طباعة

ليس من العقل أن تظل الأمة تستجر وتستنسخ عبر الزمن

الخميس, 28 أيار 2015 20:41 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

اليمنيون جزء من هذا المحيط البائس الذي لازال يعيش الماضي ومساوئه  وصراعاته المدمرة قصص وحكايات مر عليها ألاف السنيين  لم نعتبر منها مسلسل متواصل من قتل للأبرياء تناحر للشعوب تخلفنا وتقدمت المجتمعات الأخرى صرنا أضحوكة في كل مكان يستخدمنا المغرضون لنقاتل بعض من اجل مشروع لا أفق له ولا وطن، يجردوننا من وطنيتنا وعروبتنا وحكمتنا وإيماننا.

الإسلام صار مذاهب والأمة صارت طوائف  ما يحدث على الأرض هو نتاج جماعة مجانيين ومتعطشين للدماء متلهفين للقتل والدمار من جل سلطة او جاه او سلاله او مذهب قضايا صارت لدى العالم المتحضر ارث وتاريخ سيئ وعبر يعتبرون منها حتى لا تتكرر ويتكرر ماسيهم وماضيهم الأسود تلك حقيقة ذكرها يزعج البعض والتطرق لها جريمة لدى البعض  فلا زالت تعيش فينا وتنخر حياتنا ولم ولن نتجاوزها  بعقولنا المغلقة في حدودها ومنطقها مهما ارتدينا الثورية والوطنية والعروبة وقلنا ما يعبر عن الشعوب والجماهير المقهورة يظل مرجعنا تصفية بعض بتلك الأحقاد والضغائن التي تعشش في النفوس وتسكن العقول متى نفيق ونتعظ ونصحوا أننا في عصر وزمن لم تعد تجدي فيه الحروب والصراعات وان ضغائن وأحقاد الماضي دفنت مع أصحابها ونبشها حراما والى متى ستعيش تدمرنا وتعيق تطورنا وازدهارنا.

ان العالم اليوم يبحث عن التعايش والعيش في سلام وحب و وئام تربيتنا هي الأصل  فالطفل ينموا ويتكون فكره وثقافته مدنيا بالعلم ويطور كفاءاته ومهاراته العلمية والعملية  من الروضة إلى الجامعة وان السلاح هو تخصص وله مجاله المحدد في حدود الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية لهدف وطني تحكمه قوانين وبنود من يخرج عنها يكون عرض للعقاب كخائن.. نحن استثناء نربي أطفالنا على الرماية وحمل السلاح كيف يقتل ويدمر وينتهك حقوق الآخرين لازلنا نردد علموا أولادكم ركوب الخيل والرماية في زمن غير الزمن بعقل يعيش ذلك الزمن.

النفاق السياسي سلوك سائدا يتداوله الخبرة، كم عانينا من نفاق السلطة وكذبها ودجلها واستغلالها لمعاناتنا وهمومنا ويسير أسلافهم على خطاهم يتحدثون عن ألامنا ويزيدوننا ألما وجراحنا ويعمقونها ومعاناتنا تتكاثر بفضلهم. يستفزني كثيرا من المحللين والمثقفين عندما يصرون على أنها ثورة شعبية ونحن في ظل ثورة مخرجاتها لازالت تتبلور وعلى وشك الولادة ثورة عمت الأرض و وحدتها ولملمت الشمل وطيبت الجراح ثورة هدت أوكار الظلم والاستبداد والفساد وحاوي الإرهاب فإذا بثورتهم تنقلب على ثورتنا  بتحالفهم مع أعداء الشعب وآلامه من قتل الثوار واستباح العرض والأرض من دعم الإرهاب.

برهنوا لنا عمليا أنها ثورة مضادة بكل معانيها وأهدافها  تهدف لتصفية خصوم نظام الماضي السيئ من وقفوا ضده مع الشعب ثورة أدواتها الأمن المركزي والحرس الجمهوري الملوثة أيديهم بدماء الأبرياء والثوار في عدن والضالع والجنوب وتعز وصنعاء وحتى صعدة ثورة تغلغلت في المدن اليمنية بقوة السلاح وتقتل كل من يعترضها بالكلمة والرأي والموقف فأي ثورة يقودها  قائدا بالوراثة من اصطفاه المذهب او السلالة سيدا كان او أمير روحي يعيش وهم البعث ليكون مهدي ينتظره أسلافه ليأخذ بثأرهم  من أحفاد أعدائهم صار وصيا على القبائل وارثا لها يجند أبنائها تحت أمرته وطاعته لقتل خصومة ونهب البلد..  ثورة أعادة الروح للنظام البائد وانتعش فيها الإرهاب النفسي  والجسدي.. ثورة دمرت الوطن واجتاحت المساكن واستباحت العرض والأرض وما تدمير وهد المساكن ودور القران والمساجد لدليل سيئ وعار في جبين هذه الثورة وثوارها أنها نجاسة لطخت الوطن فحظرت شياطين الداخل والخارج وعبثوا به ودمروا ما تبقى من وطن وكانت درجة شيطنة الداخل اكبر واشد على الوطن من الخارج الذي استدعوه بشيطنتهم وهم اضعف واهون من التصدي له فضاع وطن ومقدراته وقدراته  انظر لعدن ولحج والضالع وتعز وصنعاء وكل أرجاء الوطن العزيز ستعرف هذه الثورة وأهدافها ومبادئها .

وجودكم عكر صفوة حياتنا برهنت الأيام والمواقف ان لا خير فيكم لا دولة تريدونها ولا قانون تطيعونه عطلتم كل مسار التحول والبناء وعززتم المذهبية والطائفية والمناطقية عمقتم الشرخ الاجتماعي والاصطفاف الى الصغائر كانت اسر وعشائر نست مذهبها وسلالتها واندمجت في المجتمع اليوم تذكرت ان لها مذهب مختلف واصطفافها باللقب مزعج في تعز وعدن وصنعاء وكل الأرض اليمنية تبررون حروبكم بالإرهاب فهيئتم البيئة الحاضنة له وإرهابكم كان أفظع واشد و تحولت اليمن بسياستكم الطائشة والهوجاء خراب ودمار وبعض المدن أطلال وأهلها مشردين نازحين شهداء عند ربهم يرزقون وجرحى معوقون استهدافكم لعدن وتعز هو استهداف للمدنية ومشروع الدولة استهداف للبيئة الحضرية لنمو هذه الدولة في هذه اللحظة وأنا أصيغ هذه الكلمات عدن محاصرة لتجويع سكانها من كل قوت واحتياجات وضروريات العيش والحياة  ومحاربتكم للفساد أكذوبة سقطت وسقطتم فيها في أول اختبار بتعيين أهل القربى واللقب في وظائف الدولة دون كفاءة ونهبتم المال العام والخاص وفي عدن حكايات وشهود أعيان لممارسات مخزية ونهب وسلب كل ما حدث ويحدث هي تهيئكم لتمزيق المجتمع واليمن لتنعمون  برغد العيش تتوارثون الحكم عن خصومكم  لتحلون محلهم لنعود لفترة الاستبداد والهيمنة بعمامة مختلفة شكلا لا مضمونا .

احمد ناصر حميدان    

قراءة 1880 مرات

من أحدث احمد ناصر حميدان