مطيع دماج: الحفاظ على الهوية الوطنية يبدأ بحل الإشكالية السياسية عبر فكرة الإقليمين

الإثنين, 03 شباط/فبراير 2014 20:52
قيم الموضوع
(3 أصوات)
بشفافيته المعهودة كان الرفيق مطيع دماج يتحدث الأحد الماضي مستضافاً في برنامج « اليمن إلى أين؟ » الذي تديره الإعلامية الشابة عبير بدر في قناة ( واي . إم . سي ).

تطرق عضو مؤتمر الحوار عن الحزب الاشتراكي وأحد أبرز الشباب في الثورة السلمية الى حالة الانهيار القائم في بنية الدولة والمشروع الوطني، مفنداً رؤيته للأقاليم وللإقليمين، فضلاً عن ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار .

كما انتقد وبشدة كل ما لا يؤدي الى مستقبل يمني سوي .. فإلى تفاصيل الحوار :
• بشكل سريع لو تحدثنا عما يجري هذه الايام في مؤتمر الحوار؟
 - نحن الآن تقريباً في الأيام الأخيرة لمؤتمر الحوار الوطني وبالتالي نتحدث عن إقرار الوثائق بصورتها النهائية، نتحدث عن وثيقة الضمانات وعن الإعداد للبيان الختامي، الإشكالية أنه ظهرت الكثير من التعقيدات في الأيام الأخيرة الوثائق لم تقر بشكلها الحقيقي، لم تستوعب الملاحظات التي قدمت من الفرق، جرى محاولة الالتفاف على قضية حسم شكل الدولة وإنتاج حلول للقضية الجنوبية من خلال تفويض وهمي تم بطريقة مرتجلة ومستخفة بعقول الناس داخل مؤتمر الحوار الوطني وحتى الشارع وفوِّض رئيس الجمهورية دون أن يفوَّض حقا بتشكيل لجنة مناقشة عدد الأقاليم، رغم أن إصرارنا كان واضحاً منذ البداية أن مؤتمر الحوار هو وحده من يحق له تشكيل هذه اللجنة حتى لو كانت برئاسة رئيس الجمهورية وينبغي أن تمثل في هذه اللجنة كافة مكونات الحوار الوطني وان يدار عملها أيضاً بالآلية التوافقية نفسها التي منصوص عليها في النظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني وبالتالي على قراراتها أن تكون أيضاً ضمن هذه الآلية التوافقية .
والآن ظهر معنا إشكالية الضمانات، وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، هناك وثيقة ضمانات اشتغلت عليها لجنة التوفيق كانت اللجنة التي تشكلت لها برئاسة الدكتور ياسين سعيد نعمان اشتغلت عليها عدة أشهر وأنتجت وثيقة توافقية كان عليها بعض الخلاف فقط حول نقطتين، وقدمت في شهر ديسمبر، فوجئنا في النسخة التي نزلت من كتاب مخرجات الحوار الوطني بوثيقة مختلفة لم تعرض علينا، لم تعرض على مؤتمر الحوار الوطني لم تعرض على المكونات ..
• ولا على لجنة التوفيق؟
- لجنة التوفيق لم تصدر أي رأي حول هذا الموضوع الذي نعرفه اليوم عبر التواصل مع الكثير من أعضاء لجنة التوفيق، يقولون إنهم فوجئوا أيضاً مثلما فوجئنا نحن بها .
• مضامين هذا الكتاب كتاب مخرجات مؤتمر الحوار هل كانت مضامين مفاجئة لم ...
- دعينا أولاً نتحدث عن إصدار كتاب يبدو كأنه نهائي وفيه على الأقل ثلاث وثائق لم تناقش وثيقة الضمانات لم تناقش ولم تقر، المقدمة التي صارت جزءاً من هذا الكتاب، والبيان الختامي الذي كان ينبغي أن يعرض على مؤتمر الحوار ليقرّه أو يجري عليه تعديلات، هذه الثلاث الوثائق فجّرت الغضب، بعد ذلك دخلنا في مضامين هذه الوثائق وبالذات مضمون وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار ..
• المتعلقة بشكل الدولة؟
 - لا .. هي متعلقة على من هي القوى، ومن هو المسؤول عن ضمان تنفيذ مخرجات الحوار الوطني؟ باعتبار انه تأتي جدارة هذه الفكرة في الأساس ..
• مقاطعاً : من موافقة جميع المكونات؟
- لا من كون انه الدولة القائمة اليوم باختلالاتها بالفساد الذي طال معظم مؤسساتها - وفي إجماع على هذه القضية - غير قادرة بالفعل أن تكون هي من يطبق مخرجات الحوار الوطني لهذا كنا نقول انه نحتاج الى فترة تأسيسية . وظيفة الفترة التأسيسية خلق دولة ضامنة قادرة على تطبيق مخرجات الحوار الوطني وقادرة على إنتاج شكل جديد للدولة شكل جديد في العلاقة بين الشعب وبين الدولة وبين أجهزة الحكومة .
الذي حاصل انه تم التحايل على هذا الكلام، وتم إنتاج وثيقة شكلية لا تتحدث عن مسؤولية الأطراف الموجودة في الحوار الوطني، عن الرقابة على مخرجات الحوار الوطني، ولا أيضاً عن خلق المؤسسات الضامنة ضمن بنية الدولة ضمن أجهزة الحكومة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني .
• ربما سيتم الحديث أو تناول هذا الأمر في وثائق أخرى .
- لم يعد هناك وثائق، المفروض ان المؤتمر كان ينتهي اليوم أو غداً والمفروض ان الحفل الختامي يوم 25 يناير وبالتالي لا نستطيع أن نتحدث عن وثائق أخرى نحن نتحدث عن وثيقة ضمانات ....
• افهم من كلامك ان يوم 25 يناير ربما لن يكون حفلاً ختامياً؟
- يبدو انه سيكون حفلاً ختامياً .
• وأنتم لم تكملوا مهامكم؟
المهمة الأساسية الآن في وثيقة الضمانات، على وثيقة الضمانات امّا العودة الى الوثيقة السابقة التي تم التوافق عليها سابقا وتشكل الحد الأدنى من ضمانات تنفيذ ضمانات الحوار الوطني واما بالفعل فتح نقاش جدي يستطيع خلق آليات حقيقية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني .
وثيقة الضمانات الآن فيها اختلالات جوهرية فيها عيوب وفيها ثغرات، بمعنى الإصلاح المؤسسي أوكل الى ما بعد الانتخابات الأولى أي ستتم الانتخابات بالآليات السابقة نفسها .
• هل هناك آليات جديدة أنتم طرحتموها؟
- بالتأكيد الوثيقة السابقة كانت تتكلم عن إصلاح مؤسساتي وعن تشكيل مؤسسات ضرورية لخلق دولة ضامنة قادرة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بمعنى ان هذه المخرجات ستنفذ عبر دولة الآن كنا نريد أن نخلق مؤسسات ضامنة تعيد تشكيل الدولة وتعرفها كدولة الشعب .
• على ما افهم الآن المسألة فيها اصلاحات وفيها كلام جميل جداً لماذا أخفيت هذه الوثيقة؟
- انا أعتقد ان القوى ذات المصالح غير المشروعة التي أوصلت البلاد للمأزق، هي التي قادت الجماهير للخروج الى ثورة شعبية، التي سرقت البلاد، التي نهبت الجنوب، التي أوجدت التشرخات في النسيج الاجتماعي اليمني، التي انتجت الحروب الطائفية المذهبية الجهوية، ما تزال تريد ان تحافظ على مصالحها غير المشروعة على حساب الناس من جديد ولهذا تحايلت وعملت على إنتاج وثيقة وظيفتها الأساسية تأبيد وجودهم دون أن يدركوا انه داخل مؤتمر الحوار سيقاومهم الناس وعلى مستوى الشارع لم يعد المجتمع ولم يعد الناس قابلين باستمرار الدولة على طريقتها السابقة ولا قابلين باستمرار هذه المصالح .
• حتى افهم الآن، كيف تم طباعة وإقرار وثيقة جديدة؟
- هذا السؤال ينبغي أن يوجه للأمانة العامة للحوار الوطني، يعني في الأخير نوعية الأوراق نوعية الفرز نوعية الصف يتضح ان هذا الكتاب طبع قبل أيام من عرضه على الناس، مستحيل أن يكون طبع في الليلة الأخيرة، والآن يتم الحديث على ان وثيقة الضمانات تم حسمها ليلة تسليمها للناس، مستحيل ان يتم طباعة كتاب بمثل هذه الجودة بمثل هذه الفخامة وتعد الوثيقة على البيان الختامي، على المقدمات، في الليلة الأخيرة قبل تقديمها للناس، يبدو ان الأمانة العامة مع الرئاسة مع بعض أعضاء لجنة التوفيق تورطوا بالفعل بإنتاج هذا الكتاب بهذه الصورة الهزيلة بهذا الإخراج الرديء وبهذا التحايل الكامل على مؤتمر الحوار الوطني وبالتالي ينبغي عليكم كإعلام أن توجهوا لهم أسئلة، كيف استطعتم حسم كل تلك القضايا قبل عرضها على مؤتمر الحوار الوطني؟ كيف قبلتم ان تقودوا الناس الى هذا الموقف الذي أظهر الناس رافضين ساخطين وما هدفهم بالشكل الأساسي؟ قضية الاعتقاد انهم قادرون على إدارة الدولة بالأسلوب السابق فقط .
• ما كانت ردة فعل جميع المكونات السياسية؟
- أولاً الإشكالية ينبغي أن نعود لها ابتداء من جلسة 12 يناير : في 12 يناير حدث تفويض هزلي لرئيس الجمهورية، صراخ شارك فيه موظفون، شارك فيه أعضاء من الأمانة العامة - رغم أن هذا ليس من حقهم على الإطلاق - أُنتزع تفويض وهمي غير حقيقي تحايل على قاعة مؤتمر الحوار، سلبها حقها بالفعل في مناقشة وتحديد شكل الدولة، واستمر ذلك وأخذنا بعدها إجازة لمدة ثلاثة أيام وعدنا يوم الخميس فوجئنا بالكتاب بوثيقة الضمانة بالبيان الختامي بالمقدمة ...
• يعني التفويض لرئيس الجمهورية أنت ترى انه ...
- تفويض غير شرعي، تفويض منتقص تم بإجراءات خاطئة دون العودة للقاعة بالهرج والمرج والصراخ .
• هل يستطيع رئيس الجمهورية ان يقوم بأي شيء وفرض أي أمر على اعضاء مؤتمر الحوار؟
- هو لا يستطيع ضمن اللائحة الداخلية لديه دور توفيقي عال .
• اذاً التفويض هذا لن يقدم ولن يؤخر؟
- هم الآن أرادوا انتزاع تفويض باسم الجلسة العامة بمعنى ان الناس داخل مؤتمر الحوار هم من فوضوه .
- فوضوه من أجل تحديد شكل الدولة .. تحديد عدد الأقاليم .
• إذاً هو ليس لوحده سيكون بالتأكيد معه أعضاء من مؤتمر الحوار؟
- هو أعطي الحق في اختيار لجنة، هذا الحق هو حق مؤتمر الحوار، بمعنى أن رئيس مؤتمر الحوار - ليس مؤتمر الحوار - هو من يشكل هذه اللجنة، اليوم نقل الحق للرئيس والرئيس ظهر غير محايد، بمعنى أنه انحاز لأحد الخيارات وبالتالي قد يشكل لجنة تتجاهل المكونات، يستطيع أن ينتج فيها التوازن الذي يريده لإنتاج حل هو أعلنه بشكل واضح هو أنه مع خيار الستة أقاليم .
• هذا الخيار اقترحته مكونات الإصلاح والمؤتمر؟
- هذا قدم ورقة ليس فيها أي تفاصيل ليس فيه أي حيثيات ووقع عليها مندوب المؤتمر الشعبي العام ومندوب التجمع اليمني للإصلاح، تقريباً في ستة اسطر، تم اختزال الموضوع بدون حيثيات وبدون رؤى، والرئيس تبناه، يبدو ان عقد الشراكة السابق بدأ يلتئم من جديد، الذي اعتقدنا انه انفرط، الفئة المسيطرة على البلاد والتي انفرط عقدها في ثورة 2011 م اعتقد انه بدأ يعيد بناء تحالفاته مرة أخرى على حساب البلاد .
• ما مشكلة الستة أقاليم؟
- هذا اذا أردت سننتقل الى موضوع مختلف سيكون لماذا الحزب الاشتراكي مع خيار الاقليمين؟ نحن نرى ان هناك إشكالية اجتماعية، هناك إشكالية شعبية، هناك مشكلة في الاقتصاد، مشكلة في السياسة، ولا يمكن ان نتحدث اليوم عن حل في إحدى المستويات فقط بمعنى لا نستطيع أن نتحدث عن حل اقتصادي للمشكلة اليمنية أو عن حل سياسي صرف، هناك حل شامل هذا الحل في أول ملامحه ينبغي ان يلبي الحد الأدنى من احتياجات الناس، بمعنى اذا أنتجنا أي حل لا يستطيع ان يحل بؤر التوتر الاجتماعي داخل المناطق الجنوبية نحن فقط نضيّع فرص الحل ضمن شكل الدولة وضمن الدولة الاتحادية، اليوم هناك إشكالية حدثت في الجنوب وكان سبب الاشكالية في تقدير الحزب الاشتراكي اليمني هي المصالح غير المشروعة لمراكز القوى والنفوذ، هذه المصالح هي التي فتت النسيج الاجتماعي وشكلت خطراً حقيقياً على بقاء الدولة والوحدة والشعب اليمني في ظل الدولة المركزية والحديث اليوم عن الحل ضمن الصيغة نفسها هو تمديد لمصالح هذه القوى .
القضية الثانية الشارع داخل المحافظات الجنوبية استطاع ان ينتج شكلاً موحداً من التعبير هو الذي سمح للناس، وهو الذي أرغم الناس على الاعتراف بطبيعة، وجوهر القضية الجنوبية، أولاً هذا الشارع تعرض لانتهاكات، قاوم، انتج قضية كان جذرها حقوقياً والآن تحولت الى قضية سياسية بامتياز . هذه القضية السياسية بامتياز ينبغي ان تكون موجودة في شكل الحل، إذا لم تكن هذه القضية السياسية ظاهرة في الحل فإن هذا الحل سيسقط، اذا لم يكن هذا الحل قادراً على استيعاب الاحتياجات الشعبية وبالتالي قادر على نقل قضية الصراع من صراع وهمي قائم اليوم بين الهويات شمالي جنوبي الى صـراع اجتماعي بين المصالح المختلفة داخل المجتمع فإننا لا ننتج حلاً .
من البداية كان الحزب الاشتراكي اليمني عنده هذا الوعي، وكنا نقول انه ينبغي ان يمثل الجنوب ليس فقط كحركة سياسية ربما تكون مشتطة ولديها مطالب باستعادة الدولة، ولكن كيف يمثل المجتمع بكل قواه الاجتماعية، طرحنا فكرة تمثيل الجنوب بخمسين في المائة، ومُثّل فيها الحراك الجنوبي تقريباً بخمسة وعشرين في المائة، وخمسة وسبعون بالمائة من ممثلي الجنوب أتوا من داخل حركات سياسية ما تزال تعرف نفسها ضمن الدولة اليمنية الواحدة، أتى نصف التجمع اليمني للإصلاح نصف المؤتمر الشعبي العام، نصف الحزب الاشتراكي اليمني، نصف الشباب، نصف المرأة، أتوا من داخل المجتمع الجنوبي، وبالتالي عندما نتحدث عن الحل اليوم من خلال الاقليمين فنحن ننقل الصراع الى صراعه الاجتماعي أيضاً داخل الاقليمين في ظل مرحلة زمنية يتم بالفعل فيها نزع حالة التوترات الاجتماعية، إعادة تعويض الناس عن الأخطاء التاريخية التي ارتكبت في حقهم من عام 94 م الى اليوم الى المجزرة التي ارتكبت أمس داخل الضالع وإتاحة فرصة بالفعل لإعادة بناء الدولة اليمنية ضمن هوية وطنية مشتركة .
• أنت في البداية تقول ان صراع الهوية هذا بين الشمال والجنوب هو صراع وهمي الصراع الحقيقي هو صراع المصالح الذي قاده المتمصلحون؟
- أنا في تصوري بالفعل هذا الانشقاق في الهوية انتجته مصالح غير مشروعة، بقوة نهبت البلاد بكاملها شمالها وجنوبها لكن نهبها كان مكثفاً وممنهجاً على مجتمع كانت ملكيته الوحيدة، ملكيته الخاصة، لم يكن هناك ملكية خاصة في المحافظات الجنوبية كانت الملكية الوحيدة للناس هي الدولة، أتى من نهب هذه الدولة ونهب الأرض ونهب الناس وطردهم من أعمالهم وخلق بالفعل حالة مرعبة في المحافظات الجنوبية .
• يعني فكرة الاقليمين كانت ستعالج هذه المشكلة؟
- في تصورنا في داخل الحزب الاشتراكي اليمني ما دامت ستلبي الحد الأدنى من مصالح الناس فهي فرصة حقيقية لإعادة بناء دولة يمنية بأفق قوي هوية اجتماعية وطنية واحدة ...
• مقاطعاً : الخيار الذي ربما يطرح الآن ...
- متابعاً : القضية الأخرى التي ينبغي أن نركز عليها هي ان الحزب الاشتراكي كان يريد حل الإشكالية الوطنية من خلال فكرة الاقليمين، فكرة الستة الأقاليم هي حاولت في الأساس استغلال حالة التذمرات القائمة في المجتمع اليمني من أجل إنتاج حلول لبعض المناطق على حساب فكرة الهوية الوطنية .
• برأيك الستة أقاليم ما مشكلتها؟
- عدة مشكلات، نتحدث اليوم عن دولة خلقت في الجنوب مع 67 م، قبلها عاشت مئات السنين بدون أي شكل من أشكال الدولة الوطنية، ونتحدث اليوم عن إعادة الشكل نفسه الذي أنتجته الدولة الاستعمارية الذي هو إقليم شرقي ( محميات شرقية ومحميات غربية ) هذه الإشكالية ان هناك – بالفعل - تشظياً داخل هذا الجزء العزيز من الوطن اليمني، الذهاب من أجل تثبيت هذا الشكل بالذات في الشرقي هو حديث أيضاً عن مصالح للقوى الإقليمية والدولية في الجنوب نتذكر ان السفير الأمريكي في 2007 تقريباً عندما زار حضرموت قال ان حضرموت تمتلك خمسة مطارات ولديها مقومات دولة كاملة، نعرف أيضاً ان للسعودية ودول الجوار مصلحة حقيقية في الحصول على منفذ للبحر العربي بحيث يتغلبون على إشكالية مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس، وكثير من القوى ايضاً في تلك المناطق ما تزال تجاهر بشكل أساس ان لديها مشكلة مع فكرة الدولة الوطنية اليمنية، نتحدث ايضاً عن قوى تستغل حالة التشظي حالة الانهيار في سيادة الدولة اليمنية، في مشروعيته ايضاً، عدم قدرة الدولة في بسط نفوذه على كل البلاد، هذه المشروعية المفتقرة باعتبار الناس اليوم لا يعرفون أنفسهم ضمن مشروعية الدولة الحالية، اجزاء كبيرة من الناس تريد ان تستغل الحالة الوطنية من أجل إنتاج حلول لمناطق على حساب القضية الوطنية بينما ...
• مقاطعاً : ربما يكون هذا مُرضياً للشارع هناك؟
- أنا أتكلم اليوم عن حل للقضية الجنوبية لحل المشكلة الوطنية بينما الآخرون ....
• مقاطعاً : طيب القضية الجنوبية، اليوم انتم في الاشتراكي تقولون إن خيار الاقليمين هو الحل، برزت بعد ذلك فكرة الإقليم الشرقي الذي يرفض أن يكون ضمن الدولة الجنوبية أو ضمن الدولة الجنوبية أو الإقليم الجنوبي؟
- فكرة الإقليم الشرقي أنتجت لنا انه خرج حتى الممثلون داخل الحوار الوطني من أبناء المهرة وسقطرى يرفضون ان يكونوا ضمن الإقليم الشرقي، فكرة الإقليم الشرقي وظيفتها الأساسية كسر فكرة الحراك الجنوبي وكسر فكرة الحل للقضية الجنوبية، يعني انا في تقديري ان خيار الستة أقاليم وظيفته الأساسية قطع الطريق على إمكانية حل القضية الجنوبية وبالتالي حل القضية الوطنية .
• ما مصلحتهم إذاً؟
- المصالح غير المشروعة مرة أخرى تعيد إنتاج نفسها داخل البلاد، أنت تعرفين ماذا كان الانجاز الأكبر لثورة 2011 ، انها سمحت لكافة القوى الوطنية ان تعيد إنتاج نفسها بصورة مشروعة ضمن بنية الدولة - الدولة الحالية ..
• أنتم الآن تقولون مصالح غير مشروعة وهم يقولون الكلام نفسه فما الصيغة التي ستجمع الجميع؟
- بالضبط خليني اشرح لك القصة؟ القضية انه كان في فرصة للمؤتمر الشعبي العام، ولأحزاب اللقاء المشترك .. لرأس المال الذي تشكل قبل 2011 أن يعيد بناء نفسه ضمن مشروعية الحالة التوافقية التي أنتجتها ثورة 2011 لكن القوى - بالذات التي لديها مصالح غير مشروعة - أصرّت ان تحافظ على شكل الدولة السابق، أصرّت أن تحافظ على مصالحها على حساب الناس، انظري ما الذي يحدث مثلا في أداء الحكومة، ما الذي يحدث في الشارع في أداء الجيش داخل المناطق، مرة أخرى نعيد إنتاج الكوارث نفسها التي أوصلت البلاد الى المأزق الذي تعيشه اليوم، أيضاً في فكرة القضية الجنوبية يتعامل الأطراف كافة كأن ليس هناك شعب، يعتقدون ان هناك حلاً نموذجياً بمعزل عن الاحتياجات الشعبية، بمعزل عن قدرة هذا الحل على اقناع الناس، إذا لم تستطيعي ان تقنعي الناس .. مثلاً قلت ستة أقاليم هل تعتقدين انك ستبنين أسواراً بين الأقاليم؟ اذا ما أصر صاحب الضالع أو أبين أو لحج أو شبوة ان يتظاهر في عدن فسيظل يتظاهر في عدن، القضية الأساسية كيف نخلق شكلاً أساسياً اليوم قادراً ان يعبر عن مصالح الناس ويجعلهم يرضون بالتعامل مع بنية الدولة، الى جانب ان هذا الشكل لن يسلم هذه القضية لأصحاب مطالب فك الارتباط، حتى الانتخابات التي ستحدث داخل الإقليم سيكون فيها تمثيل اجتماعي بمعنى سيشارك فيها المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والحراك الجنوبي والحزب الاشتراكي، كل ما أريده اليوم ان شكل الادارة الذي سينتج داخل الأقليم يكون معبراً بالفعل عن طبيعة الصراع الاجتماعي ليس معبراً عن صراع الهويات، اليوم هناك شيطنة لفكرة الشمالي، بمعنى ان كل المشاكل الحاصلة في الجنوب هي فكرة الشمالي، وفكرة الشمالي ليست فكرة واقعية ولا حقيقية بمعنى أنا وأنت لا نستطيع ان نكون ممثلين لهذا الشمالي، لكن الذين قاموا بنهب المال العام للأسف معظمهم كانوا ممثلين لنظام الجمهورية العربية اليمنية، للنظام السابق للرئيس السابق، لحلفائه، لشركائه، اليوم يتم اتهام المجاميع الشعبية على حساب اللصوص الحقيقيين والمجرمين الحقيقيين، رغم انه كان هناك شراكة على مستوى الشمال والجنوب بالنسبة للمجرمين، اليوم نريد بالفعل أن نمتص حالة الغضب، الناس ..
• برأيك هل ( الإقليمين ) كانت ستمتص هذه الحالة؟
- أنا في تقديري انها معبرة عن احتياجات الناس وبالتالي بإمكان الإعلام .. انا استغرب ان لا ينزل الإعلام ليعمل لقاءات مع شرائح واسعة من الناس داخل الجنوب .
• هناك من يطرح ان فكرة الاقليمين ربما تحفز فكرة الانفصال؟
- أنا اقول لك الذي انتج أسباب فكرة الانفصال الحقيقية هي المصالح غير المشروعة للقوى التي حكمت البلاد يعني تخيلي في عام 90 م كان هناك وحدة، ما الذي جعل المجتمع الذي حمل قضية الوحدة اليوم يصبح ضدها؟ ليست فكرة شكل الدولة ولا فكرة الاقليمين، لم تكن موجودة بعد، هي كانت مجموعة ممارسات قام بها النظام السابق،
• برأيك الحل الآن ما هو؟
- هذه الممارسات ينبغي أن تنتهي .
• كيف ستنتهي؟
- في تقديرنا أن فكرة الاقليمين تفكك أيضاً مصالح مراكز النفوذ والقوى بمعنى انها تضعفهم وتنقل الصراع الى صراع اجتماعي داخل الأقاليم، تعيد خلق الهوية الاجتماعية الوطنية المشتركة باعتبار أن الصراع سينتقل داخل الأقاليم ايضاً الى صراع سياسي، بمعنى عندما تنزلين في انتخابات داخل الاقليم الجنوبي اذا تمكنا من عمل ذلك الاقليم سيكون هو صراع بين التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني، سيتحمل مسؤولية الأخطاء هذه الأشكال السياسية اذا ما أدارت الناس بشكل خاطئ، الى جانب أن الالتزام الحقيقي سيصبح التزاماً حيال الناس .
• وفي حالة الستة أقاليم ما الذي سيختلف؟ يعني هل سيحدث ما سيحدث في حال الاقليمين؟
- الذي سيحدث إنه لن يكون هناك حالة رضا اجتماعي في الجنوب، وهذا حاصل، هل في حالة خيار الستة أقاليم سيقبل الناس في الجنوب أن يتعاطوا مع شكل الدولة؟ أنا في تصوراتي ان هذا لن يحدث، الشيء الثاني فكرة الاقليم الشرقي ....
• مقاطعاً : يا أخي فكرة الستة أقاليم هذه لن تفرق الناس ولن تعمل حواجز بين الناس .
- وهل هي مقبولة من قبل الشارع في الجنوب؟ الى جانب انها يمكن ان تؤسس بالفعل لنواة انقسام داخل الجنوب بين المحميات الشرقية والمحميات الغربية دعينا نسميها بالتسمية البريطانية أيام الاستعمار البريطاني، هي ستؤسس بالفعل لانشقاق حقيقي، وكأن المطلوب اليوم كسر حالة وحدة الشارع الجنوبي الذي اشتغل من عام 94 الى اليوم تحت مسمى الحراك الجنوبي، كيف يتم كسر هذا الحراك الجنوبي؟ بخلق فكرة الهبة الحضرمية والهوية الحضرمية والشكل الحضرمي، مراكز القوى والنفوذ هذه لا تفهم ان هناك وطناً لا تفهم ان هناك شعباً، وستبقي على مصالحها حتى بذهاب البلاد باتجاه التدمير والتفجير الكامل، لهذا هي خلقت مشكلة اليوم أوسع من مشكلة الحراك الجنوبي عبر الهبة الحضرمية، عبر هذا الصوت الذي قاله سلطان القعيطي الذي قاله سلطان الكثيري الذي قاله باحاج في داخل السعودية في لقاءاته مع الزياني في لقاءاته مع الأسرة الحاكمة السعودية قالوا بشكل واضح انهم ليسوا منتميين ليس فقط لليمن، ليسوا منتميين ايضاً للجنوب، هذه اشكالية اليوم تجعلنا ننظر من مع فكرة الاقليم، كل الذين قاموا بنهب البلاد الذين دمروا الدولة الوطنية، الذين دمروا وشققوا النسيج الاجتماعي يقفون مع الاقليم الشرقي، وهذا لا يعني أن كل من يقف مع الاقليم الشرقي .. هناك كثير من الناس والمواطنين لديهم مصلحة متوهمة مع هذا الشكل لكني أرى ان الحفاظ على الهوية الوطنية الاجتماعية المشتركة لليمن يبدأ في الأساس بحل الإشكالية السياسية الوطنية عبر فكرة الاقليمين، وليس باستغلال حالة التشظي القائم في بنية الدولة وفي بنية المجتمع لإنتاج حلول للمناطق على حساب القضية اليمنية بأكملها، هذه ممكن تشاهديها مثلاً يظهر لك في لحظة من اللحظات الحديث على إقليم في شمال الشمال مثلاً، نتحدث هنا عن اقليم مذهبي، عن اقليم موحد بالطوائف ..
• ما رأيك بهذا الامر؟
- هذه كارثة كبرى بالتأكيد، مثلاً انا كنت في زيارة الى إب وجلست مع بعض الاصدقاء وكانوا يتحدثون عن اقليم مشترك للمناطق الوسطى بين إب وتعز، قلت لهم الإشكالية اليوم انكم تريدون ان تستغلوا حالة الانهيار القائم في بنية الدولة والمشروع الوطني لإنتاج حل لمناطقكم على حساب المشكلة الوطنية، نحن وجهة نظرنا تتحدث عن إنتاج حل للقضية الجنوبية هو الحل نفسه الذي سيعيد خلق الهوية اليمنية الوطنية الاجتماعية المشتركة، اليوم فكرة الاقليم الشرقي ايضاً تتغذى ان هناك نزوعات ومشاكل اجتماعية وظيفتها الاساسية فكفكة فكرة حل القضية الجنوبية دون أن يدركوا انهم يخلقون امكانية حقيقية لتشظي اليمن بأكمله شمالاً وجنوباً هذه الفكرة تريد أن تقسم ايضاً .. لا يوجد مشكلة مطروحة بهذا الشكل في الشمال، هناك مشاكل في الشمال لكن لا يوجد مشكلة اتخذت هذا الطابع الهوياتي الصارم غير المعقول حتى، وتريد أن تخلق لي اليوم كيانات طائفية أو اقاليم طائفية داخل المنطقة الشمالية .
• ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار ألم تضع بنوداً للحفاظ على وحدة اليمن في ظل الاقليمين أو العشرة أقاليم؟
- الوثيقة السابقة التي أُقرت في منتصف ديسمبر والتي كان يرأسها الدكتور ياسين سعيد نعمان وضعت حداً أدنى من الضمانات في الأساس لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بما فيها حماية البلاد من الذهاب باتجاه خيارات التشظي والتمزق، الوثيقة المطروحة اليوم تعيد تركيز كافة المصالح والقوى في أيادي مراكز القوى والنفوذ، الوثيقة لا تتحدث عن أي اصلاح مؤسسي، الوثيقة تؤجل عملية الاصلاح المؤسسي الى المرحلة الثالثة وسمته في الوثيقة المحطة الثالثة وهي المحطة التي ستأتي بعد الانتخابات، أي اننا سنذهب الى الانتخابات القادمة بالشروط نفسها التي تمت فيها الانتخابات السابقة ودولة غير محايدة استغلال للجيش استغلال للمال استغلال ...
• مقاطعاً : الشارع الآن ولا فاهم حاجة، الشارع الآن لا يعرف إلى أين وصلتم، لا يعرف سر الخلاف الحاصل؟
- سر الخلاف ان الوثيقة التي كانت تشكل ضمانات حقيقية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني تم التراجع عنها، يعني الوثيقة اليوم تتحدث عن ثلاث محطات : المحطة الأولى الاستفتاء على الدستور الآليات السابقة نفسها بدون سجل انتخابي وبفترة زمنية غير محددة، تتحدث عن محطة ثانية أعطتها مهمات هائلة بما فيها ...
• مقاطعاً : المحطة الثانية هي المحطة التأسيسية؟
- المحطة التي هي بعد الاستفتاء على الدستور وألغت فكرة المرحلة التأسيسية، تكلمت عن الاستفتاء على الدستور، تشكيل لجنة دستور والاستفتاء عليه، بعد ذلك خلال تسعة أشهر نذهب الى انتخابات، لم تحدد ما مستوى الانتخابات هل هي رئاسية، هل هي برلمانية، هل ستتم في شكل الدولة القديم أو في شكل الدولة الحديث، هل ستتم وفقاً للدستور القديم أو وفقاً للدستور الحديث، أعطتها تسعة أشهر وأعطتها مهاماً تحتاج الى سنوات لتنفيذها، الى جانب ما المؤسسات الضامنة لاتمام عملية الاستفتاء على الدستور والانتخابات بشكل رسمي، نحن نتحدث عن هيئات تشريعية، وهيئات تنفيذية، ورئيس جمهورية، يبدو ان هناك توافقاً على بقاء الرئيس، في منصبه حتى حدوث أول انتخابات، لكننا نتحدث عن حكومة، الوثيقة السابقة كانت تتكلم عن تغيير الحكومة وإنشاء حكومة وفق برنامج مشكل ايضاً من حالة الشراكة الوطنية الواسعة الممثلة داخل مؤتمر الحوار الوطني وبمهام أساسية هي خلق مؤسسات الدولة الضامنة التي يمكن عبرها بعد ذلك إعادة خلق الشراكة الوطنية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني .
• حتى هذا الأمر يقف ضده بعض الأطراف؟ !
- الآن في الوثيقة الجديدة يتحدثون عن تغيير طفيف في الحكومة وليس تغيير الحكومة، عن تغيير في الأجهزة التنفيذية والمركزية ( المحافظين ومدراء النواحي وما اليه ) « تغيير في .. وليس تغييراً لـ ..» بحيث يستوعب كل هذا الطيف والشراكة الوطنية الواسعة وارتباطه ببرنامج وظيفته الأساسية خلق الدولة الضامنة، القضية الثانية تم التراجع عن حل مجلس النواب . مجلس النواب مشكلتنا الأساسية معه، إن هذا المجلس كان شريكاً في كل الاجراءات والممارسات التي دمرت البلد من 2003 الى اليوم .
• ربما الرقابة عليه وعلى سير أعماله ستتغير؟
- لا .. مجلس النواب لا يراقبه أحد هو الذي يراقب الجميع .
• أقصد ان اليوم هناك وعي شبابي وهناك قوة ...
- أكمل لك الفكرة .. هذا المجلس الآن ما بعد الثورة رفض تمرير قانون العدالة الانتقالية ونحن في الشارع والشعب الذي يشكل أكبر ضغط ورقابة، ما زال مخلصاً لطرف سياسي دمر الحياة السياسية في اليمن، هذا المجلس هو من باع الغاز بأسعار رخيصة، هذا المجلس هو من أعطى تصريحات للحروب الست في صعده، هذا المجلس هو من أقر قانون الطوارئ وأباح قتلنا داخل ساحات التغيير، هذا المجلس ينبغي ان يحل، وتغيير المجلس الآن في الوثيقة الجديدة تم التراجع عنه، سيظل مجلس النواب بكل انحيازاته بكل تاريخه الأسود مسؤولاً عن .....
• مقاطعاً : اعضاء مجلس الحوار هل يستطيعون تشكيل ضغط معين لتنفيذ ...
- نحن الآن المفروض أن نرفض الوثيقة ونصر أن نعود للوثيقة التي كانت أقرت في منتصف ديسمبر .
القضية الثالثة تم إعطاء ما يشبه الرشوة لنا في مؤتمر الحوار الوطني في الحديث عن إعادة تشكيل مجلس الشورى وتوسيعه بحيث يستوعب جزءاً كبيراً من أعضاء الحوار الوطني، ونحن نرفض هذه الرشوة ونعرف أن هذا المجلس مجلس بدون مهام او بمهام شكلية، بمعنى أن وجوده لا يحدث أي تغيير، النقطة الثالثة ...
• مقاطعاً : وجود رشوة تخلص ...
- يعني قالوا للناس سنشكل مجلس شورى جديد ونوسعه بحيث يستوعب عدداً كبيراً منكم يا أعضاء مؤتمر الحوار الوطني وافقوا على كل حاجة واخرجوا بحصتكم من الغنيمة . في إهانة للناس في إهانة للمجتمع، في إهانة لتضحيات الشعب اليمني النقطة الأخيرة تحدثوا عن توسيع لجنة التوفيق بحيث تستوعب المكونات وبحيث يكون فيها التمثيلات الوطنية القائمة نفسها والتوازنات الوطنية في مؤتمر الحوار . لجنة التوفيق أخفقت في عملها في الفترة السابقة، الى جانب كيف ستوسع؟ من سيوسعها؟ وما صلاحيات هذا التوسيع؟ مرة أخرى الهيئات والمؤسسات المسؤولة عن إنتاج الدولة الضامنة القادرة على تطبيق مخرجات الحوار الوطني وإعادة بناء عقد الشراكة مرة أخرى يتم التنصل عنها داخل هذه الوثيقة، ولهذا هذه الوثيقة تشكل خطراً كبيراً جداً بدون خلق آليات ضامنة لإمكانيات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني يعني كيف نخلق دولة وطنية دولة لا يتم اختزالها، الرئيس السابق لم يكن رئيس الدولة كان هو الدولة كان مزاجه هو الذي يحكم البلاد
• واليوم عبدربه منصور هادي أنت تتهمه الآن بـ ...
- لا .. لا .. انا لا أتهمه انا أشعر انه لا يمتلك القدرة حتى الآن لكنه يشتغل بالآليات السابقة نفسها التي انتجت الأزمة الوطنية وفاقمتها، ونحن نتمنى منه مرة أخرى أن يدرك ان التفويض خارج إرادة القاعة، ستذهب بالبلاد الى الدمار، كانت الثورة فرصه حقيقية لإنقاذ اليمن وأتمنى ان لا يشارك في عملية تضييع هذه الفرصة .
• سؤال أخير اليمن الى أين؟
- أنا أشعر ان أي شعب قادر على التضحية قادر على النجاح، لكن علينا أن نضحي هذه المرة ...
• هل سيضحي الشعب أكثر مما ضحى؟
- عليه ان يضحي في المكان الصحيح، الشعب هذا أنتج أشكال مقاومة طول تاريخه لم يستسلم للطغيان، مع علي عبدالله صالح قاوموا في المناطق الوسطى، قاوموا في الحزب الاشتراكي، قاوموا في الحراك الجنوبي، في حروب صعده، لكنه كان دائماً يدفع الثمن في المكان الخطأ، في الثورة الشعبية كان يدفع الثمن في المكان الصح، تم التراجع كثيراً عن مطالب الثورة الشعبية لكن وظيفتنا الأساسية اليوم ان نضحي في المكان الصح وان نعيد خلق دولة الشراكة الوطنية .
• نضحي في المكان الصح بشكل عملي كيف؟
- يعني بقضية أساسية هذا الحضور الكثيف للشعب عليه ان يتحول الى حضور سياسي ضاغط وظيفته الأساسية إعادة بناء الدولة، تجاوز المآزق المذهبية والطائفية المنتجة اليوم والتشرخات الاجتماعية الاساسية، سلب السلاح مشروعيته، والخطر الحقيقي اليوم في السلاح، سلاح المليشيات المنتشر اليوم في البلاد كله، الإصرار على تغييب الهوية الوطنية، الإصرار ايضاً على تجاهل الشعب انه توجد مطالب شعبية اجتماعية اذا لم تعبر الدولة عن مصالح الناس فهي تنصحهم ان يذهبوا ليجدوا مصالحهم من خلال الطوائف والمذاهب والقبائل . يعني المسؤول عن تدمير البلاد كانت الدولة اليمنية، أداء الرئيس الذي اختطف الدولة الذي اختطف الوحدة الذي اختطف الدستور الذي اختطف القوانين الذي اختطف الديمقراطية وحولها الى ذلك النظام المستشري فيه الفساد المرعب في تصرفاته المهملة لمكونات الناس والذي حول اليمنيين الى ناس يشكون حتى في هويتهم، يعني هل من المعقول المجتمع الذي احتضن مواطناً مثل عبدالفتاح اسماعيل من أسـرة فقيرة ينزل الى داخل عدن ويطرحوه رئيس جمهورية يكون هو المجتمع نفسه الذي يطالب اليوم بفك الارتباط وينكر هويته اليمنية وما يزال هو المتهم، في الأخير، هناك ممارسات قادتها الدولة أنتجت هذه التشظيات في الهوية الوطنية، هذه هي القضية الجوهرية بمعنى انه علينا مرة أخرى أن نخلق وعياً، هذا الوعي لن يكون كافياً ان لم تتوفر له الأدوات التي في مستوى شرف الوعى في مستوى نقائه وبقدرتها على التأثير في الواقع الاجتماعي اليمني .
• ربما سنحتاج وقتاً طويلاً لهذا؟
- الوقت الطويل ربما في أعمارنا لكن في أعمار الشعوب لا يفوت الوقت ابداً وعلى الشعب أن يعرف انه في الأخير هؤلاء كلهم أصحاب المصالح غير المشروعة مثلما حدث في العراق مثلما حدث في لبنان مثلما حدث في سوريا مثلما حدث داخل الصومال، أوطانهم هي أموالهم اذا ما انهارت البلاد اذا ما ذهبت في اتجاه التشظي صدقيني سيكونون مواطنين سويسريين ملتزمين من الدرجة الأولى لكن الشعب سيدفع الثمن غالياً، هذه القضية نلاحظها حتى في الخطاب الديني الموتور الذي ينتج خارج مخرجات الحوار من بعض المشايخ المحسوبين على الدين الإسلامي، عليهم ان يتذكروا قضية أساسية : عشرون سنة من الحرب في الصومال لم تؤثر على أوضاع الدين الإسلامي ما زال الدين الإسلامي موجوداً ومنتشراً لكن الشعب الصومالي تشـرد وقتل وأصبح شغالاً في بلاد أشقائه مثل البلد اليمني ويهانون في كل مكان، وعليكم أن تعرفوا أن وظيفتكم الأساسية اليوم هي الدفاع عن حياتكم عن حقكم في الحياة عن وطنكم وليس الاستسلام لهذه المسميات، « وظيفتنا اليوم الدفاع عن الشريعة » الشريعة باقية بإرادة الله لا بقوة الشيخ فلان ولا بقوة الإمام فلان، وعلى المجتمع أن يكون جزءاً من قضية التغيير وعليه أن يكون كل يوم ضاغطاً، عندما أخفقت الحركة السياسية الحركة السياسية الموجودة اليوم هي حركة فاسدة، النخبة السياسية الموجودة اليوم مقسمة بين خائن وفاشل يعيشون ويرتزقون على حساب البلاد ويقودون البلاد الى هذه المآزق ويتحولون الى مليارديرات وأثرياء . على الشعب أن يعرف انه في اللحظة التي أخفقت الحركة السياسية بتدخله انقذ البلاد من الانهيار، وعليه أن يكون جاهزاً كل يوم لكن اليوم ليس فقط عبر الحركة الثورية ولكن عبر وجوده في الحركات السياسية، عبر تنظيم نفسه عبر تشكيله لقوى ضغط وظيفته الأساسية إعادة خلق الدولة الضامنة لحياة المواطنين .
 
• نأمل ذلك انا سأحتاج للكثير من الحلقات معك لكن في نهاية هذه الحلقة انا شاكرة لك جداً وأتمنى لكم التوفيق في مؤتمر الحوار الوطني وأتمنى لهذا البلد الخير والأمان بفضلكم بعد الله سبحانه وتعالى .
قراءة 3126 مرات آخر تعديل على الأحد, 13 تموز/يوليو 2014 09:22

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة