طباعة

طلاب في غاية الاحباط وامتحانات الشهادة العامة على الابواب

  • الاشتراكي نت / خاص - عارف الواقدي

الثلاثاء, 18 آب/أغسطس 2015 21:29
قيم الموضوع
(0 أصوات)

سلطتان احدهما في الشمال وأخرى في الجنوب، والعملية التعليمية الى أين، سؤال يبحث عن اجابته الكثيرين من الطلاب والمعلمين، واولياء الامور، ومحافظات تعيش، تعيش الكارثة التي عمت البلاد، الى الان، واستبعدت من القرار الوزاري للاختبارات القادمة والدخول في عام دراسي جديد.

طلاب يبحثون عن الامل، في اروقة الوضع المنها، من اجل عودة وطن حريته مسلوبة، لدى جماعات الضلال التي القت بثقلها على هذا الوطن، نعم يبحثون عن الامل في الخروج من الازمات المتتالية، وكيفية تكريس مبدأ السلام والتعايش، والعيش بشكل طبيعي حتى في حدوده الدني، وخوض عملية تعليمية جديدة حتى لا تقع البلاد في مستنقع الجهل والأمية.

في هذا التقرير نسلط الضوء على معانات طلاب المرحلة الاساسية والثانوية الذين حالت الحرب كغيرهم من طلاب كل المؤسسات التعليمية في البلاد ان يحضوا بفرصة تتيح لهم الاستمرار في اخذ دروسهم اليومية بشكل منتظم، فيما تحولت مدارس بعضا منهم الى ثكنات عسكرية.

مرحلة سيئة لمشوار تعليمي جديد

مع بداية العام الدراسي الحالي2015/2016،للمرحلتين الاساسية والثانوية، والإعلان الوزاري الصادر عن وزارة التربية والتعليم، بتحديد نهاية شهر اغسطس الجاري موعد لاختبارات الشهادة العامة للصف التاسع والثالث الثانوي لنيل الشهادة العامة، لأكثر من 53324 الف طالب في المرحلتين،30740 في الصف التاسع، موزعين على 275 مركز امتحاني 2258 الف طالب في الصف الثالث الثانوي موزعين على 140 مركز امتحاني، في محافظات الجمهورية اليمنية. يأتي الاعلان بعد عدة تأجيلات، للامتحانات الذي كان من المفترض ان تتم قبل شهرين على الاقل، لكن تفاقم المشاكل والصراعات، كانت سبباً لعملية التأجيل والتمهل الى حين توفر مناخ امن يستطيع من خلاله الطلاب المتقدمين للامتحانات، المذاكرة الجيدة وبذل الجهد الكافي للحصول على نتيجة جيدة ومعدل مرتفع، يؤهل صاحبه دخول الجامعة والحصول على مستقبل مرموق. بعد تجاوز مرحلة الصعوبات والأزمات والانفلات الامني الحاصل في البلاد، وتجاوز مرحلة الحروب الاهلية التي لا سيما من ان تترك اثرها في نفوس الطلاب من انطباعات سيئة، وفشل ذهني ومعرفي ونفسي في مقدمة الامور.

حالياً وعلى الرغم من عدم السيطرة التامة على الوضع القائم، والمغطى بقبح الحروب الدامية، والنزاعات التي تزداد كل يوم تعقيداً وصراعاً على زمام السلطة، يأتي الاعلان عن عام دراسي جديد، وصدور الاعلان عن موعد الامتحانات للمرحلتين الاساسية والثانوية، لنيل الشهادة العامة. تتجه الانظار الى المصير القادم الذي يكتنفه الكثير من الغموض، حول المصير المجهول، الذي مازال يغط في نومٍ عميق، وبانتظار مستقبل يعد اكثر من سيء، لطلاب لم يتلقوا من الدروس إلا القليل، وشحة في مستوى المعلومات والجهد والذكاء المتواري. خلف الفزع والخوف من انهيار متراكم في التعليم، سببه الرئيسي فوضى عارمة وتسونامي لا يرحم حط رحالة على كاهل الوطن، اشد خطراً من تسونامي (كاجرتا) احد الجزر الاندونيسية الذي حدث منذ مرحلة من الزمن.

في هذه المرحلة، والتجربة العاصفة التي تمر بها البلاد بشكل عام والتعليم بشكل خاص، ابدى الالاف من الطلاب والإباء والمعلمين تخوفهم مما قد يلحق بالطلاب مستقبلاً، لن تكون في مجملها اقل خطراً من الوضع الراهن الذي ادخل البلاد في سيل عارم من المشاكل، وحروب اهليه متواصلة ونزاعات مستمرة قد لا تنتهي، حول السلطة والسيطرة على مؤسسات الدولة.

قطاع التعليم بمجملة من وزارة ومكاتب تربية ومدارس وجامعات ومعاهد، كانت ضمن اولويات القطاعات الساقطة بيد الميليشيات المسلحة الذي اجتاحت البلاد منذ منتصف العام الماضي، ليبقى القطاع التعليمي، ومستقبل التعليم رهن الاعتقال بيد جماعات مسلحة، لا تعي مصلحة التعليم والطالب، بدرجة اساسية، اكثر ما يهم هذه الجماعات حمل السلاح ونشر الثقافة المتطرفة، من اجل السطو على السلطة والحكومة وادخال البلاد في دهليز كبير من الجهل والتناحر.

الوضع القائم الان والذي ستجرى الامتحانات فيه لا يساعد على الحصول على التعليم الكافي، الذي يراكم المعرفة الحقيقية لاجيال المجتمع، وهذا الامر فيما يبدوا ليس من حسابات ما تربوا اليه الميليشيات والجماعات المتطرفة، والتي زجت بالمئات من طلاب المدارس في معاركها العبثية وصار الطالب والتعليم ضحية لعصابات ارادت ان تقود المجتمع الى الخلف مئات الاعوام، حتى يكون لهم اليد العليا في تسيير بلاد يؤمها البؤس والجهل في انٍ واحد.

سلطتان احدهما في صنعاء والأخرى في عدن وشهادة عامة من المسئول عنها.

جاء الاعلان الذي حدد موعد الامتحانات بالقرار الصادر عن وزارة التربية والتعليم، والإعلان عن بداية موسم دراسي جديد، وسط  بؤرة عميقة من الصراعات والانقسامات الحادة ، وسطو ميلشاوي على عدة محافظات، اهرقت فيها انهار من الدماء، سيطرت فيها الميليشيات على نطاق واسع من كيان الدولة، شملت السيطرة على مؤسسات الدولة التي تقع ضمن نطاق هذه المحافظات، رغم وجود عدة محافظات لم يتخللها طوفان الصراع، لكنها اخضعت لسلطة الميليشيات الذي مركزها صنعاء، بما في ذلك وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في عدة محافظات، جاء الرد مؤخراً من سلطة تقهقرت بخيانة وطنية، لجيش باع ولائه ووطنيته للميلشيات، وجعلت السلطة الشرعية الرياض مقراً لها تدير البلاد من هناك، والعمل على استرجاع الدولة المنهوبة من ايدي المسلحين، الخارجين عن اطار القانون، استطاعت خلالها الحكومة الشرعية بمساندة المقاومة الشعبية ودول التحالف، استعادة عدن وغيرها من المحافظات، وإعلانها عاصمة مؤقتة للدولة، تمارس من خلالها سلطتها وعملية استعادة الدولة، وهكذا عاصمتان في نطاق وطن واحد ودولة مسلوبة.

في هذا الوضع القاتم يخيم على الطلاب والجهات التعليمية الفضول في معرفة المصير المجهول للتعليم وطلاب الشهادة العامة، في ظل تواجد سلطتان متنازعتان، ترى كل جهة انها المسئولة عن ادارة البلاد من ضمنها التعليم، احدهما سلطة شرعية وأخرى فرضت نفسها بقوة السلاح، اذاً من المسئول عن التعليم وعن التصحيح والنتائج، ومن المسئول عن المناهج التربوية، والاحتياجات للطلاب، في وقت لا زال النزاع يخيم بجناحية على الوطن، مازال الشك في اجابة سؤال لا اجابة له في الواقع سوى وقوع الطلاب ضحية اطراف الصراع.

لابد النظر الى ان هناك مئات المدارس التي فجرت، وتحولت الى ثكنات عسكرية وغرف عمليات للميليشيات، وكذلك وجود عدة مدارس تحولت الى مأوى للنازحين، يبقى السؤال بلا اجابة عن المكان الذي سيتمكن الالاف الطلاب من الاختبارات فيه، وعن الاماكن او الفصول الذي سيضطر الطلاب الذهاب اليها لممارسة النشاط التعليمي خلال عام دراسي كامل معلن عنه، وهناك سلطتان تقرران ولكن الى اين.

حتى اليوم لاتزال عدد من المناطق ترزح تحت موجة الصراعات والاحتراب وسفك الدماء خلف وضع غير مجدي لمواصلة طلاب هذه المناطق تعليمهم. حقيقة مرة وامتحانات على ابواب المدارس وعام دراسي جديد، وسلطتان تقرران بدون اتفاق، ووضع مأساوي وجهل قادم والضحية  هم الطلاب بلا منازع، وتضارب معرفي حول المسئول عن نتيجة الطلاب، سلطة عدن، او سلطة صنعاء، وأسئلة عديدة لا تفصح عن أي إجابة.

ماضي سيء وقادم اسواء...

بالنسبة لنتائج الشهادة العامة للعام الماضي لم يكن الوضع مطمئناً، فقد حدثت اخطاء ولامبالاة في عملية التصحيح الذي راح ضحيتها مئات الطلاب نتيجة عدم الاهتمام بالدفاتر وتصحيحها من قبل المكلفين بعملية التصحيح والإشراف على اللجان الطلابية لاستلام الدفاتر كاملة وتسليمها لنخبة من المدرسين الأكفاء.
ضياع دفاتر الطلاب، والتلاعب بالنتائج، كانت ظاهرة غريبة الى حدٍ ما ناتجة عن وزارة ومكاتب تربية لم تبدي أي اهتمام بالطالب رغم المتابعة المستمرة من الطلاب ورفع الشكاوي اليها، اجتاحت هذه المشكلة محافظة ريمة وتعز والحديدة وذمار وغيرها من المحافظات.

كان الطلاب فيها ضحية لإهمال واضح وتلاعب فاضح من المسئولين في وزارة التربية والتعليم واللجان المشرفة على الاختبارات، بالإضافة الى موظفين رفعت اليهم الشكاوي والتظلمات من الطلاب، لم يكلفوا انفسهم حتى بالنظر اليها وما هو مضمونها.

اليوم تأتي الامتحانات وسط  تخوف كبير من الطلاب بتكرار ما حدث العام الماضي من اللامبالاة ، خصوصاً مع التعزعزع  الامني والانفلات الحاصل داخل وزارة التربية والتعليم، وهو ما ينذر بحالة من الرهبة والخوف في نفوس الطلاب من تكرار المآسي وسوء النتائج ، ليبقى الماضي سيء وحاضر هو الاسواء.

عاصم الواقدي احد طلاب الصف الثالث الثانوي الذي كان ضحية للتلاعب بالنتائج والتوزيع الخاطئ للدفاتر من قبل اللجان المسئولة عن الامتحانات يقول: تقدمنا العام الماضي للامتحانات في محافظة ريمة من اجل نيل الشهادة العامة للصف الثالث الثانوي، ولكن سوء ادارة اللجنة المشرفة على الامتحانات، كانت سبب في عودتي مرة اخرى للدراسة والاختبار هذا العام.

وأضاف الواقدي بان توزيع نموذج واحد لجميع طلاب المركز الامتحاني، بدون ادنى تركيز من رئاسة اللجنة المشرفة في مادة القران الكريم اوقعتني انا وكثير من زملائي ضحايا للجنة عرفت في وقت متأخر غلطتها، وأرادت ان تحل الخطاء، لكن الخطاء تعالج بخطاء اكثر فداحة وخطاء، حيث قامت بسحب الدفاتر بعد ان مضى حوالي نصف الوقت لمجموعة من الطلاب كنت انا من ضمنهم، وإعطائنا نماذج اخرى ولم يقوموا بعمل محضر بما حدث، بعدها قاموا بتضمين الدفاتر في الظروف الخاصة بها وتسليمها للجهات المختصة، بما فيها دفترين لكل طالب قاموا بسحب دفتره، وهكذا كانت النتيجة وخيمة لكثير من الطلاب نتيجة اللامبالاة.

ويؤكد عاصم الواقدي انه قام بالمتابعة لمعرفة سبب حجب المادة التي رسب فيها مع كثير من زملائه، بداية من مكتب التربية بالمحافظة وصولاً الى الوزارة نفسها، لكن متابعته باءت بالفشل ولم يحصلوا على شيء سوى انه يوجد لديهم اكثر من دفتر في مادة واحدة.

وحول الوضع تجاه الامتحانات يشير الواقدي الى ان الوضع الراهن، ربما يكون فصل اخر لما مضى، بل قد ربما يكون اكثر اهمالاً، وهو ما قد يحول البلاد الى مستنقع من الجهل والإحباط، نتيجة ما يترتب علية من انعكاسات سلبية على المستوى المعرفي والثقافي للطالب.

ويأمل الواقدي بامتحان مناسب لما تم اخذه من دروس قليلة خلال فترة قصيرة من الزمن، نتيجة تدهور الاوضاع في البلاد ودخولها في صراع واقتتال دموي.

من جانبه يقول، مدير مدرسة الخير الاساسية الثانوية بالزنم، في محافظة ريمة، طاهر علي: ان اعلان وزارة التربية والتعليم، بتحديد موعد الامتحانات للشهادة العامة للمرحلتين الاساسية والثانوية، يعد امراً مهماً للغاية، من اجل معرفة قدرة الطالب على بذل الجهد في المذاكرة، والتحصيل العلمي لمرحلة دراسية متقطعة ومهضومة للطالب، ربما ليست بالجيدة.
وأضاف طاهر: نحن عملنا ما بوسعنا  من جهد على اعطاء الطالب حقه من دروس وإتمام الدراسة، وإكمال المنهج ، حتى لا يكون هناك عائق امام الطلاب في الامتحانات، منوها: انا اتحدث هنا بالنسبة لطلابي فقط، رغم وجود مئات المدارس التي لم تستطيع اعطاء الطالب حقوقه كاملة، لكن رغم كل شيء تبقى الاثار المترتبة نتيجة سوء الاوضاع والحروب الاهلية، مصدر احباط، والطلاب ضحايا لأخطاء لم يقترفوها.

وأكد طاهر على ضرورة الاهتمام بالتعليم والعمل على تطويره، كونه سلاحاً لمواجهة انتشار ظاهرة الجهل، المؤدية الى الصراعات والأزمات، مشددا على اطراف الصراع الوصل الى الحل السلمي المرضي للجميع، ونبذ العنف بعيداً عن التعليم ومؤسساته.

ويشير طاهر الى ان المؤسسات التعليمية تواجه خطر محدق بها، يهدد بانهيار معرفي، وازمة كبيرة في المناهج التعليمية، والكادر التعليمي، مما يشكل مؤشر خطر لتفشي الجهل.

وحول الامتحانات القادمة يرى طاهر بان الجهات المختصة الممثلة بالوزارة ولجنة الامتحانات تحمل المسئولية الكاملة، لنتائج الطلاب، واختيار مدرسين اكفاء في عملية التصحيح، واختيار الحماية الامنية اللازمة للطالب.

محافظات في وضع التهميش العلمي.

وضع تعليمي هش، ومأساة كبيرة تلاحق طلاب المحافظات المنكوبة، كتعز وعدن واب، وغيرها، اعلان صادر عن وزارة التربية والتعليم، بعام دراسي جديد، وامتحانات شهادة عامة على الابواب، في محافظات عدة، واخرى لا يجد طلابها سوى الصبر الى حين ميسرة، من تهدئة الاوضاع، حتى يحصلوا على حقهم في الحصول على الاختبارات واخذ حقوقهم التعليمية.

الوضع ايضاً في هذه المحافظات ينذر بكارثة انسانية تلاحق ابناء هذه المناطق، فتكون حياتهم مثل العاشق من طرف واحد، يرغبون في الحصول على حقهم في التعليم والاختبارات، لكن من طرف واحد هم الطلاب، والطرف الاخر يعيش حالة من الانهيار والانشداه للصراعات، ويجر البلاد لانهيار تام.

يقول طالب الصف الثالث الثانوي وائل جميل، طالب في ثانوية تعز الكبرى: ان الوضع الراهن يمر بظروف معقدة للغاية في محافظة تعز، الذي كان سبباً لإغلاق المدارس منذ اجتياح المحافظة قبل اربعة اشهر من الان، خلالها كنا قد تلقينا في الفصل الدراسي الاول قليل من الدروس، وسط غياب كبير للمعلمين، بسبب الظروف التي كانت تتحكم بالبلاد، والأزمات الاقتصادية، قبل اجتياح المحافظة.

وأضاف وائل جميل بان الخوف الشديد الذي يسيطر على الطلاب حالياً، هو قلة الدروس المأخوذة في المواد العلمية، خلال الفصل الدراسي الاول، وان العالم النفسي والمادي والذهني لدى الطالب، الناتجة عن الصراعات والحروب التي القت بوزرها على المحافظة بشكل خاص والبلاد بشكل عام، جعلت المرحلة التعليمية واستكمال المناهج عملية معقدة وسيئة للغاية.

وأشار وائل جميل الى ان اغلاق المدارس، وتعرضها للقصف من قبل اطراف الصراع، مثل ثانوية تعز الكبرى وزيد الموشكي، وتحويل بعضها مخازن للسلاح مثل مدرسة اسماء للبنات، التي جعلت منها هدفاً لضربات طيران التحالف، يشكل اهم العوائق امام استكمال عملية تعليمية متكاملة.

وحول اعلان قرار موعد الامتحانات للشهادة العامة للمرحلتين الاساسية والثانوية، يرى ان المعادلة لا تشمل محافظة تعز والمحافظات التي مازالت فيها الصراعات متواصلة، وان القرار الصادر عن وزارة التربية والتعليم، قرار غير مسئول او مدروس بشكل جيد، وانما كان مستعجلاً، كون اغلب المدارس لن تفتح ابوابها والصراعات مازالت مستمرة.

ويشير وائل جميل خلال حديثة لـ "لاشتراكي نت" الى صعوبة تطبيق القرار في محافظة تعز، لعدة اسباب تتمحور اهمها بالوضع الغير امن، ووجود عدة طلاب كمجندين في صفوف اطراف الصراع.

ويقول وائل انني كطالب في الصف الثالث الثانوي، اجد صعوبة بالغة في المذاكرة للمنهج، حالي ايضاً لا يختلف عن حال زملائي، بسبب عدم الاكتفاء بالدروس التي اخذناها في الفصل الاول، بينما الفصل الثاني كانت فيه المدارس مغلقة بسبب النزاع القائم، والحروب المستمرة.


واختتم وائل جميل كلامه  بالتأكيد على ان ارقام الجلوس لم تنزل حتى اللحظة لطلاب محافظة تعز، أي بمعنى استبعاد المحافظة من الاختبارات، نتيجة للأوضاع غير امنة، وايضاً اغلاق مكاتب التربية والمدارس في المحافظة، ونزوح مئات الطلاب من مناطقهم التي يقطنوها نتيجة الدمار واستمرارية الحروب، املاً من اطراف الصراع الوصول الى حل سياسي يرضي الجميع، وإعادة الامن الى جميع المحافظات، والدعوة الى السلام، وتكريس مبدأ وثقافة التعايش.

سلبيات الوضع التعليمي، فيما بعد الصراع.

وجوم كثيف يخيم بظلاله على الوضع بشكل عام في البلاد ويشمل هذا الوضع التعليمي، في مرحلة حرجة تتخللها الازمات المتتالية، على المجتمع، تعليم منهار واختبارات مزيفة بنظر الكثيرين، لعملية تعيش حالة موت سريري تريد وزارة التربية انعاشها بهذه الاجراءات.

سلبيات لا يستبعد حدوثها مستقبلاً، ويمكن التنبؤ بها من خلال استشراف الانهيار الجارف للعملية التعليمية، تلخصت من خلال تخوفات ومناقشات اطراف العملية التعليمية المختلفين فيما يلي:

1-      انهيار معرفي، وتعليمي، ينذر بكارثة من الامية والجهل.

2-      ازمة في المناهج التعليمية، وطلاب لا يجدون الكتاب اللازم للمذاكرة.

3-      تفشي ظاهرة الغش في اختبارات الشهادة العامة للمرحلتين الاساسية والثانوية،بنسبة200% ، عما كانت علية في السابق.

4-      تلاعب بالنتائج والتصحيح، لطلاب المرحلتين الاساسية والثانوية، فقد رصدت العام الماضي عشرات الحالات المحرومة من المواد، في اكثر من محافظة، بسبب تلاعب واضح من القائمين على اللجان.

5-      عدم توفير المكان اللازم لتقلي التعليم، نتيجة تدمير المدارس وتحويل بعضها الى ثكنات عسكرية للميليشيات، واخرى مأوى للنازحين من الحرب.

وضع مادي متدهور لوزارة التربية والتعليم وقرارات بخصم من رواتب الموظفين لتغطية تكاليف الامتحانات.

نتيجة الوضع المادي الصعب لوزارة التربية والتعليم اصدرت السلطات في صنعاء، تعميماً بخصم من رواتب الموظفين لتغطية نفقات تنفيذ امتحانات الشهادة العامة (اساسية : ثانوية) للعام الدراسي ٢٠١٤/٢٠١٥م .

صدر هذا التعميم بخصم من استحقاق اجر يوم من رواتب شهر اغسطس لموظفي الدولة في القطاعين العام والمختلط ولمرة واحدة فقط، وذلك على النحو التالي:
.قسطين من مرتبات شاغلي الوظائف العليا بالدولة*
.قسط من مرتبات شاغلي الجهاز الاداري للدولة
يستثنى من هذا القرار منتسبي القوات المسلحة والأمن.

بهذه الخلاصة كيف يتسنى لسلطة تعجز عن توفير تكاليف اجراء امتحانات الشهادة العامة مواكبة عملية تعليمية ناجحة مثمرة ام ان المسألة تحصيل حاصل وتراكم مزيدا من التجهيل للمجتمع.

قراءة 3637 مرات

من أحدث