طباعة

الأول من مايو ذكرى وتاريخ مميز

الجمعة, 29 نيسان/أبريل 2016 17:59 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 يطل علينا الأول من مايو عيد العمال العظيم والوطن يئن من أوجاعه والضربات المتتالية علية من قبل القوى التقليدية المتخلفة , وقوى العنف والإرهاب , المرجعيات الطائفية والسلالة , ورموز الاستبداد والطغيان , الرافضة للدولة الضامنة للحريات والعدالة والمواطنة دولة  الكادحين والشغيلة  صاحبة المصلحة الحقيقية في تسيد النظام والقانون , في هذه المناسبة العظيمة التي ظلت منسية طول تسيد تلك القوى التقليدية المتخلفة وأذنابها لما بعد الحرب الظالمة على الجنوب وعدن التي أقصت الكادحين والعمال والفلاحين وحزبهم ومكوناتهما  من الساحة السياسية ,سوى باحتفالات صورية في غرف مغلقة , هدفها البهرجة والكسب الغير مشروع .

بهذه المناسبة العظيمة  أتقدم  لشعبنا العظيم والشغيلة والحركة العمالية، باحر التهاني والتبريكات وبشكل خاص لكل الشرفاء والمناضلين من أبناء الطبقة العاملة اليمنية, ولكل من همش وأقصي من أعضاء المجلس المركزي للاتحاد العام لعمال اليمن ولكل من فقد وظيفته وعمله بسبب الحرب الظالمة على الجنوب وعدن , لكل العمالة الفائضة , وعمال وشغيلة وكوادر المؤسسات والمصانع والمعامل المخصصة , لكل من انخرط مرغما في جماعة  خليك في البيت, وكل من حرم من حقوقه ومستحقاته بسبب مواقفه  وانتمائه السياسي , لكل من رفض واقعهم المزري وصمد وتحمل وثار حتى نال الحرية , ونالت عدن كرامتها , وتحرر العمال من تسلطهم وجثومهم على النقابات ,لا يستخدمونها كالفتة ديمقراطية زورا وبهتان  , والتحية للكادحين وكل شعوب العالم في نضالهم النبيل من اجل بناء عالم جديد، تسوده قيم الديمقراطية والسلام والعدالة والمساواة بعيدا عن الحروب والهيمنة والتسلط والعولمة المتوحشة وحق الشعوب في تقرير مصائرها بنفسها، واختيار النظام السياسي- الاجتماعي الذي تريد وفقا لإرادتها ولمصالحها . عاش الأول من أيار مايو المجيد، عيد الكفاح والتضامن ألأممي ضد الاستغلال والاضطهاد، ومن اجل الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية.

امتدادا لنضال عمال العالم حيث أصل الاحتفال بهذا اليوم، هو في شيكاغو , حصلت نزاعات بين العمال وأرباب العمل لتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات. كان ذلك في هاميلتون، ثم في تورونتو عام 1886، ما أدى إلى ظهور قانون الاتحاد التجاري، الذي أضفى الصفة القانونية، وقام بحماية نشاط الاتحاد في عام 1872 في كندا.

 وبهذه المناسبة العظيمة , نستعرض  تاريخ الحركة العمالية في الوطن الغالي ومنبعها عدن الحبيبة  من مصادر مناضلين الحركة ذاتهم من ساهموا وشاركوا في صنع هذا التاريخ , من لهم رصيد نضالي راسخ في صفحات الحركة العمالية والوطنية , من مقابلاتهم من رموز فاعلين وسياسيين عاصروا هذا التاريخ أهم المعلومات والأحداث فيما يلي :

أنشئت النقابات العمالية بعدن في فترة مبكرة جداً وذلك في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن الماضي  وفي عام 1948م، سمح بإنشاء النقابات العمالية، والنوادي والجمعيات الاجتماعية والثقافية،  وتكون اتحاد النقابات أو المؤتمر العمالي في عدن في عام 1956م وضم حوالي عشر نقابات عمالية وكان لهذه النقابات دور كبير جداً في رفع  الوعي بين الجماهير والعمال لمقاومة الظلم والقهر والإذلال الذي كان يمارسه الاستعمار وشركاته الأجنبية ضد العمال ولعبت النقابات دورا محوريا في البنية الاجتماعية  وخلقت طبقة عاملة واعية تفهم وتدرك مصالحها وفي عام 1958م اعتقل احد صحفيين «المنبر» وهي صحيفة عمالية أسبوعية سياسية صدرت في عدن، اتخذت «المنبر» نهجاً وطنياً منطلقة من وحدة العمال، معبرة عن الوحدة الوطنية ومثلت سياسة المؤتمر العمالي بما يعني الدفاع عن حقوق العمال وقضاياهم وتصدت للمشاريع الاستعمارية وفضح المؤامرات، ومواقف عملاء بريطانيا ورموز الأحزاب المرتبطة بالاستعمار ودعت إلى دعوة النضال الوطني، والنضال ضد القوى الرجعية والاستعمارية.

ومن هذا المنطلق وتعزيزا لدور العمل النقابي في الجنوب والقيام بالعديد من الإضرابات المطلبيه والسياسية ضد الاستعمار البريطاني والمحتل وعملائه والشركات الاستعمارية البريطانية التي كانت تعتبر الإضرابات والاحتجاجات غير قانونية فتعمد إلى شن حملة اعتقالات ضد قيادات النقابات الست والزج بهم في السجون الأمر الذي سبب بعض الإرباكات في نشاط العمل النقابي نتيجة غياب تلك القيادات الأمر الذي دفع بالقيادات النقابية للنقابات الست أن تضع احتياطات تضمن من خلالها استمرارية نشاطاتها النقابية وذكر على سبيل المثال نقابة البنوك التي شكلت لجنة طوارئ لمجابهة أي طوارئ مكونة من الأخوة التالية أسماؤهم:

1- نقابة البنوك - محمد عبدالله الطيطي

2- نقابة عمال البترول - محمد صالح عولقي

3- نقابة عمال البناء والانشاء والتعمير

4- نقابة عمال المواصلات - محمد سالم عبدالله

5- نقابة المعلمين - عبدالقادر أمين

6- نقابة الموانئ - فضل علي عبدالله، محمد عبدربه

تم ذلك بتنسيق القيادات النقابية الأعضاء في مجلس المندوبين للمؤتمر العمالي وهم:

1- محمد عبدالله الطيطي

2- عبدالقادر أمين

3- فضل محسن عبدالله

4- محمود عبدالله عشيش

5- محمد صالح عولقي

6- حسن سرحان

7- محمد عبدربه

وبسبب نهجها الوطني العمالي أقدمت السلطة البريطانية على إغلاقها في أواخر عام 1960م. وخاضت النقابات عدة إضرابات عمالية ونزاعات مع أصحاب العمل من الشركات الأجنبية مثل شركات الملاحة الأجنبية التي كانت تدير ميناء عدن , وكان عدد العمال في عدن في البداية قليلاً ثم ارتفع عددهم تدريجياً ليصل إلى عشرات الآلاف، وأكثر العمالة كانت تعمل في شركات الملاحة التي كانت تشتغل في الميناء لأن ميناء عدن كان يستقبل مابين (20 -25) باخرة في اليوم و كانت تلك البواخر تحمل بضائع فتضطر الشركات لإنزال هذه البضائع من البواخر إلى أرصفتها بواسطة هؤلاء العمال ثم تعيد تصديرها إلى الموانئ المجاورة عبر بواخر صغيرة لأن كثيراً من الموانئ المجاورة لم تكن مؤهلة لاستقبال بواخر كبيراً وكان ميناء عدن يعتبر ثاني ميناء في العالم بعد ميناء نيويورك في تلك الفترة  ولذلك كان عدد العمالة في الميناء كثير جداً.. ولكي نكون منصفين فمعظم هذه العمالة كانوا من أبناء المناطق الوسطى بنسبة 70-75% حيث كانت عدن حينها تعد مدينة المدائن وكانت تتوفر فيها بنية تحتية متكاملة من كهرباء ومياه وطرقات والتعليم والصحة إضافة إلى الميناء والمصافي و كل الخدمات الأخرى كانت متوفرة فيها ولذا كان الناس يأتون إليها بحثاً عن الرزق.

- حزب الشعب  الاشتراكي تأسس في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات .. قيادة الحركة العمالية آنذاك فكرت أن تستفيد من زخم الحركة النقابية فأعلنت عن تأسيس حزب اسمه (حزب الشعب الاشتراكي) الذي كان يقوده عبدالله الأصنج وكان عبدالله الأصنج أمين عام المؤتمر العمالي آنذاك فاستفادت قيادة الحركة النقابية من العنفوان السياسي والوعي الذي بدأ يتكون عند العمال وخاصة بعد ثورة 23 يوليو 1952م في مصر وما أفرزته هذه الثورة وبروز القومية العربية بقيادة مصر عبدالناصر وبالتالي أنشئ هذا الحزب لكن قياداته لم تكن جميعها في الحركة النقابية حيث كان البعض الآخر من خارج الحركة النقابية أمثال محمد سالم علي صاحب جريدة البعث وهو صديق الأصنج وكان حينها عضواً مؤسساً لحزب الشعب الاشتراكي ولذلك كان الحزب واجهة سياسية لحركات نقابية برزت بشكل قوي وكان لها  تأثير كبير في رفع مستوى وعي الإنسان وفي الحراك السياسي بعدن والجنوب بشكل عام.

المكاسب التي تحققت للحركة العمالية بعد نيل الاستقلال الوطني في الجنوب ما يلي:

1- توحيد كافة النقابات العمالية في إطار الاتحاد العام لعمال الجمهورية.

2- فتح فروع للاتحاد العام لعمال الجمهورية في كافة المحافظات.

3- إجراء انتخابات في مختلف الأطر النقابية وعقد المؤتمر العام الأول وانتخاب قيادة جديدة موحدة وتشكيل المجلس المركزي وانتخاب الأمانة العامة للاتحاد العام لعمال جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

4- مشاركة الحركة النقابية في صنع القرار السياسي والتشريعي والتنفيذي من خلال عضويتهم في القيادة العامة ومجلس الشعب التأسيسي ومجلس الوزراء إلى جانب مشاركة ممثلي النقابات في مجالس إدارة مؤسسات الدولة المختلفة.

5- إعادة صياغة قانون العمل الذي يحفظ للعامل حقوقه وحق العمال أينما وجدوا في تكوين نقاباتهم.

6- إعادة طباعة صحيفة العمال الناطقة باسم الاتحاد العام للنقابات.

7- انشاء أول معهد نقابي لتدريب العمال والنقابيين على فنون العمل النقابي والثقافة العمالية.

8- إنشاء استراحة للعمال في المطلع بأبين يقضون فيها إجازاتهم هناك.

9- انشاء مدرسة البروليتاريا في صبر محافظة لحج لتأهيل وتدريب أبناء العمال وأبناء الشهداء ثقافياً ومهنياً.

10- تمليك العمال المنازل والشقق المؤممة.

11- انسحاب اتحادنا من عضوية اتحاد النقابات الحرة في بروكسل وانضمامه إلى الاتحاد العالمي للنقابات في «براغ».

12- حماية المواطن من جشع التجار من خلال التلاعب بأسعار المواد الغذائية وتثبيت الأسعار بموجب قانون الجهاز المركزي للأسعار ومراقبة ذلك.

13- حصول كافة أفراد الشعب على حق العلاج المجاني والتعليم المجاني في مختلف مراحل التعليم الأساسي والثانوي والجامعي.

هذه بعض المكاسب التي تحققت لعمالنا وجماهير شعبنا في الجنوب بعد انتصار ثورة 14 أكتوبر المجيدة.

ولم ينحصر نضال الحركة العمالية كحركة مهنيه تعني بظروف العمال وعلاقات العمل من أجور ساعات العمل وصحة مهنيه فقط بل تطورت لتصبح أيضا حركه إنسانيه تنضم العلاقات الإنسانية بين العمال وأصحاب العمل وأصبح لها صيتها وبريقها الأخاذ كالديمقراطية والاشتراكية حينها تهتم بالقيم الإنسانية الرفيعة .

أما شمال الوطن كان تشكيل أول لجنه نقابيه سريه قبل الثورة في أطار مشروع النقطه الرابعة الأمريكية لبناء طريق المخا تعز صنعاء الذي يطلق علية النقطة الرابعة الأمريكية ومنة بداء العمل النقابي والسياسي السري ونظرا لغياب التشريعات وقوانين العمل والعمال حينها أي قبل الثورة استغل الأمريكان ذلك للتفرد بكافة القرارات من توظيف وفصل وتعسف وظلم وفقدان ابسط الحقوق العمالية وحصل كل ذلك بمباركة الإمامة أي السلطة اليمنية حينها دفع بالعمال إلى بداية النشاط العمالي السري وكان بداية التكوين اللجنة العمالية في أول اجتماع لها في منزل  الأخ محمد ناشر الملقب بحمامة في وادي المدام بتعز وكان الحاضرون هم  1~محمد ناشر حمامة   2~سعيد شيباني 3~احمد شيباني 4~ناشر القادري 5~عبد الغني مكرد الصلوي 6~حسن هجده 7 ~عبد المؤمن شعلان 8~عبدالله محمد ثابت 9~حسن الجراش  وآخرين ,وسمي هذا التكوين بالجنة العمالية لمشروع الطرقات وعلن إضرابنا الأول عن العمل بعد ان تقدم بمطالب حقوقية لم تنفذ واستطاع أن ينتزع الحقوق التالية :             

1 ~ تحديد ساعات العمل بثمان ساعات فقط                                                     

2~ أحقية حصول العامل للإجازة السنوية  والإجازة بالعطل الرسمية والدينية مدفوعة الأجر

3~ توفير المواصلات من والى العمل                                                           

 وبعد الثورة شكلت النقابة العامة الذي افتتح مقرها الرئيس المشير عبدا لله السلال رحمه الله حينها ثم توسعت لتصل إلى كثير من المحافظات وكان هناك تنسيق وتواصل للقيادات النقابية في عموم اليمن.

وعند استعراض تاريخ الحركة العمالية اليمنية تجد عدن هي المدينة الأولى في المنطقة الذي نشأت وترعرعت فيها الحركة النقابية ولعبت دورا فاعلا في رفد الحركة الوطنية والسياسية اليمنية بالعديد من القيادات والكوادر الوطنية حيث كانت النقابات الست هي القوة الدافعة والأهم للحركة الوطنية اليمنية حينها واستمر الدور الفاعل للنقابات في المسيرة النضالية الوطنية إلى ما قبل إعلان الوحدة اليمنية وخاصة جنوب الوطن وساعدها في ذلك حكم الحزب الاشتراكي اليمني بصفته حزب الطبقة العاملة واتسعت الحركة العمالية مع توسع مصانع ومعامل ومؤسسات القطاع العام وكان مثل هذا اليوم له مذاقه الخاص في الاحتفالات والكرنفالات العمالية في جميع المحافظات في جنوب الوطن حينها ,واحتضنت  عدن عدد من قيادات الحركة من شمال الوطن واستبشر الجميع خيرا بقيام الوحدة المباركة وخاصة بعد ان خرجت للنور عدد من التشريعات التي أصدرها برلمان ما بعد الوحدة وقانون حرية العمل النقابي الصادر حينها ولكن للأسف كان حرب 1994م الطامة الكبرى التي قضت على كل حلم جميل ومنها حلم الطبقة العاملة اليمنية .

كانت هذه الحرب {الطامة الكبرى} كارثيه بكل المقاييس على الطبقة العاملة في جنوب الوطن حيث عمدة السلطة حينها القضاء على هيئتها الحقيقية واستبدلتها بهيئات ديكوريه من مناصريها والإبقاء على من استطاعة احتوائهم لغرض إفراغها من مضمونها الحقيقي واستولت على بعض من هيئتها بعملية الدمج ألقسري مع نقابات أوجدتها من العدم وركزت في قمة هرمها رموزها من منتسبي الأمن الذين لا يعون ابسط أبجديات العمل النقابي مثل نقابة المهن التعليمية وغيرها من النقابات التي كانت تحظى بتاريخ عريق في العمل النقابي وكان دورها فاعلا ليس على المستوى المحلي بل الإقليمي والدولي وسرقت عضويتها في المنظمات الإقليمية والدولية وتم تسريح أعضاء المجلس المركزي للاتحاد العام للعمال وحرمتهم من حقوقهم القانونية بعضهم قضاء نحبه قهرا وحسره وأصبحت الهيئات النقابية مشلولة مهمله تدار من أروقة الحزب الحاكم وضاعت النقابات بين إهمال وطغيان السلطة وتدمير المقصود لأركانها القيادية والقاعدية وذلك بتسريح 80% من عمال المحافظات الجنوبية ونهب والاستيلاء تحت مسمى الخصخصة على المؤسسات والمصانع الناجحة وتحويل عدد منها إلى المؤسسة الاقتصادية ,مقبرة خيرات الوطن , مشبوهة الانتماء والولاء , محصنة من  الرقابه والمحاسبة الحكومية و انعكس هذا الوضع سلبا على شريحة كبيره من أبناء المحافظات الجنوبية ودمر حياتهم وحياة النشىء المنحدر منهم وأصبح الأمر في غاية الصعوبة وتحولت إلى كارثة إنسانيه وأنت تسمع صيحات الأفواه الجائعة تئن وتتألم في بيوتهم ودمرت وشتت كثيرا من الأسر .

الغياب القسري للدور الفاعل للحركة العمالية , إحدى أهم أسباب ما نحن فيه , وتراكمت مشاكلنا , وتمادى الباغون في ظلمهم وجبروتهم , في ظل صمت وتواطآ , النسخة المزورة للحركة العمالية , بسب غياب احد الأطراف الضرورية لنجاح العمل و تواجده الفاعل كان ممكن أن يجنبنا كل هذه المعضلات لكن الجشع والتعنت الأعمى وقمة الغباء أوصلنا لما نحن فيه .

اليوم النقابات في أسوء حالتها , بعد سلبت من أيدي أصحابها الحقيقيين العمال والكادحين , ليديرها رعاع مسلوبي الإرادة منحازين الولاء للسلطان , فقدت النقابات مكانتها في إدارة الحركة العمالية , في الثورة الشعبية , في المطالب الحقوقية , في امتلاك الاستقلالية , لهذا نهبت مقراتها , مسرحها العريق , هدم واستحوذ على أرضيته , صحيفة صوت العمال نهبت وتحول مقرها لمساكن شعبية , وهكذا المدرسة النقابية , أمام مرأى ومسمع القيادات , وتخاذل السلطات وتهاون المعنيين , وغياب العمال في حماية ممتلكاتهم , ناشدنا ونناشد في استعادة وتعويض النقابات لممتلكاتها , أم أن الهدف هو ذاته تدمير البنية النقابية واندثارها لتبقى ذكرى في التاريخ .

الحكاية مستمرة , نجد من يطمح للاستحواذ بالاتحاد العام , كقوى ثورية تريد أن تكون وصيه على الآخرين , لتفرض كيانها على الاتحاد وفروعه والنقابات العامة بنفس أسلوب السابقين ,  ليمارس نفس التجاهل لدور الحركة النقابية , وهم اليوم في صراع على سلطة الاتحاد والعمال والشغيلة بعيدين عن ما يجري بل مظلومين منتهكين الحقوق والكرامة , و لا يمكن أن نتوصل إلى حلول دون أن نعيد الاعتبار للحركة النقابية , ككيان مستقل متحرر من الحزبية وتسلط المكونات مهما كان تسميتها ,وان نشركها في وضع الحلول, كيف ممكن أن ننتج حلا سليما دون أن يكون أصحاب الشأن ممثلين في لجان الحل .

لهذا أذا أردنا لحالنا أن يستقيم لابد من إعادة الاعتبار للحركة العمالية والنقابات النوعية والمهنية لاستعادة دورها الحقيقي وإنها الهيمنة والتسلط الحزبي والسلطوي وإصدار تشريعات حرية العمل النقابي وتوحيد الكيانات ذات الصفة الواحدة وتشجيع النقابات في القطاع العام والمختلط والخاص لضمان حقوق العمال وغيرهم من المهن التعليمية والطبية والإبداعية والإنتاجية على طريق إرساء الحرية والمساواة والعدالة أذا أردنا بناء الدولة المدنية المنشودة .

وها هم أعداء الحرية والدولة الضامنة للعدالة دولة النظام والقانون التي تحفظ حق المواطنين وعلى رأسهم العمال  يشنون حربهم على الوطن والجنوب وعدن كمنطلق لهذه الحركة كأساس للحركة الوطنية وقوى التنوير داعمة الدولة المدنية هذه الحرب التي أشعلوها تستهدف ضرب المناطق المدنية والصالحة للدولة العادلة والضامنة للحقوق حتى لا يصلح عود الوطن من الاعوجاج ويتخلص من خبائثه وسموم النهوض والتطور أعداء الحياة والخير شنوا حربهم على عدن وتعز ومناطق الجنوب بهدف ضرب مشروع الوطن الكبير الدولة المدنية التي تضمن الحقوق والعدالة الدولة التي سيكون للعمال فيها دورا فاعلا ومحوري لإنشاء قاعدة اقتصادي تحمل وتنقل الوطن لمصاف الدول المتقدمة انهار إبادة للحركة الوطنية والحركة العمالية من منبعها عدن وتعز وليتنبه العمال لهذا المخطط الذي يقوده صالح والحوثي وذات المربع الذي حكم اليمن في الشمال ثم الحق الجنوب نصف قرن والعمال في ظلم وخذلان وفقدان للحقوق تمتص مجهودهم فئة باغية قليلة تحولت إلى احتكار يمتص خيرات البلد ومجهود أبنائه ويكدسها في البنوك الغربية والعربية والوطن ينهار سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .

قناة الاشتراكي نت على التليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 3411 مرات آخر تعديل على السبت, 30 نيسان/أبريل 2016 18:26

من أحدث احمد ناصر حميدان