ناجي الحنيشي: تحالف الحرب يدمر اليمن من اجل السلطة مميز

  • الاشتراكي نت/ حوار: سام ابو اصبع

الأحد, 17 أيار 2015 19:21
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مع تصاعد حدة الحرب في اكثر من جبهة على صعيد الداخل وفي اكثر من محافظة كان لـ"لثوري" وقفة في احدى هذه الجبهات المشتعلة للوقوف على سير ما يحدث في الارض وكانت وقفتنا هذه المرة في جبهة مأرب مع سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي الرفيق المناضل ناجي الحنيشي الذي وضغنا في صورة ما يحدث هناك

حاوره: سام ابو اصبع

في البدا نرحب بك رفيق ناجي ونود ان تضعنا في صورة ما يحدث في مأرب ؟

ج- بداية أحيك واحيي صحيفة الثوري وهيئة تحريرها وجهودهم المبذولة في هذه الظروف البالغة التعقيد والخطورة  من اجل تقديم رسالة إعلامية صادقة عما يدور غي بلادنا. وفيما يخص سؤالكم نود القول إن هذه المحافظة شانها شان بقية محافظات اليمن ومدنها وقراها تشهد مواجهات وحروب وقتل وتدمير منذ قرر الثنائي صالح /الحوثي توجيه قواتهم ومليشياتهم صوب هذه المحافظة المسالمة والوادعة والمنتجة لأغلب خيرات الشعب اليمني (النفط،الغاز، الطاقة الكهربائية) .

ما يحدث هنا حرب . لكنها ليست حرب جديدة بل مرحلة جديدة من حرب مستمرة على هذه المحافظة  المنتجة لنفط والغاز والكهرباء ! فقط اختلفت الأهداف والشعارات وتبدل طفيف لمسعريها وموجهيها وقادتها .

الحرب مستمرة، وضحاياها كثر في هذه المحافظة ،حيث قرر صالح ومعه الحوثييون قتل الناس تحت يافطة شعارات باطلة وحقيرة تخفي هدفهم الرئيسي والمتمثل في محاولاتهم لكسر الإرادة والكرامة المأربية التي حالت دون التنفيذ الخاطف لمشروعهم، وساعدت على استنهاض همم الشعب للمواجهة الجمعية .هنا يقاوم الناس بكل الوسائل ، ويقدمون التضحيات لمنع الهمجية القاتلة والروح الاستبدادية الاستعلائية النيل من حياتهم ومدنهم وقراهم ومساكنهم وذويهم ،وهم عازمون على الذود عن الحمى بغض النظر عن التكلفة.

-ماهي قرائتك لمايحدث في مأرب خصوصا واليمن عموما ؟

ج- علينا الإدراك إن اليمن وأبنائها يدفعون ضريبة قبولهم المذل لحكم متخلف تدميري، استمر لأكثر من 3عقود من الزمن . نحن وغيرنا ندفع ثمن رضوخنا لنظام فاقد الاهليه للحكم .. أنها ضريبة باهظة لسكوتنا وقبولنا للظلم والجور والمعاناة والتسليم بالأمر الواقع ،المفروض بوسائل القوة والعنف والحرمان والنفي والرشاوى والملفات السرية ، و المزاوجة بين تخلف العسكر والمال المدنس والمقطوع من قوت ودواء الشعب ..أن ما يحدث أمرا رهيبا وقاسيا غير انه نتاج لواقع قبلناه مكرهين أو بدونه عبر عمليات تزيف قذرة للوعي في جمهورية فارغة المعنى من كلما له علاقة بالإنسان واحتياجاته وهمومه ومصالحه ، بما في ذلك العيش الكريم . جمهوريتنا التي كنا  نتغنى بها ، جمهورية حكمها الغباء وحولها إلى مخزن كبير للأسلحة لم يشهد له التاريخ مثيل، ودون علمنا أو بالأحرى بتغاضينا وعدم اكتراثنا حين كانوا يفخخون مدنا وقرانا ومدارسنا ومعاهدنا حتى حين توالت الانفجارات المدمرة من مخازن قاتلنا وحولت حياتنا جحيما وموتا، كنا نهذي بأقسى العبارات نلعن النتيجة بدلا عن السبب .نشتم النهايات المأساوية وندع البدايات الإجرامية .

ما تشهده اليمن عامة ومأرب جزء منها عبارة عن مواصلة قتلنا وتدمير كل شي لاستعادة مُلك اعتقد الحاكم السابق انه حق ابدي والهي له ،ولذريته من بعده ،ومن اجله سيدمر كل شي ويقتل كل وشخص . ما تشهده البلد هو القتل والتدمير من شخص قرر قبل إن يموت يشفي غليله المريض من الجميع حتى جماعاته وجيشه ومليشياته وأقاربه ، وفي مسعاه هذا وجد له رفيقا أو بالأحرى اوجد له رفيقا يماثله هواياته ويشاركه أهدافه وأدواته ،فالي جانب توفير الغطاء الضروري لشن الحرب واستباحة المدن وقتل الناس والحشد لها اجتماعيا وجهويا وطائفيا ،وفر رفيقه الشعار الذي كان بأمس الحاجة إليه وهو يخطط لحربه ..هنا الراية والشعار وهنا التخطيط والأدوات . والنتيجة هي كل هذا القتل وكل هذا الخراب والدمار.

- كيف هي الاوضاع الانسانية والمعيشية في محافظة مأرب ومامدى تأثرها بالحرب الدائرة فيها ؟

ج- يعاني سكان المناطق التي شهدت وتشهد مواجهات الحرب ظروفا إنسانية بالغة السوء وخاصة مناطق الجذعان وصروح وحريب ، وتتفاقم المعائاة عند الأسر التي فقدت عايلها في هذه الحروب. وقد شهدت مناطق كثير حالة من النزوح الكبير ،نزوح داخلي ونزوح خارجي . والحالة الإنسانية ستتفاقم أكثر فيما لو استطاعت قوات صالح ومليشيات الحوثيون من دخول مدينة مأرب أي عاصمة المحافظة حيث يعيش أكثر من عشرون ألف نسمة منهم 90% من أبناء المحافظات الأخرى مثل تعز واب وريمه وعمران وغيرها ، وهم يقلقوننا أكثر من السكان المحليين القادرون بعكس أولئك في المدينة على تدبير أمورهم بقليل من الصبر مع جيرانهم ومجتمعاتهم المحلية ، وعلى العموم فقد ألقت الحرب وشرورها على كاهل الجميع بالويلات والمصائب وزادة المعاناة بسبب انعدام الكثير من متطلبات الحياة البسيطة .

- على اي مسافة يقف الحزب الاشتراكي من ما يحدث في مأرب اليوم ؟

ج- ما نحن إلا من قومنا ،بمختلف مكوناتهم وتوجهاتهم وميولهم ،لسنا ضد أحد إلا أولئك الذين يحاولوا فرض أجندتهم بوسائل العنف والإكراه، بالقتل والتدمير ،أما غيرهم فلا مشكلة معهم بما في ذلك أنصار الله هنا.

- وعلى ماذا يراهن الحزب للعبور نحو الدولة في ظل هذه الحرب المستعرة في اكثر من جبهة ومن محافظة ؟

ج- نحن في مأرب نراهن ومعنا كل شرفاء اليمن على إيقاف هستريا القتل التي تلبست صالح وإحالته إلى المحاكم لينال العقاب على ما أقترفه بحق هذا الشعب ،الذي صبر عليه لمدة33عاما وهو يسومه سوم العذاب، ومن ثم عودة الجميع إلى الحوار المفضي إلى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وفقا وجدولا زمنيا محددا ... نحن نراهن إن تستعيد قوى الشعب الحية القدرة المبادرة وان تفوق من غيبوبتها وتتوحد من اجل إخراج بلدنا من مخلفات نظام القتل والتدمير والفرقة والشتات، من خلال دولة اتحادية مدنية يشترك فيها الجميع. دولة الحكم الرشيد والحقوق والحريات .

- اين تتواجد قوات الحوثي وصالح وعلى اي جغرافيا داخل مأرب ؟

ج- تتواجد قواتهم في جزاء من مديرية حريب وفي مديريات مارب الغربية وجزء من مديرية مجزر المجاورة لمحافظة الجوف.

.- وما طبيعة المقاومة الشعبية المتواجدة على الارض واماكن نفوذها ؟

ج- في مأرب هناك نوعان من المواجهات مع قوات صالح والحوثيون الاولى عبارة عن حرب عنيفة بين قوات مهاجمه وقوات مدافعة ،أهمها الجارية بشكل متواصل على مسافة 14كيومتر عن عاصمة المحافظة ، والنوع الثاني وهي المقاومة والتي تتركز في المناطق التي بالفعل احتلت من قبل الغزاة .

وتحت لواء المقاومة ينطوي الجميع أو بالأحرى ممثلي مختلف المكونات القبلية والاجتماعية والسياسية وإن بصور مختلفة ومتفاوتة وبإمكانات غير متساوية لكن للجميع هدفا رئيسا جامعا وهو منع هذه القوات من دخول مأرب وعاصمتها بكل السبل والطرق من جهة وطردهم من المناطق التي احتلوها من جهة أخرى . هنا يمكن الفول إن  الجميع مدرك للآثار التدميرية التي سيخلفها دخولهم هنا وبقائهم ،والتي  ستقع ليس على أولئك الرافضين لهم  بشكل واضح  بل ـ وعلى المرحبين والمنسقين لدخولهم، وبتالي على الجميع. بما في ذلك على المصالح الحيوية للشعب اليمني .

- كلمة اخيرة تحب ان توجهها عبر الثوري؟

ج- لنتوحد ضد حرب صالح وأطماعه التدميرية تجاه البلد والشعب ومن ثم سنجد ألف حل . ودون ذلك سيذهب الجميع إلى حيث ألقت ...!!

كان ولا يزال الكثيرون من شركائنا وغيرهم يتهموننا كاشتراكين بالمولاة لأنصار الله ،والدعم لهم ،وأننا منسقون معهم، وهذا القول فيه شي من الحقيقة عندما كانوا يُضربون ويقتلون في مناطقهم. حينذاك كان الاعتقاد السائد أنهم ضحايا لنظام جرعنا الويلات جمعا ، حينها كنا نبدي قدرا من التعاطف كضحايا لضحايا مماثلة !! لكن مع الأيام تحول من اعتقدنا أنهم ضحايا مثلنا إلى قتلة من طرازا جديدا ينتقم من كل شي. والأدهى والأمر أنهم متحالفون مع من أذاق الشعب وهم جزء منه الأمرين بل ومتماهون معه إلى أقصى الحدود في تنفيذ مخططاته الثأرية بحق الوطن عبر هذه الحروب والقتل والتدمير والاجتياحات للمدن والمحافظات

قراءة 3109 مرات آخر تعديل على الأحد, 17 أيار 2015 20:02

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة