طباعة

سكود باتجاه السعودية.. وماذا بعد؟

  • الاشتراكي نت/ عبدالودود شفيق

الأربعاء, 10 حزيران/يونيو 2015 19:28
قيم الموضوع
(1 تصويت)

في تطور غير مسبوق بالعمليات العسكرية التي تقودها السعودية ضد جماعة «الحوثي» ومسلحين موالين للرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح،أكدت السعودية للمرة الأولى أن الدفاع الجوي الملكي اعترض بصاروخي باتريوت صاروخاً بالستياً من نوع «سكود» تم إطلاقه من اليمن باتجاه «خميس مُشيط»، حيث تقع قاعدة الملك خالد الجوية، ويستخدمها التحالف العربي للإقلاع بالمقاتلات الحربية لتنفيذ ضربات في اليمن.

فعلى بُعدِ أيام من انعقاد مؤتمر الحوار المقرر انطلاقه منتصف الشهر الحالي في جنيف، اختار الحوثيون وحلفاؤهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، التصعيد بوجه السعودية باستخدام صاروخ سكود للمرة الأولى منذ بدء عملية التحالف في مارس الماضي. علماً أن الردود الحوثية على الضربات الجوية السعودية اقتصرت خلال الفترة الماضية على عمليات قصف عبر الحدود، وإطلاق قذائف هاون باتجاه المدن والبلدات السعودية في نجران وجازان.

وبحسب إعلان السعودية السبت فإنه «في الساعة 2:45 من فجر السبت أطلقت ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح صاروخ سكود باتجاه مدينة خميس مشيط، وتم اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي بصاروخي باتريوت».

من جانب آخر، نقلت وكالة الأنباء سبأ التي يسيطر عليها الحوثيون، عن مصدر عسكري، أن «الإسناد الصاروخي التابع للجيش واللجان الشعبية قام اليوم بقصف قاعدة الأمير خالد الجوية في خميس مشيط بصاروخ سكود».

وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صاروخ سكود باتجاه الجانب السعودي، بعدما كانت قواعد الصواريخ البالستية اليمنية هدفاً متكرراً لضربات التحالف، منذ انطلاقها في الـ26 من مارس الماضي.

وقبل ساعات من إطلاق الصاروخ، تمكنت القوات السعودية من صد هجوم أطلقته قوات الحوثي وصالح، لاختراق الحدود السعودية، عبر محاور جيزان، ونجران.

وبحسب بيان القوات السعودية المشتركة فإن الهجوم أُفشل باستخدام المدفعية وطائرات الأباتشي بمساندة من قوات الحرس الوطني والقوات الجوية، ودعم من قوات حرس الحدود، في معارك امتدت لساعات، أسفرت عن مقتل 4 عسكريين سعوديين، بينهم ضابطان، وعشرات القتلى من الجانب الآخر.

وذكرت مصادر روسيا اليوم وتحدث سكان محليون في مدينة خميس مشيط لروسيا اليوم عن سماعهم انفجاراً قوياً وصوت صافرات الإنذار كما شعروا باهتزاز الأرض.

والأحد قالت وكالة سبأ: واصل أبطال الجيش واللجان الشعبية إطلاق الصواريخ على المواقع العسكرية الحدودية للعدوان السعودي التي تستهدف أبناء المناطق الحدودية في صعدة وحجة.

وأكد مصدر عسكري مسؤول لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الجيش واللجان الشعبية أطلقوا مساء (السبت) 13 صاروخاً على موقع العشة العسكري السعودي في ‏ظهران الجنوب وخمسة صواريخ اورجان على شركة أرامكو السعودية.

وأشار المصـــــــــــدر إلى أن الجيش واللجان الشعبية أمطروا موقع علب العسكري السعودي في ظهران الجنوب بالقذائف المدفعية.. مؤكداً أن هذه الضربات الصاروخية والمدفعية لمواقع العدو السعودي أدت إلى مقتل وجرح العشرات من الجنود وفرار الكثير منهم من هذه المواقع.

من جهته أدان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الهجوم الذي تعرضت له مدينة خميس مشيط، جنوبي السعودية، بصاروخ سكود أطلقه الحوثيون من الأراضي اليمنية، السبت.

وأكد هاموند في بيان له «حق المملكة السعودية في اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن نفسها في مواجهة مثل هذه الهجمات»، مشدداً على ضرورة ألا يؤدي الهجوم إلى تعطيل العملية السياسية التي وصفها بأنها «الطريق الوحيد لإعادة الاستقرار لليمن».

ودعا هاموند مختلف أطراف الأزمة اليمنية للمشاركة في محادثات جنيف دون شروط مسبقة، المزمع في يونيو الجاري، والذي يعد له مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد.

ويعلن الحوثيون بشكل شبه يومي عن تنفيذ هجمات ضد مواقع سعودية على الحدود، ولا يؤكد الجانب السعودي وجود تلك الهجمات، باستثناء هجمات قليلة، غير أنه أعلن عن هجوم من محاور عدة ووجه الاتهام لقوات الحرس الجمهوري- حسب بيان لوزارة الدفاع السعودية.

من جانبه كشف الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري، امتلاك قوات وميليشيات الحوثي وصالح لما يقارب 300 صاروخ سكود كانت بحوزة الجيش اليمني.

وقال إنه منذ بدء العمليات كانت الميليشيات مقسمة إلى قسمين، قسم وهم الحوثيون يتكفلون بالقتال على الحدود السعودية، والقسم الثاني وهو قوات صالح تتكفل بالقتال داخل اليمن. مبيناً أن ما حدث هو اندماج القسمين في القتال على الحدود.

وأثار إعلان السعودية عن لجوء الحوثيين والقوات التابعة للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، إلى صواريخ سكود لضرب العمق السعودي الكثير من التحليلات حول هدف ودوافع الخطوة، إذ أنها أتت بعد أسابيع على بدء العمليات العسكرية التي تقودها السعودية ضد ميليشيات الحوثيين واقتصار رد الأخيرة على قصف عبر الحدود.

وتترافق خطوة إطلاق الصاروخ باتجاه السعودية مع الحديث قبل فترة طويلة عن تدمير شبه كامل لسلاح الجو والدفاعات الجوية اليمنية عبر الغارات التي استهدفت المرافق الجوية اليمنية خلال الأيام الأولى من الضربات، ما اضطر القوات الموالية للحوثيين وصالح للجوء إلى خيار الصواريخ لإحداث أضرار في الأراضي السعودية.

ويعد صاروخ سكود من بين الأسلحة التكتيكية التي صممها الاتحاد السوفيتي السابق في فترة الحرب الباردة، وقد دخل في الخدمة الفعلية بنهاية العقد الخامس من القرن الماضي، ولكنه خضع لعملية تطوير كبيرة اعتباراً من مطلع العقد السادس، ما مكنه من حمل كميات كبيرة من المتفجرات أو حتى الرؤوس الحربية غير التقليدية.

ويتجاوز طول الصاروخ 11 متراً، ويعتمد على محرك يعمل بالوقود السائل وهو أسرع من الصوت بمرات عدة.

----------------

وكالة إيرانية: الصاروخ يفرض على السعودية إعادة حساباتها

قالت وكالة تسنيم الإيرانية المقربة من الحرس الثوري، إن استهداف القاعدة السعودية بالصاروخ يشكل «علامة فارقة» في مجرى الحرب، معتبرة أن «القضية لا تقف عند تأكيد فشل غارات التحالف في القضاء على القدرات الصاروخية لليمن، وإنما تتعلق كذلك بالقرار السياسي في استخدام هذه الصواريخ، خاصة أنه جاء في ظل التحضيرات لحوار جنيف، ما يمنح الحوثيين أوراق تفاوض ميدانية وسياسية تفرض على السعودية إعادة حساباتها». بحسب الوكالة.

الوكالة الإيرانية لفتت إلى أن قوة الضربات السعودية لم تستطع منع أبناء «القبائل والجيش اليمني واللجان الشعبية» من استهداف الحدود السعودية والاشتباك مع الجيش السعودي، وإطلاق صاروخ «سكود» على قاعدة جوية. وقالت في احتفائها بالحدث: لقد فاجأوا التحالف بقرار استخدام صواريخ سكود الاستراتيجية والتي يمتلك الجيش المئات منها.

قراءة 3124 مرات

من أحدث