طباعة

المواطن ضحية هوس السلطة

السبت, 06 حزيران/يونيو 2015 22:56 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لم تكن حجة إسقاط الجرعة واجتياح صنعاء بذريعتها في أيلول الماضي إلا وسيلة لاستدراك مشاعر المواطنين ولمس موضع الألم من حاجتهم الى من يخفف عنهم عناء العيش في ظل وضع اقتصادي متدنٍ في بلد بالكاد يستطيعون توفير لقمة العيش فيه، وهذا ما جعلهم يتفاءلون بهذا الاجتياح الذي في حقيقته لم يكن  يهدف إلا للسيطرة على مؤسسات الدولة ومن ثم الحكم وبالتحالف مع رأس النظام السابق الذي لولاه لما استطاعوا التقدم شبراً واحداً من صعدة وحتى صنعاء ومن ثم الوصول الى عدن.

وزاد الطين بلة إعلان هذه الحرب من قبل جارتنا–التي كانت سابقاً الصديقة العزيزة   للنظام السابق - بطلب من الرئيس الشرعي الهارب الذي لم يحسب حساب ما قد يحدثه هذا الطلب البريء على هذا المواطن المسكين  الذي يعيش اليوم حالة من الهلع والخوف الذي يحاول تداركه بعد كل غارة جوية ينجو منها أو قذيفة مضاد فاسدة سقطت في حوش منزله أو جواره ولم تفتك به بممارسة ما اعتاده قبل نشوب هذا الصراع وبدء الحرب.

ولكن سرعان ما يعود هذا الهلع الى نفسه عند انقطاع وسائل الحياة وعندما لا يجد ما يقوت به أسرته أو عند مطالبة صاحب العمارة بالإيجار أو.. أو.. أو.

فبعد توقف العديد من الشركات المحلية والأجنبية عن مزاولة نشاطاتها وتسريح موظفيها وانقطاع الرواتب في بعض الدوائر الحكومية ان لم يكن معظمها بالإضافة الى التذبذب في توفير المشتقات النفطية وتواجدها بكميات لا تكفي حاجة المواطنين منها وتوفرها في السوق السوداء بأسعار خيالية تفوق قدرة المواطن البسيط على شرائها واحتجاز الجزء الأكبر منها للمجاهدين في تعز والضالع وعدن!!!!، وصحب هذا كله الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية وتوفرها بكميات ضئيلة لا تكفي حاجة المواطنين منها.

والمواطن المسكين اليوم لا يجد ما يكفيه لإعالة أسرته وسداد التزاماته.

وأمام خيارين يقف، فإما البقاء في بلد تشن عليه غارات جوية وتقصف معسكراته المتواجدة في أحياء مكتظة بالسكان والمليئة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة التي استنزفت ميزانية الدولة لشرائها لعقود لتنفجر اليوم فوق رأسه، بلد يفتقر فيه  لأدنى وسائل العيش.. أو اللجؤ الى دولة من دول الجوار ليواجه مصيراً مجهولاً!!.

هنا يقف هذا المسكين مذهولاً أمام هذه الخيارات وأمام قسوة واقعه وعجرفة صانعي الحرب الذين لا يملكون أدنى شعور بالمسؤلية تجاه هذا البلد والمتصارعين من اجل السلطة والنفوذ على حساب حياته ووجوده، ولا يجد من أطراف هذا الصراع من ينظر لحالته كإنسان من حقه ان يعيش في بلد يسوده الأمن والاستقرار ويوفر له احتياجاته ويحترم حقوقه، لا يجد منهم من يقدم تنازلاً وطنياً لوقف هذه الحرب المعتوهة التي لم تجلب له إلا مزيداً من الجوع والذل والعجز.

قراءة 1883 مرات