ابو اصبع يدعو للحوار مع جميع القوى اليمنية لإنهاء الحرب وايجاد تسوية سياسية شاملة مميز

  • الاشتراكي نت - حاوره أ / علي العماري

الخميس, 29 أيلول/سبتمبر 2022 17:20
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

دعا رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، يحيى منصور ابواصبع، جميع القوى الوطنية اليمنية اليسارية والقومية للحوار والوصول إلى شكل جبهوي، ليتم من خلاله الانطلاق للحوار مع كل القوى اليمنية في ساحة اليمن جنوبا وشمالا موضحا انه ليس أمام كل من يحب اليمن ويريد عودتها للحياة الطبيعية دولة قوية يحكمها القانون إلا بالحوار مع جميع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والقوى العسكرية المتواجدة بالساحة بدون استثناء.

جاء ذلك في حوار أجراه "ملتقى فتاح الرفاقي" ضمن برنامج الحوارات التي ينفذها شباب الحزب الاشتراكي اليمني مع قيادات الحزب ومناضلي الثورات اليمنية، عبر برامج التواصل الاجتماعي  بالتزامن مع احتفالات الشعب اليمني بالثورات اليمنية (26 سبتمبر 1962 - 14 اكتوبر 1963 - 30 نوفمبر 1967)

وتطرق ابو اصبع خلال الحوار الى الاسباب التي ادت الى قيام ثورتي سبتمبر واكتوبر والدور الذي لعبته الاحزاب والقوى اليسارية في الثورة اليمنية والارتباط الوثيق بين ثورتي سبتمبر واكتوبر، ومحاولات الثورة المضادة للانقلاب على النظام الجمهوري.

وقدم رئيس اللجنة المركزية قراءة للمشهد السياسي اليمني في ظل استمرار الحربومقترحاً لمشروع من اجل وقف الحرب والحل السياسي في اليمن  تضمن عددا من الافكار والاهداف وعددا من المقترحات من اجل تحقيقها.

وفيما يلي نص الحوار:

 

*اضطلعت القوى الوطنية / القومية بالدور الأكبر إعدادا وتخطيطاً وتنفيذاً للثورة السبتمبرية وشكل القوميون والبعثييون والناصريون عمودها الفقري؟

=  لاشك أن ثورة 23يوليو1952م بزعامة الرئيس جمال عبدالناصر قد أثرت بصورة عميقة على الشعوب العربية, وعلى حركة التحرر الوطني في العالم الثالث نتيجة للانجازات التحررية والإجتماعية والإقتصادية مع الإنتصار على العدوان الثلاثي (عدوان بريطانيا و فرنسا و إسرائيل) على مصر بفضل الدعم والمساندة القوية من الشعوب العربية، ومن البلدان الإشتراكية وعلى وجه الخصوص الإتحاد السوفيتي الذي هدد دول العدوان بإعلان الحرب ضدها إذا لم تتوقف الحرب ضد مصر، كما كان لقرار جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس التي كانت مملوكة للدولتين المعتديتين الاستعماريتين بريطانيا وفرنسا، وكذلك بناء السد العالي الذي تم بنائه بدعم روسي ، بعد أن رفضت أمريكا والدول الغربية تقديم الدعم والتمويل لبناء السد العالي؛ وقرارات تأميم الأراضي الزراعية الذي حدد الملكية للإقطاعيين بعشرين فدان ووزع الأراضي على الفلاحين المصرين باسم الاشتراكية العربية, كل هذه الانجازات وغيرها مثل تحقيق الوحدة العربية مع سوريا والتي كانت اليمن قد انضمت إليها بطريقة الإمام احمد المراوغة كل ذلك قد جعل القوى الوطنية اليمنية بكل أطيافها تتجه نحو الثورة  وإعلان الجمهورية .

تنظيم الضباط الأحرار الذي اضطلع بتفجير الثورة كان نسخة طبق الأصل إلى حد كبير من تنظيم الضباط الأحرار الذي فجر ثورة 23يوليو1952م ، وكان الضباط الأحرار المنخرطين في التنظيم متأثرين بصورة جذرية بالثورة المصرية ، وبجمال عبدالناصر ولهذا جأت مبادئ الثورة السبتمبرية قريبة جدا إن لم تكن متطابقة مع مبادئ ثورة يوليو المصرية بأهدافها الستة  ونفس الستة الأهداف كانت ثورة اليمن , وكان معظم الضباط يعتبرون أنفسهم جزء من الثورة المصرية واعتبار جمال عبد الناصر قدوتهم وزعيمهم الذي لا ينازع .

*الكثيرون يجهلون إسهام الحزب الإشتراكي اليمني في الثورة من خلال الأحزاب اليسارية التي انتقلت للاشتراكية العلمية وأصبحت أحد مكوناته الأساسية ؟

 = حين نأتي على تقييم وتحليل التركيبة السياسية والقومية لأعضاء تنظيم الضباط الأحرار أو الضباط المشاركين من خارج التنظيم كانوا جميعا قومين من (حركة القومين العرب وحزب البعث العربي الاشتراكي وبعض العناصر الماركسية، والمتأثرين مباشرة بجمال عبدالناصر أو بالناصرية التي لم تكن قد ظهرت بهذا الاسم (الناصرية إلا في وقت متأخر) فمن الضباط القادة الذين هم من خارج تنظيم حركة القوميين العرب  وحزب البعث هم:-

عبدالله السلال , عبدالله جزيلان , وعلي عبدالمغني وحمود الجائفي , وحسن العمري , بالإضافة إلى حركة الأحرار وكان عبدالناصر هو مثلهم الأعلى  , وأذكر بعض الأسماء في حركة القوميين العرب التي انتهت إلى الحزب الديمقراطي في الشمال وإلى الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل .

ومن الأعضاء القياديين  الكبار في إطار تنظيم الضباط الأحرار التالية أسماءهم :

احمد الكبسي والذي تعين قائدا لمحافظة إب  بعد إعلان الثورة وهو على درجة استثنائية من الوعي والثقافة , والشجاعة والإقدام وقد عرفته شخصيا في جبهة مريس (قعطبة) لمواجهة بريطانيا والتي حركت سكان المناطق الحدودية ومنها مريس قعطبة, ضد الثورة ولدعم الملكية في يناير1964م , كنت أنا في عمر ستة عشر عام وقد أعادوني من مريس تحت إصرار أخي أحمد لأذهب للدراسة وصرف لي بندقية شيكي لكي اذهب للدراسة في تعز , إلا أنني قد اصريت أنني لا يمكن أن أغادر مريس إلا بعد أن أتفيد بندقية من الانجليز , وقد استشهد القائد الكبسي وهو يقاتل الملكيين في بلاده خولان وسنحان وبلاد الروس .

عبدالله الحيمي الذي شغل منصب مدير أمن تعز صبيحة الثورة .

سعد الأشول وكان مسئول  تنظيم الضباط الأحرار في تعز .

علي عبدالله الكهالي وقد شغل منصب رئيس هيئة الأركان فيما بعد لكفاءته العالية .

حسين شرف الكبسي الذي كلف يوم الثورة بمسك قصر السلاح (غمدان) .

محمد مرغم الذي شغل فيما بعد منصب وزير الداخلية وهو من أكثر الضباط كفاءة ونزاهة.

بالإضافة إلى عدد كبير من الضباط وصف الضباط الذين لم يتسع المجال لإيرادهم.

*ما مدى تأثير قرار تحريم الحزبية مباشرة بعيد الثورة على وحدة وأداء القوى الثورية وانعكاساته على المسار التطوري اللاحق للثورة و التوجه الثوري للنظام الجمهوري الوليد ؟

= قرار تحريم الحزبية هو بالأصح قرار مصري صادر من الاستخبارات المصرية مثلما كان الحال في مصر بعد الثورة بصدور قرار تحريم الحزبية, حيث كان في مصر أحزاب منذ ثورة1919م ،  أيام ثورة سعد زغلول الدستورية الذي كفلت حرية الأحزاب والذي أصابها الفساد قبل الثورة  وكان أبرز قادتها عاد قيام الثورة  من الطبقة الإقطاعية و البرجوازية الاحتكارية أمثال فؤاد سراج الدين الذي ورث الزعامة بعد مصطفى النحاس وسعد زغلول باشا  , بالإضافة إلى رغبة الحكومة المصرية في تقليص وتحجيم حزب البعث العربي الإشتراكي في اليمن الذي كانت مصر تنظر إليه كجزء من حزب البعث العربي الإشتراكي في سوريا والذي كان له الدور الحاسم في حركة الإنفصال  ضد الوحدة العربية , ولاشك أن هذا القرار قد حظي بدعم ومساندة القوى التقليدية من المشائخ والقبائل والقضاء  وخدم هذه الفئات على حساب القوى الجديدة والتي تعرضت نشاطاتها وقادتها للمضايقة والاعتقالات ومحاولة السيطرة الكاملة من قبل المخابرات المصرية على كل شكل من أشكال العمل المدني والجماهيري والنقابي , إلا أن قبضة الاستخبارات المصرية ومعها اليمنية لم تكن قادرة على أن تفرض جبروتها بالكامل بسبب الزخم الجماهيري الواسع والحاسم لحركة القوميين العرب  و لتعز خاصة .

ومن المؤكد أن كلمة القاضي عبدالرحمن الأرياني رئيس المجلس الجمهوري عن الحزبية حين قال

(أن الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي  بالعمالة , وأضاف إننا نرفض الحزبية سواء جاءت إلينا بقرون الشيطان أم بمسوح الرهبان) وهذا التوجه لاشك قد خدم قوى التخلف وفيما بعد خدم أعوان السعودية والسعودية نفسها .

* ألم يشكل قرار منع الأحزاب وتبني قانون إنشاء المجلس الأعلى لشؤون القبائل ضربة موجعة وقاسية للقوى الثورية الحقيقية وتشجيعا للقوى المشيخية المتمصلحه ؟

= منذ الشهور الأولى للثورة تمكنت القوى التقليدية المشيخية والقبلية من أن  تتواجد بقوة في قمة السلطة , حيث تشكل مجلس الشيوخ للمشائخ بعد شهرين فقط من قيام الثورة بعد أن بدأت تتسع الحرب الملكية على الثورة , وزاد الطين بله أن القيادة المصرية ممثلة بعبد الحكيم عامر وأنور السادات وهما المسئولان عن الملف اليمني قد أعطوا المشائخ الجمهوريين  من السلطات  والإمكانيات  المادية على حساب القوى الجديدة وخاصة على حساب حركة القوميين العرب لأن حزب البعث قد التجأ لمشائخ القبائل حماية من بطش الاستخبارات المصرية , كما شغل مشائخ القبائل من بعد الثورة مراكز عالية كوزراء ومحافظين  وقادة الجيش الشعبي , وقد تمكنت القبائل و مشايخها من التحركات الشعبية والجماهيرية في أوساط القبائل وعقد مؤتمرات مناوئة للوجود المصري و لحكومة السلال  وللقوى الثورية الجديدة وخاصة بحركة القومين العرب , وكانت مؤتمرات عمران والجند في 1964 م ومؤتمر خمر في عام 1965 م والتي جاءت بحكومة النعمان , كما تحركت القوى الجمهورية الرجعية والتقليدية ومعهم حزب البعث العربي الإشتراكي وجماعة الإخوان المسلمين حين خرج القاضي محمد محمود الزبيري ومعه القاضي عبدالرحمن الأرياني  والأستاذ محمد احمد نعمان إلى خمر عند أولاد الشيخ الأحمر ثم إلى برط حيث أستشهد أبو الأحرار محمد محمود الزبيري بمؤامرة ملكية دبرها محمد بن الحسين ابن الإمام يحي  , وقد تعرفت على القتلة والتقيت معهم في برط وهم  درهم الفلاحي وحسين شتوي من قبيلة ذو حسين

 أثناء تولي مسئولية الجبهة الوطنية الديمقراطية  عام 1979 م حين تحملت مسئولية الجبهة والعمل الحزبي في محافظة الجوف و صعدة والشهيد عبدالسلام الدميني مسئول محافظة صنعاء , وبالمقابل كانت حركة المشايخ  الجمهوريين الثوريين وبدعم من حركة القوميين العرب  يتحركون في كل اتجاه لمقاومة المد التقليدي الرجعي الذي بداء مع الأيام يربط خيوط وعلاقات مباشرة مع السعودية كما حدث في مؤتمر الطائف وقراراته بإنشاء دولة إسلامية لا جمهورية ولا ملكية .

* ألا يعني ذلك انقلاباً مبكراً على الثورة جاء من قبل رأس النظام الجمهوري ؟

 = نعم .. لأن مصر قد وقعت مع السعودية اتفاقية جدة عام  1965 م لإجراء استفتاء شعبي يختار الشعب اليمني ما يريد جمهورية أو عودة الملكية إلا أن القوى الجديدة والشخصيات الاجتماعية  الجمهورية التي تربطها علاقات مع حركات القوميين العرب قد وقفوا بقوة وأعلنوا أن الشعب اليمني قد قرر مصيره يوم 26 سبتمبر بالنظام الجمهوري وأهداف الثورة  الستة , وكان من ابرز المشائخ الوطنيين والتقدميين

مطيع بن عبدالله دماج

أمين بن حسن ابوراس

احمد عبدربه العواضي

عبدالله محمد القوسي

عبدالله دارس

الشيخ جازم الحروي 

الشيخ منصور شايف العريقي

الشيخ عبدالرحمن صبر

 الشيخ قاسم بجاش

الشيخ عبدالرحمن ذمران

الشيخ عبدالجليل الصيادي

الشيخ محمد عايض الحميري

ومشايخ بيت الضلعي

وعبدالله بن علي مناع

و قائد مجلي وغيرهم ..

 ممن كانوا متأثرين بحركة القوميين العرب , كما أن صراع الصف الجمهوري على أشده بين جماعة السلال وجزيلان  والمدعومين من حركة القوميين العرب والقوى الوطنية الثورية الاخرى بما في ذلك عناصر قيادية في اتحاد الشعب الديمقراطي (الماركسيين)  وليس من الإنصاف تحميل راس النظام الجمهوري مسئولية التردي وصعود نفوذ القوى التقليدية المشيخية والقبلية , لان صاحب القرار الحاسم هم القيادة المصرية (حكيم والسادات) وهما نفسيهما كان لهما قناعات سلبية ضد الإجراءات التقدمية التي كان يقدم عليها جمال عبد الناصر .

* ماذا عن واحدية الثورة اليمنية وتبادل أدوار الدعم بين ثورتي26 سبتمبر و 14أكتوبر وإسناد الواحدة للأخرى؟

الثورة اليمنية كل لا يتجزأ فقد تشكلت الجبهة القومية في صنعاء وتعز و جبلة حتى تم الإعلان عنها  في أغسطس 1963م  وقيام ثورة أكتوبر في 14أكتوبر1963م  وكان معظم قوتها البشرية من الجنوبيين الذين انخرط في الحرس الوطني دفاعا عن ثورة 26 سبتمبر , كما أن الدعم والقيادة والتدريب والتأهيل قد جرى بعم حاسم من حركة القوميين العرب فرع الشمال وتحت الإشراف المباشر للمناضل العظيم "عبدالقادر سعيد احمد طاهر"  الذي عينته الحركة مسئولا ومشرفا على نضال الجبهة القومية ودعم ومساندة مناضليين آخرين كثر , فقد مثلت تعز و إب وغيرها من المحافظات جغرافيا واقتصاديا وعسكريا لمناضلي الجبهة القومية قاعدة وخلفية للثورة , وحتى حين برز الخلاف الكبير بين حركة القوميين العرب في اليمن والانفصال عن قيادة حركة القوميين العرب المركزية في بيروت واشتد على أثره الصراع مع المخابرات المصرية في اليمن وبالتالي حكومة صنعاء الواقعة تحت النفوذ المصري وجاء التوحيد القسري بين الجبهة القومية وجبهة التحرير , ومع المساعدات والإعانات لجبهات القتال التابعة للجبهة القومية والذي جرى في13يناير1966م شكلت تعز و إب المصدر الأساسي للدعم والإمداد  ومثلت مدينة جبلة الحاضنة القوية لمناضلي الجبهة القومية بما في ذلك مؤتمر الجبهة القومية بعد التوحيد ألقسري في مارس 1966 م , كما كانت جبلة على وجه الخصوص الملاذ الآمن لقيادات الجبهة القومية الملاحقين من السلطات المصرية واليمنية  أمثال :-

عبدالفتاح إسماعيل

أنور خالد

محمد صالح مطيع

سالم ربيع علي

عبدالله الخامري

عبدالله الاشطل 

علي عنتر وعلي شايع 

 وعادل خليفة

وأنا شخصياً قمت باستضافة الكثير من تلك الشخصيات في حياة والدي ووجود قيادة للحركة في إب قوية ومؤثرة أمثال احمد قاسم دماج  وعبدالله الوصابي و احمد منصور ابواصبع ومحمد المحرسي وعلي عبده عمر  ومحمود المنصوب و محمد منصور لصنعاني ومحمد العرومي ....,

كما أن جبلة استقبلت أكثر من أربعين عائلة مشردة من الضالع من بطش الاستعمار البريطاني في الضالع وكان والدي رحمه الله من يتولى رعايتهم ومعه الشيخ إسماعيل مجلي  والبعض من هذه الأسر الضالعية قد اتجه إلى النقيلين عند الشيخ مطيع دماج وقاسم بن عبدالله دماج , ولهذا فالعلاقات الإستراتيجية بين الثوار المناضلين في الجنوب والشمال كانت عضوية وراسخة وكنا في إب نوصل المساعدات إلى الضالع من تبرعات المواطنين (ذرة وقمح وفول  وشعير وقنابل وذخيرة ومسدسات)

وكنا نوصلها إلى قعطبة ومنها يستلمها الفدائيون وجيش التحرير التابع للجبهة القومية وعلى وجه الخصوص  صالح مصلح قاسم و قايد مثينى و قايد صالح أبو الشنفره وقد عرفتهما شخصيا تلك الأيام وكان لا ينقطعان عن إب أبدا .

* برأيكم لماذا فشلت الوحدة وصارت من الماضي والتمسك بها تهمة ؟

= السبب الرئيسي لفشل الوحدة اليمنية هو أولا القرار الخاطئ و الفردي والمستعجل بالوحدة الاندماجية رغم موافقة المكتب السياسي فيما بعد .

وثانيا :- لم يتم مراعاة وفهم وإدراك مقاصد الطرف  الأخر في الوحدة ، حيث كان يبيت القضاء على الوحدة وتعميم نظام الجمهورية العربية اليمنية على الجنوب , والقضاء على الحزب الإشتراكي وعلى مشروع دولة الوحدة الديمقراطية دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة حيث اشترط الحزب الإشتراكي أن تقوم الوحدة على الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية , إلا أننا نستطيع نقول اليوم  وأن نجزم بأن الوحدة الاندماجية المتسرعة قد مثل خطأ إستراتيجياً قاتلا و جاءت حرب 1994م الظالمة لتمثل رصاصة الرحمة على قلب الوحدة ،  كما صرح "جار الله عمر" عند حرب عمران على اللواء الأول مشاه الجنوبي , وإذا كان هناك محاولات جادة وواقعية فلابد من الانتقال إلى شكل ومضمون آخرين للوحدة يقوم على أساس دولة اتحادية ديمقراطية من إقليميين كحل للمشكلة الجنوبية , وما نخشاه اليوم هو المصير المجهول للجنوب في ظل رغبة السعودية والإمارات لتمزيقه وتقطيعه إلى سلطنات ومشيخات من جديد ليسهل السيطرة والاحتلال على موقع الجنوب الهام وسواحله وجزره وعلى باب المندب.

* بعد مضي ستون عاما من الثورة ماذا بقي من النظام الجمهوري ؟

= لم يبقى من النظام الجمهوري إلا الشكل والاسم أما محتوى الجمهورية وأهداف ومبادئ الثورة فقد ذرتها رياح القوى المضادة للثورة في كل اتجاه وكما هو حال ثورة 14أكتوبر التي انتهت اليوم إلى شعارات دولة الجنوب العربي ونعرات شمالي جنوبي وتعقيداتها والتي لها أول وليس لها أخر ..

وهذا يحتاج إلى مقابلة منفردة وكاملة.

* كيف تقرؤون المشهد السياسي اليمني في ظل استمرار الحرب وصراع الميليشيات وعودة الملكية إلى الحكم ؟

 = المشهد اليمني بألوانه المتعددة لا يسر صديق ولا يفرح عدو وأنه من السواد والكآبة والبؤس لم يكن أحدا أن يتوقع أن اليمن سوف ينحدر إلى هذا الدرك من الفجائع والويلات كما يقال ولو يحسب الحاسب ألف سنة , هل كان يتوقع أحد قبل عشر سنوات أن عدن سيبتلعها الفقر والجوع والظلام وانقطاع المياه وانعدام الصرف الصحي التي تغرق أزقة البيوت بعد ما كانت عدن  قبل سبعين عاما المدينة الأولى إن لم تكن الوحيدة في الجزيرة والخليج مدينة عصرية حديثة متطورة في الوقت الذي شعوب الجزيرة والخليج يرعون الجمال ، إذا كان قد حدث لعدن كل هذا الدمار الكارثي وخاصة لقيمها العصرية وتحويلها إلى خرابه في بنيتها الإجتماعية المتنوعة , فعلينا أن نتوقع الأسوأ في مقتبل الأيام فإذا كانت أغنى دولتين (السعودية والإمارات) على مستوى المنطقة والعالم فقد اعتمدت خطة تدمير عدن و تجويعها عن قصد ومع سبق الإصرار فلا عجب أن يقدمون على الأسوأ .

 الوضع في اليمن على النحو الآتي فهذا مجرد رأي وتخمين وقرائه  غير علمية ودقيقة لان العلم وحقائقه لم يعد ينفع لليمن ، الشمال ما كان يسمى الجمهورية العربية اليمنية في حكومة صنعاء أو بالأصح لأنصار الله ، حيث تجري  مفاوضات وحوارات ومساومات على مأرب والجوف بالذات حيث الثروة الإقتصادية وبالذات البترول والغاز وأنصار الله قد يساومون على تعز أو باب المندب ولو إلى حين لكنهم لن يتحلحلوا قيد أنمله على مناطق الثروة ولو حاربوا ثمان سنوات أخرى وهم اليوم في المركز القوي يحشدون قوات عسكرية وسيفرضونها في الميادين والشوارع وتحت مسئولية واحده وقيادة واحدة وقرار واحد بغض النظر عن الخلافات والصراعات داخل أجنحة أنصار الله فهي تحت السيطرة للقيادة العليا.

أما في الجنوب فما يجري هناك فيحتاج إلى طوالع الملوك من نوع أخر , الإمارات وبإصرار تريد السيطرة على الجزر والسواحل وباب المندب ونفط شبوة والسعودية تريد نصيبها من كعكة الجنوب حضرموت والمهرة وعدن الإمارات تفوقت على السعودية بقوة العمالقة السلفيين وقوات طارق وقوات الانتقالي والسعودية تنشى قوات اليمن السعيد كما أن الدولتين تعملان على إنشاء قوات خاصة احتياطية , في كل محافظة من الجنوب لتحركيها أن لزم الأمر في حالة بروز قوة يمنية جنوبية تدعو وتتجه لبناء دولة قوية تسيطر على كل الأراضي الجنوبية , وكما تعمل الدولتين على إنعاش النزاعات المشيخية والسلاطينية وإحياءها من قبورها .

الحوار يجري في عمان وغير عمان بين السعودية وأنصار الله السعودية تهدف إلى الاطمئنان على حدودها امنيا وتريد اعترافا من صنعاء بالاتفاقات الموقعة بين السعودية و صنعاء أيام عفاش وأنصار الله يعتبرون هذي الورقة قوية للمساومة للحصول على ما يخططون له , السعودية تعرف وضعها الصعب حتى من إخوانها في الخليج الذي يتمنون هزيمتها في اليمن حتى يسلموا أطماعها في أراضيهم وخاصة قطر والإمارات وعمان , الإمارات وطدت علاقتها الاستخباراتية مع إيران وأخيرا الدبلوماسية بإعادة السفير الإماراتي إلى طهران دون مراعاة للسعودية وما يدريك بأنهم على علاقة بأنصار الله بواسطة إيران مما يضعف السعودية , وعمان تتمسك بمحافظة المهرة تمسكها بمسقط وظفار .

تعز العز والحضارة والحداثة كل البدو والقبائل العربية كانوا وما زالوا ضد تعز ويرغبون بإعادتها إلى عصر القبيلة والبداوة فالجميع مشارك في حصارها وتجويعها وتمزيقها .

القوى الوطنية اليمنية اليسارية والقومية عليها بالحوار والوصول إلى شكل جبهوي ليتم من خلاله الانطلاق للحوار مع كل القوى اليمنية في ساحة اليمن جنوبا وشمالا مع المتحاربين في الميدان ومع المتفرجين سلميا ، ليس أمام كل من يحب اليمن ويريد عودتها للحياة الطبيعية دولة قوية يحكمها القانون إلا بالحوار مع جميع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والقوى العسكرية المتواجدة بالساحة بدون استثناء , إذا أرادت القوى اليسارية والقومية أن تعمل لمصلحة الحل السياسي ووقف الحرب وصياغة اتفاق سياسي يحدد الفترة الانتقالية ويتوافق على شكل الدولة التي نريدها نحن في الحزب الاشتراكي اليمني أن تكون دولة اتحادية ديمقراطية من إقليمين دولة حاضنة لكل مواطنيها يسودها قيم العصر والحداثة والمدنية في الحريات الأساسية وحقوق الإنسان والتبادل السلبي للسلطة عبر الانتخابات الحرة والديمقراطية.

مقترح مشروع لوقف الحرب والحل السياسي

وفي اعتقادي وقناعتي أنه لابد من وضع مقترح مشروع جدول أعمال الحوار الوطني الشامل لكل الأحزاب والقوى المدنية والقوى العسكرية المتقاتلة وفك الحصار والاتفاق السياسي الذي نرى أن يرتكز على جدول الإعمال الأتي  :-

في البداية لا بد من تسوية العلاقة بين الدولة والوحدة بإعادة بناء الدولة على قاعدة التوافق الوطني بين كل اليمنيين والشراكة المتكافئة بين الشمال والجنوب حتى تحقيق التطلعات الآتية:-

1- أمن شامل ومستدام لكل مواطن واستقرار دائم للوطن.

2- نظام ديمقراطي قائم على التداول السلمي للسلطة بين الأحزاب والشراكة الفعلية بين اليمنيين بإدارة الشأن العام.

3- حقوق إنسان محمية بقوة القانون والمؤسسات الوطنية الدستورية.

4- عدالة تضمن لأي مواطن حياة كريمة وإنسانية له ولأطفاله.

5- مساواة فعلية أمام القانون دون أي تمييز بسبب اللون أو الجنس أو العرق أو الطائفة أو المذهب أو المنطقة.

6- تنمية شاملة ومستدامة.

7- عدالة انتقالية تزيل المظالم الواقعة على الأفراد والجماعات وتعمل على جبر الضرر لكل الضحايا والمخفيين قسرياً وتقود إلى مصالحة وطنية.

ومن أجل تحقيق تلك الأهداف لا بد من الأفكار والمنطلقات الآتية:-

- أصل الحرب الراهنة هو التنازع على السلطة والثروة في ظل دولة هشة قامت على القوة والغلبة وليس عل التوافق الوطني.

- الدولة القائمة على القوة والغلبة حبلى بالحروب المؤجلة.

- تدور الحرب الراهنة في بلد يعاني نسيجه الاجتماعي من ضعف في الاندماج الوطني.

- الانتصارات في الحروب الداخلية تفضي دائماً إلى حروب مؤجلة انتقامية تجعل الوطن كله واقع في دوامة عدم الاستقرار .

- الحلول الواقعية هي التي تجعل المنتصر ينتصر على انتصاراته وتشجع المنكسر علي نسيان انكساراته وهذا لا يتحقق إلا بحلول تنتصر للوطن كله.

- الدولة المدنية الحديثة هي مظلة لكل مواطنيها وليست غنيمة لكل طرف أو تحالف أطراف واليمنييون شركاء أنداد في بناء هذه الدولة بغض النظر عن حجم ونسبة وانتشار هذه الأحزاب والجماعات والتنظيمات السياسية التي يمثلونها.

- الشراكة والندية حق لكل طرف وليست منة أو هبة مقدمة من هذا الطرف أو ذاك ومصدر هذا الحق أن الجميع مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات.

- التداول السلمي للسلطة لا يمكن أن يتحقق إلا على قاعدة التنافس الديمقراطي في ظل دولة مدنية حديثة.

- الأصل أن كل الأطراف السياسية على اختلافاتها متساوية في ولائها للوطن وللنظام الجمهوري ومن غير الجائر لأي طرف الطعن في هذا الولاء فهذا حق أصيل للدولة القانونية في ضوء ما يتوفر لديها من أدلة.

- لا يوجد أناس فاسدون أو عملاء أو مرتزقة بالفطرة وإنما توجد أوضاع فاسدة سيئة تشجع على الفساد والعمالة والارتزاق.

- استخدام السلاح من قبل أي طرف والتهديد باستخدامه وتحت أي مبرر هو مصادرة لمبدأ الشراكة وخروجاً على المصلحة الوطنية العليا وعلى الإجماع الوطني.

-الجيش هو أول الميادين للاندماج الوطني وإعادة بنائه جزء من بناء الدولة.

- الجنوب ليست جزءاً من الشمال وإنما جزء من اليمن والقضية الجنوبية تستمد عدالتها من هذه الحقيقة وهي قضية عادلة لا يمكن أن تخرج من جدول أعمال التاريخ  إلا بالحل العادل الذي يعيد الجنوب إلى وضعه الطبيعي في المعادلة الوطنية والدولة الاتحادية من إقليمين هي حل معقول ومتاح في الظروف القائمة.

- السلام الداخلي لليمن هو الأساس من اجل سلام دائم مع المحيط الإقليمي يقوم على الاحترام والمنافع المتبادلة لأن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن الخليج والجزيرة العربية وليس من مصلحة أحد أن يكون مصدر قلق للطرف الآخر ومن مصلحة الإقليم  أن يكون اليمن سيدا على أراضية واستقلاله وحريته و أن يكون  خالياً من كل عوامل عدم الاستقرار وعلى كل طرف أن يحدد العوامل التي يراها مصدر قلق له،

- كل المرجعيات لم تعد مناسبة باستثناء مخرجات الحوار الوطني .

وفي الأخير شكري وتقديري  "لملتقى فتاح الرفاقي"على هذه الاستضافة..


 

 

قراءة 15235 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة