طباعة

لولا عبدالكريم: الحوثي يسعى لجر اليمن إلى الجغرافيا السياسية الإيرانية

  • الاشتراكي نت / إلتقاها: سام أبو اصبع

السبت, 21 آذار/مارس 2015 17:44
قيم الموضوع
(3 أصوات)

حول طبيعة الوضع وتعقيداته الشائكة ومحاولة الإجابة عن مشكلة البلد، التقت «الثوري» هذا العدد عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وعضو مؤتمر الحوار الوطني الرفيقة لولا عبدالكريم التي تحدثت إلينا من عدن حول جملة التعقيدات والأوضاع التي تعيشها البلد جنوباً وشمالاً وتصوراتها لشكل الحل.

• ما هي قرأتك للمشهد السياسي للبلد عموماً والأوضاع فـي المحافظات الجنوبية خصوصاً؟

- يبدو المشهد السياسي أكثر تعقيداً من بعد الإنهاء المفاجئ للحوار حيث بدأت أزمة سياسية جديدة بعد السيطرة العسكرية لمليشيات الحوثي وحلفائها رأس النظام السابق على مفاصل السلطة في صنعاء وإخضاعها بالقوة لهم.

هذا الفصل الجديد جعل اليمن تدخل وبشكل واضح في أتون صراع إقليمي قطباه السعودية وإيران، وربما قد تدخل البلد في حرب بالوكالة في حال فشل المساعي التي تبذل من قبل أطراف سياسيه خارج هذا الصراع ويأتي في طليعتها الحزب الاشتراكي.

بالنسبة للأوضاع في الجنوب ظهرت الأطراف السياسية والشعبية الجنوبية أكثر تماسكاً من السابق حيث أنها قد فقدت الأمل في بناء دولة مدنية حديثة موحدة مع صنعاء.

• كيف يمكن للبلد الخروج من هذا المشهد القائم الذي يبدو فـي أحيان كثيرة بلا أفق؟

- من خلال المتابعة للمستجدات على الساحة السياسية نرى البلد تتجاذبها سيناريوهات عدة، منها السيناريو الذي يسعى الحوثي من خلاله جر اليمن إلى الجغرافيا السياسة الايرانية ومعروف ان السياسة الايرانية معتمدة في قراراتها على مرجعيتها الدينية وهذا أيضاً ما يلاحظ تطبيقه في صنعاء من خلال شخصية السيد المتحكمة بأوجه قرارات الحوثيين كافة.

ومن وجهة نظري الشخصية أن المخرج الأساس للبلاد هو بالحوار الجاد والفعلي من أطراف العملية السياسية في اليمن كافة والعودة إلى المرحلة التي سبقت الإنهاء التعسفي للحوار ولكن بمشاركة فاعلة وبحضور الأطراف الرئيسة والفعلية للحراك الجنوبي وتلافي الأخطاء السابقة لمناقشة القضية الجنوبية ووضع ضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار وخلق البيئة الآمنة لها.

• ما أفق حل القضية الجنوبية فـي ظل هذا التصدع الحاصل فـي قيادة الحراك رغم بنيته الموحدة ومطالبه العادلة؟

- قدم الحزب الاشتراكي رؤية سياسية ناضجة لحل القضية الجنوبية واستعرض نشأتها وأبعادها السياسية والاجتماعية والتاريخية. وقد لامس من خلالها جوهر القضية الجنوبية وجاء الكونفرنس الحزبي ليؤكد رؤية الحزب ويؤكد حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم السياسي.

ومعروف ان الحزب الاشتراكي في الجنوب كان السبّاق في تأسيس الحراك مع مختلف القوى الجنوبية وأعتقد أنه نجح في رسم الطريق لحل القضية الجنوبية.

وفي ظل الصراع الحاصل بين قيادات الحراك ينبغي أن نتعامل مع التضحيات الجسام التي قدمها وما زال يقدمها شعب الجنوب لإبراز قضيته العادلة محلياً ودولياً.. بوعي أكبر من خلال مشروع سياسي ينتصر لهم وقد برهن الوضع القائم في صنعاء والتراجع بالعملية السياسية إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر إلى صحة مطالب الحراك في فض الشراكة مع نظام صنعاء.

• ما مدى تأثير الحزب الاشتراكي فـي الجنوب وكيف تنظرين لتعامله مع القضية الجنوبية؟

- حاولت سلطة 7 يوليو ومن خلال سياسة المنتصر التقليل من تأثير الحزب الاشتراكي في الجنوب وعملت جاهدة على إضعافه ولكنها لم تتمكن، فكان لمناضلي الحزب الاشتراكي في الجنوب شرف كسر حاجز الخوف وإشعال الشرارة الأولى التي فجرت ثورة الحراك الجنوبي المقاوم لسلطة 7 يوليو التي تحكم الجنوب بعد اجتياحه عسكرياً عام 94م.

وقاد الحزب في الجنوب الثورة الشعبية مع مختلف القوى السياسية والمدنية والعسكرية بنضال سلمي مدني وظل دور الحزب فاعلاً في كل محافظة ومديرية ومركز وحي.

وكان الحزب في الجنوب سبّاقاً في حمل مشروع المصالحة الوطنية الجنوبية التي مهدت لتمدد الحراك في مختلف أنحاء الجنوب.

ورغم الهجمة الشرسة التي شنها النظام السابق في بداية نشوء الحراك الجنوبي على أعضائه ومقراته وبعدها بالتحريض من خلال دس بعض الأشخاص في الحراك ضد الحزب لإضعاف دوره السياسي في الحراك الجنوبي، إلا أنها لم تستطع وسقطت قبل نجاح مؤامرتها على الحراك والجنوب.

ومن المعروف ان الحزب في الجنوب يتعامل مع القضية الجنوبية بشكل موضوعي وداعم لها من خلال مشاركته في جميع الأنشطة الجنوبية الداعمة لتوحيد الصف الجنوبي ويشارك سكرتير منظمة الحزب في عدن ورئيس الهيئة القيادية للحزب في الاشتراكي في الجنوب في لقاء جنوبي ترعاه دولة الإمارات للخروج بقيادة جنوبية موحدة.

ولم يتوقف دور الحزب، فقد عمل على تقديم العديد من الرؤى السياسية وقام بعدد من الأنشطة السياسية والدبلوماسية من خلال لقائه بممثلي البعثات الدبلوماسية التي زارت عدن لإيصال القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية.

• من خلال معايشتك اليومية وما تلمسينه أنت، كيف ينظر المواطن الجنوبي فـي الجنوب لانتقال الرئيس هادي الى عدن؟

- المواطن الجنوبي لم يستغرب لما حصل لهادي وبدا وكأنه كان متوقعاً أنه سيتم الانقلاب عليه، لأن الجنوبيين قد عانوا من النظام السابق وحلفائه.

• ما تقديرك لدور المرأة فـي الحراك خصوصاً، وفـي المشهد العام عموماً؟

- شاركت المرأة الجنوبية في الحراك مشاركة فاعلة منذُ انطلاقته الأولى عام 2007 وتنوعت مشاركتها ما بين المشاركة الجماهيرية الفاعلة ميدانياً وكذا على مستوى اللقاءات السياسية والمؤتمرات الجنوبية إضافة إلى إسهامها الكبير في إيصال القضية الجنوبية والانتهاكات التي تعرض لها أبناء الجنوب إلى المنظمات الدولية المعنية.

• راهن الحزب الاشتراكي على الحوار ووضع كل بيضه فـي سلة واحدة، إلى أي حد كان هذا الرهان صائباً، خصوصاً ونحن نرى هذا الانحراف المرعب للعملية السياسية باتجاه الحرب؟

- لم يراهن الحزب الاشتراكي على الحوار بالدرجة التي أشرت إليها وإنما شدد الحزب الاشتراكي على الحوار وبذل جهداً كبيراً بهذا الاتجاه وحذر الأطراف التي تمتلك السلاح وتراهن على قوتها في فرض مشاريعها السياسية خارج الحوار والتوافق الوطني من أن مصيرها الفشل وبرهن على ذلك بفشل القوى السياسية المتحالفة في حرب صيف 94م العدوانية الظالمة وذهبت بالبلد إلى قتل مشروع الوحدة اليمنية والتي تتصارع حالياً هي ذاتها وتجر البلاد الى حرب طائفية بالوكالة بعد أن دمرته اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً مزقت البلاد وانتهت بتمزيقها هي كقوى سياسية.

ظل الحزب الاشتراكي يقف كقوة سياسية وطنية ثالثة يؤكد أن الحوار - بلغة كيفية إخراج البلد من دوامة الأزمات المعقدة والمركبة التي يعيشها - هو المنطق السليم بعيداً عن منطق الحسم العسكري الذي يقود دعاته البلاد والناس إلى منزلق يصعب وقفه ووقف تداعياته الكارثية.

ويعمل الحزب الاشتراكي اليمني حالياً لبناء حركة سياسية جماهيرية لتمثل رافعة حقيقية لإنقاذ البلد الذي أنهكته قوى الصراع والهيمنة.

• كونك عضواً فـي مؤتمر الحوار عن الحزب الاشتراكي إلى أي حد أنتم راضون عن أدائكم كفريق فـي الحوار؟

- كان أداء الحزب الاشتراكي رائعاً جداً في جميع فرق العمل المشاركة، ولا أبالغ إن قلت إنهم لعبوا الدور الرئيس بإعداد الرؤى للنقاش وكان إسهامهم إيجابياً جداً في وضع القضايا الهامة في التأسيس للدولة المدنية الحديثة وخاضوا مواجهات ومحاججات عدة واستطاعوا إقناع غالبية زملائهم بصحة ما يطرحونه، هذا كان في إطار جهود أعضاء الحزب في فرق العمل التي أسندت إليها قضايا ومحاور بحسب اختصاص كل فريق. ولكن تفاجأنا باختتام مؤتمر الحوار قبل حسم القضيتين المركزيتين للحوار المتمثلة في القضية الجنوبية وشكل الدولة.

• هل هناك صعوبات تواجه عملكم فـي الحزب فـي عدن، وإذا كان الجواب نعم، ما هذه الصعوبات وما السبيل لتذليلها؟

- باعتقادي أن المشكلة الأساس التي تواجهنا في منظمة الحزب الاشتراكي في عدن هي شحة الإمكانيات مقارنة بالحراك السياسي المتسارعة وتيرته والتي تفرض على الحزب مسؤولية التواصل والتواجد في كل مكان حيث من المعروف أن العديد من ممتلكات الحزب ما زالت حتى اللحظة بيد سلطة الفيد السابقة، غير الانتهاكات والتحريض ضد الحزب التي تستهدف تحجيم نشاطه وإضعاف دوره السياسي والشعبي وتضخ إمكانيات كبيرة لهذا الغرض وتعمل على استقطاب أعضائه على المستوى القيادي والقاعدي والمتوسط حتى وصلت لحد التحريض لعدم التأجير للحزب لإقامة مقرات له في المديريات.

كما ان ضعف الإمكانيات حالت حتى اللحظة من توفير موقع الكتروني وصحيفة خاصة تساعد في إيصال وجهة نظرنا ونشاطنا كحزب في المحافظة والمحافظات الجنوبية.

• ما تقييمك للحركة الحوثية وتحالفاتهم مع رأس النظام السابق، إلى أي مدى أن يشكل هذا التحالف خطراً على البلد عموماً والجنوب خصوصاً؟

- في تقديري هي تحالفات لها شقان: الأول انتقامي ثأري لتصفية خصوم لهم، والآخر استعادة السيطرة على الحكم في إطار المركز المقدس في الشمال ويؤسس هذا التحالف إلى صراع طويل الأمد يحمل في طياته أبعاداً مناطقية جهوية وطائفية ومذهبية، وخطورته على الجنوب تتمثل في استمرار نهج الحرب ضد الجنوب الذي تأسس قبيل اشتعال حرب 94م العدوانية الظالمة التي استهدفت استباحة الجنوب ومقدراته وإخراج أبنائه من الشراكة في دولة الوحدة وجعلهم موظفين تابعين للمركز الحاكم في الشمال.

 

قراءة 3793 مرات

من أحدث

1 تعليق