طباعة

وداعا أخي وصديقي الشهيد نبيل أحمد بن أحمد الصبيحي

الأحد, 21 حزيران/يونيو 2015 22:23 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ثوروا يا أبناء الصبيحة.. ثوروا يا أحفاد قحطان وأبطال ثورة 14 أكتوبر، فيومكم قادم لا محالة يوم تنتصرون لأنفسكم من ظلم وجور ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح يوم يواجه الخونة والعملاء مصيرهم المحتوم.. قد بزغت شمس الحرية.. ولاحت جحافل التغيير بانتظار يوم التحرير بإذن الله.

إذا اهتزت أمامك يوماً ما قيم المبادىء في ظرفٍ عصيب لأي سببٍ كان، فتذكر قيم الرجولة، لأنها لوحدها قادرة على أن تصنع منك بطلاً.

عذراً أخي.. تعطلت كل المعاني والمفردات هجرتني الأحرف والكلمات على استشهادك دون أن أستطيع الكتابة عن مواقفك النبيلة واخلاقك وانسانيّتك, على الرغم من أنني كتبت عديد المقالات عن رفاق واخوان انتقلوا الى رحمة الله وعزيزين على قلبي وأنت كنت أنت من يقف الى جانبي وتشد من عزمي. ان هذا قضاء الله وقدره وكلنا سنترك هذه الدنيا الفانية وننتقل الى الدنيا الآخرة ولكن حال الدنيا ان نحزن على الذين يسبقوننا فهذه سنة الحياة ولكن هذه المرة انهارت قواي ولم تستطع يداي حمل القلم الذي اعتادت حمله فمصابي جلل وفراقك يا أخي هزّ أركان فؤادي.

لما لا وأنت أخي الذي كان يقف معي في كل المواقف في أفراحي وأحزاني، اليوم لم استطع أن اعبر عن حجم الخسارة التي منيت بها باستشهادك واستشهاد أخي الأصغر حبيب كانت الخسارة فادحة، أنت كنت من أكثر أصدقائي حرصاً عليّ لم تكن صديقاً بل كنت أخاً حميماً وحنوناً اتذكر كل مواقفك الرجولية تحملت كثيراً من العناء لإسعاد الآخرين.

اليوم تركت فراغاً في حياتي لأنني لم أجد في الاصدقاء ما وجدته فيك اليوم، الألم وشدة الفراق والقلب الذي يقطر دماً والعين التي تخفي دمها أمام زملائي حتماً ستفيض بعد ان أغادرهم لأستريح وأخرج الكربة التي كتمت على انفاسي وكأنها تقول لي غداً سأتبعك الى الدنيا الآخرة التي رحلت اليها.

منذ ما يزيد عن خمسة وعشرين عاماً كنا نتقاسم كل شيء حتى الملابس لم نتركها بل ألبس ما تلبسه وتلبس ما ألبسه، كنا لم نفترق كثيراً إلا غندما تذهب للإجازة لزيارة أولادك وأهلك ومحبيك لكننا لم نفترق فعلاً، فالاتصالات كانت همزة الوصل بيننا. قبل استشهادك بساعات عندما خاطبتك في شبكة التواصل الاجتماعي في المجموعة للانتقال الى الخاص لأجل أمر في نفسي كنت أريد طرحه عليك لكن خانتني الكهرباء فانطفأ جهازي لا أدري ما هذا الحظ السيئ أم كان القدر كان يخبئ لي هذه الفاجعة.

يا أبا محمد وأنت ترحل هناك إلى عليين مع الشهداء والصديقين، لله درك وأنت تمضي إلى ربك مضرجاً بدمائك الطاهرة الزكية ولسانُ حالك يقول: وعجلت إليك ربي لترضى.

سلام عليك أيها الشهيد المقدام، يا من صلت وجلت في ساحات العمل الحزبي في أصعب الظروف، سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم أن فاضت روحك الطاهرة إلى بارئها، سلام عليك يوم أن أعلنت كل شبكات التواصل رحيلك لتلحق بركب الشهداء السابقين.

سيفتقدك ولدك الذي يرثيك سراً وجهراً ويبكيك ليلاً ونهاراً, ستفتقدك والدتك الصابرة وشقيقاتك وأشقاؤك الذين اتخذتهم أصحاباً لك تخشى عليهم أي مكروه, سيفتقدك زوجتك وأبناؤك الأطفال يوم كنت تقبلهم وتمسح على رؤوسهم وتودعهم قبل مغادرتك المنزل لتقول لهم سأعود اليكم.

تميزت بالبسمة الدائمة على شفتيك التي كنت تقابل بها إخوانك وأهلك وأصدقاءك ومحبيك من حولك.

أهان عليك الرحيل يا حبيب القلب يا أبا محمد!، أهان عليك فراق إخوانك وأهلك وأحبابك الذين ذرفوا عليك الدموع، فماذا سيكون حال محمد وسمر وقمر الذين لم يصدقوا إلى الآن أنك قد رحلت عن دنياهم، فقد كنت لهم كل شيء في حياتهم أباً ومعلماً ومربياً وغادرت إلى هناك لتفضل الآخرة على الدنيا، والوداع على البقاء في هذه الدنيا الجيفة.

لن ينسى أطفالك (محمد وسمر وقمر) لحظة جلوسهم معك حول مائدة الفطور قبيل خروجك لم يكونوا يعلمون أنه آخر فطور لهم مع أبيهم الحنون الذي أحبوه حباً كثيراً.

بكاك المحبون من حولك بكاك الأهل والأصحاب والجيران، وكيف لا يبكيك كل هؤلاء وأنت الذي أحبك الجميع لحسن أخلاقك ومرحك والتزامك وبسمتك الجميلة رحمك الله أيها الشهيد، فاليوم تلحق بالشهداء الذين سبقوك.

ستظل ذكراك عالقة وحاضرة اليوم وغداً وبعد عشرات السنين وستظل محفوظة في ذاكرة كل الأهل والأصدقاء والرفاق.

رحم الله أخي الشهيد وأسكنه فسيح جنانه.

قراءة 4331 مرات

من أحدث عبده علي الجليدي