إلتقت «الثوري» هذا العدد بعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي عن مديرية برط محافظة الجوف، الرفيق صدام عمير، حيث تناولنا فـي لقائنا معه أوضاع الحزب التنظيمية فـي المحافظة والصعوبات التي تواجه عملهم الحزبي، وتطرقنا الى أوضاع محافظة الجوف ومشاكلها..

• فـي البدء نود اطلاعنا على أوضاع محافظة الجوف.

- الأوضاع في محافظة الجوف مثلها مثل أية محافظة في الجمهورية اليمنية هذه الأيام, يسودها التوجس والتخوف إلى ما سوف تؤول إليه الأحداث الجارية في البلاد, حيث ونحن بين سلطتين أو شرعيتين، شرعية دستورية لهادي مع شرعية ثورية لأنصار الله. في ما يتعلق بالجانب الأمني تكاد تكون الأمور هادئة مع ترقب لما سوف تؤول إليه الأوضاع في اليمن عامة ومحافظة مارب خاصة.

• ما إمكانية دخول محافظة الجوف فـي جولة جديدة من الصراع المسلح؟.

- إمكانية اندلاع حرب جديدة في محافظة الجوف من وجهة نظري ان اندلاع أي حرب في الجوف -لا سمح الله- مرتبط بشكل أساس على الوضع في محافظة مارب وكنت أرى بأنه إذا حدثت حرب فإن الجوف لن تكون ساحة حرب حقيقة وإنما سوف تكون عبارة عن مؤخرة امداد للجبهة في مارب لأسباب عدة أهمها ان السيطرة الميدانية لمراكز القوى التابعة لحزب الاصلاح لم تعد على القوة نفسها خصوصاً بعد سيطرة أنصار الله على أغلب المديريات وخصوصاً التى كانت تعد ساحة نفوذ لتجمع الاصلاح.

• هل هناك إمكانية لتحدثنا عن الوضع العسكري ومدى سيطرة الأطراف المتقاتلة فـي محافظة الجوف؟

- محافظة الجوف تتكون من 12 مديرية, معظم مديريات المحافظة مسيطر عليها من قبل أنصار الله الحوثيين وهناك ثلاث مديريات لم تكن لهم السيطرة الكاملة مع تواجد لهم, ومديرية الحزم مركز محافظة الجوف في إطار هذه المديريات.

أما المعسكرات الموجودة في المحافظة فهناك لواء في مركز المحافظة معظم أفراده من المجندين بعد ثورة الشباب 2011. وقائد اللواء العميد عادل القميري محسوب على تجمع الاصلاح.

الكتيبة الأولـــى حــــرس حدود الموجودة في مديريه برط العنان وبالتأكيد سوف تكون قيادتها الجديدة التي لم نعرفها حتى الآن موالية لأنصار الله.

يوجد معسكر أو تجمعات قبلية في منطقة اليتمة التابعة لمديرية خب والشعف تابعة لتجمع الاصلاح وهي منطقة حدودية مع العربية السعودية..

• ما تعليقك على خروج الرئيس هادي الى عدن؟

- تعليقي على خروج هادي الى عدن: نلاحظ أنه ما إن أوشكت المفاوضات في موفنبيك على التوصل لاتفاق بشأن شكل السلطة التشريعية حتى جاء الخبر بخروج هادي الى عدن ليخلق وضعاً سياسياً جديداً خصوصاً بعد مطالبة هادي باسترداد شرعيته وبعد ان كان الوضع مائلاً لشبه توافق, وبالتالي فإن بعض الأحزاب والقوى السياسية التي كانت تحاور على مضض جاء لها خروج هادي الى عدن كسلم نجاة تتمسك به. وفي ضوء هذه التطورات أصبح هناك شرعية دستورية مع هادي كرئيس منتخب وفق المبادرة الخليجية, وشرعية ثورية لأنصار الله وفق الإعلان الدستوري, وبالتالي يحاول كل طرف العمل على جوانب عدة لتثبيت شرعيته على أرض الواقع, وفي رأيي الشخصي أرى بأن هناك شبه خلق لمعسكرين للوضع الدائر في اليمن وان كان المعسكر الشرقي المساند لأنصار الله يعمل بخجل منتظراً أي مستجدات على أرض الواقع بعكس الطرف المؤيد للرئيس هادي فقد كان أكثر وضوحاً في تأييده, وبالتالى سوف نلاحظ ان هناك صراعاً اقليمياً في اليمن من داخله صراع دولي مبطن وهذا ما نخشاه.

• فـي خضم ما حدث ويحدث فـي البلد فـي رأيك اليمن الى أين؟

- أرى ان البلد سوف تذهب الى ثلاث مسارات واحتمالات:

-1 ان تكون هناك سلتطان إحداهما في صنعاء والأخرى في عدن وبالتالي انتهاء الحوار السياسي, وربما -لا سمح الله- تصبح اليمن تصفية حسابات خارجية مع الأخذ بعين الاعتبار تنظيم القاعدة الذي يراقب الوضع ليرى الوقت والمكان المناسبين والطرف الأضعف للانقضاض عليه وان كانت المحافظات الجنوبية والشرقية أقرب لذلك.

-2 غلبة أحد الطرفين على الآخر, وان كنت أرى ان موازين القوة بيد أنصار الله للحسم عسكرياً لكن ذلك لن يؤدي الى استقرار, وما جرى في 94 يؤيد ذلك.

-3 ان تظهر الحكمة اليمانية المعروفة ويعود الجميع الى حوار حقيقي وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة ويعملوا على تغليب مصلحة الوطن.

• كيف ترى الأوضاع التنظيمية للحزب الاشتراكي فـي المحافظة؟

- فيما يخص الجانب التنظيمي سوف أتكلم عنه في إطار منظمة الحزب في مديريات برط حيث الوضع التنظيمي للحزب فيها لا بأس به وان كان مقتصراً فقط على اجتماعات ولقاءات سكرتاريات المنظمة والمديريات لا غير ويكاد تكون هذه الصفة الشائعة على مستوى منظمات الحزب في الجمهورية تقدر تقول إن الحزب يعاني من حالة أشبه بحالة الشلل في الجانب التنظيمي. كنت أتوقع انه بعد المجلس الحزبي الوطني المنعقد منتصف ديسمبر من العام المنصرم بأنه سوف يتم البدء بالعمل على خروج الحزب من حالة الغيبوبة التنظيمية لكن لم يحدث أي شيء وان كان فيه بداية من خلال بدء اجتماعات مجالس التنسيق الخاصة بالمحافظات الشمالية والجنوبية. يبدو ان الوضع العام في البلاد انعكس سلباً على الحزب وبالتالى حد من إمكانية البدء بالإصلاحات والهيكلة التنظيمية بداخله لكن نأمل -إن شاء الله- ان تتحسن الأوضاع في البلاد والتي بدورها تنعكس على وضع الحزب بشكل عام ووضع منظمة مديريات برط بشكل خاص.

• ما أولوياتكم بالنسبة لكم فـي الحزب الاشتراكي فـي مديرية برط وما أبرز الصعوبات التي تعترض عملكم؟

- اولوياتنا في الحزب الاشتراكي في مديريات برط وأبرز الصعوبات التي تعترض عملنا، من أهمها القيام بعملية ترميمية للوضع التنظيمي للمنظمة حيث يُعد الهاجس الأول لي شخصياً لأنه باعتقادي من خلال البناء التنظيمي المتكامل نستطيع ان نتواجد على مستوى الساحة المحلية بقوة لكن بدون ذلك سوف يكون التواجد عشوائياً وموسمياً.

ولعل أبرز الصعوبات التي تواجهنا يمكن تصنيفها في محورين:

المحور الأول: جانب مادي نظراً لشحة الموارد المالية فإننا لا نستطيع ان نقوم بكل الأعمال المناط بنا القيام بها.

المحور الثاني: الجانب الإعلامي والتوعوي نظراً لغياب الجانب الإعلامي كقناة فضائية أو اذاعة على أقل تقدير والذي من خلاله يمكن ايصال خطاب الحزب الاشتراكي اليمني الى الناس (القوى السياسية والاجتماعية) وبالتالي نلاقي صعوبة في إيصال ذلك للمجتمع في ظل تدني مستوى ثقافته.

• كلمة أخيرة تحب توجيهها عبر صحيفة «الثوري»؟.

- عبر صحيفه «الثوري» أحب أن أقول كلمة موجهة الى القوى السياسية اليمنية: اذا كنتم صادقين فيما تقولون بأن هدفكم هو اليمن ومصلحته فتنازلوا لبعضكم البعض ولا تعتبروا ذلك من باب النصر أو الهزيمة وإياكم والاستماع للأجنبي وان أظهر مدى حرصه واهتمامه، فـ(ما يحك جلدك غير ظفرك) كما يقول المثل كما أنني مرة أخرى أوجه شكري لـ»الثوري» ولك رفيق سام.