طباعة

المليشيات تنتقم من التاريخ وتدمر تراث تعز

  • الاشتراكي نت/ خاص - تقرير راشد محمد

الخميس, 11 شباط/فبراير 2016 19:12
قيم الموضوع
(0 أصوات)
الصورة من قلعة القاهرة في تعز الصورة من قلعة القاهرة في تعز

ذكرياتنا، اماكننا، مؤسساتنا، مرافقنا كلها تهدمت بهمجية وحقد.

بهذه العبارات تعلق الناشطة اشراق المقطري عن تدمير الحوثيين لمبنى اذاعة تعز في 22/ 12/ 2015م والكائن في منطقة ثعبات بعد ان احرقت ما فيه من وثائق قبل فترة.

ومنذ اقتحام مليشيات علي صالح والحوثي مدينة تعز وهي تستهدف الانسان وكل ما يشير الى تاريخ وتراث الشعب اليمني.

مسيرة الموت والخراب هذه قررت الانتقام من تعز الانسان والتاريخ فاستهدفت المعالم التاريخية وكل ما يشير لعراقة المدينة وتمثل قيمة رمزية لكل اليمنيين والإنسانية.

وبحسب تقرير صادر عن شبكة الراصدين المحليين بتعز في 31/ 1/ 2016م والذي يشمل فترة الحرب منذ اقتحام تعز من قبل مليشيات الحوثي/ صالح في 24/ 3/ 2015م حتى 17/ 1/ 2016م، فإن المليشيات استهدفت (11) معلم اثري وثقافي في تعز.

(قلعة القاهرة أطلال تستقبل القذائف يومياً)

اقتحمت مليشيات الحوثي والمخلوع مدينة تعز نهاية ابريل 2015م وحولت كل التباب والمرتفاعات الى ثكنات عسكرية، كما نصبت مدافع ورشاشات في قلعة القاهرة لقصف المدينة.

وبفعل قصف طيران التحالف واستهدافها بالقصف اليومي من قبل المليشيات تحولت القلعة الى اطلال ولم يتبقى منها سوى السور الخارجي الذي تم ترميمه قبيل الحرب.

تعد قلعة القاهرة بتعز احد أهم القلاع التاريخية في اليمن، وتقع على السفح الشمالي لجبل صبر، ويقدر ارتفاعها عن سطح البحر بحوالي (1500م) وقد بناها السلطان عبدالله بن سلطان الصليحي في النصف الأول من القرن السادس الهجري، وترجع مصادر اخرى زمن بنائها الى ما قبل الاسلام.

وفي واحدة من مهازل التضليل التي تثير الشفقة دأب الحوثيين لكسب تعاطف الناس عبرها، فقد اثار تحالف الانقلاب ضجة كبيرة ونحيب متواصل على التراث اليمني حين استهدف طيران التحالف العربي لتجمعاتهم المتمركزة في القلعة مطلع مايو من العام الفائت.

وفي منتصف اغسطس تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من استعادة القلعة وطرد المليشيات منها، ومنذ ذلك التاريخ والمليشيات تقصف القلعة بشكل يومي بالمدافع، وتكشف زيف ادعياء الثقافة باستمرار مليشياتهم في قصف القلعة والأحياء المجاورة لها رغم وجود الحراسة المكلفة من المجلس العسكري بحمايتها فقط.

(مؤسسة السعيد منبر ثقافي طالته قذائف المليشيات)

لا يتوقف الأمر عند استهداف قلعة القاهرة بالصواريخ والقذائف من قبل مليشيات الانقلاب، وتعدى ذلك الى استهداف مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بالقذائف مساء الاثنين 11/ 1/ 2016م والتي تحوي الألف المخطوطات والمراجع العلمية المختلفة، والتي كانت إحدى أهم منارات تعز واليمن الثقافية والعلمية، وأدى القصف لاحتراق منتدى السعيد الثقافي بالكامل.

وفي أول تعليق له قال مدير مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز فيصل سعيد فارع على صفحته في فيسبوك: " هي كارثة بكل المقاييس وتدمير لمكان ذو دلاله رمزية في تعز بحضوره ودوره الهام خلال عقد ونصف من الزمن.

