كان زمان نتصايح ونتضارب على الماء والمداحية والطرق وعلى خمس متر يذهب عليه ثلاثة ضحايا،لكننا اليوم نقلنا ذلك الصراع الى عالم التكنولوجيا والفيــــــس بـوك، لهذا نكون قد تخلصنا من صراع الماضي.

يصادفك أحد الأصدقاء فوق الباص أو في شارع من شوارع العاصمة ويشط ثوبك لأنك لم تعلق على منشوره بالفيـس، وشخص أخر يتصل بك بعد منتصف الليل وأنت في منتصف حلم لتجاوبه ويخبرك أن فلاناً قد تخابط مع زعطان بالفيـس، وبعدين يسألك ليـش ما دخلت الفيس تدافع عن صاحبك؟ ويغلق عليك السماعة بعد عبارة حقيرة يريد من خلالها إثبات أنك جبان.

الأسبوع الماضي إنتهت معركة بين نائف حسان وصلاح الدكاك ويبدو أنها مستمرة بعد مداهفة ومجاشمة الله يسلم بينهما، ومعركة أخرى ما تزال بين خالد العبسي وإيهاب السامعي ومعارك أخرى ما تزال سارية ومتوقدة، وشكل عمر القاضي سيرجع عاقل فيس بوك،لأنه متوازن بعلاقته مع كل الأصدقاء والأطرف كدولة عمان واتخاذها علاقة متزنة مع كل من أمريكا والسعودية وإيران.

نتضارب في مكان ليس لنا ملك فيه ولا شبـراً واحداً لا بالإنترنت ولا بـالفــيــــس، وبـالأخير تغلق الإدارة الصفحة حقك بالكامل.

أي صراع هذا بينما يكون الحوثي أو أحد خصومه قد تقدم على أرض الواقع بقوة السلاح والعنف،صراع داخل صـراع، نسمع الرصاص فوق رؤوسنا ونحن نتضارب ونتفاحر داخل الفيــس ونحـول ذلك الصراع بالرصاص فوق رؤوسنا الى صـراع أصغر على مقاساتنا، لأننا لا نملك قيمة رصاصة واحدة، نملك يا الله 100ريال حق الفيس فقط. أنا لست غريم أحد، أمشي بعد حالي لا أضر أحداً وضرري جزء من ضرار الجميع.