أكد الرفيق فهمي محمد سكرتير الدائرة السياسية في منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة نعز بأن المنظمة تبني سياستها على أساس البرنامج السياسي للحزب وأدبياته السياسية وتوجهات الأمانة العامة، موضحاً أن اهم ما يميز الحزب منذ نشأته وبشهادة الخصوم هو محاربته للفساد ورفضه القاطع للاستحواذ على المال العام.
جاء ذلك في الحوار الذي أجراه معه فريق الحوارات ضمن سلسلة الحوارات الأسبوعية التي تنظمها اللجنة التنظيمية لملتقى فتاح الرفاقي مع قيادات الحزب على منصة التواصل الاجتماعي (واتساب).
وفيما يلي نص الحوار:
* ما هو الدور الذي تقوم به منظمة الحزب بتعز في سبيل الافراج على الرفيق ايوب الصالحي ورفاقه المخفيين قسرا؟
** في البداية أتقدم بالشكر الجزيل لملتقى فتاح الرفاقي على الاستضافة، وعلى الجهود المبذولة في عملية التواصل في هذه الظروف.
بخصوص دور منظمة تعز و تحركاتها في سبيل الإفراج عن الرفيق أيوب الصالحي وأكرم حميد، وحتى عن أشخاص آخرين يعدون حتى الآن في حكم المخفيين قسراً، فإننا في منظمة الحزب نعتبر ملف المخفيين قسرا من الملفات التي نطرحها في كل اللقاءات والمناسبات التي تستدعي الحديث عنها وبشكل جدي مع العديد من الأطراف، أو حتى المكونات ذات العلاقة بحقوق الإنسان، وأتذكر أن آخر لقاء تم الحديث فيه عن ملف المخفيين قصراً كان قبل شهر في مبنى المحافظة يومها كان لقائنا عن منظمة الحزب مع المؤتمر والناصري والإصلاح، بدعوى من مركز الحوار الإنساني جنيف للحديث عما تحتاجه تعز وعن الأوضاع فيها بحضور ممثل مركز الحوار ( آدم ) ذوي الجنسية الأمريكية والبريطانية، الذي أكد لنا عبر منسق المركز في اليمن محمد القاضي، أنه يريد أن يسمع من الأحزاب السياسية عن مشكلة تعز.
وقد تحدثت أنا شخصياً عن قضية إخفاء الرفاق أيوب الصالحي وأكرم حميد وأنه لابد أن تتحمل المنظمات الدولية مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية وتتحرك للضغط الجاد بخصوص كشف مصير المخفيين قصرا في تعز، على إعتبار أن مسألة الإخفاء القسري تشكل جريمة وفق كل القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية ناهيك عما أحدثته من أزمة ثقة بين المكونات السياسية في تعز، من جهة أخرى فإن للجنة المخفيين قصراً التي يقف على رأسها الرفيق الدكتور "عبد الرحمن الازرقي" تبذل جهود كبيرة في هذا الملف، وتتواصل مع جهات داخلية وخارجية، وقد تم زيارة السجون للبحث عن المخفيين.
بيت القصيد نحن في قيادة الحزب ملزمون سياسياً وأخلاقياً وقانونياً بمواصلة الجهود المبذولة حتى يتم الإفراج عن المخفيين أو معرفة مصيرهم..
* أين دور منظمة الحزب من تحرير تعز بمعنى هل هناك تنظيم للمقاتلين التابعين للحزب وتحت قيادة عسكرية حزبية حيث تكون تضحياتهم محسوبة لهم ومنظمة الحزب تتابع سير المعارك في جبهات تعز أو أنهم تحت قيادات متفرقة محسوبة على الطرف الآخر وبهذا لا معنى لتضحياتهم ولن تحسب لهم أو للحزب؟
** الحديث عن دور منظمة الحزب الإشتراكي بخصوص معركة تحرير تعز أو كسر الحصار عنها يجب أن يكون حديثاً في الدور السياسي للمنظمة على إعتبار أن المعنى عسكرياً في معركة التحرير واستعادة مؤسسات الدولة على المستوى الوطني هو الجيش التابع لسلطة الشرعية، وعلى هذا الأساس نحن في منظمة الحزب الإشتراكي نؤكد دائماً على مسألة بناء جيش الشرعية على أسس وطنية مهنية خالصة وعلى أن تبنى عقيدة الجيش والأمن القتالية على أساس الولاء لفكرة الدولة الديمقراطية والوطن القابل للعيش المشترك، وليس على أساس الولاء للحزب أو المذهب أو المنطقة أو الجهة، وبدون إتخاذ هذا الموقف المبدئي الصارم من قبل كل المكونات السياسية فإننا سوف نعيد إنتاج تجربة النظام الذي ثرنا عليه في 11/ فبراير 2011/ م
ما يعني أننا نؤسس لأسباب ثورات قادمة ونحمل الأجيال القادمة مشقة التفكير بالثورة الرابعة في حال أن تفذلكت بعض القوى السياسية ونجحت في مسألة الهيمنة السياسية على مؤسسات الجيش والأمن،
ولهذا فإن دورنا في منظمة الحزب فيما يتعلق بدعم معركة التحرير هو دور سياسي في المقام الأول، ينطلق من إيمان قيادة الحزب بأن ما جرى في 21/ من سبتمبر 2014 هو إنقلاب بقوة السلاح على المؤسسات الحكومية القائمة وعلى مخرجات الحوار الوطني الشامل وعلى التوافق الوطني، وحتى على الفرصة التاريخية التي صنعها اليمنيون عبر عقود من النضال السياسي من أجل مستقبل الأجيال، ولهذا فإننا نقف إلى جانب الجيش في معركة التحرير وكسر الحصار عن تعز، وهذا لا يعني بمنطق السؤال أن رفاقنا على المستوى العسكري غير متواجدين، بل يعني أن وجودهم منذ البداية كان بدافع الوعي الوطني ضد مشروع الإنقلاب لهذا يؤدون دورهم في المعركة ويتلقون الأوامر من قيادتهم العسكرية، ونحن في المقابل كقيادة سياسية سوف نناضل ضد أي هيمنة سياسية على مؤسسات الجيش والأمن .
*هل اطلعتم عن صحة الرفيق ايوب شاهر سيف ووجوده؟
** الحديث عن الإطلاع على صحة الرفيق أيوب يعني أن مكان احتجازه معلوم لدينا، وهذا يعني أنه لم يعد من ضمن المخفيين، فلو علم مكان وجوده لـ انتهت المشكلة، تم زيارة السجون المعروفة ولم يتم العثور عليه حتى الآن.
* لماذا لا يوجد تحرك حقيقي لمنظمة الحزب لايجاد تحالف مدني للانتصار لمخرجات الحوار الوطني؟
** من حيث المبدأ نحن في منظمة الحزب ملزمين في التحالفات السياسية التي تقيمها الأمانة العامة على المستوى المركزي، ولا أظن أن الأمانة العامة تعقد تحالفات مع قوى لا تؤمن بمخرجات الحوار الوطني، وتفعيل مثل هذه التحالفات على مستوى المحافظة، يتطلب جهوداً كبيرة كما أن الاقدام على إنشاء تحالفات أخرى في المحافظة يتطلب جهود أكبر، لكن في كل الأحوال تظل فكرة التحالفات المدنية مسألة واردة في حسابات المنظمة فقط ربما الظروف لم تنضج بعد.
* ما مدى الأثر الإيجابي للبيان المشترك"اشتراكي/ناصري" من قبل جمهور مدينة تعز وضواحيها، كون البيان لا يتعارض مع مبدأ التحرير المنشود، ورفض ابتزاز الموظفين والعمال لمداخيل عيشهم بحجة التحرير؟ وهل تفكر بكتابة يكون مضمونها "ثقافة الرفض"؟ أي كتابة من ذلك النوع التي تلهم الجماهير وتحفزهم للوقوف والذود عن حقوقهم؟
** في إعتقادي أن الكثير من كتاباتي تتناول المشكلة اليمنية ببعدها السياسي والثقافي، وهي تقدم قراءات من زوايا مختلفة للمشكلة اليمنية، وغالباً ما أحاول الإستشهاد فيها ببعض التجارب التاريخية المتشابه، في الأحداث و المألات الكارثية، التي تؤكد في تكرارها غياب التراكم في الوعي السياسي الجمعي لدى أغلب اليمنيين، بما فيهم النخب السياسية، وقيادة الأحزاب وهذا يتطلب في المقام الأول مادة سياسية ثقافية وحتى فكرية تساهم في خلق حالة من الوعي الجمعي المطلوب في معركة التغيير التي تبدأ بالوعي الاجتماعي تجاه المشكلة السياسية، لا بالخطاب التعبوي الرافض للواقع فحسب، فهذا الأخير بدون وعي عام و متجذر ثقافياً، يجعل منا دائماً مفجرين ثورة و مضحيين في سبيل أهدافها لكنه لا يضمن لنا النجاح في تطبيق مشروعنا الثوري
وأما بخصوص الأثر الإيجابي للبيان المشترك، فإن السؤال المطول قد تحدث بنفسه عن مضمونه الذي بلا شك سوف يحدث أثر إيجابي كون البيان يقف إلى جانب معركة التحرير ويرفض أن يتم المساس برواتب الموظفين ذوي الدخل المحدود خصوصاً في هذه الظروف التي تمر بها البلاد.
* دخلت الحرب اليمنية عامها السابع برأيكم إلى اين تمضي؟
** مشكلة الحرب في اليمن أنها خلال الستة الأعوام من عمرها، لم تنحصر رحاها بين معسكر الشرعية وتحالف الانقلاب الذي حدث في 21 سبتمبر 2014، فقد حدثت بعد ذلك مواجهات عسكرية بين صالح وحزبه وبين الحركة الحوثية داخل معسكر الانقلابيين، وهذا بحد ذاته قد أدى إلى تكوين قوات عسكرية تحت قيادة طارق وبعيدة عن سيطرة الشرعية وقد توج ذلك بالإعلان عن تأسيس مجلس سياسي للمناطق الساحلية في شمال اليمن، وهي خطوة لا تخلو من الايحاء الإقليمي، كما أن الانتقالي قد دخل في صدام مسلح مع سلطة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن وحتى الآن فشل الإلتزام بتنفيذ إتفاق الرياض، ناهيك عن الإختلالات الكبيرة التي حدثت بين حكومة الشرعية وبين التحالف العسكري مع إصرار هذا الأخير على عدم الإعتراف بوجود هذه الاختلالات التي كانت ومازالت تؤثر على الشرعية سياسياً وعسكرياً لاسيما في معركتها المصيرية تجاه الحركة الحوثية، ناهيك عن التطور في قدرة الحركة الحوثية على ضرب العمق السعودي بالطيران المسير بهذا الشكل المكثف، كل ذلك يعني:
أولاً: أن الجغرافية اليمنية تشهد اليوم تعدد لمراكز القوى المسلحة.
ثانياً: هناك أجندة إقليمية داعمة لهذا التعدد والتشعب الأمر الذي جعل السلاح في اليمن يتحرك منفلتاً عن زمام المشروع الوطني، وفي حال توقف الحرب على هذا النحو، فإنها تكون - أي الحرب - قد أسست في الواقع لما هو نقيض لفكرة الدولة والديمقراطية والسيادة وحتى لمفهوم الوطن الكبير، وهذا ما يخيفني كقارئ سياسي للأحداث في اليمن لهذا شرعت مؤخراً في كتابة سلسلة من حلقات {قراءة سياسية في مشكل المفاوضات اليمنية ما بعد معركة الحديدة ومأرب} وقد نشرت ثلاث منها والبقية سوف تنشر تباعاً .
* كيف تقرأون المشهد السياسي على الصعيدين المحلي والعربي؟
** بخصوص المشهد الداخلي فقد سبق الحديث عن ذلك ًفي إجابة السؤال السابق
أما بخصوص الحديث عن المشهد السياسي على الصعيد العربي، فالكل يعلم أن الأقطار العربية تمر اليوم في اسوء فترات الضعف، كما أنها تعيش أزمة تفكيك سياسي واجتماعي وحتى انكشاف قومي غير مسبوق، وقد حدث ذلك منذ إندلاع ثورة الربيع العربي وتدخل بعض الأقطار العربية في الشؤون الداخلية للأقطار الأخرى، وهي نتاج لأسباب يصعب الحديث عنها في هذه المقابلة، لكن المؤسف أن ذلك صب في مصلحة الكيان الصهيوني، ويكفي أن نلخص هذا الضعف والانقسام و الانكشاف العربي في الحال الذي وصلنا إليه على سبيل المثال وليس الحصر نجد أنه في الوقت الذي أقدمت إدارة الرئيس ترمب على الدعم اللا محدود لسياسة نتنياهو الاستيطانية التوسعية والاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للدولة الكيان الصهيوني ومثل هذا لا يخالف الثوابت السياسية والتاريخية العربية فحسب بل يخالف قرارات الأمم المتحدة ومع ذلك ذهبت بعض الأقطار العربية إلى التطبيع وعقد اتفاقيات سلام مع إسرائيل وكان هذه الأنظمة العربية تكافئ نتنياهو وترمب على هذا الاعتداء الصارخ على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى الثوابت العربية والإسلامية التي اعترفت بها قرارات الأمم المتحدة.
* كيف تنظرون إلى الوضع العام المحلي من خلال ما يجري على الأرض؟ وماهي الحلول بنظركم وتحديداً رؤية الحزب للخروج من هذه الازمة التي أصبحت تتشكل و تتلون بين فترة وأخرى؟
** نستطيع أن نصف الوضع العام في اليمن بالوضع الكارثي إقتصادياً وانسانياً وأكثر من ذلك سياسياً وسوف تتضح خطورة هذا الأخير في حال أن توقفت الحرب وتم الإنتقال إلى الحديث عن الحل السياسي في اليمن، يومها سوف نكتشف أننا في اليمن مازلنا نختلف على ما أصبح في حكم الثوابت الوطنية الجامعة لدى الشعوب الأخرى، أما بخصوص الحديث عن الحل فإن إمكانية ذلك يبدأ من التوصيف الحقيقي لجذر المشكلة في اليمن، فاليمنيون منذ ثورة سبتمبر واكتوبر يناضلون من أجل بناء الدولة التي تتجاوز مفهوم السلطة ومن أجل وطن موحد يتجاوز مفهوم البلدان، كما أن تراكم النضال في سبيل هذه الأهداف قد فجرا الثورة الثالثة في اليمن، التي بدورها تمكنت من صناعة الفرصة التاريخية الثانية لليمنيين بعد أن تم الإنقلاب في عام 94 على الفرصة التاريخية الأولى التي تحققت على إثر قيام دولة الوحدة بين الشمال والجنوب، وهذا يعني أن ما حدث في 21 من سبتمبر 2014 هو إنقلاب على مشروع الدولة الوطنية الديمقراطية وعلى الفرصة التاريخية التي سوف تحول اليمن إلى وطن، وهذا يجب أن يشكل أرضية أساسية لأي حل سياسي في اليمن، صحيح أن الحرب قد خلقت وقائع يجب أخذها في الإعتبار لكن ما هو ثابت لدينا في الحزب الإشتراكي اليمني هو أن أي تسوية سياسية لا تعيد الفرصة التاريخية لليمنيين ولا تنتج بشكل جدى ومسؤول شروط الدولة والوطن فإنها لن تحل المشكلة في اليمن، صحيح قد تعمل على توقف الحرب لكنها لن تحقق السلام الدائم.
* ما هو تقيمك للوضع السياسي العام ولماذا الحزب شبه مغيب عن المشهد؟
** سبق الحديث عن الوضع السياسي العام أما بخصوص أن الحزب مغيب فذلك توصيف غير دقيق فالحزب حاضر في التشكيل الحكومي وحاضر في المباحثات السياسية ويعبر عن مواقفه السياسية عن طريق العديد من البيانات السياسية، كلما في الأمر أن الحرب أثرت على المجال السياسي بشكل عام وعلى العمل الحزبي بشكل خاص.
* هناك ضعف في الأداء السياسي في منظمة الحزب في تعز وعدم وضوح في تحديد مسار الحزب مع الأطراف السياسية والمجتمعية هل هذا يرجع إلى غياب الرؤية السياسية أو غياب الإستراتيجية؟
** لا يوجد ضعف في الأداء السياسي للمنظمة، نستطيع القول أنه من بعد الإنتخابات تحركت السكرتارية وقدمت خطاب سياسي يلبي تطلعات أعضاء الحزب كما أنها قدمت مبادرات سياسية حول بعض القضايا والأحداث، وفي كل الأوقات تعبر المنظمة عن مواقفها السياسية عن طريق إصدار البيانات
أما بخصوص الرؤية للمرحلة القادمة فلا أخفي عليكم أن هناك نقاشات داخل السكرتارية بخصوص الرؤية التي يجب أن نتميز بها وقد تم الإتفاق على عقد ورش عمل بخصوص ذلك وهذا شيء إيجابي.
* كيف تنظرون للفساد القائم لدى الشركاء السياسيين وماهي الدوافع التي تبقي سكرتارية تعز تبني علاقات مستقبلية مع أطراف وشركاء فاسدين و مانظرتها للشارع من خلال هذه العملية؟
** ما يميز الحزب الإشتراكي اليمني منذ نشأته وبشهادة الخصوم هو محاربته للفساد و رفضة القاطع للاستحواذ على المال العام، وما يزال هذا التوجه يميز حزينا، فنحن في منظمة الحزب نتبنى خطاب نقدي ضد الفساد ونعبر عن ذلك في العديد من البيانات الصادرة عن المنظمة والبيان الأخير تحدث عن ذلك، كما أننا دائما ندعو السلطة إلى تفعيل مبدأ الثواب والعقاب تجاه شاغليين الوظيفة العامة وهذه مسؤوليتها بدرجة أساسية، اما علاقتنا مع الشركاء السياسيين فتلك مسألة تفرضها طبيعة العمل السياسي والحزبي المهم أن لا توثر هذه العلاقات على موقفنا الرافض للفساد.
* كيف تبني سكرتارية تعز سياستها وعلاقتها وما العائد من هذه العلاقات والسياسات للصالح العام؟
** نبني سياستنا على أساس برنامجنا السياسي والادبيات السياسية للحزب وتوجهات الأمانة العامة، والخط السياسي العام للحزب مع الأخذ في الإعتبار خصوصية المرحلة، أما علاقتنا مع الآخرين تتحدد على أساس الثوابت الوطنية، وهذا ينعكس إيجابياً على الصالح العام.
* منظمة الحزب بتعز تتعرض لضغط من قبل الطرف الممسك بزمام الأمور في تعز ما هو دور الحزب بتعز في ظل هكذا ممارسات إقصائية ليس ضمن السلطة المحلية بتعز بل ضمن المؤسسة الأمنية والعسكرية لفرض السيطرة ورفض المشاركة؟
** لا تستطيع أي جهة أن تمارس ضغوطات علينا في قيادة الحزب في المحافظة ونحن قادرون على إتخاذ المواقف والقرارات التي تعكس تطلعات حزبنا، أما بخصوص الحديث عن الإقصاء داخل مؤسسات الجيش والأمن فقد سبق الحديث أن واجبنا لا يقتضي أن ندخل مع الآخرين في تنافس بخصوص السيطرة على مفاصل الجيش والأمن بل واجبنا يقتضي أن نحارب ظاهرة الهيمنة السياسية على هذه المؤسستين.
* ماذا قدمتم لمنظمة الحزب في تعز منذ انتخابكم وماهي العوائق التي واجهتكم وهل هي بسبب القيادة السابقة؟
** ما يميز القيادة الجديدة للمنظمة هو الانسجام بين الأعضاء ناهيك عن حضور الشباب والمرأة، وقد تبنت هذه القيادة خطاب سياسي يضع النقاط على الحروف، وهذا ما لمسه الرفاق، كما أنه قد سبق الحديث عن تحركات المنظمة ومبادرتها وعقد لقاءات مع ممثلي السلطة المحلية وقيادة الجيش والأمن حول الأحداث التي جرت في مديرية المواسط و سامع وفي الحجرية بشكل عام بهدف إحتواء تداعيات الصدام المسلح ناهيك عن اللقاءات التي عقدتها قيادة المنظمة بخصوص تطبيع الحياة المدنية داخل مدينة تعز والتي كانت في مقدمتها الضغط من أجل إعادة المنازل المغتصبة من قبل المسلحين إلى أصحابها.
* هل أنتم قادرون فعلياً على كسر الجمود بوضع برنامج عمل للدائرة السياسية في منظمة تعز لايصال أفكار الحزب السياسية للتنشئة للأعضاء والالتقاء مع الآخر والتعايش معه والتنافس وكذا لكل المجتمع اليمني لتحقيق الأهداف المشتركة؟
** هذا ما نسعى إليه في السكرتارية وهو يتطلب منا أن نتجاوز الكثير من المعوقات التي تواجهنا في منظمة الحزب.
* ما تقيمكم لموقف الحزب عامة من حيث القوة والضعف سياسياً؟
** ليس هنا محل التقييم
* كيف تقيمون مواقف وتعامل السلطة المحلية في المحافظة مع منظمة وكوادر الحزب الإشتراكي؟ وهل انتم مقتنعين بها؟
** في تعز تعد الأحزاب السياسية جزء من السلطة المحلية على إعتبار أن مدراء المكاتب التنفيذية يشغلها أشخاص محسوبين على هذه الأحزاب، وبالتالي لا نستطيع الحديث عن مسألة تعامل السلطة المحلية مع المنظمة ومع كوادر الحزب إلا إذا كان المقصود بالسلطة المحلية هو شخص المحافظ.
* كيف تنظرون وتقيمون الوضع السياسي للأحزاب بشكل عام والحزب الإشتراكي بشكل خاص؟
** في هذه الظروف يجب على كل الأحزاب أن تستشعر المسؤولية الوطنية، والخوض في مسألة التقييم أمر مبكر لأوانه ويجب الإنتظار للوقت الذي يتم الحديث فيه عن الحل السياسي في اليمن.
* ما هي قراءتكم للمبادرة السعودية؟ وهل الظروف الموضوعية على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي متوفرة لنجاحها؟
** المبادرة السعودية من حيث مضمونها مبادرة مقبولة كمدخل لإحلال السلام في اليمن، وهي أتت بعد توجه جاد من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة نحو وقف الحرب في اليمن وبعد التوجه الأوروبي الذي تفاعل مع توجه الإدارة الأمريكية الجديدة، وقد ترجم عمليا في القرارات التي اتخذها البرلمان الأوروبي بخصوص وقف الحرب في اليمن، إضافة إلى حجم الضغوطات الإنسانية والأخلاقية التي مارستها المنظمات الدولية الإنسانية على الدول الغربية خصوصاً تلك الدول التي دخلت في بيع صفقات السلاح لدول التحالف، وهذه الضغوطات دافعها إنساني على إثر سقوط الضحايا من المدنيين في الحرب التي تدخل عامها السابع في اليمن، لكن مشكلة المبادرة تتعلق بشيئين إثنين:
الأول:- أنها تقدمت عملياً في الوقت الذي كان يجب أن تعمل السعودية قبل ذلك على حسم التشظي الغير مبرر داخل معسكر الشرعية حتى تتمكن المكونات السياسية اليمنية من الجلوس على طاولة واحدة في الحوار السياسي مقابل طاولة الحركة الحوثية الإنقلابية، بمعنى آخر إعادة ضبط معادلة الصراع على المستوى الوطني بين شرعية و إنقلاب.
الثاني :- إنها تأخرت زمنياً للوقت الذي بدت فيه الحركة الحوثية تشعر بثقتها الهجومية على العمق السعودي وعلى شريان الاقتصاد السعودي، وبالشكل الذي يجبر السعودية على الإنسحاب من الحرب، وتقديم التنازلات للحركة على حساب معادلة الصراع بين الشرعية والانقلاب، وهذا ما يجعل الحركة الحوثية ترفض المباراة السعودية وتطرح شروط جديدة لم تطرح من قبل أهمها وقف الطيران السعودي مقابل وقف الهجوم على السعودية، اي إنسحاب السعودية من الحرب وترك اليمنيين وشأنهم، وهذا يأتي بعد أن نجحت الحركة الحوثية من تحيد هجمات الطيران الإماراتي على الحركة الحوثية، وما يجب أن يلاحظ أن الإشكال الأول والثاني هما نتاج طبيعي لسوء إدارة المعركة السياسية والعسكرية من قبل السعودية مع الحركة الحوثية منذ بداية الإنقلاب والحرب.
* كيف يقرأ الرفيق فهمي مقاربة الادارة الأمريكية الجديدة للأزمة اليمنية؟
** الجميل في الإدارة الأمريكية الديمقراطية أنها وضعت مسألة إيقاف الحرب في اليمن أحد الأولويات في جدول أعمالها، لكن هذا التوجه هو الآخر له اشكالياته ودوافعه وحتى المحددات التي سوف يتعامل معها كأمر واقع أثناء المساعي نحو تحقيق السلام في اليمن، فالإدارة الجديدة بقيادة الرئيس بايدن لديها على الصعيد الداخلي ملف كورونا ومشكلة الإنقسام السياسي والإجتماعي الذي كاد أن يهدد استقرار الأمة الأمريكية، بفعل الممارسات السياسية / الداخلية/ السابقة / لرئيس ترمب، والتي تعد عنصرية على المستوى الإجتماعي وسلطوية على المستوى السياسي، واذا كانت الفكرة الوطنية وأهميتها تلزم الإدارة الأمريكية الجديدة بالتوجه نحو تبني سياسة داخلية تلغي حالة الإنقسام الداخلي (لهذا يكرر بايدن القول سأكون رئيساً لكل الأمريكيين ) فإن الأهمية السياسية لهذا التوجه الداخلي تعد هي الأخرى مطلوبة في دعم توجهات السياسية الخارجية للإدارة الجديدة، وعلى هذا الأساس أمام الإدارة الأمريكية مسألة إيقاف الحرب في اليمن وهو ما ينسجم مع الضغوطات الإنسانية الداخلية, وحل الملف النووي الايراني عن طريق الحوار وهو ما ينسجم مع سياسة الحزب الديموقراطي، وحماية الأمن السعودي وهو موقف استراتيجي لكل الإدارات الأمريكية، خصوصاً بعد تصاعد الهجمات على العمق السعودي، وما أخشاه أن يتم تحقيق ذلك على حساب الحل السياسي للمشكلة اليمنية، بمعنى آخر أن التوجه الأمريكي نحو إيقاف الحرب في اليمن يقوم على أساس وقف الحرب مع التركيز على أولوية حماية السعودية وبشكل لا يستفز إيران حتى لا يؤثر ذلك على المفاوضات الأمريكية الإيرانية القادمة حول الملف النووي، وهذا يقتضي تخفيف الضغط الأمريكي على الحركة الحوثية فيما يتعلق بتنفيذ القرارات الأممية وهذا سوف ينعكس على الحل السياسي في اليمن لصالح شروط الحركة الحوثية، خصوصاً اذا ما كانت سياسة إستعادة الدولارات الأمريكية حاضرة في حسابات الإدارة الأمريكية الجديدة.
* ماهي رؤية الحزب في منظمة تعز بالعمل التنظيمي في ظل الحرب وصراع القوى الداخلي؟
** للمنظمة خطة في الجانب التنظيمي لكن الحديث عن ذلك ليس محله هنا خصوصاً وأن هذه المقابلة قد تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
* ماهي أولويات القوى المدنية اليوم في تعز وأين منظمة الحزب من هذه القوى؟
** أولوية القوى السياسية والمدنية هي إعادة الإعتبار للعمل السياسي واستعادة الدور للسياسة كفكرة مدينة وهذا ما نعمل عليه في منظمة الحزب الإشتراكي في تعز.
* هل إعلام الحزب يدار وفق رؤية واضحة وخطة معينة او مجرد اجتهادات فردية تفتقد إلى الرؤية والتخطيط؟
** الإعلام الحزبي في منظمة تعز يعمل ضمن المحددات العامة للخط السياسي للحزب على المستوى الوطني مع الأخذ بعين الإعتبار لخصوصية العمل السياسي في تعز.