يضيف فارع:" انها ايضاً كارثة لمساهمة طيف واسع من العلماء والمثقفين والمبدعين اليمنيين والعرب والأجانب فيه، بما شكله كل ذلك من تراكم لتقاليد حوار راقية ومسئولة ولقيم وثروة معرفية لا تقدر بثمن.

وفيما يشعر مدير مؤسسة السعيد بالأسف لأن تتعرض المؤسسة لكل ذلك التدمير الفاجع، تقول اشراق المقطري "إن هذه الأماكن لا تساوي شي أمام الأرواح.. لكن فيها بالنسبة لي كل عرق الكادحين ولحظات البناء وطموح التغيير.

( اذاعة تعز ارشيف ثورتي سبتمبر واكتوبر ينتهي.)

تأسست الاذاعة عقب قيام ثورة٢٦ سبتمبر وكان من ضمن اهداف تأسيسها إيصال صوت الثورة الى مختلف أنحاء البلاد، ودشن العمل فيها رسمياً 1963م، من اشهر برامجها اثناء ثورة14 اكتوبر برنامج "صوت الجنوب الثائر" وهو برنامج يومي استمر من 63 حتى 1967م.

مليشيات صالح والحوثي دمرت مبنى الاذاعة ضمن ١١ معلم ومنبر ثقافي استهدفتهم في تعز بحسب تقرير شبكة الراصدين.

وتقول تشير المقطري "أنني لم أشعر بألم وغضب على دمار أي مؤسسة كهذا المرفق الاعلامي الأقدم بعد اذاعة عدن قبل ان تلوثه قنوات الفساد المركزية"

واستمرار لاستهداف التراث فإن احد أهم المعالم التاريخية التي دمرته مليشيات الحوثي والمخلوع كان المتحف الوطني بتعز، حيث شنت مليشيا الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح قصفاً بالمدفعية الثقيلة استهدف مقر الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات بتعز وادى الى احتراق المتحف الوطني، والمخطوطات الموجودة فيه.

وكان المتحف الوطني بتعز او متحف العرضي عبارة عن قصر للإمام أحمد حميد الدين حيث كان مقر حكمه بعد ان اتخذ من تعز عاصمة له.

افتتح القصر كمتحف رسمي عام 1967م ويحتوي معروضات تراثية ومقتنيات الامام احمد واسرته بالاضافة الى اسلحة قديمة وصور تذكارية.

عبد الحفيظ حمدين تحدث  "للاشتراكي نت" فقال: كما ينتقم تحالف صالح/ الحوثي الانقلابي من مدينة تعز، يحاول عبثا الانتقام من الثقافة والوعي الذي تشكل في المحافظة طوال عقود وظلت المراجع والوثائق التاريخية على الدوام تزود أبنائها بالعزيمة الكافية لإستمرار دفق الوعي والثقافة لخدمة الشعب اليمني.

المعلومات تشير الى أن المتحف الوطني بتعز يعد الوحيد الذي كان يحتوي مقتنيات ومخطوطات قديمة ونادرة.

وبحسب قيادي في السلطة المحلية بتعز تحدث "للاشتراكي نت" وطلب عدم ذكر اسمه، فإن القصف الذي طال المتحف من تبة السلال شرق المدينة كان عنيف لدرجة انه ذابت بسببه بعض المقتنيات الحديدية الأثرية داخله منها مسدس الإمام أحمد حميد الدين إضافة لعمامة احد ملوك اليمن القدماء.

بين الإدانات الأممية وعرق اليمنيين الذي شيد كل هذا التاريخ، تتجاهل المليشيات كل ذلك وتستمر باستهداف التراث وتدمير التاريخ اليمني.

 

فمنذ التحذيرات التي اطلقتها منظمة اليونيسكوا للتربية والعلوم والثقافة مطلع مايو وأواخر شهر أكتوبر 2015م لطرفي الصراع في اليمن بضرورة الحفاظ على التراث وعدم استهداف المعالم التاريخية، بيد ان تحالف الانقلاب لا تعنيه النداءات الانسانية.الاشتراكي نت تليجرام


قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية
للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
https://telegram.me/aleshterakiNet

قراءة 5714 مرات آخر تعديل على السبت, 13 شباط/فبراير 2016 20:14

من أحدث