علي الحاشدي: الحرب تمثل خيار الضرورة الحتمية لتحالف الحرب (صالح والحوثي)

  • الاشتراكي نت/ الثوري

الخميس, 02 نيسان/أبريل 2015 17:41
قيم الموضوع
(0 أصوات)

فـي البداية يجب أن ننوه أن لقاءنا بالأستاذ النقابي علي الحاشدي وعضو اللجنة المركزية للاشتراكي قد أجريناها قبل أن يشن تحالف حرب صالح والحوثي حربهم على الجنوب وخيم عليها هاجس الحرب ومحاولة الهروب من كابوسه الجاثم على أحلام اليمنيين.. إلى الحوار:

إلتقاه: سام أبو اصبع

• تضيق الخيارات يومياً فـي الحلول السلمية وتتعزز خيارات الحرب وتحضر أدواتها لتقتحم العملية السياسية وتسقطها ما تفسيرك رفيق علي الحاشدي لهذه المآلات المؤسفة للمشهد العام فـي البلد؟

- نحن أمام مشهد وطني وصل الصدام فيه بين المشروع الوطني المستقبلي الذي ينتج الحلول والمعالجات للصراعات ويقدم حلاً لمشاكل الشعب الاقتصادية والاجتماعية، وتشكل وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل الإطار النظري لحملة هذا المشروع فيما يمثل المشروع الآخر تحالفات من الماضي ليس لها من قضية غير مشاريع رموزها النخبوية الباحثة عن استعادتها للعرش الذي فقدته. وهذا التحالف يرفع شعارات ووعود غير واضحة وتشتغل على المخاوف الأمنية والوحدوية ومشاريع الكراهية والعداء تجاه الآخر في الداخل والخارج. وتعد ثورة فبراير 2011الشبابية الشعبية والحراك الجنوبي السلمي والمكونات المدنية بما فيها القاعدة الجماهيرية للتنظيمات والجماعات والأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية التي شاركت في النضال السلمي المدني جميعها تتجه الي الاندماج في التحالف الحامل للمشروع الوطني للتغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية اللامركزية وفق نظام الأقاليم. فيما يمثل تحالف المشروع الآخر حملة المشروع القائم على استعادة الحق الإلهي بالولاية ويقف على رأسه عبدالملك الحوثي كرمز يعيد الأمل بالحق في استعادة السلطة للمتطلعين لها من الفصيل الذي يمثله والذي يعتمد في مشروعه على تركيز السلطة وخصوصاً مراكزها ومواقعها الفصلية في أيدي أصحاب الحق مع إشراك تمثيل رمزي وشكلي للآخرين من المتهافتين على السلطة من أحزاب ومناطق مختلفة لمحاولة إكساب سلطته شرعية التمثيل الوطني. ويضم هذا المشروع حليف الضرورة الآخر الذي يطمع في تحالفه مع انصار الله إلى العودة إلى السلطة من جهة أو على الأقل الشراكة الفاعلة معها والحفاظ على المصالح والمكاسب التي حققها خلال حكمه ودفع المخاطر التي تتهدده جراء انتصار المشروع الوطني الذي يأتي بخصومه جميعاً للسلطة. ويقف على رأس هذا التحالف الرئيس السابق بما يمثله من ثقل إرث السلطة وتحالفها وغنائمها وعداوتها مع الآخر ومنظومة المصالح التي تشكلت تحت مظلة هذا النظام وما زالت تحتفظ بمواقع كثيرة في كل السلطات وفي قيادة الجيش والأمن والسلطة المحلية، هذا التحالف رغم ما جمع من ثروة ومن رموز العصبوية القبلية والجهوية والتي كان يأتي بها نظام صالح لتمثيل المشروعية والاحتماء بها من التغيير باعتماد منهجية اللعب على رؤوس الثعابين إلا أن قوة هذه المنظومة أصبحت هشة وفي طريقها للتفكك بسبب فقدانها للقاعدة الشعبية والقدرة على القمع في مواجهة النضال السلمي الذي سحب قاعدته الاجتماعية.

• مــا الفــرص المتاحـــة للخــروج بالبلـد من هذا الكابوس الجاثم على حياة اليمنيين المتمثل فـي شبح الحرب التي بتنا نسمع دوي طبولها أكـثـر من أي وقت مضى؟

- إن الحرب تمثل خيار الضرورة الحتمية أمام أطراف هذا التحالف الذي يصعب عليه القبول بالحلول التي تضمنتها وثيقة مخرجات الحوار الوطني ما لم يحصل تنازل من الآخر تحت ضغط الحرب عن قضايا جوهرية منها ما يمثل تهديداً خطيراً على هذا المشروع الذي عمل في تحالفه استقطاب القاعدة الاجتماعية الجهوية إلى صفه بالحرب على اعتبار انها الخاسر الأكبر من تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

تحضر الحرب بأدواتها وهي تحمل مساومة كبيرة على المشروع الوطني ولا تلوح أمامها مكاسب حقيقية لانتصار القوة بالحرب ولذلك ستظل تضغط وتساوم سياسياً حتى آخر لحظة وفي كل الأحوال ستعود الي الحل السياسي وهي تراهن على استثمار التوسع على الأرض باعتبار ذلك يزيد من قاعدتها الاجتماعية خارج مناطق النفوذ الجهوي. مع انها باتت تخسر التعاطف والانصار على الأرض بفعل التمدد والسيطرة على السلطة بصورة تقدم خدمة للآخر. وتوحد الجنوب في مواجهة مشروع الحرب عليهم كما توحد القوى الممثلة للمشروع الوطني ضد مسلكها العدواني بالحرب.

