف في اجتماعه الخطة الأمنية التي تضمنت تأسيس غرفة عمليات عسكرية وأمنية من الضباط الحضارم وتجنيد وتدريب جيش من 20 ألفاً من أبناء حضرموت. بحسب ما نقل «الاشتراكي نت» عن مصادر قبلية.

في المقابل فتحت العناصر الارهابية التجنيد للشباب من أبناء حضرموت واستقبلت المجندين في أحد معسكرات المدينة، كما يسعى طرف ثالث من قادة التجمع اليمني للاصلاح الى تشكيل مليشيات مسلحة بإيعاز من الرئيس عبدربه منصور هادي قبل مغادرته عدن. وبهذا تتحول حضرموت التي تعد أكثر المناطق اليمنية إنتاجاً للنفط الى منطقة تتجاذبها المليشيات والعناصر الارهابية.

وتعيش مدينة المكلا حالة من الفراغ الأمني والحكومي، ما عدا العناصر الارهابية التي تجوب المدينة بدوريات الشرطة والجيش وتروع المواطنين، إضافة إلى ذلك تعاني المدينة من أزمة خانقة في المشتقات النفطية وترتفع عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي لتصل الى سبع ساعات بسبب أزمة وقود المازوت.

ورجح مراقبون أن يكون الرئيس المخلوع علي صالح هو من يقف وراء مخطط السيطرة على مدينة المكلا بهدف إرباك الوضع أمام المقاومة الجنوبية التي تكبد قواته ومقاتلي حليفه في الحرب على الجنوب جماعة الحوثي خسائر كبيرة. حيث تربط صالح علاقة وثيقة بقيادات العناصر الارهابية بالمنطقة بحسب عدد من التقارير الدولية، وهذا ما يفسر عدم مقاومة عناصر الجيش والأمن لهذه العناصر وفرارها من مواقعها العسكرية والامنية، حتى قبل وصول العناصر الإرهابية.

من ناحية أخرى أقدمت مجموعة من عناصر التطرف القاعدي أمس الأول على ارتكاب جريمة بشعة في حق عدد من الجنود من أفراد معسكر اللواء الثاني مشاه جبلي المتمركز في منطقة عزان بمحافظة شبوة. وأوضح مصدر محلي بمحافظة شبوة لوكالة «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثيون «أن عناصر التطرف القاعدي هاجمت المعسكر وقامت بقتل 15 جندياً ذبحاً بعد استسلامهم عقب دخولها المعسكر». وأشار المصدر إلى أن ما أقدمت عليه هذه المجموعة الارهابية من إعدام للجنود بتلك الطريقة الوحشية جريمة لا تنتمي لأي قيمة إنسانية أو أخلاقية أو دينية ولا يبررها أي منطق أو دافع للقتل أياً كان نوعه.

قراءة 2848 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 15 نيسان/أبريل 2015 19:13

من أحدث