طباعة

لا هدنة فـي تعز!

  • 43قتيلاً و240 جريحاً وتضرر 200 منزل وتدمير 140 محلاً تجارياً حصيلة أيام الهدنة الخمسة
  • الاشتراكي نت/ فؤاد الربادي

الأربعاء, 20 أيار 2015 19:11
قيم الموضوع
(1 تصويت)

لم تعرف تعز عن شيء اسمه هدنة إنسانية التي كانت دول التحالف العربي بقيادة السعودية قد حددتها بخمسة أيام, لإيصال مساعدات إغاثية مشترطة أن توقف ميليشيات صالح والحوثي تحركاتها المسلحة كافة, وهو الشرط الذي لم تلتزم به على الإطلاق.

ويبدو ان الهدنة التي انتهت مطلع الأسبوع الجاري, لم تكن سوى فرصة لميليشيات صالح والحوثي لالتقاط أنفاسها فقط, اما أبناء تعز فلم يشهدوا إلا مزيداً من القصف والقتل والدمار والتشريد.

فعلى مدى أيام الهدنة شهدت مناطق متفرقة من محافظة تعز اشتباكات عنيفة بين ميليشيات صالح والحوثي من جهة والمقاومة الشعبية من جهة أخرى, فيما واصلت الميليشيات قصفها العنيف بالمدفعية والدبابات معظم أحياء تعز السكنية, والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

فبعد ساعات فقط من بدء الهدنة, قتل ثلاثة مدنيين بينهم فتاة في الخامسة عشرة من العمر وأصيب 14آخر نتيجة قصف قوات صالح وميليشيات الحوثي لسوق عصيفرة الشعبي والأحياء المجاورة له.

وبحسب سكان محليين فإن قصفاً عنيفاً استهدف منازل المواطنين في سوق عصيفرة شمال مدينة تعز من قبل الميليشيات المتمركزة في شارع الستين الشمالي والمرتفعات المجاورة، وان قذيفة مدفعية أو دبابة سقطت على منزل سعيد علي فرحان ما أسفر عن مقتل إحدى بناته وتدعى مروة سعيد علي فرحان وتبلغ من العمر 15عاماً فيما أصيبت شقيقتها حفيظة إصابة بالغة واثنان آخران من المارة في الشارع فيما أصيب 12شخصاً في مناطق مختلفة بينهم طفل في الخامسة عشرة من العمر بعضهم نتيجة أعمال قنص.

وكانت منطقة الحوجلة والعرسوم شمال مدينة تعز شهدت اشتباكات عنيفة بعد محاولة الحوثيين وقوات صالح التقدم باتجاه سوق عصيفرة والذي باء بالفشل نتيجة شراسة المقاومة والتي كبدتها خسائر مادية وبشرية وإعطاب إحدى الدبابات.

وتقول مصادر محلية وناشطون إن القصف يستهدف أحياء عصيفرة والتحرير الأسفل والضبوعة والشماسي والروضة وجبل جرة بشكل هستيري ومتواصل لا يتوقف حتى دقائق معدودة، وتوقعت المصادر سقوط ضحايا بالعشرات نتيجة القصف.

وأفادت المصادر أن أعنف الاشتباكات دارت حول جبل جرة بعد محاولة قوات النظام السابق السيطرة عليه غير أن محاولتهم جوبهت بمقاومة شرسة أسفرت عن سقوط 9قتلى من الحوثيين وإصابة آخر بجروح مختلفة، فيما فقدت المقاومة الشعبية 3قتلى وعدداً من الجرحى.

وفي السياق أفادت وسائل إعلامية مقربة من المقاومة الشعبية بتعز عن سقوط 35قتيلاً و17جريحاً من الحوثيين في المواجهات التي دارت فجر الأحد في الجبهة الشمالية من المحافظة والمتمثلة في شارع الأربعين إضافة إلى حي الزنوج والزنقل حيث سقط من المقاومة قتيلان وأصيب 8آخرين.

كما استهدفت قذائف الحوثي عدداً من الأحياء السكنية مما أدى إلى سقوط 8جرحى مدنيين في حي المناخ والمنازل المحيطة بجبل جرة.

وفي السياق ذاته شنت الدبابات المتمركزة في حي الدمغة وبجوار إذاعة تعز قصفاً عشوائياً على حي الروضة والأحياء المجاورة له مما أدى إلى سقوط جرحى.

وارتكبت قوات صالح والحوثي السبت, مجزرة بشعة بقصفها القرى الواقعة في نطاق جبل مديرية صبر بصواريخ الكاتيوشا ما أدى إلى سقوط 14مدنياً معظمهم نساء وأطفال وكبار في السن.

وأفادت مصادر محلية بأن القصف جاء بعد ان حاولت كتائب الرئيس السابق صالح وميليشيات الحوثي التقدم من جهة الشمال -الستين والخمسين- في جبهة الزنوج والحوجلة القريبة من منطقة عصيفرة وتكبدت خسائر مادية وبشرية بفعل ضربات المقاومة التي سيطرت على مناطق هامة واستردتها من قبضة تلك الكتائب والميليشيات.

وطوال أيام الهدنة وحتى الآن تواصل ميليشيات الحوثي وصالح قصفها الهستيري على منازل المواطنين, حيث قصفت حي الروضة وجبل جرة وشارع الأربعين بقذائف الهاون والدبابات ما أدى الى سقوط 3شهداء و10جرحى بينهم أطفال.

وفي إحصائية غير رسمية لضحايا الخمسة أيام الماضية وضحايا خرق الهدنة الإنسانية بحق المدنيين من سكان محافظة تعز منذ بدء سريان «الهدنة» الإنسانية الساعة 11من مساء الثلاثاء 12/5/2015وحتى يوم الأحد الماضي، حيث أفادت الإحصائية بقتل 40مدنياً بينهم نساء وأطفال، وإصابة ما يزيد عن 230شخصاً أغلبهم حالات خطرة، فيما تضرر نحو 200منزل جراء القصف العشوائي على الأحياء السكنية، توزعت الأضرار على 27حالة تدمير منازل بشكل كلي، و11حالة حرق منازل بشكل كامل، و120حالة تدمير منازل بشكل جزئي، و13حالة احتلال منازل، و4حالات استهداف مساجد بقصف مدفعي، و7حالات نهب سيارات.

مستشفيات تعز هي الأخرى طالتها قذائف الحوثي وصالح أيام الهدنة حيث قصفت (مستشفى الثورة العام والجمهوري وقتلت طبيبين).

وتواصل قوات الحواثي منذ الأحد الماضي قصفها العنيف بالمدفعية والدبابات أحياء المسبح والمغتربين والعقبة ومحيط مدرسة الشعب ما أدى إلى ارتفاع ضحايا القصف المستمر منذ الأحد، إلى 16قتيلاً و50جريحاً على الأقل, فيما تستمر المعارك في شوارع المدينة بين المقاومة الشعبية والمسلحين الحوثيين، والتي أسفرت عن شلل تام في مناحي الحياة كافة.

يأتي ذلك في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية لسكان المدينة, حيث كشف عضو لجنة الإغاثة بالمحافظة ورئيس مؤسسة فجر الأمل بليغ التميمي ان هناك أكثر من مائتي ألف أسرة بمعدل مليون شخص بحاجة الى إغاثة عاجلة.

وقال إن تعز تعيش مأساة إنسانية كارثية في ظل استمرار الحرب والقصف على المدينة، داعياً المنظمات كافة ورجال المال والاعمال في الداخل والخارج إلى دعم المتضررين والمنكوبين.

الى ذلك طالبت قوى الثورة في مدينة تعز دول التحالف العربي العمل بما يحقق إيقاف ممارسات الحوثي التدميرية وأعمال القتل ودعم المقاومة الشعبية وتسليمها كل ما يمكنها من دحر الميليشيات وإنهاء تمردها.

وأكدت في بيان أصدرته الأحد, أن الوضع الميداني منذ بداية ما سمي بالهدنة الإنسانية ازداد سوءاً وضاعفه ضراوة قصف ميليشيا الحوثي وصالح على الأحياء والحارات.

وأوضخت أن الوضع الإنساني أصبح يمثل كارثة ونكبة ولم يتحقق من الهدنة ما يخفف من ذلك على المواطن، بل يخدم الميليشيات التي أخذت تعد جاهزيتها التدميرية وتضاعف من أعمال القصف والتدمير من جهة، وإطباق الحصار على المدينة من جهة أخرى مانعة وصول أي إعانات أو مواد إغاثية إلى تعز سواء الماء والغذاء أو المشتقات النفطية.

ينشر بالتزامن مع "الثوري"

قراءة 3060 مرات آخر تعديل على الخميس, 21 أيار 2015 19:18

من أحدث