طباعة

العواضي :القاعدة استطاعت تجييش القبائل بتصوير الصراع سنياً شيعياً

  • الاشتراكي نت / حوار ـسام أبو اصبع

السبت, 22 تشرين2/نوفمبر 2014 19:28
قيم الموضوع
(2 أصوات)

تستضيف «الثوري» الرفيق المناضل عبد ربه الذيب العواضي عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني فـي لقاء قصير وددنا أن يطول فقد آثار فـي حديثه الكثير، وتحديداً سؤال طرحه على نفسه وأجاب على الكثير من الأسئلة والمعلومات. نحتاج مستقبلاً الوقوف عليها وتدوينها كجزء من ذاكرة وطنية ما زال مجهولاً ولم يكتب بعد فإلى الحوار:

• فـي البدء نرحب بالأستاذ المناضل الرفيق عبدربه الذيب العواضي سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي فـي محافظة البيضاء ونبدأ معك حوارنا القصير لصحيفة الثوري بسؤال حول ما يجري اليوم فـي البيضاء كساحة صراع جديدة وجرح نازف بخاصرة البلد وما هي قراءتك لما يحدث فيها؟

- بداية نشكر صحيفة الثوري والقائمين عليها على إتاحة الفرصة للكلام عن أوجاع محافظة البيضاء خصوصاً والوطن عموماً وسؤالك حول محافظة البيضاء ونحن نجيب على هذا السؤال يجب علينا ان لا نغفل طبيعة المحافظة السنية وطبيعتها القبلية وبعد ما حدث من معارك عنيفة وشرسة في منطقة قيفة وتحت شعار محاربة القاعدة. أعطى الفرصة للقاعدة التي استفادت من هذا الشعار واستطاعت ان تجيش قبائل المنطقة بتصوير الصراع كصراع سني وشيعي.وان الحوثي الذي لم يقبل السلفيين بدماج بحجة انهم سنة ومن خارج المنطقة فكيف يسمح لنفسه ونسمح بتمدده في محافظة البيضاء وهي محافظة سنية وتحت هذا الشعار دارت المعركة وما زالت في قيفة وبعد ان دمرت المنازل، وقتل اطفال ونساء في قصف طال القرى، حدث ان داعي العصبية القبلية جعلها تقف معاً في مواجهة الحوثيين الذين اصبحوا في نظر ابناء المنطقة معتدين ويجب الوقوف في وجههم. وأريد ان أقول لك ان معاقل القاعدة لم تمس حتى الآن.

• ما الذي حدث فـي البيضاء يوم الاثنين الماضي؟

- الذي حدث في البيضاء حسب المعلومات التي لدينا أو التي حصلنا عليها يقال ان أحد الجنود التابعين لقوات الامن الخاصة (الامن المركزي سابقاً) خرج الى سوق القات وهو يحمل شعارات تعود للحوثيين وفي اثناء ذلك اعترض طريقه مجموعة قالوا انهم من تنظيم القاعدة وقاموا بالاعتداء عليه وأخذ سلاحه قبل ان يقوم بإلقاء قنبلة كانت بحوزته تجاههم ونجم عن ذلك إصابة 3 أفراد، وبعد ذلك خرجت مجموعة من الجنود دون آوامر وقامت بترويع الناس وإطلاق عدد من القذائف والرصاص في شوارع المدنية والتي تحولت خلال نصف ساعة الى مدينة حرب. ونتج عن ذلك مقتل مواطن من آل حميقان قبل ان يشارك لواء المجد في مكيراس في الاشتباكات وقام بإطلاق العديد من القذائف والصواريخ على الجبال المطلة على الزاهر وآل حميقان. هذا ما حدث بالضبط.

• عفواً يارفيق عودة لإجابتك الأولى قلت لي إن معاقل القاعدة لم تمس حتى الآن مع اننا سمعنا ان معاقل القاعدة فـي رداع قد تم اقتحامها هل هناك معاقل أخرى تقصد؟

- كل المعاك الدائرة اليوم هي في قيفة ومحيطها، في حين ان المعقل الرئيس للقاعدة وحسب ما يقال عندنا في البيضاء والمعروف هو في منطقة يكلا والى الآن لم تشهد أي معارك حقيقية.

 • ما تصوراتكم لمستقبل الصراع فـي محافظة البيضاء؟

- اذا لم يتدارك الاخوان في انصار الله الموقف ويكتفوا بما قد وصلوا اليه والتوقف عن التمدد في مناطق جغرافية يستفز سكانها تواجدهم فيها فإن الصراع سيطول داخل محافظة البيضاء وسيكون صراعاً طائفياً بامتياز سني شيعي، ومن يعتقد بأنه سيستطيع على هذا الأساس حسم معركته فعليه ان يراجع حساباته قبل الغرق في مستنقع لا فكاك للبلد عموماً منه.

• ما أبرز الصعوبات التي تواجهكم فـي نشاطكم التنظيمي للحزب فـي المحافظة فـي ظروف كالظروف التي سبق وان تحدثت عنها؟ وما موقفكم فـي الحزب الاشتراكي اليمني فـي البيضاء من ما يحدث فيها من صراع؟

- نحن في الحزب الاشتراكي اليمني لدينا موقف واضح وصريح من الحروب ونحن ضدها بمختلف أشكالها وضد الارهاب. ونحن نقول هذا الكلام من تجربة خضنا فيها حروباً وصراعات لعدد من السنين لم تثمر ولم تجد شيئاً للشعب اليمني وبذلك نحن لسنا مع طرف ضد طرف. نحن ضد هذه الحرب برمتها هذا أولاً، وثانياً نحن ضد ان تقوم جماعة ما أياً كانت هذه الجماعة بتصفية جماعة أخرى. أو ان تقوم بمهمة الدولة التي وحدها لها الحق في عقاب أي جماعة تضر بالصالح العام وتعتدي على سكينة المواطن وأمنه ونحن ضد أي جماعة أو فئة أو حزب يحاول ان يحل محل الدولة.

كنا نعاني في الماضي من الدولة التي قسمت المحافظة وأشعلت فيها الحروب والثأرات بين مختلف القبائل، وهذا أثر كثيراً على العمل الوطني وعلى استمراريته ولم نعد نستطيع النشاط في قبائل لديها ثأرات صنعتها الدولة منذ 67 حتى الآن كما تضاف اليوم مصيبة جديدة الى مصائبنا السابقة وهي أشد وأخطر وتتجه نحو شق المحافظة على أسس طائفية وستولد ثأرات لا تحصى وستشتعل حرب مذهبية لا قبل لأحد بها؟

• ما تحضيراتكم فـي المحافظة كحزب للمجلس الحزبي وكيف تنظرون أو ما رؤيتكم لما ينبغي للمجلس ان ينفذه من مهام؟

- في المحافظة استكملنا جميع التحضيرات ووافينا اللجنة التنظيمية في حينها بأسماء مندوبينا وأكملنا كل ما طلب منا، وفي موضوع المجلس نحن كنا نأمل من حيث الأساس لعقد مؤتمر عام سادس للحزب الاشتراكي اليمني كمحطة رئيسة نقيم فيها وضعنا وننطلق صوب المستقبل رغم ما يعانيه الوطن من ويلات ولكن وللاسف الوضع التنظيمي المهلهل للحزب عكس نفسه على الوضع العام للحزب رغم ان الظروف التي يعيشها الحزب الاشتراكي ما زالت واقعة تحت تأثير حرب صيف 94 وما صاحبها من ملاحقات وتجميد لأرصدة الحزب والتضييق على نشاطاته وكوادره ما زالت مهمشة وقضاياها الحقوقية لم تحل حتى الآن لا في الجانب المدني ولا في الجانب العسكري. لكن إصرار الحزب وإخلاص كوادره لقضيتهم الوطنية العادلة تجعلهم مستمرين وسائرين الى النهوض بواقع الحزب وإعادته الى تصدر المشهد وحمل القضية الوطنية.

بالنسبة للمجلس الحزبي أصبح أمراً واقعاً بعد ان شاءت الظروف عدم عقد المؤتمر العام.

• المعذرة يا رفيق على مقاطعتك ولكن ما هذه الظروف المانعة؟

- ظروف الحزب في المحافظات الجنوبية وعدم حل القضية الجنوبية حتى الآن وظروف الحزب أيضاً في الشمال جعلت المتاح امامنا هو المجلس الحزبي والذي من خلاله وفي الجانب التنظيمي ومن جانب شرعية الحزب نستطيع تجديد وضعنا التنظيمي امام لجنة شؤون الأحزاب وامام القانون، الجانب الثاني تعويض ما فسد علينا في الفترة السابقة وجعل الكونفرنس محطة للانطلاق الصحيح نحو الافضل والإعداد الجيد للمؤتمر العام السادس.

• باعتقادك ما الذي فسد فـي الحزب خلال الفترة السابقة؟

- طبعاً الأوضاع شبه منفلتة في منظمات الحزب وعدم توفر الامكانيات والانكسار النفسي لدى العديد من كوادر الحزب. والآمال التي كانت منعقدة على ثورة 11 فبراير تلاشت مع تعرضها مرتين للاختطاف من قبل القوى الدينية وهذه واحدة من العقد التي عكست نفسها على الحزب الاشتراكي.

• هل تحكم هنا على فشل ثورة فبراير؟

- لا، انا اقول ان الحزب اندفع بقوة في الثورة على أمل ان هذه الثورة هي الأمل الأخير والخلاص للشعب اليمني للتحرر من الاستبداد وبناء الدولة المدنية الحديثة، ولكن كما قلت لك تعرضت الثورة للاختطاف من بين أيدينا وأصبحت حبيسة قبل ان يأتي من يخطفها من حبسه ويصادرها لحسابه مرة أخرى.

• وهل الاختطاف نهائي هذه المرة؟

- الأمل ما زال موجوداً ويعتمد بالأساس على عزيمة الشباب وعودتهم الى ساحات الثورة بشكل أكثر تنظيماً وقدرة على حماية الثورة من أي اختطاف جديد.وعليهم ان يعرفوا ان الضحايا الذين سقطوا ليسوا قليلين، وعدم الوفاء لتضحياتهم يعد خيانة لها وتفريطاً بدمائهم. وأنصح الشباب بالشروع في تنظيم أنفسهم والنضال من أجل استعادة الثورة.

• بالعودة الى موضوع رداع والبيضاء ومع دخول عامل جديد متمثل فـي الجيش وتحديداً لواء المجد هل يمكن ان نشهد حسماً قريباً لطرف ما؟

- المعلومات التي لدينا تفيد ان الضرب من مكيراس الزاهر أمر شكلي وإعلامي أكثر منه مشاركة فعلية ومؤثرة في سير المعركة. وطبيعة القبائل لدينا ان الكل سيستميت وسيقاتل الى آخر رجل، والقصف والخطر دائماً يوحدهم، وأريد ان أقول لك ان المصيبة الكبرى تتمثل في ان المشايخ عندما تحزبوا تركوا مهمتهم الاجتماعية في حل مشاكل الناس وذهبوا للتعصب مع أحزابهم في الحق والباطل، وبالتالي فقدان الشيخ لاستقلاليته جعله يفقد مرجعيته القبلية وحكمه النافذ على الناس وبالتالي لم يعد المعبر عن رأي القبيلة أو عن مصالحها وهذه من المشاكل التي زرعتها الدولة في البيضاء. والبيضاء طبيعتها القبلية طاغية أكثر من أي مناطق أخرى فالقبائل في المناطق الأخرى تتقاتل وتتسامح، وعندنا -تخيل معي- الثأر لا يموت وعندنا قضايا عمر الثأر فيها يصل الى 200 عام. وانا اقول لك الخطر هو الوحيد الكفيل بتوحيد قبائل البيضاء وسيمتد الصراع فيها وسيقسم المجتمع اليمني بأكمله.

• سؤالي الأخير أتركه لك لتطرحه على نفسك وتجيب عليه؟

- هناك حديث ذو شجون عن تاريخ الحركة الوطنية وعن ثورة سبتمبر سأحاول التطرق لمحطات منها بسرعة. وهنا اقول ان ثورة سبتمبر أتت كمنقذ للشعب اليمني وللأسف الشديد سرقت هذه الثورة في اليوم الثالث وتحديدا يوم 29 سبتمبر كما خطفت ثورة 11 فبراير ولم تنجح في إيقاف نزيف الدم اليمني الذي استمر في النزيف منذ 62 الى حدك والتاريخ حيث تصارعت قوى الجمهورية والملكية حتى 67 ودخل على الخط انقلاب 5 نوفمبر 67 وبدأ عنده الانتقام من قوى الثورة وقام قادة الانقلاب بتصفية خيرة الكوادر الثورية لسبتمبر، وفي العام 1970 وقع اتفاق السلام بين الجمهوريين والملكيين وقبله كان هناك حصار السبعين يوماً والذي استبسل فيه الشعب اليمني في الذود عن عاصمة الجمهورية، وبعد فك الحصار بدأ النزيف من جديد بتصفية قادة المقاومة الشعبية والتخلص ممن دافع عن صنعاء وحماها من السقوط، وبعد ذلك تشكلت نواة الجبهة الوطنية من رحم المقاومة الشعبية والتي استلمت الراية الوطنية وحملت لواءها حتى العام 1982 العام الذي شهد أخطر تآمر على الجبهة الوطنية وتمثل في اتفاقية تعز بين الرئيسين على ناصر محمد وعلي عبدالله صالح. ورغم كمية التضحيات التي قدمتها الجبهة والشعب اليمني ككل من قتل وتشريد وتنكيل والذي وصل به الأمر الى مسح قرى من على خارطة الجمهورية، والمحاكم العسكرية التي نصبت لعديد من كوادر الجبهة ومن خارجها إذ يكفي تهمة الانتماء للجبهة لإصدار حكم عسكري بالإعدام وتنفيذ الحكم في مدة لا تتجاوز الايام القليلة في محاكم صورية لا تراعي أبسط الحقوق. واقول لك بالرجوع الى اتفاق تعز حيث شهدت الايام التي تلت الاتفاقية قيام القوات الحكومية في اليمن الشمالي بتنفيذ حملات وغارات انتقامية على مناطق موالية للجبهة على خلاف ما تم الاتفاق عليه مع علي ناصر محمد وبالتالي استمر الدم بالنزيف حتى قيام الوحدة التي قلنا انها ستنصفنا ولم ننصف، وبعد ذلك أتت حرب 94 التي عمقت مزيداً من الجراح وظل النزيف مستمراً حتى أتى الحراك الجنوبي وبدأ نضاله السلمي لاستعادة حقوقه المشروعة وقوبل بالقمع من النظام وتدخلت الايادي الخبيثة لتقسيم الحراك وتشويهه من الداخل واستطاعت ان تشق صفوفهم وما زالت المؤامرة عليهم وعلينا حتى هذه اللحظة والضحية الشعب اليمني وفي طليعته الحزب الاشتراكي اليمني..

 

قراءة 2868 مرات

من أحدث

1 تعليق