إن التهديدات والفرص والمخاطر التي تبدو أمام الطرفين تجعل خيارات الحرب خيار الضرورة حتى لو حمل في نتائجه بذور الخسارة والانتحار بسبب وجود عامل آخر في الصراع يتمثل في هشاشة ذلك التحالف وقيامه على تكتيكات مرحلية وحسابات الاختراق وسيطرة كل منهما على السلطة وقوتها والتحكم بها للحسم ضد حليفه في الصراع.

الخلاصة: ان واقعاً جديداً يتشكل تبدو فيه خيارات المشروع الوطني وتحالفاته العريضة التي تشكلت من معارضة نظام علي صالح ومنها الحراك السلمي الجنوبي والثورة الشبابية الشعبية والمجتمع المدني ومن تنامى واتساع قاعدة هذا التحالف ومع اشتداد الصدام والاستمرار في مسار الحرب التوسعية وانضمام معارضة الخارج اليها وتوحد الجنوب أمام الحرب وكذلك الموقف الوطني المناهض للحرب بشكل عام وضد الجنوب بشكل خاص سيؤدي إلى محاصرة تحالف الحرب الممثل بصالح والحوثي ويفقده الكثير من أي مكسب يمكن ان يحققه انتصار هنا أو هناك، كما ان التحالف ضد الحرب كفيل بخلق لحمة وطنية فرضتها خيارات الحرب على اليمنيين في الشمال والجنوب.

• كيف تنظر للبعدين الاقليمي والدولي فـي الصراع القائم اليوم والمسيطر على المشهد داخلياً؟

- إن التدخلات والصراعات الاقليمية الداخلة في الصراع بقوة يستحيل وصولها الى صفقة لصالح طرف الحرب الذي يمنع انتصار مشروع الآخر بالقوة ويمنع الانهيار الاقتصادي الذي يمثل التهديد الأكبر ونقطة الضعف أمام قوى الحرب ويجبرها على العودة للمسار السياسي.

إن الحرب مهما كانت نتائجها على الأرض عسكرياً فإن نتائجها أيضاً على الأرض سلمياً سوف تتعزز وتبقى مع بقاء الدور الدولي ضامناً للاستقرار الاقتصادي الذي بدوره يضمن عدم انهيار العملية السياسية.

• ما تقييمك للأداء السياسي للأحزاب السياسية عامة والحزب الاشتراكي خاصة خلال الفترة من مؤتمر الحوار وحتى اليوم؟.

- كان دور الأحزاب السياسية كبيراً وفاعلاً في إحداث التغيير وضمان التوازن في مواجهة القوة وفي التحكم بحركة الشارع وعدم انجراره كلياً للحرب الفوضوية وكانت مصدر قوة في الوصول إلى إنجاز وثيقة وطنية جامعة للتغيير وبناء الدولة اليمنية الاتحادية الجديدة التي تحاصر قوى الحرب وتحد من مخاطرها وتوحد الشعب وقواه حولها كخيار يصعب الاتفاق على مشروع آخر بديل عنه ويمكن ان يتفق عليه الجميع.

• لكن على ما يبدو ان القوى فـي الداخل بات من الواضح انها وصلت فـي حواراتها الى طريق مسدود يجعلنا ذلك أمام احتمالات الانهيار الكبير، كيف ترى ذلك؟.

- قد تحدث تنازلات عن بعض القضايا لكن مشروع بناء الدولة سيظل جوهر أي اتفاق، خيارات الانهيار والفوضى الشاملة خطير على الجميع ومحكوم بحالة انقسام تام بموقف المجتمع الدولي والاقليمي بصورة يكون فيها الانقسام سبباً في تمويل حروب الفوضى والاتفاق عليها على المدى الطويل ومثل هذا فيه استحالة الحدوث بسبب أهمية موقع اليمن ومخاطر الحرب على المصالح الدولية والاقليمية.

• وفـي موضوع الحزب الاشتراكي الذي تنتمي إليه كيف تقيم أداءه السياسي؟

- أداء الحزب الاشتراكي كان فاعلاً في العملية السياسية خصوصاً في صياغة وتشكيل محددات المشروع الوطني المستقبلي حول قضايا الصراع.

رغم ذلك فإن الحزب يعاني من ضعف في العمل المؤسسي إلا ان الحزب كسب سمعة ومكانة في الشارع وكان وما يزال ذا الإرث النضالي التاريخي وتجربته ولفكره الاجتماعي ونضاله من أجل العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية ودولة القانون والشراكة في السلطة والثروة وفي استعادة شراكة الجنوب وفي نهجه ومواقفه السلمية والمدنية المعادية لمشاريع القوة والعنف والتطرف ومشاريع التوريث وطرحه بقوة لخيار الدولة المدنية الاتحادية قد كسب سمعة ومكانة وتأثيراً كبيراً يفوق فاعلية دور أطره التنظيمية وإعادة الحيوية والنشاط للنخب المثقفة ولمناضلي الحزب والحركة الوطنية الذين غادروا صفوفه أو السياسة في الماضي وأثرت تلك الإنجازات إيجابياً في حركة الشارع وخبرته النضالية وفي استعادة منظمات المجتمع المدني لنشاطها.

• كلمة أخيرة؟

- أمام الحزب مهام خلق اصطفاف وطني عريض يفرض عليه ان يعمل على إصلاح نفسه من الداخل وفق نظم وهياكل مؤسسية تؤهله للنهوض في قيادة هذا التحالف.

قراءة 2795 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة