المخلافي: جمعنا بين الثورة والمصالحة الوطنية ونجاح تجربتنا سيكون نموذجاً للانتقال الديمقراطي السلمي في بلد مسلح ومتصارع وفيه انقسام حاد.

الثلاثاء, 18 شباط/فبراير 2014 17:28
قيم الموضوع
(1 تصويت)

الاشتراكي نت / خاص - أعدها للنشر بدر القباطي.

تناول الدكتور محمد احمد المخلافي وزير الشؤون القانونية التحديات التي تمر بها اليمن بعد ثلاث سنوات من قيام الثورة الشبابية الشعبية السلمية والمشاكل التي تعيق عملية التغيير ووضع أسس المستقبل في ضل المطالبات المستمرة بتحقيق أهداف الثورة.

جاء ذلك في مقابلة متلفزة مع برنامج "بلا حدود" بثته قناة الجزيرة الثلاثاء الماضي ناقش فيه اشكاليات حكومة الوفاق الوطني وكيف جرى التعامل مع هذه الحكومة وما اسماه باستراتيجية الفشل التي تلجأ اليها بعض القوى عبر وزراءها في الحكومة من خلال وضع استراتيجية تسعى لإفشال العمل السياسي وافشال عمل الحكومة.

 

وتحدث المخلافي عن المخاطر التي ستواجه مخرجات الحوار الوطني عندما تتحول الى تشريع وتذهب الى البرلمان الحالي متطرقا الى ملفات الفساد والاموال المنهوبة وملف جرحى الثورة والعدالة الانتقالية والدولة الفيدرالية وموقف الحزب الاشتراكي اليمني من قضية الاقاليم وانجاز الدستور الجديد والعديد من القضايا في الشأن اليمني وسبل معالجتها.

نص الحوار

- معالي الوزير مرحبا بك

* مرحبا بك استاذ احمد

- كثيرون يرون ان الثورة لم تحقق الكثير مما قامت من اجله لماذا؟

* في البدء انا اتقدم بالشكر اليك لأنك تجشمت عناء السفر واتيت الى صنعاء من اجل هذا اللقاء.

- نحن نحب اليمن واهل اليمن.

* ونحن ايضا نحب اهل العرب جميعا.

- شكرا.

* واتيت ايضا في لحظة واليمنيون يحييون ذكرى الثورة ويخلدون ذكرى ضحايا الثورة من شهداء وجرحى، واتيت ايضا في لحظة تاريخية فارقة، ان اليمنيين حققوا منجزا عظيما وهو مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي ترسم المستقبل وتحدد اسس العقد الاجتماعي لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة، وهي التي كانت الغاية والهدف الرئيسي من ثورة الشباب ومن الثورة الشعبية، ومن ثم القول ان الثورة لم تحقق اهدافها قول ربما ينظر الى ما تحقق الى هذه اللحظة لكن ما سيتحقق في المستقبل اعتقد بأنه كبير وهام

- شباب الثورة الذين يتظاهرون الى الان في الشوارع يقولون 96٪ من المناصب الاساسية في الدولة، المحافظين، السفراء وكلاء الوزارات، النائب العام، رموز النظام السابق لا زالوا موجودين في السلطة، كيف نقول ان هناك ثورة والنظام السابق هو الذي يسيطر على اركان الدولة ويديرها ؟

* ما من شك ان مثل هذه المسألة ربما انها تجعل من ضحوا بدمائهم وارواحهم تجعلهم ينظرون الى انهم لم يحققوا ما ارادوا ان يحققوه، وانا اقول ان ما يقولوه صحيح ولكن ما ارادوا ان يحققوه سوف يتحقق، الى الان هناك اختراقات في النظام القديم وبدرجة اساسية في جزء من الحكومة ....

- مقاطعا: لا هو إختراقات للثورة وليس للنظام القديم، لان النظام القديم كما هو، ما حدث هو بعض الاختراقات للثورة!

* لا .. لا .. بعض الإختراقات للنظام القديم ويتمثل بوجود حكومة ائتلافية، اما معظم الهيئات كما أشرت، فعلا لا زالت مستمرة، وهي استمرار للنظام القديم، ولكن هذا الامر يتطلب منا الآن السير الى الامام لإيجاد مؤسسات جديدة ونحن كنا في الحزب الاشتراكي تقدمنا برؤية مفادها الاتي:

ان توجد مرحلة تأسيسية لبناء الدولة، هذه المرحلة التأسيسية تنهض بها مؤسسات جديدة تقوم على الشراكة، سواء فيما يتعلق بالبرلمان او السلطة المحلية او غيرها من الاجهزة التي ستتولى مهام الفترة الانتقالية او تحقيق مخرجات او مقررات الحوار الوطني، واقول انه في هذه اللحظة هناك ايضا امكانية لإيجاد بعض من هذه المؤسسات لتتولى مثل هذه المهام.

- يعني حينما نتحدث عن مرور ثلاث سنوات على قيام الثورة، ويكون نصف الحكومة تقريبا هم من رجال النظام السابق، ويكون البرلمان كله هو برلمان العام 2003 من 13 سنة والبرلمان هو نفسه، أي ان برلمان النظام السابق كما هو، هل توجد ثورة في الدنيا تقوم ويبقى النظام السابق كما هو ببرلمانه ونصف حكومته ومعظم رجاله في كل اركان الدولة، اذا مافيش ثورة، الثورة الى الآن لم تقم؟

* لا الثورة قامت واهدافها يجري تحقيقها، قبل اليمنيون بأن يلجئوا الى الحوار والى العمل السلمي، من أجل التغيير، الهدف الرئيسي هو التغيير ونحن الان سائرين في التغيير، صحيح أن النظام القديم لا تزال معظم الهيئات تنتمي اليه لكن ما توصل اليه اليمنيون هو أمر في غاية الاهمية من اجل التغيير، والتغيير الذي تقبل به مختلف فئات المجتمع اليمني وقواه السياسية والاجتماعية هو التغيير الذي سيجعل المستقبل آمن وسيجعل المستقبل مقبول من قبل غالبية اليمنيين.

- اذا كان التغيير سيجري على وتيرة الثلاث السنوات القادمة معنى ذلك ان اليمنيين بحاجة الى ثلاثمائة عام حتى يحققوا التغيير الكامل الذي يشعر بقيام ثورة حقيقية في البلاد؟

 

* سنتين هي وليس ثلاث سنوات، سنة الثورة وسنتين جرى الاتفاق فيها على خارطة طريق للانتقال الديمقراطي وفي هاتين السنتين هناك امور انجزت وامور تعثرت بسبب طبيعة العملية السياسية نفسها وهي عملية التوافق واستمرار هيئات للنظام القديم في العمل.

- يعني انت كوزير للشؤون القانونية هل يعقل انه بعد مرور ثلاث سنوات على الثورة وسنتين على العملية السياسية ان هناك ما يقرب من 30 من قيادات شباب الثورة في السجون الى الان لم يفرج عنهم؟

* بطبيعة الحال نحن كوزارة الشؤون القانونية لسنا معنيين مباشرة بهذه المسألة، هناك وزارات معنية مباشرة ممثلة بوزارة حقوق الانسان ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع، ومع ذلك نحن بادرنا بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني مباشرة وتقدمنا ​​بقرار يلزم كل من وزير الداخلية ووزير الدفاع ووزير العدل بمعرفة المعتقلين من شباب الثورة واطلاق سراحهم، وبعد ذلك بفترة حوالي شهرين ابلغنا بأنه لم يعد هناك معتقلين لدى أجهزة الامن وانما هناك من احيلوا الى النيابة وهم معتقلين بذمة النيابة وكرر التكليف جديد من وبقرار من مجلس الوزراء للوزراء المعنيين بان يتخاطبوا مع النيابة العامة ومعرفة ما اذا كان هناك من شباب الثورة ما يزالون معتقلين ....

- مقاطعا: الشباب تظاهروا أمس امام مكتب النائب العام ولم يطالبوا بإقالة النائب العام وحده وانما بإقالة الحكومة واتهموا الحكومة بالفشل ايضا؟

* الحقيقة اتهام الحكومة بالفشل هذا أمر بحاجة الى تدقيق لأن هذا هو الاختراق الوحيد الذي تم للنظام، وانت اتفقت معايا بأنه هذا هو الاختراق الجزئي الوحيد للنظام القديم وبالتالي ...

- مقاطعا لكن انتم لم تتمكنوا من شيء لأن اذا يوجد وزير على رأس وزارة وكل مفاصل الوزارة من النظام السابق كيف له أن يدير الوزارة؟

* هذا صحيح نحن اتخذنا تدابير لكن هناك اعاقات أمامها، يعني نحن اتخذنا تدابير فيما يتعلق بايجاد تغيير للإدارة الحكومية، وايجاد فاعلي للإدارة الحكومية ومن ذلك أن وزير الخدمة المدنية ووزير الشئون القانونية تقدموا بمدونة الادارة الرشيدة وكان مهمتها الاولى هو التدوير الوظيفي ووفقا للقانون لكن هذا الامر نفذ في القليل من الوزارات، في وزارتي انا تم تنفيذ ذلك، ولكنه لم ينفذ في معظم الوزارات.

- عينت اشتراكيين مثلا، من الحزب الاشتراكي؟

* لا .. لا .. لم أعين اشتراكيين وانما كل من يحق له ان يشغل منصب اداري وكان مستبعد تحقق له ذلك.

- لماذا لم يتم عمل تعديل وزاري كما أتفق بعد الحوار الوطني؟

* اتركني اكمل النقطة الاولى لأنها نقطة هامة، الحقيقة يجب ان ينظر للحكومة كيف جرى التعامل معها؟ الحكومة هذه شكلت من طرفين، المؤتمر الشعبي وحلفاؤه واللقاء المشترك وشركاءة، المؤتمر الشعبي - وجناح الرئيس السابق تحديدا - لديه استراتيجية الفشل، ويسعى لإفشال العملية السياسية وفي المقدمة افشال الحكومة، اما ...

- مقاطعا وهو جزء رئيسي من الحكومة وتحت يديه كل مقدرات الدولة وادوات ادارة الدولة حتى في الوزارات التي دخل فيها اللقاء المشترك!

* نعم .. نعم ..، اما فيما يتعلق باللقاء المشترك فاتخذ موقف الخذلان، فالحقيقة لا نرى منه موقف داعم وحقيقي للحكومة، وبالتالي اربط هذا السؤال بسؤالك التالي وهو ....

- مقاطعا: لا انت قلت لي الآن نقطة مهمة جدا، اللقاء المشترك الذي من المفترض انه الاختراق الوحيد الذي قام به هو للحكومة، انت تقول أن موقفه موقف الخذلان للحكومة لا يدعم الحكومة ولا يقف الى جوارها، وفي نفس الوقت المؤتمر الشعبي الذي هو حلفاء الرئيس السابق هم داخل الحكومة ويسعون لإفشال الحكومة، يعني أن ما حدث في مصر يتكرر في اليمن بشكل آخر؟

* ربما ان في اليمن هناك بعض الاجراءات والتدابير تجعل الحالة أخف مما حصل في مصر.

- لكن ايضا عرضة لما حدث في مصر.

* نعم عرضه، يعني نحن ربما رئيس الوزراء رجل متسامح وسعى لأن نكون فريق واحد، ومع ذلك أحد الاطراف بالتأكيد طالما هو لديه استراتيجية الفشل يسعى في ذلك عبر وزراءه في الحكومة.

- الى متى تبقى هذه الحكومة؟

* هذه الحكومة مطروح الان امر تعديلها وهو قرار من مؤتمر الحوار الوطني، وهو قرار ملزم للجميع ولا بد من البدء بالتشاور لإجراء هذا التعديل، وهذا التعديل انا من وجهة نظري يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أمور رئيسية وهي وردت في قرار التغيير في الحكومة، الامر الاول ان توسع الشراكة ويجري اشراك مكونات جديدة ممن شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني، ويجب ان يشاركوا في بناء الدولة المستقبلية، اما الامر الثاني فيجب ان تلتزم الاطراف جميعها بما في ذلك الاطراف الحالية بان تتولى دعم هذه الحكومة بمتابعة اعمالها بالرقابة عليها بتقديم الدعم لما تقوم به او لما يجري اعاقته من أعمالها، نحن ...

- مقاطعا: والا سيتكرر سيناريوا مصر في اليمن.

* نأمل ان لا يتكرر، وهنالك أمل بأن لا يتكرر وأعتقد انه في اللحظة الراهنة اليمنيون خرجوا بمنجز عظيم، ويجب ان يدعموه.

- ما هي آليات التطبيق الان اذا كان من مخرجات الحوار الوطني وقراراته ان يقوم الحوثيون بتسليم اسلحتهم الثقيلة لكن الجميع فوجئ بأن الحوثيون وصلوا الى مشارف صنعاء؟

* كل مقررات مؤتمر الحوار الوطني هي بحاجة في اللحظة الراهنة الى ان يبدأ العمل بتحويلها الى سياسات والى دستور والى قوانين، هذه العملية تبدأ بالخطوة الاولى وهي اعتقد انها خطوة ستتم قريبا والمتمثلة بتشكيل لجنة اعداد الدستور وهي منوطة برئيس الجمهورية وبالحكومة.

- من الذي سيشكل هذه اللجنة؟

* رئيس الجمهورية والحكومة.

- بقرار من من؟- بقرار من من؟

* بقرار من رئيس الجمهورية، ولكن العملية وفقا لآلية تنفيذ نقل السلطة، هي منوطه برئيس الجمهورية، وبالحكومة ولكن القرار بالتأكيد هو وفقا للدستور النافذ سيصدر من رئيس الجمهورية.

- انت باعتبارك وزير شؤون قانونية هل لجنة تأسيس الدستور او عمل الدستور ستكون لجنة معينة من رئيس الجمهورية اليس كذلك؟- انت باعتبارك وزير شؤون قانونية هل لجنة تأسيس الدستور او عمل الدستور ستكون لجنة معينة من رئيس الجمهورية اليس كذلك؟

* نعم

- بموافقة الحكومة؟

* نعم.

- هل ستكون لجنة فنية يعني أساتذة قانون؟

* نعم وفقا للشروط التي وضعها مؤتمر الحوار الوطني هي لجنة خبراء، لجنة فنية، وستشرف على عملها لجنة التوفيق، وهذه اللجنة أيضا هي بحاجة الآن وفقا لقرار مؤتمر الحوار ان تتوسع ان يجري توسيعها لتشمل كافة المكونات التي كانت تشارك في مؤتمر الحوار الوطني.

- متى يمكن ان ينجز الدستور؟

* انجاز الدستور محدد ايضا في الوثيقة، اللجنة امامها ثلاثة أشهر من تاريخ تشكيلها لكي تنجز الدستور، ولكن هناك فسحة طويلة أمام الحكومة والرئيس لتشكيل اللجنة هي ستة أشهر ربما انه حصل خطأ ما عندما وضع هذا التزمين.

- يعني في آخر السنة اذا الامور سارت على ما يرام؟

* لكن لا اعتقد ان هناك ضرورة لان ينتظر لمدة ستة اشهر انا اعتقد انه يجب ان يتم هذا في اسرع وقت ممكن، اما الامر الثاني وهو الامر المهم كما قلت، وهو توسيع لجنة التوفيق، وهذه اللجنة هي التي ستلعب الدور الرئيسي للإشراف على اعداد المؤتمر، وانا أعتقد انه بالإمكان ايضا اعطاء هذه الهيئة صلاحية اصدار التشريعات المتعلقة بمقررات مؤتمر الحوار الوطني، هذا الامر يتطلب الى اجراء استثنائي ...

- مقاطعا: اذا الدولة ضعيفة، انت معايا ان الدولة ضعيفة؟

* نعم .. نعم .. نحن ورثنا دولة على مشارف الانهيار.

- طيب نحن عندنا اولا الدولة ضعيفة، ثانيا نصف يفشل ونصف تخلى عنه داعموه، ثالث حاجه الرئاسة بطيئة في اتخاذ القرارات، وسط هذه المنظومة ما الذي يتوقعه اليمنيون لإنجاز احلامهم بأن تتحقق مقررات الحوار الوطني؟

* دعني أقول لك بان العملية ليست منوطه بالحكومة والرئيس فقط هي منوطه بكل الطراف السياسية التي تحملت مسؤولية اخراج اليمن مما هو عليه.

- لابد من قوة تنفيذية في النهاية؟

* نعم .. نعم .. لابد من قوة تنفيذية القوة التنفيذية الان الحكومة انا اتوقع انه في القريب العاجل رئيس الجمهورية سيعمل مع الحكومة بالتشاور مع الاطراف على تعديل الحكومة، وايضا اتوقع ان هذه الالتزامات ستتم بدعم هذه الحكومة، اما الامر الثاني كما قلت بانه لجنة التوفيق ممكن ايضا اجراء استثنائي وهو اعلان دستوري بأن يعطى لها صلاحيه بأن تحول قرارات مؤتمر الحوار الوطني الى .....

- مقاطعا: المهم الارادة السياسية، هل في ارادة سياسية لإنجاز هذه الاشياء في وقت سريع؟

* ليس أمام الاطراف اليمنية خيار آخر، وبالتالي يفترض أن تكون الارادة السياسية متوفرة، اما الصراعات التي ورثناها من الماضي نحن اذا انطلقنا الى تحويل مخرجات الحوار الوطني الى دستور والى قوانين والى سياسات فتلك المشكلات سوف نتغلب عليها.

- في ظل نفوذ الدولة العميقة هنا والنظام القديم هل تتوقع ان يتم انجاز هذه الاشياء خلال تسعة اشهر، ستة اشهر للرئيس حتى يشكل اللجنة، - ممكن يشكلها في ساعتين مش عارف اديتو له ستة أشهر ليه - وهي تنجز عملها في ثلاثة شهور؟

* ذلك ما تضمنته وثيقة او آلية نقل السلطة.

- وهم الناس اللي عملوا الوثيقة دي يعني كان في ... (يشير الى رأسه اشارة بمعنى كان في خلل في دماغهم)؟

* لا .. لا .. ربما حصل خطأ ما، لكن في كل الحالات لدينا تسعة أشهر أعتقد بأنها ستكون كافية، وكلما تم الاسراع بتشكيل هذه اللجنة، وبتوسيع لجنة التوفيق، كلما كان ممكنا الانجاز في الوقت المحدد.

- قل لي بشفافية، لا سيما للمشاهدين خارج اليمن، ربما الناس في اليمن يدركون الامور الى حد ما بشكل آخر، لكن ما الذي أوصل الحوثيين الى مشارف صنعاء بأسلحة ثقيلة (دبابات، صواريخ، مدفعية) يعني حتى أصبحوا قريبين من المطار؟

* اولا فيما يتعلق بقربهم من صنعاء، فهو تواجد لفئة معينة في مناطق مختلفة وموجودة ايضا في صنعاء وفي تعز وفي كل مكان، أما المواجهات المسلحة فهي امتداد للماضي، هذا الماضي الذي أتت الثورة من اجل تغييره، ونحن كحكومة وفاق وطني ورئيس الجمهورية يقود هذه العملية ، ننظر الى هذه المسألة بأنها مسألة موروث يجب التغلب عليه، بمعنى نحن يجب ان لا نكرر ادارة الحروب كما كان يفعل النظام القديم، وانما أتينا لننهي مثل هذه الحروب، وبالتالي مواقفنا يجب أن تكون فوق الطائفية وفوق المناطقية وفوق هذه الصراعات.

- لكن الذي حاصل هو غير ذلك، يعني هل يوما سيصبح أهالي صنعاء ليجدوا الحوثيين في القصر الرئاسي، ويسيطرون على المطار؟

* وان كانوا لا يزالون الى الان يحملون السلاح، هم كانوا واحد من مكونات الحوار الوطني، وقبلوا وباتفاق كل اعضاء مؤتمر الحوار الوطني الذي يمثل كل الاطياف السياسية، قبلوا بأن تستعيد الدولة نفوذها وسلطتها في كل البلاد، وان تحتكر استعمال السلطة، وبالدرجة الاولى ان تباشر بإنتزاع السلاح الثقيل والمتوسط ​​....

- مقاطعا: هم فعلوا ذلك بعد انتهاء الحوار؟

* هذا بحاجة الى إجراءات بالتأكيد، بحاجة الى يتحول الى قوانين، الى سياسات، وانا أقول لك شيء، هناك تدابير واجراءات قانونية ممكن أن تقدم عليها ....

- مقاطعا: بغير القوة والارادة لن يتحقق شيء؟

* انا أقول ان الارادة والقوة هي اولا الارادة السياسية التي أشرت اليها قبل قليل، ونحن لدينا قوة سياسية في لحظة ما ربما عملت بصورة منفردة، حان الوقت لأن تعود للعمل معا، نحن بحاجة الى كتلة تاريخية تحمل مشروع التغيير، نواتها موجود، نواتها هو اللقاء المشترك وشركاؤه، ويجب أن تستعيد هذه النواة قدرتها وان تتمكن من ان تتسع للأخرين بما في ذلك الحوثيين، الحوثيون كانوا قد إنضموا الى اللقاء المشترك وشركاؤه وعملوا معا خلال الفترة الماضية، لا يعني ....

- مقاطعا: لم يكونوا بهذه القوة التي أصبحوا عليها الان؟

* لم يتغير الامر كثيرا.

- هل ايران بعيدة عما يحدث في اليمن؟

* نحن في اليمن في وسط اقليم متصارع، وهذا الامر ليس خفي، وبالتالي ايران او غير ايران اذا وجدت فرصة أن يكون لها نفوذ أكبر بالتأكيد ستلعب دور، ولكن أقول الان بأننا نحن اليمنيون يجب ان لا نسمح بأن يلعب أي طرف باليمنيين وباستقرار اليمن وبمستقبل اليمن ، بل انا أدعوا بأن القوى السياسية في اليمن يجب أن تمد يدها لإيران وتعمل مع ايران اذا كان هناك جفاء مع اليمن بسبب هذا الصراع الاقليمي والعالمي القائم، وان يعمل العالم جميعا، وانا اقول ان العالم ادرك جميعا بما في ذلك جيراننا سواء كانت ايران او دول الخليج العربي، بأن الامن والاستقرار في اليمن هو جزء من الامن والسلم عالميا ولهذا نرى أن العالم يتابع ...

- مقاطعا: ده كلام قانوني جميل جدا مالوش علاقة بالواقع، الآن هناك الحوثيون في اليمن، الوفاق في البحرين، حزب الدعوة والمالكي في ايران، حزب الله والسوريين، الآن الجزيرة العربية محاصرة بنطاق شيعي من الشمال والجنوب والشرق، احنا الآن على مشارف حرب مذهبية ان لم يتحرك الناس لفهم الامر وتلافي هذا الامر.

* ولهذا انا اقول نحن دورنا بما في ذلك الاحزاب التي لها مرجعية دينية، دورنا جميعا ان ننتقل الى العمل السياسي، والمشروع السياسي، وسواء الحوثيين او غيرهم لن يستوعبهم الا المشروع السياسي الوطني للجميع، المشاريع الخاصة، او ما اسماها الدكتور ياسين سعيد نعمان بالمشاريع الصغيرة ، لا مستقبل لها لأي طرف كان، وان لا اعني طرف بعينة انما نحن جميعا يجب ان ننصهر في المشروع السياسي، وأن نشكل الجبهة التي دعوت اليها او الكتلة التاريخية لكي تتمكن من حمل هذا المشروع، ونحن انجزنا انجاز عظيم، نحن الان لدينا تجربة مقارنة مع وضع اليمن ومقارنة بالإقليم، أعتقد ان نجاحها سيكون نموذجا للانتقال الديمقراطي السلمي في بلد مسلح ومتصارع وفيه انقساما حاد.

- لماذا لم يصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قرارا بحل هذا البرلمان، برلمان 2003 برلمان النظام السابق، برلمان علي عبدالله صالح، والدعوة لانتخابات برلمانية تعكس قيام ثورة في اليمن؟ (اسمع منك الاجابة بعد فاصل قصير).

فاصل اعلاني

- اهلا بكم جديد من، سؤالي لك قبل الفاصل كان لماذا لم يصدر الرئيس قرارا حتى الان بالدعوة لانتخابات برلمانية والابقاء على برلمان 2003 الى الان، هل يرجى من هذا البرلمان أن ينجح الثورة؟

* الدعوة الى انتخابات برلمانية قبل ان يجري تحقيق مخرجات الحوار الوطني امر غير ممكن، ولكن كانت هناك خيارات اخرى، انا سأتحدث عن خيار انا كنت شريك فيه باعتباري عضوا في الحزب الاشتراكي اليمني، كان لدينا تصور بإيجاد آلية قانونية جديدة مهمتها تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، هذه الالية تتمثل بإيجاد جمعية وطنية تضم كل أطراف العمل السياسي، او كل مكونات مؤتمر الحوار الوطني وبنسبهم الحالية، لكي تتمكن من تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وكان لدينا ايضا رأي بأن يجري تشكيل حكومة جديدة ايضا تشمل ممثلين عن كل مكونات مؤتمر الحوار الوطني، هذا المقترح لم يقبله مؤتمر الحوار الوطني، ومؤتمر الحوار الوطني ابقى على البرلمان الحالي، وعلى الحكومة الحالية، ومن ثم لم يعد بيد الرئيس عبدربه منصور هادي ان يتخذ اي إجراء خلافا لما أقره مؤتمر الحوار الوطني، ولكن بيده ان ينفذ هذه المخرجات بشيء من الابداع وبالعملية الابداعية، وكما قلت في السابق انا اخشى مثلك على مخرجات الحوار الوطني خاصة عندما تتحول الى تشريع وتذهب الى هذا البرلمان الذي أعاق كل عمل ذهب اليه ....

- مقاطعا: يعني شيء مش موجود في الثورات في التاريخ، اللي بيحصل في الثورات العربية شيء غير مسبوق في التاريخ؟

* هناك إعاقات نحن نعرف قانون العدالة الانتقالية جرى إعاقته، هناك بعض الاتفاقيات الدولية موجودة لدى البرلمان جرى اعاقتها، لكن انا اقول يمكن ان يوجد حل ابداعي، وهو ايجاد اجراء استثنائي لا يتعارض مع قرارات المؤتمر، قرارات المؤتمر فوضت لجنة التوفيق بالمتابعة والاشراف على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ان يؤتى لها صلاحية تشريعية فيما يتعلق بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبالتالي يضل مجلس النواب للأعمال التي لا تتصل بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتقوم هذه الهيئة بالعمل ....

- مقاطعا: طيب هم سيقولون نحن شغلتنا التشريع، يعني انت حتدخل دي الوقت في دوامه من النقاشات، قل لي عشان لا اغرق في هذه النقطة، لان الآن الثورة اليمنية ثورة لا مثيل لها في التاريخ، ثورة قامت وتحكم بالنظام السابق تقريبا ولا يوجد الا إختراق قليل جدا للثورة في أشياء قليلة، أنتم في الحزب الاشتراكي لماذا رفضتم النظام الفيدرالي الذي يتحدث عنه اليمنيون الآن بخصوص تقسيم اليمن الى ستة أقاليم، تحكم بنظام فيدرالي؟

* بالإشارة الى الموضوع السابق، نحن في اليمن جمعنا بين الثورة والمصالحة الوطنية وبالتالي من أجل السلام ....

- مقاطعا: أي مصالحه - معليش يعني - النظام السابق راكب عليكو بالقوة، يعني انتو بتقولو المصالحة عشان انتو في وضع الضعف، اللي يفرض المصالحة اللي في ايده القوة.

* نحن قلناها أثناء الثورة وفعلنا ذلك من أجل السلام، وبالتالي نحن نسير في التغيير بتوافق وطني. فيما يتعلق بموقف الحزب الاشتراكي، الحزب الاشتراكي ربما قبل ثلاث سنوات كان هو الوحيد الذي طرح الدولة الاتحادية الفيدرالية، ونحن لم نغير موقفنا من هذا الامر.

- انتم رفضتم مع الحوثيين؟

* أقول لك ما الذي إختلفنا فيه مع الاخرين، نحن تقدمنا ​​برأي ان تقوم الدولة الاتحادية على اقليمين، وكان هناك خيار آخر هو خيار ستة أقاليم، ثالث وخيار غير محدد، كان يفترض اللجنة ان تخوض فيه وان تحدد، نحن في هذا الامر اولا اكدنا بأنه سنعمل بكل ما لدينا من امكانية من اجل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ومن اجل تحقيق العملية السلمية والعملية السياسية، وهذا الامر ثابت لدينا لا غبار عليه، لكن كان مطلبنا أن يجري مناقشة الخيارات على قدم المساواة، وبالتالي الخيار الذي سيتم اختياره وان لم يكن خيارنا نحن سنحتفظ بموقفنا ولكننا سنسير مع الوفاق الوطني من أجل تحقيق ....

- مقاطعا: ولماذا لم تفعلوا ذلك حتى لا يحدث انشقاق، خلاص صدر القرار، والناس كلها مبسوطة، فلماذا انتم الان تقفون ضد هذا؟

* ونحن لم نفعل غير اننا قدما احتجاجا على الطريقة التي جرى التعامل فيها مع خيارنا، يعني لم نكن نطلب أكثر من ان يطرح في الاعلام وفي النقاش أن هناك .....

- مقاطعا: خلاص خلص، وأعلن.

* الان سنسير لدعم مخرجات الحوار الوطني ولإنجاز هذه المهمة ...

- مقاطعا: بما فيها قرار الفيدرالية؟

* كل العملية.

- هل ده يعتبر موقف جديد للحزب الاشتراكي الآن معلن ان الاشتراكي مع كل قرارات الحوار الوطني وعلى رأسها قرار تقسيم اليمن الى ستة أقاليم؟

* أمين عام الحزب الاشتراكي كان له تصريح يومنا هذا عبر عن اعتراض الحزب على محاولة تهميش الحزب وخياراته وانه على الاقل تناقش وقال انه نحن لا نقبل مثل هذا التهميش، لكننا نحن ندعم العملية السياسية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ومع ذلك من حقنا ان نظل نذكر الناس بأنه لدينا خيار ربما ....

- مقاطعا: خلاص .. كل سنة وانت طيب

* متابعا: ربما فى المستقبل يثبت سلامته كما قلت كان الجميع يلوموننا عندما طرحنا حل الدولة الاتحادية او الفيدرالية، اليوم الجميع يشيد بهذا، ما ادراك انه في المستقبل نجد انه حل الاقليمين هو الافضل، وانا أقول انه من وجهة نظري انه ليس بالضرورة أن يتضمن الدستور الاقاليم، يجب ان تكون هذه العملية عملية مرنة يتضمنها قانون للأقاليم قابل للتجربة والاختبار والتراجع.

- ما حجم الاموال التي تتوقعون انها نهبت من ثروات هذا الشعب حيث تقدر من بعض الجهات بثلاثين مليار دولار.

* انا وزير شؤون قانونية وبالتالي مهمتي ايجاد الوسائل والتدابير لمعرفة حجم هذه التي جرى .. ، هناك مسائل معروفة اتخذت اجراءات بشأنها، مثلا التصرف بموانئ عدن، تمكنا من استعادتها.

- قلنا ايه الحكاية دي؟

* يعني كان هناك تصرف فيها

- لصالح اشخاص محددين؟

* على أي حال ...

- لا .. لا .. لا .. معليش قول للشعب

* المبدأ انه ميناء عدن ميناء حيوي وعالمي، كان يوما ما عالميا وبإمكاننا ان نعيده الى ميناء محوري عالمي، اليمن تخلت عن هذا الدور وتصرفت به وصار يدار خارج سيادة اليمن وخارج قدرة اليمن على التحكم بالميناء.

- ازاي مين اللي كان بيديره يعني؟

* صارت تديره شركات خليجية، ميناء دبي صار يديره.

- طيب ميناء دبي كان بيديره، اليمن بتستفيد والا كان في فساد في المسألة؟

* لا اتحدث انا عن فساد، الطموح الذي اراده اليمنيون بتطوير ميناء عدن وتحويله الى ميناء عالمي لم يتحقق وكان التصرف لفترة زمنية طويلة تصل الى ثلاثين سنة.

- يعني ثلاثين سنة وموانئ دبي هي التي تدير ميناء عدن؟

* نحن استعدنا، كان لا يزال هناك خمسة وعشرين سنة

- يعني العقد كان مدته ثلاثين

* لكن انا اقول نحن كدولة، مثل هذا الميناء يجب ان نبذل فيه كل الجهد.

- قول لي الاول، الفلوس بتاع الفساد، انت لقيت المبالغ فين؟ والفساد كان فين؟ كاش والا اراضي والا بترول والا ايه؟

* استكمل فكرتي عزيزي، الامر الثاني ان هناك بعض العقود المتعلقة بالثروة وبالذات عقود الغاز لم تكن منصفة بالنسبة لليمن، نحن الان كحكومة نعمل من اجل تغيير الوضع وقد نجحنا مع احدى هذه الشركات وجرى مضاعفة سعر الغاز تقريبا اربع مرات.

- كان كام وبقى كام؟

* يعني كان ثلاثة دولار وقليل، وصار اثنا عشر دولار وقليل،

- للمتر المكعب او للوحدة؟

* للمليون وحدة، يعني تضاعف اربع مرات.

- وكان يباع زي ما نظام مبارك عمل مع اسرائيل والاردن، كان برضه معمول نفس القصة، يعني كان برضه في فساد في عقود الغاز وايه تاني؟

* ربما ان هناك تحقيقات قضائية في هذا الامر، انا لن اتحدث عن الفساد، لكن انا اقول انه نعمل على اسقاط ....

- مقاطعا: النائب العام اليوم اصدر قرار النيابة العامة بعد ثلاث سنوات للتحقيق في الغاز.

* هو بدأ التحقيق عندما شكلت لجنة وزارية لإعادة النظر في هذا الموضوع والان يجري تفاوض مع الشركات التي تمتلك العقود الاخرى واعتقد ليس مطلوب منا ان نعلن في الاعلام ما مسار هذا التفاوض، أعتقد اننا سننجح.

- الان موانئ عدن، الغاز والنفط، وايه كمان؟

* هناك تقديرات بأن هناك مليارات جرى تحويلها الى شركات، الى أسهم ..

- داخل اليمن ولا بره؟

* خارج اليمن وداخل اليمن.

- مسكتو حاجات؟

* نحن الان نتخذ الاجراءات القانونية اولا، وزارة الشؤون القانونية تقدمت بمشروع قانون الى مجلس الوزراء لاستعادة الاموال المنهوبة، شكلت لجنة بهذا الشأن، واللجنة بدأت عملها لمراجعة مشروع القانون، وسنطرحه للتداول العام حتى لا يشعر المستمع ان هناك طرف سياسي ....

- مقاطعا: هل تعاونتم مع الامم المتحدة او جهات دولية؟

* بالتأكيد سنتعاون معهم، واعتقد انه حتى مجلس الامن سيدعم اصدار مثل هذا القانون.

- هل هناك بعض الدول الغربية ابدت استعدادها لإعادة بعض الاموال المنهوبة.

* لا هذه عملية تالية ولكن مع هذا انا اتوقع انه ممكن تحصل اعاقة لهذا القانون كما اعيق قانون العدالة الانتقالية.

- قانون العدالة الانتقالية ايضا كان سؤالي لك عنه ان هذا القانون لم يطبق، لم ينفذ، زي ما قلت لك مافيش ثورة قامت في اليمن، هم الشباب هاجوا، وبعد ما دفعوا ثمن كبير جدا ما فيش حاجة حصلوا عليها لسه؟

* لا .. الثورة اليمنية ستحقق اهدافها وطريقها مرسوم وواضح وربما وضعنا افضل من وضع غيرنا من حيث ان لدينا رؤية للمستقبل الذي اخذ الطريق ....

- مقاطعا: هو بعد ما حصل في مصر الجماعة اللي هنا نفشوا ريشهم برضه بتوع النظام السابق؟

* المجال لا يسمح بأن اتحدث عن الفرق بيننا وبين مصر من ناحية الكتلة السياسية الموجودة في اليمن فالوقت لا يكفي، لكن انا اقول بالنسبة لقانون العدالة الانتقالية الحقيقة فوتت علينا فرصة، حوالي سنة ونصف كان بالإمكان ان نطبق العدالة الانتقالية ولكن هذا الامر لم ينتهي، نحن سنعاود الكرة من جديد الان، ولدينا مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وهي ملزمة للحكومة وملزمة للبرلمان وبالتالي نحن ربما خلال شهر بالكثير سنعيد تقديم هذا المشروع الى مجلس الوزراء بناء على المحددات الجديدة التي اتى بها مؤتمر الحوار الوطني، واكرر من جديد اتمنى ان يجري توافق سياسي على اعطاء لجنة التوفيق صلاحية التشريع فيما يتعلق ...

- مقاطعا: انت تؤمل كثير على لجنة التوفيق، حتى تكون بديلا عن البرلمان؟

* فيما يتعلق بمخرجات الحوار الوطني.

- فقط يعني؟

* نعم فقط في هذه المسألة يعني.

- في علامات استفهام كثيرة حول الحصانة الممنوحة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح واركان نظامه، وانهم يستخدمونها في كثير من الاحداث التي تجري على ارض اليمن؟

* مقابل السلام والعدل منح علي عبدالله صالح ومن عملوا معه عفو.

- مافيش سلام وعدل لسه؟

* نعم مع الاسف ان من منحوا العفو سعوا الى اعاقة العدل.

- فقط اعاقة العدل؟

* لا فيما يتعلق بهذه المسألة تحديدا، اعاقة انصاف الضحايا وذلك بتحقيق العدالة الانتقالية، ومن ثم صارت هذه الحصانة او العفو غير قابلة للتطبيق ايضا لانه بدون تحقيق العدل لا يمكن نزع فتيل الثأر والانتقام، ولا يمكن ايضا ان يفرض على الناس عفو دون ان يحصلوا على عدل وانصاف، ومن ثم انا تحدثت اكثر من مرة بان اعاقة العدالة الانتقالية هو مخاطرة بالحصانة والعفو.

- هل معنى ذلك ان هذه الحصانة ليست ابدية؟

* هي ليست ابدية بالتأكيد.

- لكن من يملك ان يوقفها او يزيلها وهي نتاج لمصالحة عامة؟

* هي اولا ليست أبدية، وليست حصانة للمستقبل، هي حصانة على الماضي، والى تاريخ اصدار القانون وما يتم في المستقبل لا يشتمل عليه الحصانة، والحصانة هي لشخص الرئيس السابق اما ...

- مقاطعا: واركان نظامه؟

* لا هي ليست حصانة، هناك عفو من الملاحقة الجنائية فيما يتعلق بالأفعال التي ارتكبوها اثناء ادائهم لوظائفهم، أي ارتكاب انتهاك حقوق الانسان وهم يؤدون وظيفة أمنية او عسكرية، ومع هذا لو استطعنا ان نتجاوز هذه المسألة وان يتحقق العدل والانصاف للضحايا وان يتخلى من حصلوا على العفو عن اعاقة العملية السياسية واعاقة التغيير، نحن نعتقد انه سيكون خير لنا جميعا ان لا يعاقب احد، ولكن ان لا يظلم احد، وان لا يجري عقاب على سبيل التمييز ولا عفو على سبيل التمييز.

- معالي الوزير كيف ستحققون هذا وانتم لا تملكون ولا تمسكون بشيء من مفاصل الدولة؟ مفاصل الدولة كلها تقريبا مع النظام القديم؟

* نحن انجزنا انجاز عظيم والمتمثل بوضع اسس للمستقبل، هذا المستقبل لن يستطيع ان يقف امامه أحد، قد يعيق لبعض الوقت، قد يسبب لنا اضرار لكن لن يستطيع ان يعيد الامور الى الخلف ومن ثم انا اقول نحن بحاجة الان الى جانب الاليات القانونية والتدابير القانونية الى آليه سياسية تنهض بهذا المشروع ليتم تنفيذه بأسرع وقت ممكن، وهو امر ليس بعيد المنال وانما قريب المنال والتعثر هنا وهناك لن يمنع تنفيذ هذا المشروع.

- من الذي يقف امام التفجيرات والفوضى في صنعاء ومناطق أخرى في اليمن؟

* انا قلت ان هناك طرف لديه استراتيجية الفشل، وضع استراتيجية بأن يفشل العملية السياسية بأن يفشل الاوضاع بأن يفشل الحكومة ... الخ.

- النظام السابق والمؤتمر الشعبي يعني؟

* قد تكون هناك اطراف اخرى، انا حزب المؤتمر لا اتهمه كحزب، حزب المؤتمر تعرف انه حزب واسع، وهناك رئيس الجمهورية ينتمي اليه وهو أمينه العام، وهناك شخصيات تعمل بالحوار بصورة ايجابية ولكن هناك تيار النظام السابق الذي لم يقتنع بعد بأنه قد فات الاوان ولم يعد بالإمكان العودة الى الخلف وانا اعتقد ان الامر لا يسير لصالحة، بما في ذلك في اطار المؤتمر الشعبي، وانا اؤكد بأن كافة الاطراف السياسية هي حريصة على ان يظل المؤتمر الشعبي لاعب سياسي وان لا يحصل ما حصل في الماضي، ايجاد فراغ في اطار التوازن السياسي وادى الى هذا التدهور وادى الى تعملق النظام على كل المجتمع وافراغه من كل امكانياته، نحن نريد ان لا تتكرر التجربة التي تمت ضد الحزب الاشتراكي اليمني.

- في ذكرى مرور ثلاث سنوات على اندلاع الثورة اليمنية، ماهي المخاطر التي تهدد الثورة اليمنية؟

* المخاطر الرئيسية تتمثل في الدرجة الاولى بمحاولة تعزيز الانقسام داخل المجتمع، وهذا الامر يجب أن نتغلب عليه وان نبذل كل جهد بشأنه، وبدرجة رئيسية الانقسام الجهوي والانقسام الطائفي، ونحن حقيقة الطائفة الجغرافية والدينية لم تكن لدينا في اليمن ظاهرة كهذه والان اصبح هناك من يستخدمها.

- يعني كما يقول البعض ان الحوثيون فرضوا واقعا جغرافيا وسياسيا جديدا في اليمن؟

* هناك من يحاول ان يستعمله وانا اؤكد لك بأن أي مشروع صغير، مشروع خاص لن ينجح في اليمن لأن اليمن بلد قامت فيه الدولة والحضارة منذ الاف السنين، وحصلت مناطق ضعف في الدولة في الوقت الحاضر، مناطق الضعف هذه بالإرادة السياسية سنتغلب عليها، وانا اعتقد بأنه سنتغلب عليها.

- كيف تنظر لمستقبل اليمن في ظل هذا الواقع وفي ظل الضبابية التي يراها كثيرون وفي ظل الضعف السياسي للدولة؟

* الانتقال سيكون صعب وربما سندفع بعض الثمن، لم نصل بعد الى بر الامان ولكننا في لحظة تاريخية فارقه، هناك مشروع مدعوم مجتمعيا بصورة غير مسبوقة في التاريخ، وايضا لأول مرة المجتمع الدولي يدرك بأنه يجب أن يدعم التحول والتغيير في اليمن وان يمكنها من تحقيق الانتقال الديمقراطي.

- ماذا تقول لشباب الثورة الذين لا زالوا يأملون في الكثير ويرون انه لم يتحقق الا القليل؟

* انا أقول لهم بأن ما حققوه الكثير، ولولا تضحياتهم ما كانت طرحت مسألة التغيير السلمي للنظام القائم وما تمكنا من عقد مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته التي هي متقدمة جدا على صعيد بناء الدولة وعلى صعيد حقوق الانسان وحرياته وعلى صعيد ايضا توزيع السلطة والثروة.

- دكتور محمد احمد المخلافي وزير الشؤون القانونية شكرا جزيلا لك آمل ان يكون حواري قد انساك برودة الجو الذي نحن فيه الان.

* شكرا لك استاذ احمد.

- اشكرك شكرا جزيلا كما اشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم 

 
قراءة 2998 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 04 آذار/مارس 2014 01:11

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة