وفاء يوسف:هادى أخطاء في إرضاء الاطراف المتنازعة.. ومخاوف من اتساع رقعة الصراع ليشمل الجنوب

  • الاشتراكي نت/ الثوري

السبت, 28 شباط/فبراير 2015 20:04
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

حطت «الثوري» رحالها فـي هذا العدد حيث ولد حلم اليمنيين فـي دولتهم المدنية التي تعبر عنهم هناك فـي ثغر اليمن الباسم عدن لتلتقي بعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الرفيقة وفاء عبده يوسف، شابة من شباب الحزب المؤمل منهم تجديد الحزب لنلمس لديها إحساساً عالياً بمشكلة البلد ورؤية لا لبس فيها للعبور نحو الدولة، كما أننا لمسنا أملاً ووعداً بمستقبل جميل.

 

إلتقاها: سام أبو اصبع

 

• فـي البداية أرحب بك رفيقة وفاء فـي صحيفة «الثوري» وأشكر قبولك استضافتنا وأود ان يكون المشهد العام للبلد عموماً وللجنوب خصوصاً مدخلاً لحوارنا كيف تقرئين المشهد السياسي فـي البلد عموماً والجنوب خصوصاً؟

- أولاً أنا من أشكركم لاختياري معكم ضمن هذا العدد. المشهد السياسي حالياً معقد جداً فالبلد يشهد تجاذباً للصراعات السياسية وخاصة بعد المعطيات الجديدة وتمكن الرئيس هادي من الوصول لعدن وفك الإقامة الجبرية المفروضة عليه وعدوله عن تقديم الاستقالة وطلبه لنقل الحوار الى أي محافظة آمنة ليكون حواراً فعالاً بعيداً عن أي ضغوطات يمكن ان تمارسها جهة ضد أخرى، وتعنت جماعة انصار الله أمام هذا الطلب وإصرارهم على فقدان الرئيس هادي للشرعية الدستورية. أما المشهد في الجنوب فيمكن التعبير عنه بسلطة تعمل على التنسيق مع بقية محافظات الجمهورية الرافضة للانقلاب دون الالتفات لمساعي الحراك الرافضة ذلك وبين قادة الحراك التي لم تعمل على استغلال الوضع السياسي والفراغ الدستوري في البلد بمزيد من التصعيد بما يلبي تطلعات أبناء الحراك أنفسهم. وجود هادي في الجنوب لم يغير من هذا المشهد الجنوبي كثيراً فالجميع في حالة انتظار وترقب لما سيقدم عليه الرئيس هادي في الايام المقبلة مع مخاوف من اتساع رقعة الصراع ليشمل الجنوب أيضاً..

• ما تقييمك لدور المرأة فـي المشهد الراهن؟

- لا يخفى على أحد الدور الذي قامت به المرأة إبان ثورة فبراير 2011 وكما كانت سباقة في النضال ها هي اليوم تتواجد جنباً الى جنب أخيها الرجل في المسيرات المنددة بالانقلاب ورفضاً لما سمي بالإعلان الدستوري حيث تعرض العديد منهن للاعتداء، كما أشير هنا بالدور البارز لوزيرة الإعلام المستقيلة الأستاذة نادية السقاف التي اتخذت من حسابها الشخصي في تويتر منبراً إعلامياً استطاعت ان تجابه به جماعة انصار الله خاصة بعد سيطرتهم على جميع وسائل الإعلام الرسمية حيث كانت القنوات الخارجية ووسائل الإعلام المستقلة تتناقل عن هذا المنبر الأخبار والاحداث أولاً بأول.

• كيف تفسرين هذا الحضور الخجول للمرأة الجنوبية فـي الحراك الجنوبي على الأقل هذا ما آراه أنا منذ 2007 وحتى اليوم؟

- العام الذي ذكرته هو بداية تكوين الحراك الجنوبي وكان مقتصراً آنذاك على أعضاء جمعية المتقاعدين العسكريين والمسرحين الأمنيين من أعمالهم ولم يكن حراكاً شعبياً كما هو عليه الآن، كان لأدوات القمع والاعتداءات والاعتقالات التي كانت تطال مسيرات وتظاهرات الحراك من قبل النظام السابق دور في خلق نوع من الخوف لخروج المرأة، إلا ان هناك من كسر هذا الحاجز، وأستدل هنا بالمناضلة زهرة صالح فقد تعرضت لعدد من الاعتقالات وهي إحدى مؤسسي اتحاد نساء الجنوب 2009.

مع التأكيد على وجود عدد من الناشطات الجنوبيات المتواجدات في ساحة القرار اللاتي يقمن العديد من الورش والندوات التوعوية.

• ما الأسباب التي أدت إلى تفريخ مكونات الحراك الجنوبي الرائد بسلميته ومطالبه المشروعة وانحرافه تحت أكـثـر من عنوان؟.

- نجاح النظام السابق في اختراق صفوف الحراك كان له دور كبير بالإضافة الى حملات التخوين والتشكيك بين أبناء الحراك أنفسهم، كل ذلك عمل على تشظي وحدة الصف الجنوبي وتكوين تجمعات تحت أكثر من مسمى في ظل غياب الحامل السياسي القوي.

• أين يقف الحزب الاشتراكي من ما يحدث اليوم فـي الجنوب وما تقييمك لدوره فـي الانتصار للقضية الجنوبية؟

- دعني أولاً أشير لنقطة أساسية وهي ان الحزب الاشتراكي كان له الدور الريادي منذ انطلاق الحراك الجنوبي حيث احتضنت مقرات الحزب في عدن التشكيلات الأولى لمكونات الحراك السلمي الجنوبي في عام 2007، كما ان قيادات وكوادر الحزب كانوا في طليعة الحراك كالأستاذ علي منصر محمد عضو المكتب السياسي سكرتير أول منظمة الحزب محافظة عدن وكذا الأستاذ حسن باعوم عضو المكتب السياسي للحزب الذي تعرض للاعتقال أكثر من مرة وغيرهم الكثير من كوادر الحزب الذين تعرضوا للقتل والقمع والاعتقالات، بالتالي فإن كوادر وقواعد الحزب كانت ضمن جماهير الحراك الجنوبي فمع أحداث ثورة فبراير وظهور القضية الجنوبية بقوة على الساحة السياسية كان لحل هذه القضية مدخل رئيس لتأسيس الدولة المدنية فقد قدم الحزب تصوراً كاملاً لشكل الدولة في مؤتمر الحوار الوطني (اقليمين) وأكد على ضرورة الحفاظ على الجنوب كياناً واحداً لا يتجزأ، كما أقر المجلس الحزبي الكونفرس حق شعب الجنوبي في تقرير مصيره واستعادة دولته، وكما أكدت الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب في دورة الشهيد الدكتور زين بوقوفها الى جانب تطلعات أبناء الجنوب ودعت الى توحيد الصف الجنوبي.

• ما هي أبرز أولوياتكم فـي الحزب فـي المرحلة الراهنة وما أبرز العوائق التي تعترض عمل الحزب فـي المحافظات الجنوبية وما السبيل فـي تجاوزها؟

- أبرز أولويات الحزب هي تنفيذ ما تضمنته توصيات المجلس الحزبي ومشروعه السياسي والتكاتف مع بقية القوى السياسية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بالإضافة الى تنشيط العمل التنظيمي للحزب والاهتمام بدور الشباب والمرأة، اما أبرز العوائق في كيفية استعادة الثقة بين قواعد الحزب والشارع الجنوبي وسيتم تجاوزها بالوقوف الى جانب أبناء الجنوب في تطلعاتهم وحقهم في تقرير المصير والدفاع عن حقوقهم وحث قواعد الحزب على المشاركة في منظمات المجتمع المدني المتنوعة.. والعمل على استرداد مقرات الحزب المصادرة.

• ما تقييمك للحركة الحوثية فـي الشمال والى أي حد يمكن ان تشكل خطراً على الجنوب؟

- الأحداث الأخيرة أظهرت الحوثي كمليشيات مسلحة تريد فرض سيطرتها على الواقع اليمني بقوة السلاح وتريد فرض مبدأ الشراكة بوسائل تتعارض مع العمل السياسي وأدوات بناء الدولة المدنية وهذا ما جعل الحوثيين يفقدون الثقة مع الشارع اليمني والقوى السياسية صاحبة مشروع الدولة المدنية وقد عملت حركة أنصار الله ان يكون لها تواجد في المحافظات الجنوبية في الفترة الأخيرة والمتتبع لآراء قادة الحركة يدرك انهم لا يضمرون خيراً للجنوب حتى ان البعض يدعو لاقتحامه فهم لا يجيدون إلا لغة السلاح والتهديد..

• ما تقييمك لأداء الرئيس هادي خلال الفترة السابقة وهل ما زال قادراً على استكمال تنفيذ مخرجات الحوار؟

- اليمن تحكمها عدد من القوى المتصارعة فيما بينها فأي رئيس كان سيتقلد أمور الحكم فيها لا بد وان يقابل العديد من التحديات وباعتقادي ان الخطأ الذي أوقع به هادى نفسه هو محاولته إرضاء جميع الاطراف المتصارعة وارتهن كلياً على الدور الدولي والاقليمي دون الارتهان للداخل - أي للشعب - الشعب الذي خرج يندد بعملية الانقلاب والإقامة الجبرية المفروضة عليه - بالإضافة الى دوره السلبي في إحداث تغيير موازين القوى في البلد.. اما بالنسبة للشطر الآخر من سؤالك فليس بإمكان طرف دون آخر على استكمال تنفيذ مخرجات الحوار حتى الرئيس نفسه لذلك يجب على جميع القوى السياسية بمن فيهم حركة انصار الله ان تتكاتف وتوحد الرؤى وان تلتزم بتنفيذ مخرجات الحوار.

• كلمة أخيرة أو رسالة تحبين توجيهها عبر صحيفة «الثوري»؟

- رسالتي الى جميع القوى السياسية بمن فيهم جماعة انصار الله ان يتحلوا بالعقل والحكمة اليمانية التي استطاعت تجاوز العديد من المنعطفات التاريخية الصعبة دون أي تعصب ينتج عنه عواقب كارثية سيتكبد اثره الشعب اليمني كاملاً ولن ينجو منها طرف فلا نريد للمشهد العراقي والليبي ان يتكرر في اليمن.

 

قراءة 2624 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة