طباعة

عــدن..قتل ودمار متواصلان وحصار لم ينفرج خلال الهدنة الضيقة

  • الاشتراكي نت/عمر القاضي

الأربعاء, 20 أيار 2015 19:20
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أصبحت عدن عرضة للدمار والقتل والحرب والانتهاكات غير الأخلاقية بحق آلاف الأبرياء من أبنائها، والذي ارتكب بحقهم أشنع الجرائم التي تبكي اليمني الذي ما زال ينبذ القتل وأدوات العنف والقتل والانتهاك جملة وتفصيلاً.

فـي كل لحظة من هذا الوقت المليء بالقصص المأساوية و الحزينة والقاسية تصلنا تفاصيل قتل عبر القنص والقصف والدمار والحصار للأبرياء فـي عدن. وقصص أخرى عن بطولات لقتلى سقطوا اثناء نضالهم فـي المعارك مع جماعة الحوثيين التي تقضم هذه الارض الجنوبية عبر الدم نسقاً لتلك الحروب والجرائم السابقة التي ارتكبتها جماعة حزب الاصلاح والنظام السابق فـي حرب 94 اللعينة. والفارق ان جماعة الحوثيين ضاعفت وتمادت اكثر بكثير فـي اقتحام عدن والمحافظات الجنوبية وفـي قتل عدد كبير من الشهداء الأبرياء و تدمير كل شيء كان يسمو به ابناء هذه المدينة من مبانٍ وخدمات وطرق ومرافق بشكل قذر وعدواني لن تحقق من خلاله جماعة الحوثي غير الانتقام وتعميق الجرح الجنوبي وتحويله الى قتل لكل عدني وجنوبي.

قصف التحالف

شنت مقاتلات الجو للتحالف العربي بقيادة السعودية ضربات جوية على عدن فور انتهاء الهدنة الإنسانية التي استمرت خمسة أيام وانتهت مساء الأحد الماضي وحسب مراسل «الاشتراكي نت» في عدن قال إن الطيران شن منذ الساعات الأخيرة لمساء الأحد غارات جوية كثيفة على عدد من مناطق عدن التي يتمركز فيها الحوثيون وقوات موالية لعلي صالح.

وأعلنت هدنة إنسانية في اليمن من قبل طرفي الحرب الداخلية المتمثلة بتحالف الحوثيين وعلي صالح وتحالف الحرب الخارجية على اليمن بقيادة السعودية الثلاثاء قبل الماضي استمرت خمسة أيام وانتهت في الساعات الأخيرة من مساء الأحد.

وبحسب ما ورد في الموقع ان الغارات الجوية استهدفت قصر الرئاسة في مدينة التواهي ومطار عدن وجزيرة العمال والعريش في مدينة خور مكسر، كما قصفت منطقة رأس مربط بمديرية التواهي التي استولى عليها الحوثيون قبل اسبوع بعد ارتكابهم مجزرة مروعة بحق المواطنين حيث قتل جراء القصف العشوائي اكثر من 80شخصاً بينهم نساء واطفال إضافة الى عشرات الجرحى. كما استهدفت الغارات الجوية مديرية كريتر التي تشهد اشتباكات متقطعة تنفذها ما تبقى من جيوب المقاومة الشعبية فيها بعد سيطرة الحوثيين عليها. إضافة الى منطقة الصولبان القريبة من مطار عدن حيث يقع مقر قوات الأمن الخاصة. علاوة على ضرب الطيران لقوات وميليشيات صالح والحوثي خارج منطقة رأس عمران شمال صلاح الدين.

واستهدف الطيران المنطقة الشمالية من عدن في دار سعد والممدارة ومنطقة جعولة، كما استهدفت البوارج البحرية تجمعات لميليشيات الحوثي وقوات صالح في مديرية خور مكسر. وبحسب مصادر محلية في عدن تشهد المنطقة الشمالية من عدن في دار سعد والممدارة ومنطقة رأس عمران في الغرب اشتباكات يومية حتى طيلة الايام الخمسة للهدنة وحتى اليوم بين المقاومة الشعبية والميليشيات الحوثية وقوات صالح التي تقصف الأحياء السكنية بالمدفعية والدبابات.

وأوضحت المصادر ان ميليشيات الحوثي وقوات صالح تسعى من خلال معركتها في المنطقة الشمالية في البريقة الى السيطرة على مصافي عدن وميناء الزيت اللتين ما تزالان تحت سيطرة المقاومة الشعبية.

جبهات المقاومة

وعن جبهات المعارك في عدن، حسب مصدر لـ»الثوري» قال لقد تمكنت المقاومة الشعبية من إغلاق الطريق البحري المؤدي من المنصورة إلى مدينة خور مكسر جنوباً، وأضاف المصدر إن «الحركة توقفت تماماً بحيث منع الدخول والخروج». مشيراً إلى وقوع اشتباكات عنيفة في منطقة العريش شرق مدينة خور مكسر واستخدمت في هذه المواجهات مدفعية الهاون ومضاد الطيران 23.

وفي جبهة صلاح الدين غرب عدن، قال قائد في المقاومة إن «المقاومة في هذه الجبهة دحرت ميليشيات وقوات الحوثي وصالح إلى خارج منطقة رأس عمران الساحلية وما بعدها. ولفت المتحدث إلى أن المقاومة أجبرت الميليشيات على الانسحاب من الشريط الصحراوي الممتد من منطقة رأس عمران غرباً إلى تخوم مدينة الوهط شرقاً. وأضاف أن نقاط الميليشيات تنتشر الآن خارج رأس عمران وبمسافة كيلومترات، وأن محاولات التقدم خلال الأسابيع الماضية تم إحباطها، كما تم تكبيد هذه القوات خسائر في الأرواح والسلاح.

وفي جبهة دار سعد شمال عدن، كانت مواجهات اليومين الماضيين، قد أسفرت عن استيلاء المقاومة على آليات وأطقم تابعة للميليشيات وكتائب الحوثي وصالح. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إنه على إثر اشتباكات منطقة جعولة واللحوم خارج مدينة دار سعد شوهدت أدخنة النيران بكثافة في مواضع القتال بين المقاومة والميليشيات التي حاولت التقدم إلا أن المقاومة تمكنت من التصدي لها ودحرها والاستيلاء على عتاد كانت الميليشيات قد تركته خلفها.

وأكدت مصادر مسؤولة في مكتب صحة عدن ان المواجهات خلال الهدنة أسفرت عن مقتل 11شخصاً وجرح 92آخر بينهم نساء واطفال، وتشمل الاحصائية المدنيين ومقاتلي المقاومة.

عدم وصول إمدادات الوقود

وأكدت مصادر محلية أخرى في عدن انه خلال فترة الهدنة التي أعلن التحالف انتهاءها لم تصل أي أعمال اغاثة الى عدن أو مساعدات إنسانية، عدا الباخرة الاماراتية التي وصلت الثلاثاء ميناء عدن. حيث تعيش عدن وضعاً إنسانياً كارثياً كغيرها من مناطق الصراع في تعز والضالع وشبوة، والتي تشهد هي الأخرى مواجهات مستمرة حتى في ايام الهدنة.

وأكدت المصادر عدم وصول أي إمدادات في الوقود الى عدن وكذا المساعدات الطبية التي تفتقر لها المدينة والمواد الغذائية، حيث شرد الآلاف من الأسر من منازلهم جراء المواجهات، توجه معظمهم الى خارج عدن والبعض تم ايواؤهم في مدينة إنماء ويحتاجون للمساعدات الإنسانية العاجلة.

وكان المبعوث الاممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ طالب في كلمته اثناء افتتاح مؤتمر الرياض لعدد من القوى السياسية اليمنية تمديد الهدنة لاستمرار تدفق المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة لليمن التي تعاني كارثة إنسانية بسبب الحصار المفروض عليها من قبل دول التحالف العربي.

وتهدف هذه الدول بقيادة السعودية الى معاقبة الحوثيين وعلي صالح اللذين تمردا على الشرعية التوافقية، فيما تنعكس آثار هذا العقاب على افراد الشعب اليمني كافة الذين تضرروا من جراء هذه الحصار والعمليات العسكرية الداخلية والخارجية.

إعاقات تمنع وصول المساعدات

تعد عدن هي المدينة الأكثر احتياجاً للهدنة والمساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة، لكنها تبدو الأكثر بعداً عن الاستفادة من هذه الهدنة ومساعداتها وإغاثتها. وتتفاقم المشكلة أكثر، لأن فشل جهود الإغاثة والمساعدات في عدن، إن حدث، سيترتب عليه فشل جهود الإغاثة ووصول المساعدات الإنسانية الى المحافظات الجنوبية المنكوبة الأخرى مثل: لحج والضالع وأبين، حيث تشكل عدن مدخل المساعدات وجهود الإغاثة الى هذه المحافظات المنكوبة فضلاً عن أنها بمثابة العاصمة لهذه المحافظات التي تمدها بالدعم اللوجستي والكادر البشري.

ويشير الصحفي نبيل سبيع الى أهم المعوقات التي ستواجه جهود الإغاثة وإيصال المساعدات الإنسانية الى عدن بحسب مختصين، أبرزها:

-1الوجود المحدود لمنظمات العمل الإنساني العاملة في عدن وفي الجنوب بشكل عام التي ستتكفل ببرامج الإغاثة والعمل الإنساني. وقد تفاقمت هذه المشكلة أكثر بعد رحيل هذه المنظمات وإغلاق مكاتبها في عموم اليمن إثر أحداث سبتمبر 2014.

-2عدم التزام الحوثيين بالهدنة الإنسانية، واستمرار الاشتباكات وتبادل إطلاق النيران بينهم وبين فصائل المقاومة في أكثر من مديرية داخل عدن (خور مكسر، المعلا والتواهي).

-3سيطرة الحوثي على مداخل عدن ومنافذها المؤدية الى لحج والضالع وأبين فضلاً عن ميناء التواهي وميناء المعلا ومنفذ كريتر البحري. وكانت البريقة ستشكل الميناء الوحيد الذي بالإمكان إدخال المساعدات الى عدن عبره. وقد استقبل هذا الميناء باخرة «شط العرب» التي تحمل مساعدات محلية قدمت من حضرموت. لكن الحوثيين بعد سيطرتهم على التواهي يبذلون محاولات حثيثة للسيطرة على منطقة صلاح الــــــدين ورأس عمران في البريقة، ما يهدد إمكانية بقاء ميناء البريقة مفتوحاً أمام المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة. وتبقى البريقة، التي يقطنها اليوم تقريباً ثلث النازحين الداخليين من سكان عدن، معزولة أصلاً عن بقية مديريات عدن.

-4وفوق هذا وذاك، إذا تمكنت المساعدات الإنسانية من الوصول الى عدن، فإنها قد تواجه عائقاً آخر يتمثل في احتمال منعها من قبل الحوثيين المسيطرين على مداخل وشوارع المدينة الرئيسة. فهناك شكاوى تكررت خلال اليومين الماضيين من قيامهم بمنع مساعدات إنسانية كانت في طريقها الى عدن، مثل: منع شحنة مساعدات إنسانية في نقطة «جعولة» بين عدن ولحج، ومنع سبع شحنات من المساعدات الإنسانية في نقاط أخرى.

وهناك عوائق أخرى لا بد تواجه جهود الإغاثة ووصول المساعدات الإنسانية الى عدن، لكن ما سبق أبرزها.

ويرى مختصون أن برنامج المساعدات التي تديرها الأمم المتحدة في جيبوتي لم يقدم الكيفية التي يمكنه من خلالها إنجاح إيصال المساعدات الإنسانية وتوزيعها على عدن وبقية المحافظات الجنوبية في ظل هذه الظروف الصعبة والاستثنائية.

ويبدو أن البرنامج الإنساني للأمم المتحدة، الذي يدير برنامج المساعدات في جيبوتي، بات مطالباً بتحرك سريع لتلافي فشل جهود الإغاثة ووصول المساعدات الى عدن الذي سيعني فشل جهود الإغاثة ووصول المساعدات الإنسانية الى بقية المحافظات الجنوبية المنكوبة.

أكثر من 200 ألف أسرة بحاجة ماسة لتوفير الغذاء

في مؤتمر صحفي عقد قبل أيام قال رئيس ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية علي الحبشي إن عدن لم تصلها أية معونات إنسانية من الخارج باستثناء سفينة تابعة للهلال الأحمر الإماراتي، تحوي 60ألف سلة غذائية، وصلت إلى أحد الموانئ الفرعية لعدن. وأضاف الحبشي بأن السلة الغذائية لا تكفي أسبوعاً للأسرة الواحدة، وأن الوضع الإنساني في عدن كارثي، وأن عدن لم تشهد هدنة؛ إذ سقط في أيام الهدنة 5من المدنيين وجُرح 124آخرين، كلهم من المدنيين. مبيناً أن 7مراكز صحية تعرضت للقصف. وذكر أن ميليشيا الحوثيين عمدت إلى اختطاف المسافرين في خط عدن – لحج - الضالع.

من جانبه، قال رئيس اللجنة الطبية في الائتلاف الدكتور مهيب عباد إنهم لم يروا أي هدنة تسري في عدن، مشيراً إلى أنه لا دعماً طبياً وصلهم من منظمات دولية ولا من لجنة الإغاثة، وأن كل ما يقدم هو جهد شعبي من تبرعات وتجار. وأشار بيان ائتلاف إغاثة عدن إلى أن الوضع الإنساني ما يزال في مستوى حرج للغاية؛ إذ أن أعداد النازحين في ازدياد كبير، وهناك نقص حاد في متطلبات إيوائهم، إضافة إلى شح كبير في المواد الغذائية، كذلك هناك حاجة كبيرة إلى توفير بعض أنواع الأدوية ومحاليل مكافحة الأوبئة، وأجهزه تشخيص حمى الضنك وبعض الأمراض المعدية.

وأكد الائتلاف أن الهدنة المنتهية فترتها لم تستفد عدن منها؛ إذ ظلت وتيرة الأعمال الإغاثية متدنية؛ فلم تصل إلى موانئ عدن سوى باخرة واحدة، في حين بقيت موانئ عدن الرئيسة مغلقة أمام البواخر الكبيرة، ولا نعرف السبب الذي حال دون وصول البواخر الإغاثية إلى موانئ عدن أسوةً بميناء الحديدة.

 وأشار الائتلاف إلى أنه خلال فترة الهدنة تم منع عبور القاطرات المحملة بالمواد الغذائية من مخازن المعلا إلى المناطق المكتظة بالنازحين في مديريات عدن. علماً بأنه تم السماح بعبور عدد كبير من القاطرات المحملة بالمواد الغذائية من مخازن المعلا إلى المحافظات الأخرى، كذلك تم منع عبور القاطرات المحملة بالمواد الغذائية إلى عدن القادمة من المحافظات الأخرى.

 وكشف الائتلاف عن أنه رغم الجهود المبذولة في توفير الغداء من عدد من المؤسسات الإغاثية المحلية والإقليمية لكن ما زالت الحاجة كبيرة جداً لتوفير الغداء لعدد من 200ألف أسرة شهرياً، كما أن هناك حاجة ملحة لإيواء نحو 600ألف نازح من الفرش والأغطية ووسائل الطبخ والأواني. ودعا الائتلاف في بيانه خلال المؤتمر الصحفي إلى إجلاء مئات الجرحى الذين تقتضي حالتهم سفرهم إلى خارج البلاد، وكفالة نقلهم وعلاجهم، وتوفير الأدوية والأمصال الخاصة بوباء حمى الضنك الذي ينتشر في عدن، ومكافحته، وتوفير الأجهزة الخاصة بتشخيصه.

نقلا عن "الثوري"

قراءة 3194 مرات آخر تعديل على الخميس, 21 أيار 2015 19:19

من أحدث