أسعد عمر: لا يمكن العودة بالبلد إلى ما قبل 2011 ويجب الحفاظ على الصراع عند المستوى السياسي

  • الاشتراكي نت/ التقاه: سام أبواصبع

الثلاثاء, 13 كانون2/يناير 2015 19:22
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

استعادة الدور وبفاعلية للقوى السياسية والمدنية كرافعة أساسية للمشروع الوطني هو الوسيلة الأنسب واستنهاض حالة الوعي الوطني والسياسي.

على السلطة والأطراف السياسية ألا تتعامل باتجاه الأقاليم عبر فرض خيار الأقاليم الستة التقاه: سام أبواصبع

تستضيف "الثوري" الرفيق أسعد عمر أحد شباب الحزب الاشتراكي وعضو لجنته المركزية للحديث عن قضايا ما تزال مثاراً للجدل والالتباس ملتمسين رؤية شبابية جديدة ومغايرة لمجريات الأحداث التي تعتمل في البلد ومعها يسأل الكثير من المتابعين اليمن إلى أين:

* مع مرور الأيام يغرق المشهد اليمني في مزيد من التعقيدات معها يبدو أن اليمن في طريقها إلى التفكك. اليمن برأيك إلى أين، وهل نحن مقبلون على عصر الدويلات؟

- الحقيقة أنك باشرتني بسؤال قوي ومع ذلك وتأسيساً على ما اختتمت به سؤالك فإن المتتبع لمسار الأمور في اليمن يجد كل الاحتمالات مفتوحة ولكل منها من المؤشرات ما يدعم امكانية حدوثه، ما هو محسوم برأيي هو عدم امكانية العودة إلى ما قبل فبراير 2011 وإلى ما قبل 1990 أيضاً إلى ما قبل 1962 و1963.

* اعتبر ان كلامك هذا فيه الكثير من التفاؤل، على ماذا يبنى تفاؤلك هذا وكل الشواهد بعكس ذلك في ظل غياب شبه كلي للدولة؟

- هو يحوي من التفاؤل الكثير وفيه من التشاؤم أيضاً لكن اعتقد ان هناك امكانية للتقاطع بين حملة المشروع الوطني من القوى الجديدة الصاعدة والمناضلين القدامى للحيلولة دون تدهور الأمور ناهيك عن مستوى التوازن الحاصل إلى حد ما بين مختلف القوى داخلياً قوى النفوذ والقوى الدولية مستوى الحيوية السياسية على الأقل لحملة المشروع الوطني.

* في خضم هذا الفرز الذي يشهده البلد والذهاب باتجاه تعميق الشروخ الاجتماعية بشكل رأسي ما السبيل لتجنيب المجتمع خطر هذا الانقسام؟

- باعتقادي أن استعادة الدور وبفاعلية للقوى السياسية والمدنية كرافعة أساسية للمشروع الوطني هو الوسيلة الأنسب واستنهاض حالة الوعي الوطني والسياسي في مواجهة المشاريع والدعوات الضيقة والتأسيس لذلك عبر بلورة استراتيجية عمل للقوى السياسية على قاعدة مخرجات الحوار الوطني والعمل وفقاً لذلك سواء في إطار السلطة أو في إطار المعارضة والحفاظ على الصراع عند المستوى السياسي.

* ما هي قراءتك للتوسع الحوثي باتجاه محافظات الوسط وعزمه في خطابه الأخير على خوض حرب جديدة في مارب؟

- أنا كنت من المتفائلين بالحركة الحوثية كقوة شابة جديدة وافضل أن أكون عند تفاؤلي هذا رغم ان هناك الكثير من الأمور التي قد توحي بعكس ذلك ولكن ما اخشاه هو ان يأتي هذا التوسع في إطار الاستدراج للحوثي ودرء خطره لمن استوحاه خارجياً ودفعه إلى حالة من الصراع الداخلي لاستنزافه ومعاقبة هذا الجزء من الوطن على موقفه من التغيير ونشاط ابنائه في ذلك على مستوى الوطن إضافة إلى خشية من أن هذا التوسع يؤسس لصراع بنفحة طائفية وجهوية في إطار ضرب كل القوى القادمة باسم التغيير والناجمة عنه.

* ما تفسيرك لانتعاش كل هذه المشاريع القزمية من طائفية ومذهبية ومناطقية مع اعتقادنا أننا تجاوزناها مع ثورة فبراير الشعبية وما أفق انتعاشها؟

- أولاً أنا أود لفت نظرك إلى ما حصل في اليمن عقب ثورة فبراير 2011 من تحول كبير خاصة على المستوى السياسي والاجتماعي وهذا التحول جرى التأسيس له منذ وقت مبكر وفي خضم هذا جرى ضعف قوى وسقوط أخرى وظهور قوى جديدة ووسط هذا استطاع الثوريون في اليمن تجاوز حدود الحمى التي رسمها من قبل من أراد تحجيم وإدارة مسار التغيير في اليمن سواء كان من قوى النفوذ والاستئثار في الداخل أو من قبل قوى من الخارج خاصة في الاقليم. لهذا سارعت هذه القوى المتساقطة إلى تعويض خسارتها عبر دفع قوى بمشاريع ضيقة وإحياء صراعات قديمة جهوية ودينية وإذكاء المشاكل والحروب بهدف خلق الصعوبات وإيجاد البيئة المناسبة لعرقلة عملية التغيير وإعاقتها لكن لاحظ ان هذا المسلك يأتي في ظل ضعف للمشروع الوطني بسبب ضعف المؤسسات السياسية والمدنية المسؤولة عن حمايته أي ان هذه المشاريع والنزعات تتم بدفع وتوجيه ودعم من قوى لا تريد لعملية التحول ان تتم وفي إطار الانقلاب على أبرز ثمار ثورة الشباب وإعاقة عملية التغيير وافتعال السلطة وتنفيذ الالتزامات الواجبة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني.

* وكيف يمكن التفاؤل بحركة ما تزال إلى الآن تعمل على تجريف العملية السياسية برمتها وتستقوي بالسلاح في وجه خصومها وتتغول على الدولة من خارجها؟

- ربما في سؤالك بعض أوجه الحق لكن لاحظ ان الدولة بمؤسساتها يتم استضعافها وتفكيكها مقابل بقاء العديد من القوى في وضع اقوى من الدولة وليس الحوثيين فقط وحتى تكون على قناعة بالجواب فانني أتمنى أن لا يكون هذا التغول مندرجاً في إطار الاستدراج أو التوجيه للقوى الجديدة.

* بعد اعلان لجنة صياغة الدستور الانتهاء منه يثار موضوع الفيدرالية وإقراره لخيار الأقاليم الستة أين يقف الحزب الاشتراكي من ذلك، خصوصاً وانه مع خيار الاقليمين؟

- أولاً مسودة الدستور المعلن عنها لم يتأكد أنها هي الرسمية الصادرة عن اللجنة، ويفترض بها ان تعرض على هيئة متابعة مخرجات الحوار أما بالنسبة لخيار الاقليمين فإن عملية تمسك الحزب بها تأتي من كونها الرؤية التي تم إعدادها بشكل منهجي تضمنت موقفاً متكاملاً يشمل تشخيصاً لمشاكل اليمن وتقديمها كحل مناسب مع العلم أنه لم يتم مواجهتها لا برؤية مماثلة بل ولا حتى مناقشتها. وأعتقد أن على السلطة والأطراف السياسية ألا تتعامل باتجاه الأقاليم عبر فرض خيار الأقاليم الستة لأن الشواهد الآن تدل بوضوح على خطأ هذا الخيار وصوابية الاقليمين ولا داعي للمكابرة والاستخفاف بالمستوجبات التي تفرض خيار الاقليمين.

* كلمة أخيرة تحب أن تقولها عبر "الثوري"؟

- اقولها لرفاقي في الحزب، المهمة صعبة أمامنا ويتطلب العمل بآليات فعالة تتناسب وطبيعة المرحلة على اتجاه استعادة روح المشروع الوطني وحالة الوفاق والسلم الاجتماعي، أهم هذه الآليات هي استعادة النشاط على المستوى الداخلي في الحزب والتناسب في ذلك بين السياسي والتنظيمي.

 

قراءة 2206 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة