طباعة

تسوية الأقلية الحاكمة.. مفاوضات تضع الشعب خارج الحسابات

  • الاشتراكي نت / خاص

الأحد, 17 نيسان/أبريل 2016 22:45
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لا يزال تحالف الحوثي وصالح يراوغ قبل ساعات من بدء مفاوضات الكويت، من خلال تسريب أخبار تتحدث عن عدم ذهابهم للمفاوضات بسبب ان الطيران السعودي لا يزال يحلق في أجواء صنعاء، وهي آخر مغالطة يمكن من خلالها الهاء أتباع هذا التحالف الذي اظهر رغبة في إعلان الاستسلام والتصالح مع من كانوا يعتبرون خصومهم.

تشير المعطيات ومعلومات مؤكدة أن مفاوضات الكويت لن تعدو عن كونها مجرد إجراءات شكلية للتوقيع على اتفاق كان قد تبلور في العاصمة السعودية الرياض وقبلت به جماعة الحوثي من باب سعيها لتدارك ما يمكن تداركه.

وفيما لا يزال موقف صالح شريك الحوثي في الانقلاب غامضا حتى هذه اللحظة، فإن أي تراجع عن الاتفاقات المبرمة سلفا، سيكون بسبب وجود نية مبيتة لإفشالها من قبل الرجل الذي كان صاحب دور محوري في كل ما حدث لكنه أصبح شبه مهمش في المفاوضات. ولعل المراوغة الأخيرة هي من بنات أفكاره ليحتفظ بخط رجعة.

ويبدو أن صالح فعلا قد بدأ بتحريك كثير من الخيوط التي سيضغط من خلالها لأجل أن تتحسن شروطه التفاوضية، أبرز تلك الخيوط النشاط الذي طرأ على الجماعات الارهابية مؤخرا في عدن وايضا إفشال الهدنة في محافظة تعز وعدم فك لحصار عنها.

ما يتعلق بالحوثيين فإن خطابهم يعكس أنهم اصبحوا يقبلون باتفاق ترعاه السعودية مقابل احتفاظهم بدور مستقبلي، وان كان على حساب تخليهم عن ايران التي ظهر انها خذلتهم طوال عام من الحرب.

فقد كشف الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبدالسلام، عن أن المحادثات التي جرت في السعودية بين الجماعة والحكومة السعودية حققت نتائج جيدة، مضيفا "أوضحنا للمملكة ما يستغله البعض من تخويف مبالغ فيه من علاقاتنا الخارجية ومشروعنا ووجدنا تفهماً منهم لكثير من القضايا التي نطرحها. منتقدا المواقف الايرانية التي قال أن تجيرها للصراع في اليمن ضمن المنطقة ليس مقبولا.

وأكد في حوار مع صحيفة "الراي" الكويتية، أن مطالب جماعته باتت محصورة في أن  يكون هناك سلطة توافقية في مرحلة انتقالية محددة يتم خلالها البت في كل مسائل الخلاف السياسي المتعلق بمخرجات الحوار الوطني، معرباً عن استعداد جماعته لتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة.

وعما إذا كان الطريق سيفتح لعودة الفريق علي محسن الاحمر والشيخ حميد الأحمر إلى صنعاء وإعادة شركاتهم في حال نجح الحوار في الكويت، قال المسؤول الحوثي:في حال حصل التوافق السياسي بين كل الفرقاء اليمنيين ولم تكن هناك حقوق مغتصبة لأحد من المواطنين، فهذا امر طبيعي، وهذه المسالة يقررها القضاء لحل النزاعات بين الناس في اي حقوق مسلوبة او ادعاءات متبادلة.

من جهته قال مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، ان محادثات الكويت ستهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الصراع واستئناف حوار وطني جامع وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015) وقرارات مجلس الأمن الأخرى ذات الصلة. سوف ترتكز المحادثات على إطار يمهد للعودة إلى انتقال سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

وأشار ولد الشيخ في إحاطته لمجلس الأمن عشية المفاوضات، أن هناك تقدم ملحوظ وتقارب بين أطراف الصراع، الأمر الذي كان قد سبق ناطق الحوثيين الى التعبير عنه من خلال قبول جماعته بعودة ما دأبت على اعتبارهم خصوم ألداء.

ويرى مراقبون أن السعودية ومن خلفها الأمم المتحدة تسعى إلى فرض تسوية بين أطراف الصراع متجاهلة الشعب اليمني لصالح الأقلية الحاكمة، "ظاهر هذه التسوية تحقيق السلم الأهلي وباطنها التوفيق بين المتصارعين الحاكمين أنفسهم والحفاظ على بقاء الأقلية الحاكمة المستبدة ومصالحها وإعادة توزيع تلك المصالح بطريقة أخرى تتوافق وميزان القوى الجديد".

ويؤكد هؤلاء المراقبون أن الشعب اليمني سيكون الغائب الأبرز عن مثل هذه التسويات، لأنه لا يحضر فيها إلا كضحية ومضحى به، كما حدث في مرات سابقة.

قناة الاشتراكي نت على التليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 7305 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 19 نيسان/أبريل 2016 18:21

من أحدث